هل تساعد رياضة كرة السلة على زيادة الطول؟ وما فوائدها؟

لا شك أن العلاقة قائمة وموجودة بين رياضة كرة السلة والطول الكبير، إلّا أن التساؤل القائم أيضاً هو أيهما جاء أولاً -بشكلٍ مشابه للغز البيضة والدجاجة-، فهل يزداد طول اللاعبين بعد انتقائهم هذه الرياضة أمْ أن اللاعبين ببساطة لا يتم قبولهم في الفريق إلّا إذا تجاوز طولهم حداً معيناً؟ بكلمات أخرى، هل تساعد رياضة كرة السلة على زيادة الطول أمْ أنه مجرد ادعاء لا صحة له؟

هل لرياضة كرة السلة تأثيرٌ يزيد من طول اللاعبين؟

لأولئك الذين يتطلعون لزيادة طولهم من المؤسف أن نقول إنه لا يوجد دليل علمي يثبت أن لعب كرة السلة يمكن أن يزيد من الطول، والأمر ببساطة أنه يتم انتقاء اللاعبين ممن يتجاوز طولهم 180 سنتيمتراً للمشاركة، فإن تكون طويل القامة أمرٌ مفيد للغاية في كرة السلة حيث يعني أهدافاً أكثر ونداً يُحسب له حساب.

مع ذلك، لرياضة كرة السلة -كما باقي الرياضات- فوائد جمة إلّا أن كلاً من تعزيز الطول وزيادة النمو ليس من فوائدها والسبب في ذلك يعود إلى وجود عوامل أخرى تتحكم بطول كل فرد، ومن أهمها العامل الوراثي الذي يعتبر مسؤولاً بنسبة عن 60-90% عن تحديد طول كل منا. إضافة على ذلك، تسهم العوامل البيئية مثل التغذية أثناء الطفولة والمراهقة في توفير البيئة الخصبة للسماح للوصول للمعدل الأعلى من الطول الوراثي المحتمل.

دراسة تبحث في تأثير كرة السلة في طول الأفراد

بحثت دراسة نُشرت في دورية المكتبة الوطنية للعلوم الطبية في التأثير طويل الأمد لرياضة كرة السلة على الجسم والصحة والطول، حيث راقبت الصحة الجسدية والنفسية لخمسين من اليافعين لمدة عدة أشهر وبدأت بتسجيل النتائج بعد 10 أسابيع من تدريب كرة السلة.

كانت نتائج واضحة بما يتعلق بزيادة الكتلة العضلية وخاصة عند الأفراد النحيلين وتحسين ارتفاع القفز وقوة القبضة والأداء الرياضي، كما تحسنت مستويات الضغط الدموية وانخفضت نسبة الدهون بعد عدة أشهر من اللعب.

وبما يتعلق بالطول، فلم تكن الزيادة في الطول واضحة كما النتائج الأخرى، خاصةً أن المشاركين كانوا ذوي 11-13 عاماً، أي أن غضاريف نموهم لم تتعظم بعد وهناك إمكانية لزيادة الطول، فالغضاريف لا تتعظم حتى نهاية مرحلة المراهقة وأوائل مرحلة البلوغ، ويتوقف النمو الطولي للعظم.

من جهةٍ أخرى، يمكن زيادة عرض العظام وكثافتها وذلك من خلال دمج ممارسة التمارين الرياضية والتغذية المناسبة، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على قوة العظم لكنه لا يؤثّر في طوله الإجمالي، لهذا إذا كان هدفك هو زيادة طول طفلك إلى الحد الأقصى، فإن التركيز على الأطعمة الصحية الغنية بالعناصر الغذائية والحد من الوجبات السريعة وممارسة الرياضة باعتدال هو أفضل رهان لك.

يجب التأكيد هنا على “الاعتدال” لأن ممارسة التمارين المكثّفة في سن مبكرة قد يكون لها تأثيرٌ عكسي على الطول معيقةً نمو الشخص، وعندئذ تكون الإجابة عن سؤال “هل تؤثّر رياضة كرة السلة في الطول؟”: نعم، إنها تؤثّر فهي تنقص الطول وتعوقه!

ما الفوائد الصحية لممارسة رياضة كرة السلة؟

حسناً، ربما لا تؤثّر رياضة كرة السلة في الطول، إلّا أن هذا لا يعني أنها لا تقدّم مجموعة متنوعة من الفوائد الصحية البدنية التي تجعلها نشاطاً ممتازاً لليافعين وكبار السن على حدٍ سواء. ومن أبرز هذه الفوائد نذكر:

خفض مستوى ضغط الدم والكوليسترول والشحوم الثلاثية في الدم.
تحسين إشباع كريات الدم الحمراء بالأوكسجين.
بناء كتلة عضلية بدنية وتحسين المرونة؛ حيث تتضمن ممارسة كرة السلة أشكال الحركات كافة من الانحناء المنخفض إلى القفز العالي، ما يعني تحريك كل عظم وكل وتر وكل مفصل في الجسم بصورة متزامنة.
تحسين تمعدن العظام.
تحسين صحة القلب والأوعية الدموية وخفض معدل ضربات القلب أثناء الراحة، مقللةً بذلك من فرص الإصابة بأمراض القلب الحادة والاضطرابات الصحية ذات الصلة مثل داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو النوبات القلبية.
تحسين وصول الدم لأنحاء الجسم كافة، وتعزيز التروية الدموية لنصفي الجسم العلوي والسفلي.
صقل قوة الجزء العلوي والسفلي من الجسم والسرعة الإجمالية وزيادة القدرة على التحمل البدني، فلعبة السلة رياضة ممتازة لمَن يرغب في فقدان الوزن الزائد وتحسين القوة العامة للجسم ووضعيته.
تحسين التوازن والتنسيق لأنها تتطلب ردود فعل سريعة وتنسيقاً متقدماً، بالإضافة إلى الحفاظ على التوازن أثناء أداء المناورات المعقدة.

وفي حين أن الأفراد الذين يتطلعون إلى زيادة طولهم يشعرون الآن بالإحباط بعدما علموا أن ممارسة رياضة كرة السلة لا تزيد الطول، إلّا أن هناك مجموعة أخرى من الفوائد التي تدفعك للاستمرار بممارسة هذه الرياضة. وبما يتعلق بتحسين الطول فالعامل الوراثي والنظام الغذائي المتكامل هما أهم عاملين يحددان الطول النهائي لكل منّا، ولا يمكن الاعتماد على كرة السلة للقيام بذلك.