هل حقن الفيلر والبوتوكس آمنة على المدى الطويل؟

4 دقيقة
هل حقن الفيلر والبوتوكس آمنة على المدى الطويل؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Pavlovska Yevheniia

ملخص:

المشكلة: أصبحت حقن البوتوكس والفيلر من العمليات التجميلية غير الجراحية الشائعة التي يجريها النساء والرجال من مختلف الأعمار للحفاظ على شبابهم ونضارة وجوههم وإخفاء التجاعيد. وعلى الرغم من أنها تبدو غير مؤذية، فهي قد تسبب آثاراً جانبية صحية بعيدة المدى إذا تمت في صالونات تجميل ولدى مختصين بالشعر والمكياج ممن يحقنون الفيلر والبوتوكس، دون خلفية طبية لديهم. من الآثار الجانبية طويلة المدى لحقن الفيلر والبوتوكس تقلُّص مفرط أو ناقص لعضلات الوجه بعد زوال مفعول البوتوكس وضعف العضلات وتغييرات الملامح وترقق واضح للجلد وتغير طفيف في لون الجلد أو ملمسه، كما قد يحدث الالتهاب المتأخر الناجم عن تفاعلات فرط الحساسية وظهور الحبيبات الناتجة عن العدوى والاحمرار المتأخر وهجرة الفيلر، وهي آثار تظهر بعد الحقن بأسابيع إلى أشهر. هذه الآثار يجب التوعية بشأنها واللجوء إلى طبيب مختص في حالة الرغبة في استخدام حقن الفيلر والبوتوكس.

أصبحت حقن البوتوكس والفيلر من العمليات التجميلية غير الجراحية الشائعة التي يجريها النساء والرجال من مختلف الأعمار للحفاظ على شبابهم ونضارة وجوههم وإخفاء التجاعيد. وعلى الرغم من أن هذه العمليات تبدو غير مؤذية، فهي تسبب آثاراً جانبية صحية بعيدة المدى، إليك أبرزها في هذا المقال.

اقرأ أيضاً: ما هو التسمم الوشيقي؟

ما هو الفرق بين البوتوكس والفيلر؟

البوتوكس هو منتج مشتق من سموم البكتيريا التي تُدعى ذيفان السجقية (Botulinum toxin) مصمم خصيصاً لاستهداف العضلات الموجودة أسفل الجلد، وتتم الاستفادة منه في شلّ حركة العضلات لإيقاف تشكُّل التجاعيد، بينما الفيلر هو مادة تعمل بمثابة حشوة فوق الجلد لملء التجاعيد أو نفخ الجلد كما في فيلر الشفاه وغالباً تتكون من حمض الهيالورونيك.

الآثار الجانبية الطويلة المدى لحقن البوتوكس

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على استخدام البوتوكس لأغراض تجميلية منذ ثمانينيات القرن العشرين، وأعداد مستخدمي هذا السم العصبي للتجميل في تزايد. وتشكّل أبرز الآثار الجانبية الطويلة المدى للبوتوكس ما يلي:

1. تقلُّص مفرط أو ناقص لعضلات الوجه بعد زوال مفعول البوتوكس

بعد استخدام البوتوكس بشكلٍ مستمر عدة سنوات، سوف تتدرب العضلات على عدم تكوين تعابير تسبب التجاعيد، ما سيساعد على التحكم بحركة عضلات الوجه وتجنب العبوس المفرط والتحديق ورفع الحاجبين في المستقبل، لكن يمكن أن يؤثّر هذا لاحقاً عندما يزول مفعول البوتوكس، فيكون التقلص إمّا مفرطاً وإمّا ناقصاً.

2. ضعف العضلات

يمكن على المدى الطويل أن تنكمش عضلات الوجه وتصبح خاملة نتيجة عدم استخدامها بانتظام. هذا لا يعني أن الوجه سيضمر بالكامل، فالبوتوكس يُحقَن في أماكن منفصلة على الوجه، لكن العضلات المعالَجة بحقن البوتوكس سوف تضمر في النهاية.

3. تغييرات الملامح

يمكن أن يؤدي استخدام البوتوكس على المدى الطويل إلى تغييرات دائمة في وجه الشخص، ما يمنحه مظهراً خالياً من التعابير، وقد يؤدي هذا إلى نقص حركة العضلات وعدم القدرة على إظهار تعابير الوجه حتى إن أراد الشخص.

4. ترقق واضح للجلد

قد يسبب حقن البوتوكس في الوجه ترققاً واضحاً للجلد بعد سنوات من الاستخدام، ويعني هذا ظهور أوردة تحت الجلد في مناطق ذات سماكة طبيعية، لكن هذه الظاهرة ليست شائعة، وترتفع احتمالات الإصابة عمن يأخذون حقن البوتوكس في سن مبكرة، أي في العشرينيات.

5. تغير طفيف في لون الجلد أو ملمسه

يلاحظ بعض الأشخاص الذين يأخذون حقن البوتوكس سنوات طويلة وجود تموجات مرئية في الجلد فوق العضلات المُعالَجة، فضلاً عن تغير لون الجلد، إذ يمكن أن يظهر الجلد عند إبراز التعابير الوجهية وكأنه مجعد ومؤلف من أخاديد وقمم.

6. أخذ جرعات إضافية عند عدم وجود حاجة

استخدام البوتوكس سنوات يعني أنك ستحتاج إلى كمية أقل وأقل من أجل التجديد بمرور الوقت، إذ تصبح العضلات أقل قوة، وقد لا تحتاج إلى كمية كبيرة من البوتوكس أو لا تحتاج إلى تكرار الحقن بالوتيرة السابقة نفسها، لكن بعض العيادات تستمر بجرعات الحقن نفسها وبالمواعيد ذاتها لزيادة الربح.

7. صرف الكثير من النقود

تكلف حقن البوتوكس الكثير من المال لمَن يستخدمونها، إذ يدوم مفعول الحقنة من 3-6 أشهر فقط، وعند جمع المبلغ الذي تصرفه على حقن البوتوكس خلال سنوات، ستجد أنه مكلف ويحتاج إلى ميزانية كبيرة.

للتخفيف من الأعراض السابقة، يمكن استخدام حقن "بيبي بوتوكس"، وهي حقن البوتوكس بجرعات أصغر، تُعطي مظهراً أكثر طبيعية بعد كل جلسة مقارنة بالجرعة التقليدية مع الفوائد نفسه، وتكلف أقل وتسبب أعراضاً جانبية أخف وتختصر وقت التعافي.

اقرأ أيضاً: بديل البوتوكس: ما العلم وراء استخدام رقع السيليكون لتنعيم البشرة ومحاربة التجاعيد؟

الآثار الجانبية المحتملة للفيلر بعد الحقن مباشرة

يمكن أن يسبب الفيلر في بعض الحالات عند حقنه الأعراض التالية:

  • تعطيل الإحساس في مناطق الجلد التي يتم حقنها به.
  • انسداد الأوعية الدموية، وذلك عند حقن الفيلر في الشريان أو حوله، فقد يقل تدفق الدم أو يتوقف عن المرور، حيث يبدو الجلد شاحباً ويبدأ بالتحول إلى اللون الأزرق على مدار 24 ساعة بعد الحقن، وعادةً ما يكون هذا مؤلماً، وفي حال إهماله قد يبدأ الجلد بـ "الموت" ويتحول إلى اللون الأسود.
  • رد الفعل التحسسي عندما يكون الجسم حساساً للمادة الاصطناعية المحقونة، ويظهر حينها احمرار وتورم حول منطقة الحقن.
  • التفاعل الالتهابي نتيجة إدخال مادة غريبة إلى الجسم وتحفيز جهاز المناعة.

اقرأ أيضاً: الآثار الجانبية والمضاعفات الناجمة عن حقن البوتوكس أو الفيلر

الآثار الجانبية لحقن الفيلر في المدى البعيد

بالإضافة للآثار الجانبية المباشرة، يمكن أن تسبب حقن الفيلر أثاراً جانبية طويلة المدى، وتستغرق هذه التفاعلات العكسية عدة أسابيع إلى أشهر بعد الحقن حتى تختفي، وذلك بمفردها أو باستخدام الأدوية، وتشكل أبرز هذه الآثار ما يلي:

1. الالتهاب المتأخر الناجم عن تفاعلات فرط الحساسية

يظهر التورم في تفاعلات فرط الحساسية المتأخرة بعد بضعة أسابيع على الأقل من حقن الفيلر ويسبب ما يلي:

  • الوذمة.
  • تصلب الجلد.
  • تغير لون الجلد في مواقع حقن الفيلر.
  • ظهور عقيدات مؤلمة.
  • ظهور خراجات أو قيح.

2. ظهور الحبيبات الناتجة عن العدوى

يمكن أن يؤدي حقن الفيلر إلى نمو حبيبات على الجلد نتيجة للعدوى، وعادةً ما يظهر الورم الحبيبي الناتج عن العدوى على هيئة كتل أو عقيدات مترافقة مع احمرار وتورم وصديد وحساسية. قد يكون السبب في هذه الحالة وجود تلوث بفيروس أو بكتيريا أو فطريات أو مجموعة من الميكروبات في الفيلر.

3. الاحمرار المتأخر

احمرار الجلد من أكثر الآثار الجانبية شيوعاً لحقن الفيلر في الوجه بسبب الالتهاب الحاد في المنطقة المعالجة. لكن هذا التأثير الجانبي يظهر بعد فترة وجيزة من الإجراء وقد يستمر مدة 2 إلى 3 أيام فقط. في حالة احمرار الجلد المتأخر، يمكن أن يكون الاحمرار ناتجاً عن تفاعل فرط الحساسية، ويستمر بالترافق مع العدوى.

5. هجرة الفيلر

وهي الحالة التي يغادر فيها الفيلر مكان الحقن لمنطقة أخرى. ويتحدث الدكتور سعد السعدان، استشاري أمراض جلدية وجراحة الجلد والليزر في مقابلة له، عن هجرة الفيلر فيقول إنها غير مؤذية لكنها تسبب تشوهاً في الشكل.

بمرور الوقت، قد يؤدي الاستخدام طويل الأمد للفيلر أيضاً إلى ضعف عضلات الوجه والرأس والرقبة، وقد تؤدي هذه الآثار الجانبية إلى عواقب غير مرغوب فيها عند البلع، مع تأثر وظيفة الحبال الصوتية وحركات العين عند الحقن حول العيون، وقد يسبب أيضاً الرؤية المزدوجة.

تُعالج الآثار الجانبية طويلة الأمد للفيلر عادةً من خلال أخذ المضادات الحيوية عن طريق الفم في حال العدوى أو تناول مثبطات المناعة مثل الستيروئيدات لتخفيف رد الفعل التحسسي، ويمكن حقن أنزيم هيالورونيداز لإذابة الفيلر عند الحاجة، وهذه كلها يحددها الطبيب المختص وتُجرى تحت إشرافه الطبي.