تروّج بعض الشركات المصنّعة لمشروبات الطاقة منتجاتها بمقولات مثل "يمنحك أجنحة" أو "أطلق العنان للوحش" أو "طاقة تدوم ساعات في دقائق"، في إشارة إلى قدرتها على منحك دفعات من الطاقة والنشاط والحيوية، وهو ما قد يكون صحيحاً نظراً لما تحتويه من جرعات عالية من الكافيين والسكر. لكن مع توفر العديد من أصناف مشروبات الطاقة الخالية من السكر، يدّعي بعض رواد الصالات الرياضية والمؤثرين أن لهذه المشروبات فائدة جديدة، وهي إنقاص الوزن! فما حقيقة هذه الادعاءات؟ إليك ما يقوله العلم.
اقرأ أيضاً: هل تهدد مشروبات الطاقة صحة القلب؟ دراسة جديدة تُجيب
ما هي مشروبات الطاقة؟
مشروبات الطاقة هي مشروبات غير كحولية وظيفية، تتكون من مزيج من المواد ذات التأثير الفيزيولوجي أو القيمة الغذائية التي تعزز اليقظة الذهنية وتزيد القدرة على التحمل وتحسّن الأداء البدني على المدى القصير.
تختلف هذه المشروبات عن المشروبات الرياضية التي تُستخدم لتعويض جسم الرياضي بالماء والشوارد في أثناء النشاط البدني أو بعده، كما تختلف كمية الكافيين فيها عنها في القهوة والمشروبات الغازية بل تتفوق عليها، إذ تحتوي مشروبات الطاقة على:
- كافيين: بنسبة تتراوح بين 70-200 مليغرام لكل عبوة (470 مليلتراً) من مشروب الطاقة. غالباً ما يخلط الكافيين مع التورين والغلوكورونولاكتون والغوارانا وفيتامينات ب، لإنشاء ما يُطلق عليه "مزيج الطاقة".
- السكر: يعد المكوّن الرئيسي في مشروبات الطاقة، إذ غالباً ما تحتوي على محليات مثل شراب الذرة عالي الفركتوز أو السكروز، وتصل كميته إلى 40-62 غراماً من السكريات في العبوة النظامية من مشروب الطاقة (470 مليلتراً).
- محليات صناعية: نظراً للمحتوى العالي من السعرات الحرارية في مشروبات الطاقة المحلاة بالسكر، لجأت عدة علامات تجارية لإصدار أنواع خالية من السكر تحتوي على محليات صناعية، مثل الأسبارتام والسكرالوز وأسيسلفام البوتاسيوم وبعض السكريات الكحولية.
- التورين: هو حمض أميني يحتوي على الكبريت في تركيبه، وتتراوح كميته بين 2,000-3,000 مليغرام في كل عبوة (470 مليلتراً).
- الكارنيتين: وهو حمض أميني مهمّته تحفيز التمثيل الغذائي للدهون، ويعزز القدرة على التحمّل والتعافي من التمارين الشاقة. إلّا أن غرامين منه كافيان لوصول الجسم إلى حالة التشبع؛ النقطة التي يمتص فيها الجسم ما يكفي من الكارنيتين لتحقيق أقصى أثر له، فلا فائدة بعد هذا الحد من الكميات الإضافية.
- الجينسنغ: هو أحد المكملات العشبية التي قد تزيد مستويات الطاقة وتحسّن الذاكرة وتخفف التوتر عن طريق تحفيز الغدد تحت المهاد والغدة النخامية لإفراز الكورتيكوتروبين، وهو الهرمون المنشط لقشرة الغدة الكظرية.
اقرأ أيضاً: ما مصادر حمض التورين ولماذا هو مهم لجسمك؟
هل تساعد مشروبات الطاقة على إدارة الوزن؟
وفقاً للجمعية الدولية للتغذية الرياضية (The International Society of Sports Nutrition)، فإن أي مشروب يحتوي على الكافيين من شأنه أن يحفّز عملية التمثيل الغذائي في الجسم مؤقتاً في الأمد القريب. وضحت الدراسة المنشورة في دورية بحوث التغذية (Nutrition Research) أن الكافيين يعمل من خلال حثّ الجهاز العصبي على زيادة إفراز الأدرينالين، وهو هرمون يشارك في تحطيم الدهون وناقل عصبي تنتجه الغدد الكظرية يؤدي دوراً حيوياً في استجابة الجسم للضغط والتوتر، إذ يزيد معدل ضربات القلب وتدفق الدم إلى العضلات، ويحفّز الكبد على إطلاق الغلوكوز (السكر) في الدم، ما يوفّر دفعة فورية من الطاقة للجسم.
وفي دراسة نشرتها مجلة الجمعية الدولية للتغذية الرياضية (Journal of the International Society of Sports Nutrition) تبين أن الكافيين يزيد معدل الأيض في أثناء الراحة (RMR)، وهو كمية الطاقة التي يحتاج الجسم إليها للحفاظ على وظائفه الحيوية في حالة الراحة، مثل التنفس ودوران الدم وتنظيم درجة الحرارة، أي يزيد إنفاق السعرات الحرارية.
ومع ذلك، تكمن المشكلة في أن استهلاك 100 مليغرام من الكافيين يومياً يحرق 100 سعرة حرارية فقط، أي لحرق كيلوغرام من الدهون لا بد من استهلاك 100 ملليغرام من الكافيين في شراب الطاقة يومياً على مدى 90 يوماً، على اعتبار أن الكيلوغرام من الدهون يحتوي على نحو 9,000 سعرة حرارية. كما أنه من الممكن أن يتجاوز الاستهلاك اليومي من مشروب الطاقة الحد المسموح به، الذي يصل إلى 200-400 مليغرام يومياً من الكافيين، وفقاً لإدارة الدواء والغذاء الأميركية.
ويضيف الباحث في فيزيزلوجيا التمارين الرياضية في جامعة سنترال فلوريدا الأميركية، جيفري ستاوت، الذي أجرى عدة أبحاث حول مشروبات الطاقة: "يبدو أن مشروبات الطاقة لها أثر محدود في فقدان الوزن عند استخدامها بمفردها، ولكنها تبدو أكثر فاعلية عند تناولها مع ممارسة التمارين الرياضية".
اقرأ أيضاً: الموت بسبب جرعة عالية من الكافيين أصبح اليوم أسهل من أيّ وقتٍ مضى
مخاطر مشروبات الطاقة
على الرغم من اختلاف مكونات مشروبات الطاقة اختلافاً كبيراً بين الشركات المُصنّعة، ففقد يكون استهلاكها بانتظام ضاراً عموماً، ومن أهم المشكلات الصحية التي قد تسببها:
1- يسبب الكافيين آثاراً ضارة عندما يتجاوز مدخول الجسم اليومي منه 200 مليغرام، مثل الأرق والصداع وعدم انتظام ضربات القلب والغثيان.
2- يرتبط الجينسنغ ببعض المخاطر مثل:
- انخفاض ضغط الدم.
- خفقان القلب.
- التهاب الشرايين الدماغية.
- الصداع.
- الأرق.
- النزيف المهبلي.
- انقطاع الطمث.
- ألم الثدي.
- موت الأطفال حديثي الولادة.
3- يؤدي الجمع بين مشروبات الطاقة والكحول إلى زيادة أثر الكحول، وقد يعزى ذلك إلى أن مشروبات الطاقة تزيد اليقظة التي تخفي بدورها علامات الثمالة، ما يدفع الفرد للاعتقاد بأنه يمكنه تناول المزيد من الكحول. علاوة على ذلك، ارتبط الاستهلاك العالي من مزيج مشروبات الطاقة مع الكحول بمشكلات قلبية وعائية ونفسية وعصبية ضارة ومميتة.
4- تتطور السمنة ومقاومة الإنسولين عند استهلاك مشروبات الطاقة المحلّاة بالسكريات البسيطة.