يحتاج الجميع إلى الملح من أجل توازن سوائل الجسم ولقيام العضلات والأعصاب بوظائفها؛ لكن تناول الكثير من الملح ضار بالجسم، وقليله أيضاً ضار. يتحد كلٌ من الصوديوم والكلور لتشكيل المركب المعروف كيميائياً باسم كلوريد الصوديوم، والمعروف عموماً بالملح. عندما نتحدث طبيّاً عن الملح في الجسم، فالمقصود هو شوارد الصوديوم التي تُشكل 40% من الملح، وارتفاع الصوديوم في الدم هو ما يُعرف بارتفاع الأملاح، وهو ما يسبب شعورنا بالعطش، وتنشط الكليتين للتخلص منه. تعرف معنا على كل من أعراض ارتفاع الأملاح أو انخفاضها في الجسم، والأضرار الناجمة عنها، وعلاج كلتا الحالتين.
مصادر الملح وأنواعه
يوجد القليل من الملح طبيعياً في معظم الأطعمة؛ لكن يُضاف المزيد منه إلى الأطعمة لتحسين النكهة أو حفظ الأطعمة. يمكن إضافة إحدى أنواع الملح التالية: ملح الطعام أو الملح الصخري أو ملح البحر أو ملح الكوشر أو ملح الهيمالايا الوردي؛ التي تختلف عن بعضها في المذاق والملمس واللون. قد تحتوي بعض أنواع الملح على كميات ضئيلة من الكالسيوم والبوتاسيوم والحديد والزنك، وغالباً ما يضاف اليود إلى [tooltip content="هو مركب كيميائي مهم جداً لصحة الإنسان والحيوان، ويتكون من أيونات الصوديوم والكلور التي تتوضع بهيئة مكعب بلوري، يطلق على هذا المركب ملح المائدة لأن الإنسان يستخدمه جداً في طعامه، وهو العامل الأساسي لملوحة البحار." url="https://popsciarabia.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/%D9%83%D9%84%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%85-%D9%85%D9%84%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B9%D8%A7%D9%85/" ]ملح الطعام[/tooltip]
.
بالمقابل تحتوي الأطعمة المصنَّعة والأطعمة الجاهزة والوجبات السريعة والدجاج المجمد، الكثير من الملح، وكان أجدادنا يضيفون الكثير من الملح لحفظ الطعام، وذلك لأن الكميات الكبيرة منه تمنع نمو البكتيريا التي تسبب فساد الأطعمة.
توصي جمعية القلب الأمريكية بألا تتجاوز كمية الملح التي يتناولها الشخص 2.3 غرام من الصوديوم يومياً كحد أقصى - أي حوالي ملعقة صغيرة واحدة.
اقرأ أيضاً: الملح قد يؤدي إلى الجوع وليس إلى العطش
أهمية الأملاح في الجسم
يستخدم الجسم الصوديوم للحفاظ على توازن السوائل، والصوديوم ضروري لصحة القلب والكبد والكلى والأعصاب ووظيفة العضلات، كما أنه ينظم سوائل الدم ويمنع انخفاض ضغط الدم.
أسباب انخفاض الصوديوم في الجسم
ينخفض الصوديوم في الجسم لعدة أسباب:
- تناول كمية غير كافية من الملح.
- انسداد الأمعاء الدقيقة.
- الإسهال أو الإقياء الشديد.
- قصور الغدة الدرقية.
- اضطرابات الغدد الكظرية؛ مثل مرض أديسون الذي يؤثر على قدرة الغدة الكظرية على تنظيم توازن الصوديوم والبوتاسيوم والماء في جسمك.
- شرب الكثير من الماء.
- الحروق.
- خلل في إفراز الهرمون المضاد لإدرار البول.
- أمراض الكبد أو الكلى أو القلب.
- تناول بعض الأدوية؛ مثل مدرات البول وبعض مضادات الاكتئاب والمواد الأفيونية.
أعراض انخفاض الأملاح في الجسم
تدل بعض الأعراض على عدم توازن الأملاح في الجسم، وانخفاض مستويات الصوديوم في الدم تؤثر على نشاط الدماغ؛ ما يؤدي إلى:
- الخمول.
- الدوخة .
- الارتباك والنسيان.
- مشاكل في التفكير.
- تشنجات العضلات.
- احتباس السوائل.
- الاكتئاب.
- ضيق في التنفس.
- الصداع.
- النوبات وفقدان الوعي وغيبوبة قد تؤدي إلى الموت.
اقرأ أيضاً: دراسة علمية تكشف أضرار الملح وتطرح بدائل لتقليل الوفيات
أضرار تناول القليل من الملح
إن تناول القليل من الملح يمكن أن يخفض ضغط الدم عند المصابين بأمراض الضغط؛ ولكن بالنسبة للأفراد الأصحاء، فيكون متوسط الانخفاض ضئيلاً للغاية. على العموم؛ إن اتباع نظام غذائي قليل الملح يمكن أن يكون ضاراً جداً. فقد يسبب ما يلي:
- ارتفاع الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية.
- تناول أقل من 3000 مغ من الصوديوم يومياً يرتبط بزيادة خطر الوفاة من أمراض القلب.
- تقييد تناول الملح يزيد من خطر وفاة الأشخاص المصابين بقصور القلب بنسبة 160%.
- اتباع نظام غذائي قليل الملح قد يزيد من مقاومة الأنسولين.
- زيادة خطر وفاة مرضى السكري من النوع 2.
علاج انخفاض الأملاح
يختلف علاج نقص الصوديوم في الدم حسب السبب. قد يكون العلاج:
- التقليل من تناول السوائل.
- تعديل جرعة مدرات البول.
- تناول الأدوية لعلاج الأعراض مثل الصداع والغثيان والنوبات المرضية.
- علاج الحالات الأساسية المسببة للانخفاض.
- تسريب سيروم ملحي وريديّاً.
اقرأ أيضاً: كيف نستطيع أن نقلل ملح الطعام في وجباتنا حتى نتجنب الأضرار الناتجة عنه؟
أسباب ارتفاع مستويات الصوديوم
تتعدد الأسباب المؤدية لارتفاع نسبة الصوديوم في الدم، ومن أهم هذه الأسباب:
- مشكلة في الغدد الكظرية.
- زيادة التبوّل المرتبط بمرض السكري.
- فقدان الكثير من السوائل بسبب التعرق أو الإسهال أو تناول مدرات البول.
- تناول الكثير من الملح .
- الإفراط في استخدام بعض الأدوية؛ بما في ذلك مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية وحبوب منع الحمل والملينات.
- الحروق.
أعراض ارتفاع الأملاح في الجسم
أهم أعراض فرط صوديوم الدم:
اقرأ أيضاً: هذا ما يحدث لجسمك عندما تفرط في تناول الملح
أضرار ارتفاع الأملاح
زيادة نسبة الصوديوم في الدم تُسبب مشاكل صحية مثل:
- هشاشة العظام.
- حصى الكلى.
- ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- السكتة الدماغية .
يُضعف القلب
وفقاً لجمعية القلب الأمريكية فإن زيادة الصوديوم في الدم، تؤدي إلى سحب المزيد من الماء إلى مجرى الدم. مع زيادة حجم الدم، يزداد الجهد الذي يقدمه القلب ليضخ الدم في جميع أنحاء الجسم، وبمرور الوقت يمكن أن يؤدي ذلك إلى إضعاف جدران الأوعية الدموية؛ مما يجعلها أكثر عرضةً للتلف.
السكتة الدماغية
يساهم ارتفاع ضغط الدم أيضاً في تراكم الترسبات في الشرايين؛ مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب. وتحث الجمعية الناس على تناول المزيد من البوتاسيوم مع تقليل الصوديوم؛ حيث يُعتقد أن البوتاسيوم يقلل من الآثار السلبية للصوديوم.
أمراض المناعة الذاتية
بالإضافة إلى ذلك، فإن الإفراط في تناول الصوديوم يحفز جهاز المناعة، ويتسبب بحدوث أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة، والتصلب المتعدد، والحساسية، وغيرها.
إصابة الأطفال بالسمنة
إن الأطفال الذين يستهلكون الأطعمة المالحة هم أكثر عرضةً لتناول مشروب سكري معها، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة خطر إصابتهم بالسمنة.
يُنصح الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو أمراض القلب والأوعية الدموية أن تكون نسبة الملح التي يتناولونها أقل من 1500 مغ يومياً.
علاج ارتفاع الصوديوم في الدم
يمكن أن يحدث ارتفاع الصوديوم الدم بسرعة خلال 24 ساعة، أو بشكل أبطأ خلال أكثر من 24 إلى 48 ساعة، ويعتمد علاجه على تصحيح توازن السوائل والصوديوم في الجسم. في الحالات الخفيفة، يُعالج عن طريق زيادة تناول السوائل، أما الحالات الأكثر خطورةً، فتتطلب تعويض السوائل وريديّاً.
اقرأ أيضاً: كيف يعمل ملح الشتاء؟
تناول كميات كبيرة من الملح وسرطان المعدة
سرطان المعدة هو خامس أكثر أنواع السرطانات شيوعاً. وثالث سبب رئيسي للوفاة بالسرطان في جميع أنحاء العالم، وهو مسؤول عن أكثر من 700 ألف حالة وفاة كل عام. وتربط العديد من الدراسات بين الأنظمة الغذائية الغنية بالملح وزيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة بنسبة 68% - مقارنةً بأولئك الذين يتناولون كميات منخفضةً من الملح.
عزى بعض الباحثون السبب في ذلك إلى أن تناول الكثير من الملح يؤدي إلى نمو جرثومة المعدة؛ الملوية البوابية المعروفة باسم هيليكوباكتر بيلوري، وهي بكتيريا يمكن أن تؤدي إلى التهاب وقرحة في المعدة؛ ما يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة. بينما أشار باحثون آخرون إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالملح يؤدي إلى تلف بطانة المعدة والتهابها؛ وبالتالي تعريضها لمواد مسرطنة.
اقرأ أيضاً: جرثومة المعدة: المتهم الأول في سرطان المعدة