كيف يمكن لمصابي السكري من النمط الثاني اتباع حمية الكيتو؟

كيف يمكن لمصابي السكري من النمط الثاني اتباع حمية الكيتو؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Kristina Kuptsevich

وُجد نظام الكيتو الغذائي لأول مرة في عشرينيات القرن الماضي كأحد التدابير العلاجية للصرع، ومع الوقت تبين أنه فعّال في درء العديد من الأمراض. وعلى الرغم أن الحمية الغذائية كانت ركناً أساسياً من أركان تدبير داء السكري النمط الثاني، فقد طُرح العديد من التساؤلات فيما إذا كان نظام الكيتو مناسباً لمرضى السكري، خاصةً لأنه يركّز على الدهون والبروتينات ويحد بشدة من الكربوهيدرات وهذا يعني سكر دم أقل، فهل يناسب نظام الكيتو مرضى السكري أمْ له مخاطر؟

اقرأ أيضاً: هل الكيتو مناسب لمرضى السكري من النوع الأول؟

نظام الكيتو يقلل من سكر الدم لكنه لا يناسب الجميع

على الرغم من أن نظام الكيتو الغذائي فعّال لدى بعض الأشخاص المصابين بداء السكري النمط 2، فإن هناك الكثير مما يجب مراعاته حول اتباعه كنمط غذائي لديهم، وذلك حسب الأخصائية الغذائية ميليسا ماتيو المسجلة في عيادة كليفلاند في ولاية أوهايو الأميركية، إذ تقول ماتيو: "إن إدارة داء السكري من خلال نظام غذائي تتخذ نهجاً فردياً بالدرجة الأولى، وهناك الكثير لتوازنه فيما يتعلق باحتياجاتك الصحية وأهدافك، ومع أن نظام الكيتو الغذائي يساعد بعض الأشخاص على إدارة داء السكري لديهم، فإنه ليس مناسباً للجميع".

ما تأثير نظام الكيتو الغذائي في سكر الدم؟

اتباع نظام غذائي صارم يحد بشدة من الكربوهيدرات يُخفّض من نسبة سكر الدم دون شك، ولكن ماذا عن مرضى السكري الذين يتناولون الأدوية الخافضة للسكري؟ إجابة عن هذا السؤال تُحذّر ماتيو من خطورة حدوث نوب انخفاض سكر الدم، وتُضيف: "بالنسبة للأفراد المصابين بداء السكري، هناك سبب وجيه يدعو للقلق في حال انخفض سكر الدم لديهم بشكلٍ كبير، وبشكلٍ خاص في ظل تناول أدوية السكري الخافضة للسكر أو تناول الإنسولين".

لهذا السبب على مَن يرغب في اتباع نظام الكيتو الغذائي من مرضى السكري مراقبة مستويات سكر الدم بانتظام والتحدث مع مقدم الرعاية الصحية لمعرفة ما إذا كانت هناك تعديلات ضرورية على جرعات الدواء.

من جهة أخرى، من الجيد أن يُخفّض نظام الكيتو الغذائي من سكر الدم، إلّا أن انخفاض المستوى دون 70 مليغراماً/ ديسيلتر يعني بداية الدخول في نقص سكر الدم، لهذا على مرضى السكري ممن بدؤوا اتباع نظام الكيتو الغذائي التحسس لظهور أحد الأعراض التالية والتي تشير إلى حدوث نقص سكر الدم وهي:

  • الشكوى من الضعف العام.
  • الرجفان.
  • التعرّق المفرط.
  • تسرّع القلب.
  • الدوار.
  • ارتباك ذهني وعدم التوجه.
  • رؤية مشوشة.
  • اضطراب النوم.
  • الصداع.
  • حدوث النوب الاختلاجية في الحالات المتقدمة.

اقرأ أيضاً: ما هو النظام الغذائي الملائم لمرضى السكر التراكمي؟

ما أبرز المخاطر التي يُخشى أن يواجهها مرضى السكري النمط 2 عند الالتزام بنظام الكيتو؟

عندما نتحدث عن نظام الكيتو وداء السكري النمط 2، هناك عدة مفردات يمكن أن تكون مربكة نظراً لتشابهها، فالنظام يُسمى "الكيتو" وتوجد حالة صحية مرتبطة بداء السكري تُدعى بـ "الحماض الكيتوني السكري"، فما الرابط بينهما؟

في نظام الكيتو الغذائي، تتم الاستعاضة عن الغلوكوز كمصدر رئيسي للطاقة بالكيتونات، حيث تنجم الكيتونات عن حرق الجسم للدهون عند نفاد الكربوهيدرات. والكيتوزية هي التوازن المثالي الذي يبحث عنه كلُّ مَن يتبع نظام الكيتو، ويعني أن غلوكوز الجسم قد نفد، وبدلاً من ذلك يقوم الجسم بحرق الدهون وإنتاج الكيتونات لتوليد الطاقة.

يحدث الحماض الكيتوني السكري عندما يختل هذا التوازن بشكلٍ كبير وعندما تتراكم الكيتونات بمستويات عالية في الدم، الأمر الذي يجعل الدم حمضياً. وبشكلٍ عام، يحدث الحماض الكيتوني السكري بشكلٍ أكثر شيوعاً عند المصابين بالسكري النمط 1 حين يكون مستوى سكر الدم مرتفعاً للغاية وكمية الإنسولين غير كافية، إلّا أن هذا قابل للحدوث أيضاً لدى مرضى السكري النمط 2. ومن الأعراض التي توجّه نحو حدوث الحماض الكيتوني السكري والتي تتطلب الاتصال بمقدم الرعاية الصحية على الفور نذكر:

  • الضعف العام والإرهاق.
  • جفاف الفم.
  • رائحة نَفس تشبه رائحة الفاكهة.
  • البوال.
  • الغثيان والقيء.
  • صعوبة في التنفس.
  • الارتباك الذهني.

اقرأ أيضاً: أيهما أسوأ: شراب الذرة مرتفع الفركتوز أم السكر؟

هل نظام الكيتو الغذائي آمن لمرضى السكري النمط 2؟

ينبغي ألّا ننسى أن داء السكري حالة صحية مزمنة تتطلب تغيير وتعديل نمط الحياة. ومع أن التخطيط الدقيق للوجبات كما في نظام الكيتو فعّال علمياً في ضبط السكري، إلّا أنه غير آمن بشكلٍ تام وليس الخيار الأصح عندما يتعلق الأمر بالاستدامة واتباع نمط حياة جديد.

كما أن له مجموعة من المضاعفات الصحية، ويتوجب ألّا ننسى أنه يركّز على البروتينات، ما يجعله خياراً غير محبذ لدى مرضى السكري ممن يعانون من اضطرابات كلوية، حيث تكون الكليتان غير قادرتين على طرح مستقلبات البروتينات بسهولة.

ومع ذلك، لا يمكن أن ننكر الجوانب الإيجابية لاتباع نظام الكيتو الغذائي وعلى رأسها فاعليته في إنقاص الوزن، الأمر الذي يعتبر مهماً عند مرضى السكري الذين يعانون من مقاومة الإنسولين، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمؤشر كتلة الجسم، حيث يكون الكيتو خياراً للوصول إلى الوزن الصحي المستهدف بسرعة قياسية، لهذا ينبغي استشارة مقدم الرعاية الصحية والبدء بالنظام تحت إشرافه.

أمّا فيما يتعلق بأبرز السلبيات، فهو يعرّض لخطر متزايد لحدوث نوب نقص سكر الدم، خاصةً عندما لا يحقق الدواء والغذاء معاً توازن سكر الدم المطلوب. وإضافة إلى ذلك، يبقى من الصعب التقيد بنظام الكيتو الغذائي على المدى الطويل، وقد يُكلف حدوث نقص في بعض العناصر الغذائية، لهذا ينبغي التحدث مع الطبيب لمعرفة ما إذا كانت هناك حاجة إلى مكملات غذائية.

المحتوى محمي