لا شيء يضاهي ركوب الدراجة الهوائية في جعلك تشعر وكأنك طفل مرة أخرى. لكن ركوب الدراجات على الطريق، جنباً إلى جنب مع الكتل الكبيرة من الفولاذ والزجاج التي تتحرك بسرعة كبيرة، يمكن أن تجعل حتى راكبي الدراجات المتمرسين قلقين. ناهيك عن حشود راكبي الدراجات الجدد التي انتشرت في الشوارع منذ بدء الجائحة.
لحسن الحظ، هناك طرق بسيطة تساعدك في حماية نفسك من الحوادث الخطيرة مع المركبات الأخرى التي تتحرك على الطرق.
بعض الإحصائيات عن الحوادث المرورية لسائقي الدراجات الهوائية
لا أحد يحب أن يسمع أخباراً سيئة على شكل إحصائيات. لكن الحقيقة هي أنه ليس من غير الشائع أن يعرف الدراجون الذين يقودون دراجاتهم بشكل معتاد شخصاً واحداً على الأقل تعرّض لحادث متعلق بمركبة ما. في الواقع، تتضمن 2% من حوادث السير سنوياً الدراجات الهوائية. في 2019، تسببت هذه الحوادث في وفاة 843 درّاجاً في الولايات المتحدة.
وفقاً لبيانات وزارة النقل الأميركية، فإن معظم هذه الحوادث كانت لرجال ووقعت في المساء بين الساعة السادسة والساعة التاسعة، وهي فترة الذروة المرورية وانخفاض مستوى الرؤية. لا تزال النساء يمثلن أقلية بين راكبي الدراجات، وتظهر الدراسات أنهن يملن إلى التركيز على السلامة والبحث عن ممرات مخصصة للدراجات أكثر من نظرائهن من الرجال، وهذا على الأرجح ما يقيهن من الحوادث.
على الرغم من أن الأمور قد تحسنت بشكل طفيف مؤخراً، إلا أن الإحصائيات طويلة المدى تُظهر صورة أكثر سواداً: فقد تضاعفت الوفيات بين راكبي الدراجات الذين يبلغون من العمر 20 عاماً فما فوق ثلاث مرات منذ عام 1975. هذه زيادة مقلقة، ولكن يمكن تفسيرها جزئياً نظراً لازدياد عدد الدراجين على الطرق هذه الأيام.
بالنظر إلى هذه الإحصائيات، يبدو واضحاً أن الحفاظ على الأمان خلال ركوب الدراجات مهم للغاية، وخصوصاً بين الدراجين غير المتمرسين أو الذين لم يمارسوا هذا النشاط لفترة.
اقرأ أيضاً: 7 أخطاء يرتكبها راكبو الدراجات الهوائية المبتدئون وكيفية تجنّبها
التزم بقواعد الطريق
أولاً، الدراجات هي مركبات، لذا فهي تنتمي إلى الشوارع وليس الأرصفة. يتطلب هذا من الدراجين اتباع نفس قواعد الطريق التي تنطبق على المركبات الأخرى بغض النظر عن اختلاف هذه القواعد بين المدن المختلفة. هذا يعني التوقف عند إشارات التوقف والأضواء الحمراء، والتأشير لجهة الانعطاف، والقيادة على الجانب الأيمن من الطريق في اتجاه تدفق حركة المرور. تختلف القواعد المرورية باختلاف الدولة، لذلك يجب أن تتعرف على القواعد الخاصة بمنطقتك.
يجب أيضاً تزويد دراجتك بالأضواء إذا كنت تخطط للقيادة في الظلام أو عند الفجر أو الغسق. عادة ما يُزود الدراجون دراجاتهم بضوء أبيض في المقدمة وضوء أحمر في الخلف. لكن إذا كنت ترغب في زيادة الرؤية (والسلامة) في ظروف الإضاءة المنخفضة، أضف المزيد من المصابيح التي تعمل بالبطارية أو القابلة لإعادة الشحن، أو الأشرطة العاكسة للضوء لإطار دراجتك أو العجلات، وارتدِ الملابس أو حقائب الظهر العاكسة.
بالنسبة لقيادة الدراجة الهوائية على الرصيف، ففي حين أن العديد من المدن حول العالم لا تحظرها على وجه التحديد، إلا أنها ليست مفضّلة غالباً. على عكس ما قد تعتقده، فإن القيادة على الرصيف ليست الخيار الأكثر أماناً، إذ أنه يجب على راكبي الدراجات دائماً منح حق المرور للمشاة. لكن ربما الأهم من ذلك هو أن سائقي السيارات لا يولون نفس القدر من الاهتمام لما يوجد على الرصيف، لذلك إذا كنت تعبر الطريق أو حتى مدخل سيارة خاص أثناء قيادة الدراجة على الرصيف، فقد لا يراك سائق السيارة. لذا تجنّب القيادة على الرصيف تماماً ما لم تكن مضطراً.
بالنسبة لتناول المشروبات الكحولية، تنطبق نفس القواعد كما لو كنت تقود السيارة: لا تشرب الكحول ثم تقود الدراجة. بالنسبة للمبتدئين، يعد هذا غير قانوني في العديد من المدن حول العالم، ولكن حتى إذا لم تحظره القوانين على وجه التحديد، فقد يكون مميتاً، كان تركيز الكحول في الدم عند 21% من راكبي الدراجات الذين يبلغون من العمر 16 عاماً أو أكثر، والذين توفوا في عام 2019، يبلغ 0.08% أو أكثر. لذلك إذا كنت قد استهلكت الكحول، لا تقد دراجتك.
اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن الدراجات الكهربائية؟
قُد بشكل آمن
الطريقة الأفضل لحماية نفسك عند ركوب الدراجات على الطرق هي ارتداء خوذة. في عام 2019، كان 127 راكباً من بين الـ 843 الذين لقوا حتفهم بسبب الحوادث يرتدون الخوذ. هذا يعني أن الأشخاص الذين يرتدون خوذة عند ركوب دراجاتهم هم أقل عرضة للتعرض للإصابات القاتلة من أولئك الذين لا يرتدونها. تنص القوانين في بعض الدول على ارتداء الخوذ بالنسبة للأطفال دون سن 18 عاماً، لذا تحقق من القوانين في بلدك قبل قيادة الدراجة.
من المهم أيضاً القيادة بشكل قابل للتنبؤ لتجنب الحوادث، وذلك لأن راكبي الدراجات الذين يقودونها بشكل غير متوقّع يجعلون السائقين الآخرين متوترين. وفقاً لـ "دوغي رو"، الدرّاج ومستشار التنقلات الصغرية (النقل باستخدام المركبات خفيفة الوزن مثل الدراجات الهوائية أو السكوتر)، والمقيم في مدينتي هيوستن وتولسا، هذا يعني أن تلتزم بمسار واحد، وألا تراوغ بين السيارات، وأن تؤشر قبل الانعطاف بإشارات اليد المناسبة.
لا ضير في أن تكون شديد الحذر عند القيادة على الطريق. افتراض أن السائقين لا يروك في مناطق الازدحام الشديد مع إدراكك المستمر لما يحيط بك هو فكرة رائعة. مفيد أيضاً أن تجعل نفسك مرئياً قدر الإمكان، من خلال الأضواء والملابس وحتى الحركة.
يضيف رو أنه يجب أن تظل دائماً في حالة تأهب قصوى أثناء القيادة، إذ يقول: "انظر إلى الأمام. يمكن تجنب الكثير من خلال رؤية المخاطر والمواقف قبل الوقوع بها. لاحظها مبكراً وكن استباقياً وحافظ على سلامتك".
لا يقل تجنب التصادم مع المركبات المتحركة أهمية عن تجنب التصادم مع تلك المتوقفة. يصاب الكثير من الدراجين بالذعر من خطر الاصطدام بباب سيارة متوقفة يُفتح فجأة تجاه الطريق أو حتى المسالك الخاصة بالدراجين. ينتج عن هذا عادة سقوط الدراجين، أو انحراف عنيف وخطير في مسارهم تجاه حركة المرور. إذا استطعت، قد دراجتك على بعد أمتار قليلة من السيارات المتوقفة، وتأكد دائماً من تفقد النوافذ والمرايا لمعرفة ما إذا كان هناك شخص ما في السيارة قد يتسبب في حدوث مشكلة.
يمكن أن تكون السيارات المتوقفة أو البطيئة خطيرة ولا يمكن التنبؤ بها. في الواقع، تقع نسبة 35% من الحوادث عند التقاطعات. بُلّغ عن عدد من الحوادث أو الحوادث الوشيكة التي وقعت بسبب انحراف مسار سائقي الدراجات النارية المتهورين بسرعة تجاه مسالك الدراجات الهوائية لتجاوز السيارات. لذا، حتى إذا كنت تقود دراجتك في مسار مخصص، لا تفترض أبداً أنه يمكنك ألا تكون حذراً إذا كانت حركة المرور متوقفة أو بطيئة.
اقرأ أيضاً: رياضة ركوب الدراجات والقفز من فوق المنحدرات الصخرية
مارس ركوب الدراجة بتروي
حتى إذا كنت تعلم وتلتزم بالقواعد والإرشادات، من الطبيعي أن تشعر بالقلق بسبب قيادة الدراجة الهوائية في شوارع المدينة. لهذا ينصح رو بالتعامل مع هذا القلق عن طريق التروّي، إذ يقول: "خذ خطى صغيرة وزد صعوبة الرحلات بالتدريج. قُد الدراجة مع الآخرين لتوفير شعور بالراحة حتى تزيد ثقتك بنفسك".
اجعل سائقي المركبات الأخرى يروك كإنسان. قد دراجتك بثقة وتواصل مع السائقين الآخرين بشكل مباشر، وخصوصاً عند التقاطعات، في النهاية، لديك الحق الكامل في أن تقود دراجتك في الشوارع.
إذا شعرت بأنك لست بأمان بسبب محيطك، خذ استراحة قصيرة. وعندما تشعر بتحسن أو عندما تصل إلى وجهتك، فكّر بالأمور التي جعلتك تشعر بذلك وبطرق تساعدك في تجنّب هذا الشعور في المستقبل.
بالنسبة لي، إحدى الطرق هي إيجاد مسارات بديلة تغني عن القيادة في الشوارع الرئيسية التي تحتوي على سيارات تتحرك بسرعة ولا تحتوي على مسالك مخصصة للدراجات الهوائية. بالنسبة لك، قد تساعدك تطبيقات مثل "سترافا" (متوفر لنظامي "آي أو إس" و"أندرويد")، أو "بايك ماب" (متوفر لنظامي "آي أو إس" و"أندرويد")، أو إيجاد شوارع تحتوي على مسالك خاصة بالدراجين محمية، أو الانضمام إلى رحلات جماعية حتى تشعر بأنك جاهز للقيادة لوحدك، أو القيادة على الأرصفة لمسافات قصيرة. اتّبع الطريقة التي تراها مناسبة.
أما بالنسبة لسائقي السيارات والدراجات النارية: شاركوا الطريق، وحافظوا على مسافة لا تقل عن متر واحد بينكم وبين الدراجات الهوائية، والأفضل أن تنتقلوا إلى مسار آخر إذا تمكّنتم.