ما هو اللبأ البقري؟ وهل يُعدُّ غذاءً خارقاً حقاً؟

ما هو اللبأ البقري؟ وهل يُعدُّ غذاءً خارقاً حقاً؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ StockImageFactory.com

انتشر في السنوات القليلة الماضية مكمل غذائي مصنوع من لبأ الأبقار، ويُقال إنه يعزز الجهاز المناعي بالإضافة إلى العديد من الفوائد الغذائية الأخرى، كما يَعدّه البعض غذاءً خارقاً جديداً، فهل هذا صحيح؟ وما الفوائد المحتملة للبأ؟

ما هو اللبأ؟

اللبأ، أو ما يسميه البعض "الحليب الأول"، هو المادة الأولية التي تنتجها الغدد الثديية عند الثدييات بعد الولادة مباشرة، وتستمر في إنتاجه مدة يومين إلى أربعة أيام فقط قبل أن تبدأ بإنتاج الحليب العادي. تتمثل أهميته في غناه بالعناصر الغذائية، واحتوائه على نسبة عالية من الأجسام المضادة ومضادات الأكسدة الضرورية لبناء الجهاز المناعي لحديثي الولادة. 

يُصنع من لبأ الأبقار اليوم مكملٌ غذائي غني بالفيتامينات والمعادن والدهون والكربوهيدرات والبروتينات وهرمونات النمو والإنزيمات الهاضمة، ليتمكن البالغون من الحصول على فوائده من تعزيز المناعة، ومكافحة العدوى، وتحسين صحة الأمعاء، ويبدو أن استخدامه أكثر أماناً من غيره من المكملات حتى الآن.

لصنع مكملات لبأ الأبقار، يتم في البداية بسترة اللبأ البقري وتجفيفه وتعبئته على شكل أقراص أو مساحيق يمكن خلطها بالسوائل، وتُباع دون الحاجة إلى وصفة طبية.

اقرأ أيضاً: هل يمكن تقوية الجهاز المناعي؟

هل اللبأ البقري غذاء خارق؟

يتمتع اللبأ البقري بغناه بالعناصر الغذائية الأكثر كثافة من تلك الموجودة في الحليب العادي، فهو يحتوي على: 

  • نوعين من البروتينات هما الكازيئين الذي يساعد على تعزيز الهضم الصحي وإنزيمات البنكرياس الوفيرة، بالإضافة إلى المساعدة في تنظيم عمل الجهاز المناعي، ومصل اللبن الغني بالأحماض الأمينية والمضاد للميكروبات والمعزز للشفاء. 
  • الكربوهيدرات ومنها اللاكتوز. تمتلك الكربوهيدرات في اللبأ تأثيراً إيجابياً على ميكروبيوم الأمعاء المعزز لعملية الهضم.
  • الدهون وخاصة الدهون الجيدة مثل حمض الأوليك، المفيد لصحة القلب والأوعية الدموية.
  • الفيتامينات أ و ب و سي و د بتراكيز عالية. 
  • المعادن وتشمل الكالسيوم والنحاس والحديد والزنك والمغنيسيوم والمنغنيز‌ والفوسفور.

على الرغم من ذلك، فإن شهرة لبأ البقر كمكمل غذائي جاءت من احتوائه على مُركّبات بروتينية محددة، والتي تشمل:

  • بروتين اللاكتوفيرين الذي يشارك في الاستجابة المناعية ضد العوامل المعدية من البكتيريا والفيروسات.
  • هرمونات النمو الشبيهة بالأنسولين.
  • الأجسام المضادة (الغلوبولينات المناعية) وهي وسيلة دفاع الجهاز المناعي ضد البكتيريا والفيروسات. واللبأ البقري غني بالأنواع IgA وIgG وIgM منها.

إن احتواء اللبأ البقري على العناصر سابقة الذكر هو ما جعل البعض يعده غذاءً خارقاً جديداً، لكن يجب التنويه بأن الدراسات العلمية التي تثبت ذلك ليست كافية حتى الآن.

الفوائد الصحية لتناول اللبأ البقري

من الفوائد الصحية التي يمكن الحصول عليها من تناول اللبأ كمكمل غذائي:

  • محاربة الالتهابات التي تسبب الإسهال، وتعزيز صحة الأمعاء، وتحفيز نمو الخلايا المعوية، وتقوية جدار الأمعاء، ومحاربة الالتهابات في الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى علاج التهاب البطانة الداخلية للقولون.
  • وسيلة فعّالة لعلاج بعض أنواع العدوى لدى البشر، مثل "إسهال المسافرين" التي تسببها بكتيريا الإشريكية القولونية وبكتيريا الشيجيلا الزحارية.
  • تعزيز قدرة الجسم على مكافحة التهابات الجهاز التنفسي العلوي. وتُظهر الأجسام المضادة المشتقة من اللبأ البقري كعوامل وقائية من الفيروس المسبب لكوفيد-19. 
  • له تأثيرات مضادة لبعض أشكال السرطان.

سلبيات تناول اللبأ البقري

يُعدُّ اللبأ البقري آمناً بالنسبة لمعظم البشر. لكن له جوانب سلبية تمنع بعض البشر من تناوله: 

  • تُعدُّ مكملات ومساحيق اللبأ البقري باهظة الثمن.
  • لا يمكن للأشخاص الذين يعانون عدم تحمل سكر اللاكتوز تناولها. 
  • قد يحتوي على مضادات حيوية أو مبيدات حشرية أو هرمونات صناعية بناءً على ما تتناولها الأبقار التي أُخذ منها. 
  • من غير المعروف ما إذا كانت هذه المكملات آمنة للنساء الحوامل أو المرضعات.
  • توجد مخاوف بشأن أخلاقيات الحصول على اللبأ البقري وما إذا كان مأخوذاً من العجول التي تحتاج إليه.
  • يحتوي اللبأ غير المبستر بالطريقة الصحيحة على بعض أنواع البكتيريا الممرضة مثل السالمونيلا.
  • يمكن أن يسبب في حالات نادرة، الغثيان والإسهال. 
  • الحساسية تجاه البروتين الموجود في حليب البقر.
  • يحتوي على هرمون الاستروجين الذي قد يؤثّر سلباً في تطور بعض أنواع السرطان خاصة سرطان الثدي أو المبيض أو البروستاتا.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن للمصابين بحساسية اللاكتوز الاستمتاع بفوائد الحليب ومنتجاته؟

يُنصح عموماً بعدم تناول أي مكمل غذائي قبل استشارة الطبيب، كما يجب عدم استبداله بتناول نظام غذائي متوازن، وأخذ قسط كافٍ من النوم وممارسة التمارين الرياضية بانتظام للحفاظ على صحة الجسم. 

المحتوى محمي