لا نختلف على أن تقنية اللعب وتكتيكاتها لها الدور الأكبر في حسم نتيجة لعبة كرة القدم، إلا أنه بالمقابل، تؤدي اللياقة البدنية دوراً رئيسياً لا يقل أهمية عن ذلك. حيث يُعد التدريب الرياضي وتحسين اللياقة البدنية جزءاً لا يتجزأ من فرق كرة القدم الوطنية والأندية المحترفة، وذلك لأن كرة القدم رياضة معقدة ذات مجموعة كبيرة من المتطلبات.
لذلك على التدريبات الرياضية الخاصة بكرة القدم أن تغطي عدداً من عضلات الجسم، فتجهيز المفاصل والعضلات لأهم المباريات لا يتم بشكل عشوائي وإنما عن طريق تدريب العضلات بطريقة مدروسة، فما أهم العضلات التي يركّز عليها اللاعبون والتي تخدم أداءهم في مباريات كرة القدم؟
اقرأ أيضاً: تعرّف إلى الهرمونات التي ترتفع مستوياتها في الجسم أثناء مشاهدة كرة القدم
جوهر كل حركة: القلب
لا شك أن لاعبي كرة القدم يحتاجون إلى تدريبات القوة، إلا أن التمارين الهوائية مثل الجري مهمة للغاية، إذ إنها تزيد من قدرة اللاعب على التحمل كما أنها تحسّن من مهارة السرعة في تغيير الاتجاه. وفوق كل هذا، يعتبر الجري والقفز أفضل تمرينين لتقوية العضلة القلبية التي هي لُب اللياقة البدنية. فعندما يتم تدريب القلب بشكل أفضل، يتحمل اللاعب الركض لمدة أطول وبذلك لا يتعب في منتصف الشوط الرياضي.
عضلات الساق والفخذ هي المفتاح
لا يُسمح للاعبي كرة القدم بتخطي يوم تدريب الساق، نظراً لأنهم يحتاجون إلى أرجل قوية لتنفيذ معظم تكتيكات كرة القدم بشكل صحيح، فالجري لمدة 90 دقيقة أثناء المباراة يتطلب تشغيل العديد من عضلات الساق، إذ يحتاج اللاعب ساقين قويتين لكي يتم الشوطين الرياضيين دون تعب. ومن جهة أخرى، يتطلب الركل والقفز مزيداً من القوة في عضلات أسفل الساقين.
تساعد التمارين الرياضية التي تقوي من أوتار الركبة ومن عضلات الربلة اللاعب على الصمود في الميدان لمدة أطول أيضاً، ويحقق اللاعب ذلك عن طريق القيام بتمارين القرفصاء (Squats) والركض والجري لمسافات طويلة. ومع ذلك، عادةً ما تستغرق عضلات الساق وقتاً طويلاً نسبياً لتنمو وتقوى بالشكل المطلوب، لهذا السبب يُوصى دائماً بالتركيز على هذه التمارين وعدم تفويت تدريباتها.
اقرأ أيضاً: لمَ تعتبر المنشطات ممنوعة لدى لاعبي كرة القدم وكيف يتم الكشف عنها؟
عضلات الجزء العلوي من الجسم
قوة عضلات البطن حاسمة في كرة القدم، فامتلاك نواة قوية يقوي ركلة اللاعب ويحسّن من خطوات الجري لديه، كما يُطيل من مسافة رميات كرة القدم. وعندما نتحدث عن تمرين الجزء العلوي من الجسم علينا ألّا ننسى "عضلات الذراعين" وعلى رأسها ذات الرأسين العضدية وثلاثية الرؤوس العضدية، بالإضافة إلى عضلات الأكتاف، فتقوية هذه المجموعات العضلية تساعد في الحصول على القوة المثلى المطلوبة للاعبي كرة القدم، وفي الحفاظ على الوضعية والتوازن عند ضرب الكرة أو صدها، فهذه الحركات تتطلب درعاً قوياً.
ولأن الضربات الرأسية أدخلت العديد من الأهداف وغيّرت من نتائج أعظم المباريات، لا يُنصح اللاعبون بتجنب التمارين التي تقوي عضلات الرقبة، وعلى رأس هذه التمارين نذكر تمارين الضغط والسحب.
عضلات الوركين والأرداف
تدريب عضلات الأرداف بالغ الأهمية أيضاً، فهذه المجموعة العضلية هي من تمنح القوة التفجيرية للتسديد القوي والدقيق. ومع عضلات الأرداف والورك القوية تكون سرعة تقدم اللاعب أكبر، الأمر الذي يساعده أيضاً على ركل الكرة بقوة أكبر ولمسافات أطول.
اقرأ أيضاً: التواء الكاحل: تعرّف إلى الإصابة التي يخشاها لاعبو كرة القدم
بغض النظر عن المركز الذي يلعب به لاعب كرة القدم، سواء كان هدّافاً أو مدافعاً أو وسيطاً، فإن القوة العضلية والقدرة على التحمل ضروريتان للنجاح في إتمام مباريات كرة القدم مع الحفاظ على نفس القوة ودون أي تعب أو تشتت. ومن خلال معرفة العضلات التي يجب العمل عليها، يمكن بناء اللياقة البدنية المثالية لرفع مستوى الأداء إلى أعلى المستويات وبناء مستقبل مهني ناجح في كرة القدم.