ما أسباب التعب الشديد والإرهاق عند ممارسة الرياضة؟ وكيف يمكن تجنبه؟

3 دقيقة
ما أسباب التعب الشديد والإرهاق عند ممارسة الرياضة؟ وكيف يمكن تجنبه؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/mapo_japan
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

إذا كنت من روّاد النوادي الرياضية أو من المواظبين على ممارسة التمارين يومياً، قد يكون من المألوف بالنسبة لك الهبوط المفاجئ في الطاقة والتعب الذي قد يُصيبك بعد دقائق قليلة من بدء ممارستك الرياضة.

وفي حين أنه من الطبيعي أن ينتابك التعب المفاجئ بين الحين والآخر، فإن الشعور المستمر بالتعب المفرط في أثناء ممارسة التمارين الرياضية قد يكون علامة على وجود مشكلات أساسية بحاجة إلى معالجة قبل أن تؤثّر في المسار الطبيعي لبرنامج التمارين الرياضية، وإليك أهم أسبابه وطرق علاجه.

اقرأ أيضاً: ما الوقت الأنسب لتناول الطعام عند ممارسة التمارين الرياضية؟

ما هو التعب الرياضي؟ وما أعراضه؟

التعب الرياضي هو حالة من التعب العام تحدث في أثناء ممارسة التمارين الرياضية أو بعدها، ولا يمكن علاجها فقط من خلال الراحة أو النوم. يمكن أن يؤثّر التعب الرياضي المفرط في الحياة اليومية؛ فقد يسبب تغييرات في الشهية مثل فقدان الشهية أو رغبة غير منضبطة في تناول المزيد بعض الأطعمة، وصعوبة في الاستيقاظ، وفقدان الرغبة الجنسية، وتقلبات الحالة المزاجية.

من الأعراض الرئيسية للتعب الرياضي المفرط:

  • النعاس.
  • الخمول.
  • نقص التركيز.
  • فقدان القوة والمقاومة.
  • مشكلات في الحركة والحساسية للصدمات.

متى يكون التعب الرياضي مفرطاً؟

تعتمد الرياضة على زيادة الجهد العضلي والطاقة والتمثيل الغذائي؛ حيث تبدأ التغيرات على المستوى الخلوي بزيادة إنتاج الميتوكوندريا داخل خلايا العضلات، وهي مصانع الطاقة في الجسم التي تنتج الوقود من غلوكوز الطعام الذي تتناوله والأوكسجين الذي تتنفسه. 

ومع ذلك، ثمة حد لهذه الزيادة يؤدي تجاوزه إلى نتائج عكسية مثل خسارة القدرات الرياضية المكتسبة والإضرار بالحالة الصحية.

على وجه العموم، عندما لا يزول التعب بعد الراحة والنوم وتناول الغذاء المناسب، أو تشعر به على نحو مفرط وغير مبرر لدى بذل مجهود رياضي طبيعي، فقد يكون ذلك علامة على مشكلة صحية يمكن أن تتفاقم وتزداد سوءاً.

يمكن القول إن التعب يكون مفرطاً وغير طبيعي عندما لا يتمكن الشخص من تحمله أو عندما يؤثّر في الحياة العادية بحيث يصبح الشخص غير قادر على ممارسة نشاطاته المعتادة.

يمكن أن يؤدي التعب الرياضي الطبيعي إلى تعب رياضي مفرط إذا لم يحصل الرياضي على قسط كافٍ من الراحة بعد جلسات التدريب ولم يتناول الغذاء المناسب.

اقرأ ايضاً: أفضل 5 رياضات دفاعية يمكن التدرب عليها في المنزل

أسباب التعب الرياضي المفرط

تُقسَّم أسباب التعب الرياضي المفرط إلى:

أسباب خاصة للتعب الرياضي

الأسباب الخاصة هي تلك التي ترتبط مباشرة بممارسة الرياضة، ومنها:

  • الحِمل المفرط (زيادة الوزن أو مدة الحمل).
  • عدم الحصول على راحة "وقت التعافي" فترة كافية بعد التمارين المرهقة؛ إذ يحتاج الجسم إلى يومين على الأقل لتجديد مخازن الطاقة، والسماح للعضلات باستعادة بنيتها.
  • عدم الحصول على العناصر الغذائية اللازمة للجسم (البروتينات والفيتامينات والمعادن وغيرها).

الأسباب العامة للتعب الرياضي

تُقسَّم الأسباب العامة للتعب الرياضي إلى نوعين:

1. أسباب نفسية وتشمل:

  • أحداث مؤلمة أو تتطلب جهداً نفسياً مثل الحداد أو فقدان الوظيفة أو الانفصال أو تغيير مكان الإقامة أو الامتحانات.
  • اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب الوسواس القهري.
  • إدمان الكحول والمخدرات.
  • اضطرابات النوم.

2. أسباب جسدية مثل:

  • الأمراض مثل التصلب المتعدد أو التصلب الجانبي الضموري أو الألم العضلي الليفي أو الوهن العضلي أو قصور الغدة الدرقية أو مرض أديسون أو الالتهابات أو الأورام.
  • الاضطرابات الهضمية وأمراض سوء الامتصاص مثل عدم تحمل اللاكتوز، والعلاجات الدوائية مثل المضادات الحيوية أو الكورتيزون أو حاصرات بيتا.
  • ارتفاع أو نقص السكر في الدم.
  • الجفاف لأن العطش يقلل إجمال حجم الدم، فيحثّ القلب على العمل بجهد أكبر للحصول على الكمية ذاتها من العناصر الغذائية والأوكسجين وإيصالها إلى العضلات، مستنزفاً الطاقة بسرعة.
  • فقر الدم الناتج عن نقص الحديد "الأنيميا"، إذ يؤدي نقص الحديد إلى انخفاض كمية الأوكسجين في الدم، ما يؤدي بدوره إلى انخفاض إنتاج الطاقة في العضلات والدماغ.
  • نقص المعادن مثل البوتاسيوم والمغنيزيوم.

اقرأ أيضاً: أيهما أهم في رياضة المشي: السرعة أم المسافة؟ العلم يجيب

الوقاية والعلاج من التعب الرياضي المفرط

إذا كنت تعاني التعب في أثناء ممارسة التمارين الرياضية وبعدها، ولا تستطيع التعافي بسهولة، فإليك كيفية تجنب التعب الرياضي المفرط وعلاجه:

الوقاية

  • التوازن هو المفتاح: هذا يعني اتباع برنامج تدريب يتضمن ما يكفي من الجهد لتحسين الأداء وتحقيق النتائج، إلى جانب فترات كافية للراحة والتعافي، مع الحرص على عدم التسبب بأي ضرر جسدي أو إصابة أو ألم. يجب أن يوضع هذا البرنامج من قِبل مدرب رياضي معتمد.
  • الاستماع إلى جسمك: انتبه إلى العلامات التحذيرية مثل انخفاض الأداء أو التعرّض للإصابات أو التعب الذي يستمر فترات طويلة. يمكن أن تشير إلى الإفراط في التدريب.
  • دعم جسمك: التغذية السليمة أمر بالغ الأهمية للتعافي. يحتاج الرياضيون إلى ما يكفي من السعرات الحرارية والكربوهيدرات والبروتينات لدعم جسدهم وإصلاح العضلات.
  • تعزيز قوتك ومرونتك: ضمّن تمارين القوة والمرونة في برنامج التدريب للمساعدة على تجنّب الإصابات الناجمة عن الرياضة.
  • النوم الكافي: يُعدّ الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد (7-8 ساعات يومياً) أمراً ضرورياً.

اقرأ أيضاً: دليلك الشامل لتمرين العضلات التي تنسى تمرينها

العلاج

  • الراحة: هذه هي الخطوة الأكثر أهمية. خذ فترة راحة من التدريب لتسمح لجسمك بالتعافي.
  • تمارين اللياقة: فكّر في الأنشطة الرياضية مثل السباحة أو اليوغا للحفاظ على اللياقة البدنية دون الضغط على مجموعات محددة من العضلات.
  • التغذية: تأكد أنك تتبع نظاماً غذائياً صحياً ومتوازناً، يوفّر ما يكفي من السعرات الحرارية والعناصر المغذية للتعافي.
  • الصحة النفسية: يمكن أن تكون تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو التنفس العميق مفيدة في الاسترخاء.
  • طلب المساعدة الطبية: إذا لم تشعر بالتعافي بعد الراحة وتناول الغذاء المناسب، استشر الطبيب أو اختصاصي تغذية للحصول على إرشادات صحية.