أفاد باحثون من كلية هارفارد تي إتش تشان للصحة العامة (Harvard T.H. Chan School)، بأن تناول نصف ملعقة من زيت الزيتون يومياً يقي من الموت المرتبط بالخَرَف. وفي بحثهم الجديد المنشور في 6 مايو/أيار 2024 في دورية جاما نيتوورك (JAMA Network)، أشاروا إلى أن جودة النظام الغذائي لم تؤثّر في فوائد زيت الزيتون.
اقرأ أيضاً: 7 فوائد لزيت الزيتون تجعله إضافة مثالية لنظامك الغذائي
استهلاك زيت الزيتون وأثره في تخفيض خطر الوفاة المرتبطة بالخَرَف
حلل الباحثون في الدراسة الحديثة بيانات أكثر من 62 ألف مشترك مدرج ضمن قاعدتي بيانات صحيتين منفصلتين في الولايات المتحدة، وهما:
- دراسة صحة الممرضات: تضم أكثر من 60 ألف امرأة.
- دراسة متابعة المهنيين الصحيين: تضم أكثر من 31 ألف رجل.
تتضمن كلتا قاعدتي البيانات معلومات تاريخية للمشاركين بين عامي 1990-2018، بحيث كان متوسط أعمارهم 56 عاماً مع بداية الدراسة عام 1990. على مدى 28 عاماً، كان المشاركون يجيبون كل 4 سنوات عن استبيانات حول حياتهم تتضمن الحالة الصحية ونمط الحياة، بما في ذلك أسئلة تفصيلية حول نظامهم الغذائي.
وتضمن التحليل عدة عوامل:
1. جودة النظام الغذائي: قياس جودة النظام الغذائي للمشاركين بناءً على مؤشرين هما مدى اتباعهم النظام الغذائي للبحر المتوسط، ومؤشر الأكل الصحي البديل.
2. استهلاك زيت الزيتون: تصنيف المشاركين وفقاً لتكرار تناولهم زيت الزيتون إلى:
-
- مجموعة لم يتناول أفرادها الزيت أبداً أو مرة واحدة شهرياً، وهم مجموعة مرجعية.
- مجموعة تناولت أقل أو ما يعادل 4.5 غرامات زيت زيتون يومياً.
- مجموعة تناولت ما بين 4.5 -7 غرامات زيت زيتون يومياً.
- مجموعة تناولت أكثر من 7 غرامات زيت زيتون يومياً.
قدّر الباحثون أن 13.5 غراماً من زيت الزيتون تعادل ملعقة كبيرة.
3. الاستعداد الوراثي: لمعرفة ما إذا كان استهلاك زيت الزيتون له أي آثار وقائية خاصة بالنسبة للأفراد الذين يحملون الجين المسؤول عن زيادة خطر الإصابة بالخَرَف (APOE ε4)، حلل فريق البحث عينات دم ولعاب لأكثر من 27 ألف مشارك، علماً أن هذا الجين يزيد من فرص الإصابة بالخَرَف نحو 5.5-9 مرات مقارنة بأولئك الذين لا يوجد لديهم الجين.
توصل الباحثون إلى النتائج التالية:
- كان المشاركون الذين تناولوا 7 غرامات من زيت الزيتون؛ أي نحو نصف ملعقة كبيرة من الزيت يومياً، أقل عرضة للإصابة بالوفاة المرتبطة بالخَرَف بنسبة 28%.
- بقي هذا الارتباط موجوداً على الرغم من جودة النظام الغذائي؛ أي أن الفوائد المحتملة لزيت الزيتون لم تكن ببساطة لأنه جزء من نظام غذائي صحي بشكلٍ عام.
- قد تكون التأثيرات الوقائية المحتملة لزيت الزيتون مفيدة حتى بالنسبة للأفراد الذين لديهم استعداد وراثي للخَرَف.
اقرأ أيضاً: حمية مايند: أفضل نظام غذائي لتعزيز صحة الدماغ والوقاية من الخرف
كيف يمكن أن يحمي زيت الزيتون من الخَرَف؟
يحتوي زيت الزيتون على عددٍ من المواد التي يمكن أن تحمي من الخَرَف، بما في ذلك:
- الدهون الصحية: يحتوي زيت الزيتون على كميات وافرة من الدهون الأحادية غير المشبعة، التي تساعد على:
- دعم التواصل السليم بين خلايا الدماغ.
- تطويق وعزل الألياف العصبية في الدماغ، ما يزيد من كفاءة انتقال النبضات الكهربائية على طول مساراتنا العصبية؛ حيث تُعدّ المسارات العصبية القوية ضرورية لوظائف الدماغ المختلفة مثل التعلم والتحدث والذاكرة.
- البوليفينول: وهي مضادات أكسدة قوية، لها تأثيرات وقائية عصبية، أي يمكنها حماية الخلايا العصبية من الالتهاب والإجهاد التاكسدي؛ حيث ترتبط المستويات العالية من الالتهاب بتلف الخلايا العصبية والاضطرابات التنكسية العصبية مثل الخَرَف وباركنسون.
- أوليوروبين أغليكون: في دراسة أجريت على الحيوانات ونُشِرت في دورية أيه سي إس علم الأعصاب الكيميائي (ACS Chemical Neuroscience)، تبين أن زيت الزيتون البكر يحتوي على مضاد أكسدة قوي يُدعى أوليوروبين أغليكون، وهو مادة بوليفينول يمكنها تقليل رواسب الأميلويد في المشابك العصبية، وهي السمة الأساسية لمرض آلزهايمر، وهو نوع من الخَرَف.
اقرأ أيضاً: 7 فوائد لزيت الزيتون تجعله إضافة مثالية لنظامك الغذائي
كيف يمكن اختيار زيت الزيتون؟
يتوفر زيت الزيتون في أصناف وأنواع عديدة تختلف فيما بينها باختلاف نوع الزيتون وبلد المنشأ. عموماً، لدى اختيار زيت الزيتون عليك مراعاة العوامل التالية:
- زيت الزيتون البكر: يمتاز هذا النوع بأنه الأقل عرضة لعمليات المعالجة؛ أي أنه يحتفظ بكمية أكبر من مضادات الأكسدة والمواد النشطة حيوياً.
- العبوة العاتمة: اختر عبوات زيت الزيتون غير الشفافة أو العاتمة، لأنه يتأكسد بتأثير أشعة الشمس.
- موعد حصاد الزيتون: تأكد من الملصق على العبوة من مدة صلاحية زيت الزيتون؛ لأنه كلما كان الزيت قديماً أصبح عرضة للأكسدة.
- طريقة المعالجة: تختلف أنواع زيت الزيتون باختلاف طرق المعالجة. على سبيل المثال، زيت الزيتون المعصور على البارد يحتوي على مواد غذائية أكثر من الزيت المعصور على الساخن أو المعالج بالحرارة.
هل زيت الزيتون صحي للطهي؟
لكل نوع من أنواع الزيوت عامة درجة تُعرف بنقطة الدخان؛ وهي درجة الحرارة التي يبدأ عندها الزيت بالتدخين والتحلل. عندما يسخن الزيت إلى ما هو أعلى من نقطة دخانه، كما في القلي أو الشوي، فإنه يخضع للأكسدة، وتنتج عنه مُركّبات قد تسبب الإصابة بسرطان الرئة عند استنشاقها.
يتميز زيت الزيتون عن غيره من أنواع الزيوت النباتية بأنه يتمتّع بنقطة دخان عالية نسبياً، أي يتحمّل درجات حرارة أعلى نسبياً قبل أن تبدأ عملية الأكسدة، ما يجعله أفضل أنواع الزيوت للطبخ، وعلى وجه الخصوص زيت الزيتون البكر الممتاز.
علاوة على ذلك، تشكّل الدهون الأحادية غير المشبعة والمشبعة، والتي تتمتّع بالقدرة على مقاومة الحرارة، نحو 87% من الزيت، بينما تقل نسبة الدهون المتعددة غير المشبعة الحساسة للحرارة.
هذا بالإضافة إلى محتواه العالي من مضادات الأكسدة القوية وفيتامين إي (e)، التي توفّر حماية طبيعية كبيرة من الأكسدة.