يحب الأطفال تناول الحلويات بشكلٍ كبير، وعلى الرغم من أن بعض الأهالي يتبعون طريقة الحرمان من السكر في المنزل، لكن هذا قد يسبب مشكلات أخرى للطفل، لذا إليك الحد المسموح من السكريات يومياً للأطفال، والأضرار الناجمة عن الإفراط بها وكيفية إدارة استهلاكه في المنزل.
اقرأ أيضاً: 11 مادة غير سكر المائدة يمكنك استخدامها لتحلية مشروباتك
لماذا يفضّل الأطفال الحلويات على الأطعمة الأخرى؟
قد يسبب حب الأطفال للحلويات المشكلات للأهل الذين يريدون المحافظة على صحة أولادهم ومنعهم من تناولها، لكن هناك عدة أسباب علمية تفسّر رغبة الأطفال في تناول الحلويات بشكلٍ عام، ومن أبرز هذه الأسباب وجود سكر اللاكتوز بنسبة عالية في الحليب البشري، وهذا السكر هو مصدر طاقة سهل الهضم ويعزز نمو البكتيريا المفيدة في أمعاء الرضيع. إذاً، يوفّر السكر للأطفال السعرات الحرارية والطاقة الكافية للنمو.
ما كمية السكر التي يجب أن يحصل عليها الطفل؟
فيما يلي الحد الأقصى الموصى به من السكر يومياً حسب الفئة العمرية:
- من 4 إلى 6 سنوات: 19 غراماً من السكر أي ما يعادل 5 ملاعق صغيرة.
- من 7 إلى 10 سنوات: 24 غراماً من السكر أي ما يعادل 6 ملاعق صغيرة.
- من 11 سنة فما فوق: 30 غراماً من السكر أي ما يعادل 7 ملاعق صغيرة.
لا يوجد حد توجيهي محدد للأطفال دون سن الرابعة من العمر، ولكن يوصى بتجنب المشروبات المُحلّاة بالسكر والأطعمة التي تحتوي على سكر مضاف.
اقرأ أيضاً: متى يمكن أن يسبب السكر مرض السكري؟
ما الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على السكر ويجب التقليل منها للأطفال؟
يُعدٌّ كلٌّ من البسكويت وبعض حبوب الإفطار والصلصات الحلوة (بما فيها صلصة المعكرونة) والكعك والشوكولاتة والحلويات والمشروبات الغازية والعصائر وعصير الفاكهة من المأكولات والمشروبات الغنية بالسكريات الحرة، ويُقدَّر بأن ربع السكريات الحرة الموجودة في النظام الغذائي للأطفال مصدرها المشروبات السكرية، إذ تحتوي علبة واحدة من المشروبات الغازية على ما يصل إلى 9 ملاعق صغيرة من السكر.
كيف يمكن معرفة مستويات السكر الموجودة في غذاء أو مشروب معين؟
يمكن تحديد كمية السكر الموجودة في المنتجات المُصنّعة من خلال النظر إلى الأرقام الموجودة على أغلفتها، حيث تكتب الشركات كمية السكر الإجمالي الموجودة في المنتجات، وتعتبر المنتجات الغذائية (المأكولات) مرتفعة أو منخفضة السكر إذا كانت أعلى أو أقل من الأرقام التالية:
- مرتفعة السكر: عندما يتجاوز إجمالي السكريات 22.5 غرامات لكل 100 غرام من الوزن الكامل للمنتج.
- منخفضة السكر: تكون نسبة السكريات الإجمالية أقل من 5 غرامات لكل 100 غرام من الوزن الكامل للمنتج.
- متوسطة السكر: إذا كانت كمية السكريات لكل 100 غرام من وزن المنتج بين القيمتين السابقتين.
وتعتبر المشروبات مرتفعة أو منخفضة السكر إذا كانت أعلى أو أقل من الأرقام التالية:
- مرتفعة السكر: يكون مستوى السكريات الإجمالي فيها أكثر من 11.25 غراماً لكل 100 مل من المشروب.
- منخفضة السكر: يكون مستوى السكريات الإجمالي فيها يساوي أو أقل من 2.5 غرامات لكل 100 مل مشروب.
- متوسطة السكر: إذا كانت كمية السكريات الإجمالية لكل 100 مل من المشروب بين الرقمين السابقين.
اقرأ أيضاً: هل ارتفاع السكر في الدم يعني بالضرورة الإصابة بمرض السكري؟
ما أضرار الإفراط في تناول الأطفال السكريات؟
يمكن أن يسبب تناول الأطفال للسكريات بكثرة الإصابة بالحالات التالية:
- ضعف جهاز المناعة: إذ يمكن للسكر أن يضعف دفاعات جسم الطفل ضد الأمراض المعدية مثل نزلات البرد والإنفلونزا وغيرها.
- فرط النشاط وتقليل مستويات التركيز: إذ يمكن للسكر أن يسبب ارتفاعاً سريعاً في الأدرينالين لدى الأطفال، ما يؤدي بدوره إلى إصابة الطفل بفرط النشاط والقلق وصعوبة التركيز والشعور بالاضطراب.
- ضعف البصر: يؤدي استهلاك كميات كبيرة من السكر إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم لديهم وانتفاخ عدسة العين ما سيغيّر قدرتهم على الرؤية، لكن بمجرد توقف الطفل عن تناول السكر أو تقليل كميته المستهلكة يمكن أن يعود بصره إلى طبيعته.
- آلام المعدة وعسر الهضم والحموضة: يُعدُّ الإفراط في تناول السكر سبباً محتملاً للإصابة بالحموضة وعسر الهضم وسوء الامتصاص الذي لا يسمح بامتصاص الفيتامينات والمعادن المهمة، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى التأثير سلباً في قدرة الطفل على فهم واستيعاب المعلومات في المدرسة.
- زيادة شدة الربو: إذ تبين أن اتباع نظام غذائي يحتوي على الكثير من السكر يؤدي إلى إصابة الجهاز المناعي في الشعب الهوائية بالالتهاب التحسسي.
- الإصابة بمرض السكري: الإفراط في تناول السكر يمكن أن يسبب انخفاضاً في الحساسية لهرمون الإنسولين، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الإنسولين بشكلٍ غير طبيعي وفي النهاية الإصابة بمرض السكري، ويمكن أن يلحق مرض السكري الضرر بالأوعية الدموية والكلى والأعصاب والعينين.
- الحساسية الغذائية: يمكن أن تكون لدى الأطفال حساسية من السكر، ما يعني أن تناولهم الأغذية التي تحتوي على السكر يؤدي إلى ظهور أعراض تحسسية قد تكون خطيرة أحياناً.
- الإصابة بالإكزيما: والإكزيما هي حالة جلدية التهابية يمكن أن تُصيب الأطفال دون سن الثانية أو الأطفال الأكبر سناً، وقد يسبب السكر ظهور هذه الحالة نتيجة لارتفاع مستويات الإنسولين ما يؤدي إلى الالتهاب.
- التأثير سلباً في حركية الأمعاء: قد يُحدِث الإفراط في تناول السكر الإسهال عند الأطفال، حيث تحفّز بعض السكريات الأمعاء على التحرك بسرعة، ويُعدُّ سكر الفركتوز من السكاكر الأكثر تأثيراً في حدوث الإسهال وتوجد بشكلٍ وفير في الفاكهة.
- صعوبات التعلم: يمكن لتناول الوجبات الغذائية الغنية بالسكر المكرر والدهون المشبعة أن يلحق الضرر بمنطقة الحصين المسؤولة عن الذاكرة والتعلم في الدماغ، ما يؤدي إلى ضعف الوظيفة الإدراكية للطفل أو المراهق.
- أذية الأسنان: حيث تُصاب الأسنان بالتسوس وتسبب ألماً لدى الطفل، وقد يضطر الطبيب لقلع أسنانه المتضررة في حال كانت لبنية أو إصلاحها في حال كانت الأسنان البالغة.
- سوء التغذية: ينجم عن الإفراط في تناول السكريات عدم ترك مساحة كافية للأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن التي يحتاج إليها الأطفال للنمو والتطور.
- البدانة: عند عدم استخدام السعرات الحرارية التي توفّرها السكريات كوقود، سيُخزنها الجسم على شكل دهون، ما يؤدي إلى زيادة الوزن والبدانة.
وفي حال ظهرت إحدى هذه الأعراض على الطفل، هذا يعني أن الطفل بحاجة إلى التقليل من مستويات السكر والمتابعة من قِبل الطبيب المختص.
اقرأ أيضاً: بدائل السكر: هل هي آمنة لمرضى السكري؟
طرق تقليل كمية السكر التي يتناولها الأطفال
يمكن مساعدة الأطفال على تقليل مستويات السكر التي يأكلونها من خلال الطرق التالية:
- التوقف عن استخدام الحلوى كمكافأة.
- الأكل اليقظ: ويتضمن أخذ قطعة واحدة من الحلوى من كيس الحلويات ولفها ببطء والنظر إليها وشمّها ومصّها مدة 10 ثوانٍ أو تناول قضمة صغيرة منها والاستمتاع بالطعم، ومن ثَمَّ تناولها ببطء والتفكير في مدى روعة مذاق كل قضمة.
- تعديل النظام الغذائي للأهل: فعندما يرى الأطفال ذويهم يأكلون الحلويات بكثرة، سيرغبون فيها بدورهم بالكميات نفسها التي يأكلها البالغون، علماً أنهم صغار.
- تقديم الطعام الصحي بطريقة جذابة: أي تزيين الطعام المنزلي والخضروات وتقديمها بشكل فني، فالأطفال يرغبون في الأطعمة ذات الألوان الزاهية والمقدمة بشكلٍ جذاب.