ملخص: يفتخر العالم العربي بتراث رياضي غني بالألعاب الرياضية التي تقدّم العديد من الفوائد الصحية، ومن أهمها أولاً، ألعاب القوى وتشمل الجري والقفز والرمي والمشي، وتوفّر فوائد صحية مثل التحكم في الوزن، وتحسين حساسية الإنسولين للوقاية من مرض السكري، وتحسين مستويات الكوليسترول، ونمو العضلات، وتقليل التوتر. ثانياً، السباحة ويمكن ممارستها بعدة طرق، تختلف عن بعضها في المجموعات العضلية التي تحركها، وهي سباحة الصدر والظهر والسباحة الجانبية والفراشة والسباحة الحرّة. ومن فوائدها الصحية، تقليل الضغط على المفاصل، ما يجعل السباحة خياراً ممتازاً لمَن يعانون التهاب المفاصل والسمنة والحالات التي تحدُّ من الحركة، مثل ضمور العضلات أو التصلب المتعدد. ثالثاً، المبارزة وهي فن قتالي، توفّر العديد من الفوائد الصحية بسبب طبيعتها الديناميكية، فهي تحسّن الدورة الدموية للأوكسجين، وتعزّز التنسيق والتوازن وتمرّن الذهن. رابعاً، كرة القدم التي تشغل أجزاء الجسم كافة، يمكنها تعزيز قدرة الجهاز التنفسي، وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وتقلل دهون الجسم، وتحسّن القدرة على التنسيق والتركيز.
يتمتّع العالم العربي بتاريخ غني من الرياضات الفريدة التي توارثتها الأجيال، والتي برعوا وتميزوا فيها عبر العصور. ليست هذه الرياضات مصدراً للترفيه فحسب، بل إنها تقدّم أيضاً العديد من الفوائد الصحية.
اقرأ أيضاً: نصائح لتحديد الرياضة المثالية المناسبة لجسمك وسنك وصحتك
ألعاب القوى
ألعاب القوى هي الرياضات التي تنطوي على الجري والقفز والرمي والمشي، والتي تتطلب مهارة حركية وقوة بدنية، وهي أقدم أشكال الرياضة المنظمة، تُعرف أيضاً باسم "أم الرياضات" لأنها تطورت من أبسط الأنشطة البشرية مثل المشي والجري والقفز والرمي، ما يجعلها الأساس للعديد من الرياضات الأخرى.
تُعدّ ألعاب القوى من أهم الرياضات في الوطن العربي وأكثرها انتشاراً، وتخضع لتنظيم الاتحاد العربي لألعاب القوى، وهو هيئة حاكمة دولية لألعاب القوى، تأسس في 15 مارس/آذار 1975 في المغرب.
ومن أهم الرياضيين العرب الذين نالوا ميداليات ذهبية في رياضات ألعاب القوى في الأولمبياد:
- هشام الكروج: عداء مغربي فاز بميداليتين ذهبيتين في الألعاب الصيفية في أثينا 2004، عن فئتي 1500 و5000 متر.
- غادة شعاع: لاعبة ألعاب القوى السورية، التي أحرزت الميدالية الذهبية في سباق السباعي للسيدات، في دورة الألعاب الصيفية في أتلانتا عام 1996.
الفوائد الصحية لألعاب القوى
تُعدّ تمارين ألعاب القوى من التمارين الهوائية التي ترتبط بالعديد من الفوائد الصحية للجسم، مثل:
1. محاربة السمنة: تساعد ألعاب القوى على محاربة السمنة، والتحكم في الوزن من خلال:
- استخدام الأحماض الدهنية للحصول على الغليكوجين للعضلات.
- تزايد مستوى النشاط الأيضي العام سواء أثناء أداء النشاط، أو خلال الساعات أو الأيام التالية له.
- توزيع الدهون في الجسم توزيعاً صحياً.
2. الوقاية من السكري: تزيد ألعاب القوى من حساسية الإنسولين، ما قد يساعد على منع الإصابة بمرض السكري.
3. تحسين مستويات الكوليسترول: يمكن للنشاط الرياضي المنتظم تسريع عملية التمثيل الغذائي للبروتينات الدهنية في البلازما، وتقليل مستويات الدهون الثلاثية، والكوليسترول المنخفض الكثافة (الضار)، ما يحمي من أمراض القلب والأوعية الدموية.
4. بناء كتلة العضلات وزيادة قدرتها على التحمل.
5. تعزيز الحالة المزاجية وتقليل مستويات التوتر.
السباحة
السباحة من أكثر الرياضات التي يحرص العرب على تعليمها لأطفالهم، والتي تميزوا فيها محلياً وعالمياً.
في عام 2023، انطلقت في القاهرة البطولة العربية الأولى للألعاب المائية تحت رعاية الاتحاد العربي للسباحة، وأقيمت منافسات الدورة الثانية في العام التالي في الدوحة.
يمكن ممارسة السباحة بعدة طرق، تختلف عن بعضها في المجموعات العضلية التي تحركها وتركز عليها، وهي:
- سباحة الصدر.
- سباحة الظهر.
- السباحة الجانبية.
- الفراشة.
- السباحة الحرة.
ومن أشهر السباحين العرب الذين توجوا في البطولات العالمية:
- السباح التونسي أسامة الملولي: نال الميدالية الذهبية في سباق 1500 متر سباحة حرة، في الألعاب الصيفية في بكين 2008.
- السباح التونسي أحمد حفناوي: حقق الميدالية الذهبية في سباق 400 متر سباحة حرة، في الألعاب الصيفية في طوكيو 2020.
اقرأ أيضاً: ما هي أفضل التمارين والرياضات المائية لتحسين صحتك؟
الفوائد الصحية للسباحة
تعتبر السباحة وسيلة لتمرين الجسم بالكامل من الرأس إلى أصابع القدمين. عامة توفّر السباحة الفوائد الصحية التالية:
1. صديقة للمفاصل: نظراً إلى أن الماء يحمل الجسم خلال السباحة فإنه يخفف من ضغط وزن الجسم على المفاصل، وهو ما قد يكون مفيداً في الحالات الصحية التالية:
- التهاب المفاصل.
- الألم العضلي الليفي (التيبس).
- السمنة، حيث تُعدّ السباحة خياراً ممتازاً بالنسبة لمَن يعاني صعوبة ممارسة التمارين الرياضية بسببها وضغط الوزن الزائد على المفاصل.
- انخفاض القدرة على الحركة، كما في حالات ضمور العضلات، أو الشلل الدماغي، أو التصلب المتعدد، حيث تساعد تمارين الماء على تقليل الألم والتشنج.
2. تعزيز صحة القلب: تحمي السباحة صحة القلب وتعزز نشاطه، وتحمي من أمراض القلب والأوعية الدموية، حتى إنها يمكن أن تكون مناسبة للذين يتعافون من قصور القلب أو مرض الشريان التاجي. وذلك من خلال:
- تحسين مستويات الكوليسترول في الدم.
- خفض ضغط الدم.
- تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
3. تعزيز صحة الرئتين: تجعل السباحة الجسم يستخدم الأوكسجين بكفاءة أكبر، ما يجعلها تمريناً مناسباً لمَن يعاني الربو أو الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
4. حرق السعرات الحرارية: تحرق ساعة من السباحة عدد السعرات الحرارية نفسه تقريباً لساعة الجري، لكن دون التأثير في العظام والمفاصل. عامة يختلف عدد السعرات الحرارية التي يمكن أن تحرقها السباحة باختلاف الوزن والسرعة ونوع السباحة والضربات.
5. بناء العضلات: نظراً إلى أن الماء أكثر مقاومة من الهواء، فإن السباحة تساعد على بناء العضلات على نحو أسرع من تمارين ألعاب القوى.
اقرأ أيضاً: للكبار والصغار: إليك فوائد السباحة وتأثيرها الإيجابي في الدماغ
المبارزة
لطالما كانت المبارزة جزءاً من الثقافة العربية منذ العصور القديمة، وأحد الجوانب الأساسية للفنون العسكرية.
واليوم، أصبحت المبارزة بالسيف رياضة يسجّل فيها المبارزون النقاط عن طريق ضرب بعضهم بعضاً في مناطق محددة من الجسم في أثناء التحرك ذهاباً وإياباً على شريط طويل.
حقق العرب كممارسين محترفين في هذه الرياضة العديد من الإنجازات في المحافل المحلية والدولية، ولعل آخرها تتويج المصري محمد السيد بالميدالية البرونزية في الألعاب الأولمبية باريس 2024، كما نالت التونسيتان مروى العمري وإيناس بوبكري برونزيتين في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 في البرازيل.
في الآونة الأخيرة، أُقيمت بطولة العالم للمبارزة للناشئين والشباب 2024 في الرياض، المملكة العربية السعودية، في الفترة ما بين من 12-20 أبريل/نيسان 2024، في الذكرى الخمسين لانضمام المملكة العربية السعودية إلى الاتحاد الدولي للمبارزة (FIE).
الفوائد الصحية للمبارزة
المبارزة عبارة عن سلسلة من الحركات السريعة، وتوفّر الطبيعة الديناميكية لهذه الرياضة العديد من الجوانب الصحية للجسم بما فيها:
- تحسين دوران الأوكسجين في الجسم.
- بناء العضلات وتطوير القدرة على التحمل، حيث تساعد حركة القدم السريعة والمرونة التي تنطوي عليها المبارزة على ذلك.
- تعزيز التنسيق والتوازن، حيث ينفذ المبارزون نطاقات كاملة من الحركة وهم في حركة دائمة، وتسهم الاستجابات السريعة في الهجوم والدفاع في تحسين خفة الحركة.
- تطوير العضلات، حيث تتطلب الحركات الهجومية والدفاعية في المبارزة وضعيات دقيقة للجسم وقوة في الذراعين والساقين، لذا تؤدي ممارسة المبارزة إلى تحسين التنسيق بين اليد والعين، وتقوية العضلات وزيادة المرونة.
- حرق السعرات الحرارية، إذ بالإضافة إلى الحركات السريعة والدقيقة التي تتطلبها المبارزة، فإن ارتداء طبقات من معدات الحماية، بما فيها السراويل، وواقي الإبط، والسترة المعدنية، والقفازات والقناع، يجعل الجسم يتعرّق أكثر ويحرق المزيد من السعرات الحرارية.
- تمرين الذهن، فالمبارزة أكثر من مجرد تمرين جسدي، لأنها تتطلب مهارات التخطيط الاستراتيجي والتحليل والارتجال السريع واتخاذ القرارات بناءً على حركات الخصم.
اقرأ أيضاً: هل ممارسة الرياضة تجعل الوقت يمر ببطء؟ دراسة حديثة تجيب
كرة القدم
تتمتّع كرة القدم بشعبية هائلة في الوطن العربي، حيث تُعدّ الرياضة الأكثر متابعة وانتشاراً، وللفئات العمرية جميعها، وهي رياضة جماعية تدور حول الجري، حيث يركض اللاعبون ما يصل إلى 10 كيلومترات في أثناء المباراة، بالإضافة إلى الركلات الحرة للكرة، لذا تُعدّ من الرياضات التي تتضمن تماريناً عالية الكثافة تتخللها فترات راحة قصيرة.
تتنافس المنتخبات العربية منذ عام 1963 على بطولة كأس العرب لكرة القدم، التي تنظّمها الفيفا كل أربع سنوات. وفيها فاز العراق باللقب 4 مرات، بينما حازتها المملكة العربية السعودية مرتين، كما استضافت قطر عام 2023 بطولة كأس العالم التي تميزت بمشاركة عربية قوية، تكللت بفوز المغرب بالمركز الرابع.
الفوائد الصحية لكرة القدم
توفّر رياضة كرة القدم العديد من الفوائد الصحية، مثل:
- تعزيز قدرة الجهاز التنفسي، حيث يمنح التمرين العالي الكثافة نحو 90 دقيقة اللاعبين قدرة هوائية تمكّنهم من الانتقال السريع ما بين الركض والمشي والتعافي.
- تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، والمحافظة على معدل ضربات قلب عالٍ، ما يوفّر تمريناً ممتازاً للقلب فيقويه ويمنع تراكم الكوليسترول الضار في الشرايين التاجية، ويحافظ على ضغط الدم.
- تقليل دهون الجسم وتحسين قوة العضلات، لأنها تنشّط ألياف العضلات، التي تعتمد على التمثيل الغذائي الهوائي واللاهوائي، ما يحفّز حرق المزيد من السعرات الحرارية. بالإضافة إلى أنها رياضة تتطلب استخدام الجسم بالكامل، فتشغل الجزء السفلي من الجسم في الركض والركل والقفز والانعطاف، بينما يعمل الجزء العلوي في صد الكرة وإبعاد الخصوم والرميات الجانبية.
- تحسين القدرة على التنسيق والتركيز، إذ تساعد التحولات السريعة ما بين المشي والجري والمراوغة والانعطاف والتمرير، على تحسين التنسيق ما بين العين واليد والقدم.