بوجود الثلاجة في منزل كل منا أصبحت الحياة أسهل؛ فالآن يمكنك إخراج شريحة اللحم من الثلاجة في أي وقت وطهيها، أو تناول المثلجات بنكهتك المفضّلة بعد منتصف الليل. ومع ذلك، افتراضُ أن الطعام المجمد يدوم إلى الأبد هو افتراض خاطئ. بشكلٍ عام، يجب عدم تناول الأطعمة المجمدة بعد فترة زمنية محددة تتفاوت بين أنواع الأطعمة. فكيف لك أن تعرف أن طعامك المجمد قد فسد دون أن تتذوقه؟
مسببات فساد الطعام
يتلف الطعام ويصبح غير صالح للاستهلاك عندما يتعرض لتغيرات كيميائية أو حيوية، لذا تهدف معظم طرق الحفظ المختلفة إلى تعطيل مسببات هذه التغيرات وهي:
- الميكروبات (مثل البكتيريا والخميرة والعفن): تنمو معظم الميكروبات المسببة للأمراض وفساد الغذاء عند درجات حرارة تتراوح ما بين 15-32 درجة مئوية، وقد يتحمل بعضها، كالميكروبات والخمائر، درجات حرارة تصل حتى 4 درجات مئوية. على سبيل المثال، إذا لم يُحفظ الغذاء بشكلٍ جيد قد يتلوث ببكتيريا كلوستريديوم بوتولينوم (Clostridium botulinum)، والتي تنتج السم البوتيولوني.
- الإنزيمات: هي بروتينات توجد بشكل طبيعي في الأغذية أو تنتجها الميكروبات، تساعد على تسريع عمليات النضج حتى بعد حصاد النبات أو ذبح الحيوان. يؤدي نشاط الإنزيمات إلى مجموعة من التفاعلات التي تحدث تغيرات غير مرغوبة في لون الغذاء وملمسه ونكهته.
- الهواء: عندما يتفاعل الأوكسجين الجوي مع مكونات الطعام يسبب تفاعلات تُعرف بالأكسدة، يمكنها أن تحدث تغيرات غير مرغوبة في الغذاء. على سبيل المثال، قد تسبب تزنخ الدهون، أو تغير لون بعض ثمار الفاكهة.
- الضوء: قد يكون الضوء محفزاً لتفاعلات الأكسدة الإنزيمية واللاإنزيمية، والتي ينتج عنها فقدان في اللون وتغيير في المحتوى.
اقرأ أيضاً: 10 طرق لحفظ الأطعمة والفواكه من الفساد خارج البراد
التجميد
التجميد من طرق حفظ الغذاء لفترات طويلة، إذ يعمل على تثبيط نمو الميكروبات الممرضة والمفسدة للغذاء، ويعطل الإنزيمات. ومع ذلك، لا يمكن للتجميد إلى ما دون درجة الصفر (نحو -18 إلى -20 درجة مئوية) أن يقتل الميكروبات أو يحطم الإنزيمات، أو يوقف تفاعلات الأكسدة نهائياً، فإذا تعرّض الغذاء المجمد للإذابة، يمكن أن تستعيد الميكروبات أو الإنزيمات نشاطها وتسبب تلف الطعام، أو تؤدي إلى الأمراض المنقولة عن طريق الغذاء.
علامات تكشف الأطعمة المجمدة الفاسدة
للكشف عما إذا كان الطعام المجمد قد أصبح فاسداً دون أن تضطر لتذوقه، يمكنك البحث عن العلامات التالية:
1. تغيرات في مظهر وخواص الأطعمة المجمدة
يعد البصر والشم واللمس أسهل الطرق لمعرفة ما إذا كان الطعام قد تعرض للتلف. على سبيل المثال، إذا ظهرت واحدة من العلامات التالية على الغذاء فإنه يعد تالفاً:
- اللحم: إذا تحول لون اللحم الأحمر إلى بني أو رمادي.
- الدجاج: قد يكون من الصعب تمييز تغير لون لحم الدجاج الفاتح إلى الأبيض، لكن يمكن ملاحظة تغير لون العظم بعد إذابة الثلج عنه بحيث يصبح داكناً أكثر.
- الخضروات: عندما تذبل الخضروات وتفقد رونقها وألوانها الزاهية وتصبح عصارتها حليبية اللون.
- الفاكهة: أولى علامات فساد الفاكهة هو تغير لونها، بحيث تتحول إلى اللون البني. بالإضافة إلى ذلك، قد تنكمش بعض الأنواع وتتجعد بسبب الجفاف وفقدان رطوبتها.
- السمك: عندما تتحول حواف السمكة إلى اللون الأبيض أو الرمادي، فهذا دليل على انتهاء فترة صلاحيتها.
2. رائحة الطعام المجمد
قد لا يساعد التجميد على شم رائحة الطعام المجمد، ولكن ما إن تتم إذابته تصبح رائحته واضحة. عندما يكتسب الطعام رائحة زنخة أو كريهة أو غير مألوفة بالنسبة لنوع الغذاء، فهذا دليل على أنه أصبح طعاماً فاسداً وغير صالح للاستهلاك.
في حال وجود مشكلات تقنية بالمجمد، وتعرض الطعام للإذابة والتجميد مرة ثانية، فإنه يكتسب رائحة "بلاستيكية"، أو قد تختلط النكهة مع نكهات أطعمة أخرى. في هذه الحالة قد لا يكون الطعام تالفاً إلا أنه يفقد نكهته الأساسية.
3. ملمس الطعام المجمد
البيوفيلم أو الأغشية الحيوية، عبارة عن مجموعة من نوع واحد أو أكثر من الكائنات الحية الدقيقة التي يمكن أن تنمو على العديد من الأسطح المختلفة. عندما يكون نمو الميكروبات ونشاطها كثيفاً وكبيراً بدرجة كافية، يمكن رؤية البيوفيلم بالعين المجردة.
فإذا شعرت بملمس لزج ولامع على سطح الغذاء المجمد، سواء كان لحوماً أو خضاراً، فهذا دليل على نشاط كبير للميكروبات تحت هذا الغشاء اللزج، أي أنه أصبح فاسداً وغير صالح للأكل.
4. تغيرات في القوام
عندما يوضع الغذاء في درجات حرارة منخفضة دون الصفر المئوية، يتجمد الماء الموجود في الخلايا، فيزداد حجمه حتى تتمزق جدرانها. نتيجة لذلك، يصبح قوام الغذاء أكثر طراوة عند تذويبه. تظهر هذه التغييرات بشكلٍ ملحوظ في الفواكه والخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من الماء.
فإذا لاحظت وجود انسكابات في قاع المجمد أو أسفل المادة الغذائية، فهذا دليل على أن الميكروبات أو الإنزيمات قد استعادت نشاطها، وتمكنت من إتلاف الغذاء.
من الأمثلة على تغير القوام في الأغذية:
- الأجبان: غالباً لا يمكن حفظ الأجبان بالتجميد، إذ تفقد قوامها الكريمي، وتصبح جافة وقاسية.
- المثلجات: عندما تلاحظ وجود بلورات ثلجية على سطح الآيس كريم، فهذا دليل على أنها قد تعرضت لتغيرات في القوام وفقدت نكهتها.
- السمك: إما يكتسب قواماً لزجاً، أو يصبح أكثر قساوة بسبب فقدانه الرطوبة وجفافه بتأثير الكثير من الضوء.
اقرأ أيضاً: 5 طرق فعالة لحفظ الأغذية لفترات طويلة بوجود تهديدات بالحرب والمجاعات
5. حرق التجميد
يحدث حرق المجمد عندما تنسحب قطرات الماء من داخل الخلايا نحو سطح أكثر برودة، مثل سطح العبوة أو كيس التجميد. بالنتيجة، يتلامس سطح الغذاء مع الأوكسجين، فيتعرض للأكسدة اللاإنزيمية، ويفقد الغذاء لونه وقوامه وبعض مكوناته.
تختلف علامات حرق التجميد باختلاف نوع الغذاء، لكنه يظهر بشكلٍ عام على شكل بقع بنية أو رمادية جافة. قد لا يسبب حرق التجميد تلف الغذاء وفساده، إلا أنه يصبح قاسياً وعديم النكهة.
على الرغم من أنه ليس من الضروري أن تكون هذه العلامات دليلاً على فساد الغذاء، فإنها تشير إلى أنه أصبح أقل جودة. تذكر، عندما تراودك الشكوك حول صلاحية الغذاء المجمد، تخلص منه.