كيف يمكن للمصابين بحساسية اللاكتوز الاستمتاع بفوائد الحليب ومنتجاته؟

3 دقائق
كيف يمكن للمصابين بحساسية اللاكتوز الاستمتاع بفوائد الحليب ومنتجاته؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/xamnesiacx84

عُرف عن الحليب أنه غذاء صحي، وهو أول ما يتناوله الأطفال حديثو الولادة، لما يحتويه من عناصر ذات قيمة غذائية عالية وخفته المناسبة لمعدة الأطفال. وعلى مر السنين، ينصح الآباء والأمهات أبناءهم بتناول الحليب يومياً كجزء من نمط الحياة الصحي، لكن هناك حالة غريبة تتجلى بشعور بعض الأشخاص بأعراض تشمل اضطرابات في المعدة والجهاز الهضمي بعد شرب الحليب،  ويُطلق على هذه الحالة "حساسية اللاكتوز" أو "عدم تحمل اللاكتوز".

حساسية اللاكتوز 

يحتوي الحليب على نوع من السكر يُسمى بـ"اللاكتوز" (Lactose) لا يستطيع الجسم هضمه إلا عن طريق إنزيم يتم إنتاجه في الأمعاء الدقيقة يُسمى "اللاكتاز" (Lactase)، يقوم بتكسير اللاكتوز إلى نوعين آخرين من السكر، وهما: الغلوكوز والجالاكتوز، بعد ذلك يتم امتصاصهما في مجرى الدم ويستفيد الجسم منهما. يعاني بعض الأشخاص من حساسية اللاكتوز، وفيها لا يكون الجسم قادراً على إنتاج كميات كافية من إنزيم اللاكتاز، وبالتالي لا يتم هضم اللاكتوز الموجود في الحليب، وينتقل اللاكتوز إلى القولون، وهناك تتفاعل بكتيريا الأمعاء مع اللاكتوز، فتظهر بعض الأعراض.

تتنوع أعراض حساسية اللاكتوز، وتظهر في غضون ساعات قليلة من تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على اللاكتوز، من ضمنها:

  • إسهال.
  • انتفاخ المعدة.
  • آلام وتقلصات في المعدة.
  • الغثيان والقيء.

اقرأ أيضاً: كيف يمكننا حماية الميكروبات النافعة في الأمعاء من المضادات الحيوية؟

أنواع حساسية اللاكتوز 

هناك 3 أنواع من حساسية اللاكتوز، وهي كالتالي:

  • حساسية اللاكتوز الأولية: وهي النوع الأكثر شيوعاً، فعادةً ما تنخفض كمية  اللاكتاز التي ينتجها الجسم عند البلوغ، ما يجعل الجسم حساساً للحليب ومنتجات الألبان.
  • حساسية اللاكتوز الثانوية: وعادةً ما يحصل هذا النوع بعد الإصابة بمرض ما أو إجراء عملية جراحية تشمل الأمعاء، فتقلل الأمعاء إنتاج اللاكتاز، ويمكن علاج هذا النوع من الاضطراب وقد يستغرق العلاج بعض الوقت.
  • حساسية اللاكتوز الخلقية: وهي نوع نادر، ولكنه موجود، وهو مرض وراثي، يُولد به الأطفال الصغار وينتقل عبر الأجيال.

ما مدى انتشار مرض حساسية اللاكتوز بين البشر؟ 

اتضح أنّ تقديرات حساسية اللاكتوز تتغير باختلاف العرق، على سبيل المثال:

  • يشكل المرضى من  الأعراق الآسيوية والأميركية الإفريقية نسبة تتراوح بين 75 إلى 95%.
  • يعاني سكان أوروبا الشمالية بنسبة 18 إلى 26 % من حساسية اللاكتوز.

اقرأ أيضاً: هل تستخدم كلمة “الحساسية” بشكل خاطئ؟

كيف يمكن للمصابين بحساسية اللاكتوز الاستمتاع بفوائد الحليب ومنتجاته؟ 

تأتي التكنولوجيا الحيوية بحلول فعّالة ومفيدة في حل هذه المشكلة وتمكين الأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز من شرب الحليب والاستمتاع بفوائده، ويمكن ذلك عبر تناول حليب يحتوي على نسبة قليلة من اللاكتوز أو خالٍ تماماً من اللاكتوز،  وغالباً ما يكون الحليب المعلب الذي نشتريه من المتاجر، فأثناء عملية المعالجة، تتم إضافة كميات محددة من بعض أنواع البكتيريا إلى الحليب، هذه البكتيريا تُفرز إنزيم اللاكتاز الذي يكسر اللاكتوز إلى جلوكوز وجلاكتوز بعد مرور 24 ساعة في الثلاجة، ينخفض مستوى اللاكتوز في الحليب بنسبة 70%، ما يؤدي إلى تقليل كمية اللاكتوز في المنتج النهائي.

ويمكن شراء منتجات الألبان الخالية من اللاكتوز تماماً، وفي هذه الحالة، تتولى المختبرات المتخصصة مهمة إخلاء الحليب من اللاكتوز. وعادةً ما يكون المنتج النهائي له نفس الملمس والمذاق والقيمة الغذائية للحليب العادي، ويكون مصدراً رائعاً للبروتين، كما يحتوي على نسبة عالية من المغذيات الأخرى مثل: الكالسيوم وفيتامين ب 12 والرايبوفلافين والفوسفور وفيتامين د. كما يتوفر إنزيم اللاكتاز في صورة أقراص يمكن تناولها قبل تناول منتجات الألبان.

اقرأ أيضاً: علاج نقص فيتامين د: هذه أهم المصادر الطبيعية الغنية به

بعض من فوائد الحليب 

تتعدد فوائد الحليب، إليك بعضاً منها:

  • يحتوي الحليب على عدد كبير جداً من العناصر الغذائية، من ضمنها: الفيتامينات والمعادن والدهون ومضادات الأكسدة والبروتينات والمعادن وغيرها.
  • الحليب مصدر غني بالبروتينات التي تحتوي على الأحماض الأمينية التسعة الأساسية، ما يساعد في تقليل فقدان العضلات مع التقدم في العمر.
  • يساعد تناول الحليب بانتظام على تجنب هشاشة العظام وتقليل مخاطر الكسور، حيث يحتوي على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية مثل الكالسيوم والمغنسيوم والفوسفور وفيتامين د وغيرها.
  • يمنع تناول الحليب زيادة الوزن، حيث يحتوي على كمية كبيرة من البروتين، ما يعطي إحساساً بالشبع.

ربما تبدو عملية الحصول على حليب خالٍ من اللاكتوز مرهقة بعض الشيء، لكن لحسن الحظ، تتجه العديد من الشركات والمصانع إلى إنتاج ذلك النوع من الحليب ومنتجاته، ليس فقط من أجل أولئك الذين يعانون من حساسية اللاكتوز، ولكن قد يكون هذا النوع من الحليب أفضل لكبار السن بدلاً من إجهاد معداتهم في تكسير اللاكتوز، حيث، يمكن تقديمه جاهزاً لهم. كما أنّ القيمة الغذائية العالية للحليب تستحق السعي نحو الحصول عليه وتناوله.

المحتوى محمي