كيف يحدد حمضك النووي اتجاهك في التغذية؟ دراسة حديثة تُجيب

كيف يحدد حمضك النووي اتجاهك في التغذية؟ دراسة حديثة تُجيب
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Joyisjoyful
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ذكر بحث الدكتور نبيل ياسين، اختصاصي علم الأمراض في كلية فاينبيرغ للطب بجامعة نورث وسترن بأميركا والمنشور في دورية بلوس ون بشهر أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن النظام الغذائي النباتي للأشخاص النباتيين قد يكون خاضعاً بشكلٍ كبير للتركيبة الجينية للشخص، وحدد 4 جينات موجودة على الكروموسوم 18 ترتبط باتباع نمط غذائي نباتي. ويُعد هذا البحث مهماً في فتح آفاق مستقبلية بمجال علم الجينوم الغذائي (Nutrigenomics)، فما هو هذا العلم وما آفاقه؟ تابع في هذا المقال.

اقرأ أيضاً: 5 أغذية تساعدك وحدها على البقاء طويلاً على قيد الحياة

ما هو علم الجينوم الغذائي؟

يُدعى أيضاً علم التغذية الجيني أو علم الوراثة الغذائية، وهو العلم الذي يربط بين ما يأكله الإنسان وجيناته، وكيفية ارتباط ذلك بالصحة، ويعتمد على مبدأ تأثير التغذية على التعبير الجيني، ويُبرز علم الجينوم الغذائي الاختلافات بين جينات شخص وآخر، ويدرس أهمية هذه الاختلافات بالنسبة للتطبيقات الصحية المختلفة، كالوقاية من الأمراض الاستقلابية مثل السكري والبدانة وأمراض القلب والأوعية الدموية.

يُعد علم الجينوم الغذائي علماً ناشئاً، ولا تزال هناك حاجة كبيرة للقيام بالدراسات التي ترسم الخطوط العريضة لهذا العلم، لكن تتوفر أدوات وتقنيات حديثة يمكنها تقديم تحاليل جزيئية جينية لربطها مع النمط الغذائي لكل شخص، وحالياً يتم العمل على تحديد الجينات المرتبطة بنمط غذائي معين وتفضيله وزيادة معدل الاستقلاب واختيار الحمية الغذائية المناسبة.

اقرأ أيضاً: ما العادات الحياتية والأطعمة والمشروبات التي يمكننا رفع معدل الاستقلاب من خلالها؟

تشمل الدراسات الأساسية لتحديد ارتباط الجينات بالنمط الغذائي مقارنة جينات مئات الأشخاص الذين يتبعون نمطاً غذائياً محدداً، وبعد القيام بالاختبارات الإحصائية المناسبة، تُقر الأبحاث ارتباط جين معين مع عنصر غذائي أو نمط غذائي، أو تحفيز غذاء معين لتعبير جين محدد مرتبط بالاستقلاب أو المناعة وغيرها من العمليات الحيوية المهمة. وتضم أبرز الاختلافات بين الأفراد في الوظائف الحيوية وفقاً لجيناتهم ونمطهم الغذائي المرتبط بها ما يلي:

  • امتصاص الطعام.
  • الاستقلاب.
  • الهضم الإنزيمي.
  • التخليق الحيوي.
  • الهدم.
  • النقل عبر أغشية الخلايا.
  • عمل مستقبلات الخلايا.
  • التخزين الخلوي.
  • الإفراز الخلوي. 

اقرأ أيضاً: 25 من المأكولات والمشروبات تساعدك على خسارة الوزن

ما هي تطبيقات علم الجينوم الغذائي؟

يمكن لعلم الجينوم الغذائي أن يفيد في عدد واسع من التطبيقات ومن أبرزها ما يلي:

1. فهم آلية الوصول للشبع

يختلف الناس في الشعور بالشبع بعد تناول كمية معينة من الطعام، وقد تستمر الشهية للطعام فترة أطول لدى البعض، وتُعد الجينات عاملاً محدداً لزيادة الشهية والاستمرار بتناول الطعام حتى الوصول إلى الشبع. ووفق دراسة بريطانية أجراها مركز كامبريدج لأبحاث الطب الحيوي عام 2020، اكتُشفت 300 طفرة جينية في الحمض النووي لنصف مليون بالغ تتراوح أعمارهم بين 40 و70 عاماً، حُدِّد بها الجين الذي ينشط بمجرد تناول ما يكفي من الطعام. 

2. تحديد التفضيلات الغذائية

تحدد الجينات بدرجة كبيرة الأطعمة التي نحبها أو نكرهها، فبعض الناس يجدون الملوخية ألذ وجبة يأكلونها، بينما غيرهم لا يحتملون شم رائحتها، وكذلك الأمر بالنسبة لفطر الكمأة والكزبرة وغيرها من الأطعمة والتوابل، ويمكن لمعرفة النمط الجيني للشخص أن تدلنا على تفضيلاته الغذائية التي يستسيغها، ولكن هناك عوامل أخرى تسهم في تحديد التفضيلات الغذائية مثل الذكريات والعمر وسلامة القدرة على التذوق والهرمونات وغيرها. 

3. التأثير في صناعة المواد الغذائية

يمكن لعلم الجينوم الغذائي أن يسهم في تشجيع تصنيع منتجات غذائية تناسب الأشخاص الذين لديهم تركيب جيني معين، وهناك أشكال سابقة لهذه المنتجات الغذائية المخصصة للأشخاص الذين يعانون حساسية معينة كالحساسية للفستق السوداني والغلوتين واللاكتوز وغيرها. ومن الممكن ابتكار أنماط منتجات غذائية مناسبة للأمراض وفقاً للتحليل الجيني مثل المنتجات التي تناسب مرضى داء السكري من النمط الثاني أو للذين يخضعون لحمية الكيتو وغيرها.

4. إدارة الوزن 

باختيار النظام الغذائي المناسب للتركيبة الجينية للشخص، يمكن انتقاء الأغذية الغنية بالعناصر الغذائية والنسبة المطلوبة من السكريات والشحوم والبروتينات وفقاً لحاجة الفرد الشخصية، ويُدعى هذا المجال علم التغذية الشخصي، ويسهم هذا الجانب من علم الجينوم الغذائي في إدارة الوزن بشكلٍ دقيق وتصميم الحمية المناسبة للشخص دون الحاجة لحرمانه من الطعام بشكلٍ شديد.

5. رفع مستوى الصحة الغذائية 

تستطيع تبعاً لنتائج التحليل الجيني الغذائي والحصول على الاستشارة المناسبة من اختصاصي التغذية أن تعرف ما العناصر الغذائية التي تحتاج إليها وما نوع الغذاء الذي يمكن أن يؤمّنها لك، لتعمل أجهزة الجسم بأفضل شكل ممكن، ولهذا الموضوع أهمية كبيرة لزيادة كفاءة الجهاز المناعي والاستقلاب وإفراز الهرمونات والتعافي وإزالة السموم والنشاط والصحة النفسية.

اقرأ أيضاً: هل يمكن الاستفادة من ممارسة الرياضة دون اتباع نظام غذائي صحي؟

من المتوقع أن يزداد الاهتمام بمجال علم الجينوم الغذائي في السنوات القادمة، إذ يمكن لهذا العلم أن يحدد حاجة السكان لنوع معين من المحاصيل وفقاً لتركيبهم الجيني ومستوى صحتهم، وتوفّر عدة شركات عربية وعالمية حالياً اختبارات جينية لتحديد النمط الغذائي المناسب للجينات، ومنها شركة بندرجين (BndrGene) السعودية التي توفّر تحاليل جينية لاختيار الحمية الغذائية المناسبة لفقدان الوزن وفقاً لحاجة الفرد الغذائية الشخصية.