ما الوقت الأنسب لتناول الطعام عند ممارسة التمارين الرياضية؟

ما الوقت الأنسب لتناول الطعام عند ممارسة التمارين الرياضية؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Freebird7977
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يمكن اختصار أهم ركائز الصحة العامة للجميع بالتغذية الصحية وممارسة الرياضة، والأمر المثير للاهتمام أن هذين العاملين يؤثّران في بعضهما بعضاً، حيث تتباين الفوائد المرجوّة من تناول الطعام حسب وقت تناوله واستناداً إلى وقت ممارسة الرياضة. فما الأفضل لصحتنا هل هو تناول الطعام قبل ممارسة التمرين الرياضي أمْ بعده؟

اقرأ أيضاً: هل نحتاج حقاً إلى 3 وجبات طعام في اليوم؟

كيف تتفاعل أجسامنا مع ممارسة الرياضة في أثناء الصيام؟

استجابة الجسم للتمرين الرياضي تختلف بناءً على ما إذا تم تناول الطعام أمْ لا، ولنبدأ بممارسة التمارين في أثناء الصيام. عند ممارسة الرياضة في أثناء الصيام، أي دون تزويد الجسم بالطعام، يتغير مصدر الطاقة الذي يعتمد عليه الجسم، فعوضاً عن استهلاك الطاقة المتوفرة على شكل سكر في الدم، يقوم الجسم باستخدام الدهون المخزنة كمصدر أساسي للوقود؛ إذ لا يمكن الاعتماد على الغليكوجين المُخزن في الكبد أو سكر الدم لأنهما يكونان في أدنى مستوياتهما في أثناء الصيام.

ولكن هل يعني هذا حرق المزيد من الدهون عند ممارسة الرياضة في أثناء الصيام؟ الإجابة ليست نعم بالمطلق، فعندما تتم ممارسة الرياضة في أثناء الصيام على وجه التحديد تتحسن قدرة العضلات على حرق الدهون في أثناء التمرين، كما تتحسن قدرة الجسم على ضبط مستويات سكر الدم بشكلٍ أفضل. بكلمات أخرى، يُعتقد أن ممارسة الرياضة في أثناء الصيام من شأنها أن تسبب تغييرات مفيدة في دهون الجسم أكثر من ممارستها بعد تناول الطعام.

اقرأ أيضاً: ما أفضل وقت تتناول فيه الطعام لتخفّض وزنك؟ دراسة سعودية تجيب

هل تناول الطعام قبل التمرين الرياضي يؤثر حقاً في الأداء؟ نعم ولكن إليك الحبكة

في حال كنت ممن يتناولون كمية من الطعام مباشرةً قبل التمرين لتزويدك بدفعة إضافية من الطاقة، فينبغي أن تعيد حساباتك؛ إذ إن تناول الطعام قبل ممارسة التمرين مباشرة، أي خلال أقل من ساعة قبل بدايته، لا يؤثّر في أدائك سواء في تمارين القوة أو التمارين القصيرة المدة العالية الكثافة. ومع ذلك يشعر الكثيرون أن أداءهم يتحسن عند تناول الطعام قبل التمرين بفترة قصيرة، لهذا يختلف الأمر حسب الفرد وحسب ما يعتقده، فللعامل النفسي دور مهم عند الحديث عن هذه النقطة.

ومع ذلك، يتحقق “تحسين الأداء عن طريق تناول الطعام” عند تناول وجبات غنية بالكربوهيدرات المعقدة بطيئة الهضم أو المكملات الغذائية قبل ساعة أو أكثر من التمرين، حيث يحسّن ذلك من الأداء الطويل الأمد باعتماد الجسم الأساسي على مخازن الطاقة المؤقتة مثل سكر الدم وغليكوجين الكبد.

أهمية تناول الطعام بعد التمرين

في حين يُختلف على فوائد تناول الطعام قبل التمرين بناءً على الفترة التي تفصل بين تناول الطعام وممارسته، فإن الجميع يتفقون على أنه من المفيد تناول الطعام بعد التمرين، حيث يُساعد تزويد الجسم بالعناصر الغذائية التي يحتاج إليها -وعلى وجه الخصوص البروتين والكربوهيدرات- على التعافي إلى حد كبير، كما يساعد العضلات على التكيُّف مع حالة الراحة بعد التمرين.

من جهةٍ أخرى، تناول الطعام بعد التمرين مهم خصوصاً إذا كنت تمارس التمارين الرياضية القصيرة الأمد عالية الكثافة، ففي هذه الحالة تساعد العناصر الغذائية على التعافي بشكلٍ كبير. على سبيل المثال، يساعد تزويد الجسم بالأحماض الأمينية في بناء البروتينات والتي تعتبر أساسية لتغذية العضلات بعد التمرين للحفاظ على النمو العضلي، بينما يمكن لتناول الكربوهيدرات تجديد مخازن الغليكوجين في الجسم.

هذا ضروري أيضاً حتى عند تناول الطعام خلال عدة ساعات قبل التمرين. فعلى الرغم من أن مستوى العناصر الغذائية التي تم تناولها يبقى عاليا في أثناء التمرين وبعده، فإن تزويد الجسم بدفعة إضافية أمرٌ ضروري ولا يقل أهمية أيضاً.

اقرأ أيضاً: 15 سبباً تجعلك تشعر بالجوع حتى بعد تناول الطعام

ومع ذلك، لا يمكن أن نقول إن تفويت تناول البروتين على سبيل المثال بعد التمرين يرتبط بتراجع الكتلة العضلية أو ضعف نموها؛ إذ لا يوجد أي آثار ضارة تطول العضلات عند تفويت وجبة ما بعد التمرين والانتظار عدة ساعات لتناولها.