ملخص: فاكهة العناب حلوة الطعم قليلة السعرات الحرارية، وهي غنية بمضادات الأكسدة التي تساعد على مكافحة الإجهاد التأكسدي والالتهابات، كما أنها تقوّي المناعة وتحسّن جودة النوم وتقلل القلق بسبب احتوائها على السابونينات التي تسهم في تعديل كيمياء الدماغ وتقليل الالتهاب، إضافة إلى أن محتواها العالي من الألياف يدعم صحة الجهاز الهضمي، فضلاً عن أنها تدعم صحة الدماغ وتعزز الوظائف الإدراكية نتيجة احتوائها على بعض المركبات النشطة حيوياً. يُذكر أيضاً أن فاكهة العناب قد تقي من فقر الدم لأنها تنشّط تكوين خلايا الدم الحمراء، وتعزز صحة القلب بسبب محتواها من البوتاسيوم ومضادات الأكسدة. علاوة على ذلك، تمتلك خصائص قد تساعد على مكافحة الخلايا السرطانية. ومع ذلك، يجب على الأفراد الذين يتناولون مضادات الاكتئاب أو أدوية الصرع توخي الحذر؛ إذ قد يتفاعل العناب مع هذه الأدوية، ما قد يؤثّر في فاعليتها أو يزيد آثارها الجانبية.
العنّاب أو الجوجوبا أو التمر الصيني أو التمر الأحمر أو تساو، تسميات كثير وفوائد أكثر بكثير. هي فاكهة صغيرة حمراء أو أرجوانية اللون ذات طعم حلو وملمس مطاطي بعض الشيء. موطنها الأصلي في جنوب آسيا، لكنها شائعة اليوم في أنحاء العالم كافة. وقد كانت لآلاف السنين محطَ تقديرٍ في الطب البديل؛ إذ اُستخدمت لتحسين النوم وتقليل القلق، وما زالت تحظى اليوم بشعبية كبيرة في الأوساط الغذائية بفضل قيمتها الغذائية وخصائصها المعززة للصحة التي أثبتتها الأبحاث العلمية. فما هي خصائص العناب؟ وكيف يمكن أن تحسّن الصحة؟ إليك كلَّ ما تحتاج إلى معرفته.
القيمة الغذائية للعنّاب
قبل الخوض في الفوائد الصحية، من الضروري فهم المكونات الغذائية التي تجعل من العناب فاكهة ذات أهمية لا يُستهان بها؛ حيث تحتوي 100 غرام من ثمار العنّاب الطازج على:
- سعرات حرارية: 79 سعرة حرارية
- كربوهيدرات: 20 غراماً
- ألياف: 10 غرامات
- بروتين: 1.2 غرام
- دهون: 0.2 غرام
- فيتامين سي: 77% تقريباً من المدخول اليومي الموصى به (للبالغين الأصحاء)
- بوتاسيوم: 5% تقريباً من المدخول اليومي الموصى به
إذاً، تحتوي ثمار العناب الطازجة على عدد سعرات حرارية منخفضة، لكنها غنية بالألياف وفيتامين سي والبوتاسيوم، ما يجعلها وجبة خفيفة صحية ومغذية. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي على العديد من المركبات النشطة حيوياً مثل الفلافونويدات والسابونين والسكريات المتعددة (بولي سكاريد)، التي تُعدّ مسؤولة عن العديد من فوائدها الصحية.
اقرأ أيضاً: الفول السوداني: حقائق غذائية وفوائد صحية
أهم 7 فوائد صحية للعناب
ثمة العديد من الفوائد الصحية التي يتمتّع بها العنّاب، وإليك أهمها:
1. غني بمضادات الأكسدة
مضادات الأكسدة هي مركبات كيميائية ضرورية لحماية الجسم من الإجهاد التأكسدي، الذي يسهم في تطور الأمراض المزمنة، مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأمراض التنكسية وبعض أنواع السرطان.
تعمل مضادات الأكسدة على تحييد الجذور الحرة (الجذور الحرة هي ذرات أو جزيئات نشطة جداً وغير مستقرة تسبب تلف الخلايا)، عن طريق التبرع بالإلكترونات لها وتحويلها إلى مكونات كيميائية خاملة غير مضرة بالخلية أو مكوناتها، ما يقي الجسم من العديد من الأمراض.
ويُعدّ العنّاب غنيّاً بمضادات الأكسدة، مثل الفلافونويدات والسكريات المتعددة والأحماض الفينولية وفيتامين سي، التي تساعد على تقليل الالتهابات، وخفض الإجهاد التأكسدي عن طريق تثبيط إنتاج شوارد الأوكسجين التفاعلية المضرة وتعزيز نشاط بعض الإنزيمات المضادة للأكسدة، ما يحمي الخلايا من التلف التأكسدي، خصوصاً خلايا الكبد.
اقرأ أيضاً: ما هي فوائد الجوافة وما أضرارها؟
2. تعزيز المناعة
العناب غني بفيتامين سي، وهو عنصر غذائي أساسي له وظائف متعددة، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى كونه مضاداً للأكسدة وعاملاً مساعداً على تنظيم الجينات. يدعم فيتامين سي الجهاز المناعي من خلال تعزيز وظيفة الاستجابات المناعية الفطرية والتكيفية، وتقوية حاجز الجلد ضد مسببات الأمراض، ومساعدة الخلايا البلعمية مثل العدلات على قتل الميكروبات وإزالة الخلايا الميتة من مواقع العدوى، ما يقلل تلف الأنسجة. يؤدي نقص فيتامين سي إلى إضعاف المناعة وزيادة خطر الإصابة بالعدوى.
علاوة على ذلك، تؤدي السكريات المتعددة الموجودة في فاكهة العناب، وهي نوع من الكربوهيدرات المعقدة، دوراً مهماً في تعزيز الجهاز المناعي؛ إذ تعمل على تحفيز الخلايا المناعية التي تلتهم مسببات الأمراض مثل البكتيريا والفيروسات، ما يمنع أو يقلل انتشار العدوى، بالإضافة إلى أنها تعزز إنتاج السيتوكينات وإفرازها، والسيتوكينات هي بروتينات تعمل مثل إشارات تساعد على تنسيق الاستجابة المناعية وتنظيمها.
3. تحسين جودة النوم وتقليل القلق
منذ قرون وثمار العنّاب مستخدمة في الطب التقليدي علاجاً طبيعياً للأرق والقلق؛ إذ تحتوي الفاكهة على مركبات ذات تأثير مهدئ ومسكن على الجهاز العصبي.
يمكن أن تُعزا هذه التأثيرات المهدئة إلى محتوى العنّاب من الجوجوبوسايد، وهو مركب ينتمي إلى فئة السابونينات؛ وهي بدورها مركبات نشطة بيولوجياً تبيّن أنها تسهم في تنظيم النواقل العصبية والسيتوكينات الالتهابية في الدماغ، خاصة في منطقة تحت المهاد والحُصين، ما يشير إلى أنها قد تعمل على تعديل كيمياء الدماغ وتقليل الالتهاب، ما يؤدي إلى تحسين النوم وتقليل أعراض القلق والاكتئاب.
4. دعم صحة الجهاز الهضمي
العنّاب غني بالألياف الغذائية، وليس خفيّاً على أحد دور الألياف في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي؛ إذ تساعد على تسريع حركة الطعام داخل الأمعاء وتقليل الإمساك وتعزيز نمو البكتيريا المعوية المفيدة. علاوة على ذلك، وُجِد أن السكريات المتعددة الموجودة في العناب تقوّي بطانة المعدة والأمعاء، ما يقلل خطر الإصابة بالقرحة أو البكتيريا المضرة الموجودة في الأمعاء، كما قد تخفِّف أعراض بعض اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل التهاب القولون ومتلازمة القولون العصبي.
5. تحسين صحة الدماغ
للعنّاب فوائد محتملة على صحة الدماغ نتيجة احتوائه على بعض المركبات الحيوية النشطة؛ مثل الفلافونويدات التي تساعد على حماية خلايا الدماغ من التلف الناجم عن الإجهاد التأكسدي، وأحادي فوسفات الأدينوزين الحلقي الذي يدعم وظائف الخلايا العصبية ونموها، والجوجوبوسايد الذي يعزز نمو خلايا الدماغ الجديدة ويدعم الذاكرة والتعلم.
تعمل هذه المركبات مجتمعة على حماية خلايا الدماغ من التلف، وتحفيز نمو الخلايا العصبية الجديدة، وتحسين الوظائف الإدراكية. هذا ما قد يجعل العناب خياراً واعداً لتطوير المكملات الغذائية التي تهدف إلى الوقاية من الأمراض العصبية أو علاجها.
اقرأ أيضاً: ما فوائد عصير الشمندر والبرتقال؟
6. الوقاية من فقر الدم ودعم صحة القلب
من الممكن أن يسهم العنّاب في تنشيط تكوين خلايا الدم الحمراء؛ وذلك من خلال تنشيط العوامل المحفِّزة لنقص الأوكسجين (مركبات كيميائية تستجيب لنقص الأوكسجين في بيئة الخلايا)، التي تحفِّز بدورها إنتاج هرمون الإريثروبويتين الضروري لإنتاج خلايا الدم الحمراء في نقي العظم.
كما قد يساعد العنّاب على إعادة تدوير الحديد الهيمي الذي يتم إطلاقه في أثناء تحلل خلايا الدم الحمراء القديمة أو المتضررة. الهيم هو أحد المكونات الأساسية للهيموغلوبين الموجود في خلايا الدم الحمراء؛ أي أن قدرة العناب على تسهيل إعادة تدوير هذا الحديد تسهم في الحفاظ على مستويات الحديد، وتدعم استمرار إنتاج خلايا الدم الحمراء. فضلاً عن أنه يحسِّن صحة الدم بصورة غير مباشر عن طريق تعزيز الاستجابات المناعية وتعديلها.
ومرة أخرى، تُعزا هذه التأثيرات إلى المركبات الحيوية النشطة الموجودة في العناب، مثل الفلافونويدات والسكريات المتعددة والتربينويدات. وهذا ما قد يجعل العنّاب خياراً واعداً للمكملات الغذائية التي تهدف إلى منع فقر الدم أو علاجه.
بالإضافة إلى ذلك، قد يدعم العناب صحة القلب بفضل محتواه الجيد من البوتاسيوم الذي يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومضادات الأكسدة التي تسهم في تقليل الالتهاب وحماية الجهاز القلبي الوعائي من الضرر التأكسدي.
7.محاربة الخلايا السرطانية
يتمتّع العنّاب بخصائص مضادة للسرطان بسبب محتواه العالي من مضادات الأكسدة والمركبات النشطة حيوياً. على سبيل المثال، تساعد السكريات المتعددة على تحييد الجذور الحرة وتقليل الالتهابات، وهي عوامل مرتبطة بتطور السرطانات عادة، كما يسهم مركب الليغنين الموجود في العناب في تعزيز الخلايا المناعية المسماة "الخلايا القاتلة الطبيعية" التي تدمِّر الخلايا الدخيلة على الجسم.
هذا بالإضافة إلى محتواه العالي من فيتامين سي الذي يتمتّع بخصائص قوية مضادة للسرطان. عموماً، تشير الدراسات إلى أن مستخلصات العنّاب يمكن أن تقتل خلايا سرطانية مختلفة، مثل خلايا سرطان المبيض وعنق الرحم والثدي والكبد والجلد. ومع ذلك، أجريت هذه الأبحاث على الحيوانات أو في أنابيب الاختبار، لذلك ثمة حاجة إلى المزيد من الدراسات البشرية لتأكيد هذه الفوائد المحتملة.
اقرأ أيضاً: هل صحيح أن زيوت بذور القطن وفول الصويا وعباد الشمس ضارة؟
الآثار الجانبية المحتملة للعنّاب
يُعدّ العنّاب فاكهة آمنة بالنسبة إلى الناس معظمهم، لكنها قد تتفاعل مع بعض الأدوية، مثل:
- مضادات الاكتئاب: في حال تناول مضادات الاكتئاب التي تنتمي إلى فئة مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورأدرينالين، فينبغي تجنب تناول فاكهة العناب؛ إذ قد تتفاعل مع الأدوية على نحو يؤثّر في طريقة عمل الدواء أو يفاقم الآثار الجانبية له.
- أدوية الصرع: تشير الأبحاث التي أجريت على الفئران إلى أن مستخلص فاكهة العناب قد يفاقم تأثير بعض أدوية الصرع. لذا وفي حال تناول هذه الأدوية، فمن المستحسن استشارة الطبيب قبل تضمين العناب في النظام الغذائي تجنباً لأي تفاعلات غير مرغوب فيها.
إذاً، العنّاب من الفاكهة اللذيذة التي تتمتّع بمجموعة واسعة من الفوائد الصحية. فمحتواه الغني من مضادات الأكسدة وخصائصه المعززة للمناعة وتأثيراته الوقائية تجعله إضافة قيمة لأي نظام غذائي. لكن، ينبغي الإشارة إلى أن العناب المجفف قد يحتوي على نسبة أعلى من السكر والسعرات الحرارية، لذا من الأفضل تناوله باعتدال، وتذكّر دائماً استشارة الطبيب أو مختص التغذية قبل إجراء أي تغييرات في نظامك الغذائي، وخاصةً عند تناول الأدوية.