ملخص: لطالما كان العسل موضعَ تقديرٍ لطعمه وفوائده الصحية. مع أكثر من 300 نوع، كلٌ منها له نكهات وألوان وخصائص غذائية فريدة، قد يكون اختيار الأفضل أمراً صعباً. عامة، يُصنّف العسل بناءً على أصله وطرق معالجته. حيث يصنع النحل عسل الزهور من رحيقها، بينما يأتي عسل الندى من الندوة العسلية التي تفرزها بعض الحشرات التي تتغذى على النسغ النباتي للأشجار. العسل الخام غير معالج، ويحتفظ بالإنزيمات الطبيعية والمغذيات، في حين يفقد العسل المبستر والمعالج لإطالة مدة صلاحيته، بعض خصائصه وقيمته الغذائية. يمكن التمييز بين أنواع العسل من حيث الطعم والقوام واللون. على سبيل المثال، يتمتّع عسل الأكاسيا بطعم زهري خفيف، في حين أن عسل السلم حار. أمّا من حيث الاستخدام فيُعدّ العسل الأكثر سيولة مثالياً لتحلية المشروبات، بينما العسل الأكثر تماسكاً جيد للدهن. يتراوح لون العسل بين الأصفر الفاتح إلى البني الداكن، وغالباً ما يحتوي العسل الداكن على نسبة أعلى من مضادات الأكسدة. تشمل الأنواع الشائعة عسل السدر والبرسيم والسلم والغابة السوداء والزيزفون والمانوكا والخزامى، ولكل منها خصائص وفوائد مميزة.
العسل، الإكسير الذهبي، تم استخدامه منذ آلاف السنين لمذاقه اللذيذ وفوائده الصحية العديدة. ومع توفر أكثر من 300 نوع من العسل، ولكل منها نكهته الفريدة ولونه وخصائصه الغذائية، قد يكون من الصعب اختيار الأفضل. فما هي أفضل أنواع العسل؟ وكيف يمكن التمييز بينها؟
تصنيف العسل
يمكن تصنيف العسل بناءً على عدة عوامل، بما فيه أصله، وطريقة حصاده، وطرق معالجته. ومع اختلاف النوع يختلف الطعم واللون والرائحة والاتساق، ما يجعل كل صنف فريداً بطريقته الخاصة. عموماً، يمكن تصنيف العسل وفقاً لمصدره إلى:
- عسل الزهر: هو العسل الذي يصنعه النحل من رحيق الأزهار، ويحصل عليه النحل من نوع زهري واحد أو من عدة أنواع.
- عسل الندى: ينتجه النحل الذي يجمع الندى العسلي، وهي مادة لزجة تفرزها الحشرات مثل المن التي تتغذى على عصارة الأشجار والنباتات. عادة ما يكون هذا النوع من العسل أغمق لوناً، وذا نكهة قوية خشبية وترابية.
كما يُصنّف وفقاً لطريقة معالجته إلى:
- عسل خام: وهو عسل غير معالج وغير مبستر، أي يحتفظ بمعظم إنزيماته ومغذياته الطبيعية.
- عسل معالج: هو عسل يتعرّض لعملية البسترة والتصفية لإزالة الشوائب، ما قد يطيل مدة صلاحيته، ولكنه قد يقلل هذا من قيمته الغذائية.
اقرأ أيضاً: العسل أو السكر البني أو السكر الأبيض: أي من هذه الخيارات الأفضل لصحتك؟
كيف يمكن التمييز بين أنواع العسل؟
يمكن التمييز بين أنواع العسل من خلال ملاحظة الفروقات بينها، وتضم:
طعم العسل
يختلف طعم العسل حسب مصدر الزهرة وأصلها. على سبيل المثال، لعسل السنط طعم زهري خفيف، بينما يتميز عسل السلم بنكهة حارة. ومن ناحية أخرى، يجمع عسل الزهور بين روائح الزهور المختلفة في مجموعة متناغمة.
قوام العسل
تنتج الأزهار المختلفة رحيقاُ بمحتوى متفاوت من السكر والماء، ما يؤثر على لزوجة العسل، حيث يتنوّع قوامه بين السائل إلى الصلب. يعد العسل السائل مثالياً لتحلية المشروبات، لإمكانية صبه وتحريكه، أما العسل الصلب فيحافظ على شكله وهو جيد للدهن على الخبز. يعود الاختلاف بينهما إلى محتوى العسل من الغلوكوز، حيث تزداد قابلية العسل للتبلور كلما زادت نسبة الغلوكوز فيه. ومع ذلك، فإن لكلا النوعين الطعم اللذيذ نفسه والفوائد الصحية ذاتها.
لون العسل
يختلف لون العسل حسب مصدر الزهرة ويمكن أن يتراوح من الأصفر الفاتح إلى البني الداكن. تشتهر أصناف مثل عسل البرسيم بلونها الفاتح، في حين أن عسل الغابة له لون أغمق. عموماً، القيمة الغذائية عالية في كلا النوعين، لكن العسل الداكن قد يكون محتواه من مضادات أكسدة أعلى، والتي يمكن أن تساعد على مكافحة الجذور الحرة وحماية جسمك من الأمراض.
أفضل أنواع العسل
يعتمد "العسل الأفضل" على التفضيلات الشخصية والاستخدام المقصود، ومن أشهر هذه الأنواع ما يلي:
1. عسل السدر
يُعدّ عسل السدر أحد أندر أنواع العسل وأكثرها جودة، إذ ينتجه النحل من رحيق زهر شجر السدر الذي يعيش في المناطق الجبلية النائية، ويزهر فترة قصيرة من العام. يُعدّ عسل نحل سدر اليمن أغلى أنواعه، ويتميز بنكهة قوية ولون يتراوح بين الذهبي والعنبري الداكن، وقوام كثيف، ورائحة عطرية مميزة جداً، غالباً ما يعتمد الخبراء عليها لتمييز هذا النوع من العسل.
2. عسل البرسيم
عسل البرسيم، هو نوع من العسل ينتجه النحل من رحيق أزهار البرسيم، وهو معروف بلونه بلونه الكهرماني الفاتح أو الأبيض، اعتماداً على التربة أو صنف البرسيم. يتبلور بسرعة لأنه يحتوي على الغلوكوز بنسبة أعلى من الفركتوز.
لعسل البرسيم رائحة تشبه مذاقه، حيث يلي طعمه الحلو في الفم نكهة متبقية تماثل القرفة الحارة وجوزة الطيب، وحلاوة تشبه الفانيليا.
اقرأ أيضاً: هل زراعة البرسيم في حديقة المنزل فكرة جيدة؟
3. عسل الطلح أو السلم
يُصنع عسل السلم من شجرة السلم (Acacia ehrenbergiana)، التي توجد بشكلٍ أساسي في منطقة حضرموت في اليمن، وهو عسل ذو لزوجة عالية، وهذا يميّزه عن أنواع العسل الأخف والأكثر سيولة مثل عسل البرسيم. كما يتميز بلون عنبري مائل للأسود، وطعم حار متبقٍ في الحلق.
4. عسل الغابة السوداء
عسل الغابة السوداء، هو عسل الندوة العسلية، الذي تصنعه النحلات التي تجمع الندوة العسلية من الأشجار بدلاً من رحيق الأزهار. ويتميز بما يلي:
- لون عنبري داكن مائل للأسود.
- قوام سميك ومعدل تبلور بطيء بسبب محتواه المعدني العالي، وانخفاض نسبة الغلوكوز فيه.
- نكهة قوية مقارنة بعسل الزهر، غالباً ما يوصف بأنه شعيري وأقل حلاوة.
- رائحة قوية ذات نفحات من التوابل أو الدخان أو العشب.
5. عسل الزيزفون
عسل الزيزفون، هو أحد أكثر أنواع العسل جودة، ينتجه النحل من أزهار الزيزفون العطرية. يتميز بأنه:
- حلو المذاق وذو نكهة خفيفة وليست طاغية مثل بعض أنواع العسل. بالإضافة إلى بعض النكهات الفريدة؛ مثل النكهة الخشبية والنعناعية مع لمسة من الطعم اللاذع.
- قوامه يميل لأن يكون كريمياً قابلاً للدهن. كما يتبلور بسرعة، بسبب ارتفاع نسبة الغلوكوز فيهن وعادة ما يحدث ذلك خلال مدة 4 أشهر.
- لونه ذهبي فاتح مع مسحة خضراء، ويتحول إلى لون كهرماني مع طول مدة حفظه.
6. عسل المانوكا
من أكثر أنواع العسل ندرة، لأنه ينتج عن رحيق أزهار شجرة المانوكا (Leptospermum scoparium)، التي تنمو فقط في نيوزيلندا وبعض أجزاء من أستراليا. يُعرف هذا العسل بخصائصه الفريدة، بما في ذلك النكهة القوية الترابية واللون الكريمي الداكن إلى البني الداكن، إلّا أن أكثر ما يُميّزه هو محتواه الغني من مركب يُسمَّى ميثيل غليوكسال (MGO) المضاد للميكروبات، ما يمنحه تأثيراته المضادة للبكتيريا القوية. حيث أشارت دراسة نشرتها دورية إيمز ميكروبيولوجي (AIMS Microbiology)، إلى أن عسل مانوكا قد يحتوي على نشاط مضاد للبكتيريا أكثر من العسل العادي.
اقرأ أيضاً: 5 حقائق مذهلة عن النحل لا يعرفها كثيرون
7. عسل اللافندر
هو نوع فريد من العسل ينتجه النحل من رحيق أزهار اللافندر. يُعرف هذا العسل بنكهته ورائحته الزهرية المميزة، المماثلة لنبات اللافندر نفسه. يبدأ عسل اللافندر عادةً باللون الأصفر الذهبي وقد يتطور إلى لون أبيض تقريباً بمرور الوقت. يتمتّع بقوام سميك بسبب محتواه العالي من الغلوكوز.