لمَ عليك ألّا تستهلك مشروبات الطاقة؟

لمَ عليك ألّا تستهلك مشروبات الطاقة؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ HandmadePictures

مشروبات الطاقة هي أول ما تُفكر به في الليلة التي تسبق اختباراً كبيراً ما زال أمامك الكثير لدراسته من أجله، وقبل اجتياز ذلك الاجتماع في الصباح بعد أن أبقاك طفلك مستيقظاً طوال الليلة السابقة. مررنا جميعاً بتلك اللحظات التي نريد فيها "دفعة" إضافية من الطاقة عندما لا يوجد أي وقت للراحة، وإن كنت قد تساءلت يوماً عن محتويات مشروبات الطاقة، فقد أوردنا في هذا المقال كل ما تحتاج إلى معرفته حول ذلك، وذلك حسب كيلي مورو وهي أخصائية تغذية في جامعة واشنطن.

ممَّ تتكون مشروبات الطاقة وماذا تفعل؟

تحتوي مشروبات الطاقة على مستويات عالية من العناصر المنشّطة بما فيها الكافيين والسكر والمكملات الغذائية مثل الفيتامينات أو الكارنيتين، ويتم الترويج لها كمنتج قادر على تعزيز اليقظة العقلية والأداء البدني. وتختلف مشروبات الطاقة عن المشروبات الرياضية التي تُستخدم لتعويض الماء والشوارد أثناء النشاط البدني أو بعده، وعن القهوة والشاي التي يتم تخميرها وتحتوي على عناصر منشطة أقل، كما أنها تختلف عن المشروبات الغازية والتي إمّا لا تحتوي على مادة الكافيين وإمّا تحتوي على كميات صغيرة نسبياً منها.

اقرأ أيضاً: ما مدى خطورة تناول مشروبات الطاقة؟

يرجع التأثير المنشّط لمشروبات الطاقة في المقام الأول إلى مادة الكافيين والسكر، فالمكونات الأخرى مثل التورين والفيتامينات المُعززة للطاقة لم يُعرف عنها أنها تزيد من مستويات الطاقة. وعلى الرغم من التأثير المؤقت المرغوب الذي يعززه كلٌّ من الكافيين والسكر في رفع مستوى الطاقة، فإن هذا التأثير ذو تكلفة عالية، حيث تقول مورو بهذا الخصوص: "السكر والكافيين يمنحان الطاقة على المدى القصير، ولكن على المدى الطويل سوف يجعلانك تشعر بمزيدٍ من التعب". 

وأبعد من ذلك، تتباين درجات تحمل الكافيين بين الأفراد، ففي الوقت الذي يوفر فيه مستوى معين من الكافيين طاقةً متزايدةً وتركيزاً أعلى لدى البعض، يكون المستوى نفسه قادراً على التسبب بآثار جانبية جسيمة كالاضطرابات القلبية والعصبية للبعض الآخر. وتوضح مورو هذه النقطة قائلةً: "يعمل الكافيين مثل الأدرينالين في الجسم محرّضاً الجهازين القلبي والعصبي، وعندما يزول تأثيره، يمكن أن يجعلك تشعر بمزيدٍ من التعب، خاصةً عند استهلاكه دون طعام".

ما مدى الضرر الذي قد يلحقه السكر والكافيين الموجودان في مشروبات الطاقة؟

في أوائل القرن الحادي والعشرين، كانت سلامة مشروبات الطاقة إحدى قضايا الصحة العامة الناشئة، وخاصةً بعد ارتباط الاستخدام المشترك لمشروبات الطاقة والكحول، والذي بدوره زاد من احتمالية سلوك الشرب عالي الخطورة.

اقرأ أيضاً: ما المخاطر المرتبطة بتناول المشروبات الكحولية؟

وعند الحديث عن الضرر الذي تلحقه مشروبات الطاقة، نبدأ بالآثار طويلة الأمد للكافيين؛ حيث يستقلب كل شخص الكافيين بمعدلات مختلفة، وبالنسبة لأولئك الذين يستهلكون الكثير منه أو يستقلبونه ببطء فإنهم يجدون صعوبة في النوم وقد يشعرون بالقلق. 

ويمتلك بعض مشروبات الطاقة مستويات أعلى من الكافيين من باقي المشروبات، لذلك يشكو بعض الأشخاص من حدوث عدم انتظام في ضربات القلب بعد تناولها، لهذا ينبغي لأي شخص يعاني من أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو الأرق أو القلق أو الاكتئاب أو غيرها من المشكلات الصحية، أن يتجنب استهلاكها.

الأمر نفسه ينطبق على السكر، فعلى الرغم من أن السكر ضروري لعمل خلايانا، فإن الكميات الزائدة منه تكون ضارة؛ إذ تترافق الكميات الكبيرة من السكر والكافيين التي تظهر في مشروبات الطاقة مع ارتفاعٍ عالٍ ومؤقت في نسبة سكر الدم، والذي بدوره سينخفض خلال ساعتين، ما يُعرّض الجسم بدوره إلى تذبذب مستويات سكر الدم والذي يعتبر أحد عوامل الخطر لحدوث مقاومة الإنسولين والإصابة بالسكري. من جهة أخرى، تحتوي مشروبات الطاقة على المُحليات الصناعية مثل السوربيتول والإكسيليتول، ومن المعروف أنها تزيد من سوء أعراض القولون العصبي مثل الانتفاخ والغازات والإسهال.

هل استهلاك مشروبات الطاقة باعتدال يكون أقل ضرراً؟

في حين أن الاعتدال في استهلاك مشروبات الطاقة هو حتماً أفضل من الإفراط، إلّا أن الكميات المعتدلة حتى قد تكون قادرة على إحداث التأثيرات السلبية على المدى الطويل. وعلاوةً على ذلك، لا يمكن إنكار وجود بدائل قد تكون أكثر فائدة وأقل ضرراً من مشروبات الطاقة مثل الماء أو العصائر الطبيعية.

اقرأ أيضاً: هل تناول المشروبات الرياضية أفضل من شرب الماء؟

كيف نرفع من معدل الطاقة دون الاعتماد على مشروبات الطاقة؟

تنصح مورو باتباع إجراءات أكثر صحية في تعزيز مستويات الطاقة لدينا، واقترحت البقاء رطبين وشرب ليترين من الماء يومياً، بالإضافة إلى النوم لمدة 8 ساعات على الأقل وتناول الوجبات بانتظام وعدم تفويت أي وجبة، والحرص على تضمين الأغذية الغنية بالعناصر الغذائية التي تعزز الصحة وتكبح الشعور بالتعب والكسل. وإلى جانب ذلك، أكدت أهمية ممارسة الرياضة واتباع تقنيات التأمل للحد من التوتر، وإن كان الوضع حرجاً ويتطلب دفعة من الطاقة، فلا تنسَ كم هو لذيذ فنجان من القهوة أو الشاي.