ما أكثر الإصابات شيوعاً عند لاعبي كرة القدم؟

3 دقائق
ما أكثر الإصابات شيوعاً عند لاعبي كرة القدم؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Andrey_Popov

لاعبو كرة القدم سريعو الحركة وذوو كتلة عضلية لا يستهان بها والسبب يكمن بكونها رياضة تتطلب مستوى عالياً من الطاقة، فالجري المتواصل لمدة 45 دقيقة في كل شوط ليس بالأمر السهل. لهذا السبب ونظراً لطبيعة هذه الرياضة، تعتبر إصاباتها شائعة وتتراوح من الخفيفة التي لا تتجاوز الشد العضلي إلى إصابات الركبة التي قد تمنع اللاعب من إكمال مسيرته الرياضية. لنتعرف في هذا المقال إلى أشيع إصابات لاعبي كرة القدم وكيف يتم تجنبها.

اقرأ أيضاً: تعرّف إلى الهرمونات التي ترتفع مستوياتها في الجسم أثناء مشاهدة كرة القدم

أشيع إصابات لاعبي كرة القدم

على غرار رياضات الاحتكاك الأخرى التي تتضمن السرعة العالية والاصطدامات القوية، تعد إصابات الركبة والكتف شائعة جداً في كرة القدم، إضافةً إلى التواء الكاحل، ومنها ما يكون ناجماً عن إصابة رضية بينما ينجم القسم الآخر عن إصابة نتيجة فرط الضغط على هذه البنى والمفاصل.

إصابات الركبة في كرة القدم

إصابات الركبة في كرة القدم هي الأكثر شيوعاً ونذكر على وجه الخصوص تلك التي تصيب الرباط التصالبي الأمامي أو الخلفي والتي تحدث أثناء التباطؤ المفاجئ وقطع الحركة وتغيير الاتجاه مع تثبيت القدمين على الأرض بإحكام، كما قد تحدث بعد الهبوط القوي التالي لقفزٍ.

من جهة أخرى، قد يتآكل الغضروف المفصلي في الركبة نتيجة الضغط المتواصل وفرط استخدام المفصل. وبشكلٍ عام، تؤثر إصابات الركبة سلباً على مشاركة اللاعب على المدى الطويل في هذه الرياضة.

إصابات الكتف في كرة القدم

إصابات الكتف شائعة جداً وغالباً ما تحدث جراء القيام بحركة خاطئة أو نتيجة للدفع الذي يتعرض له اللاعبون خلال المباراة، وخاصة لاعبو الهجوم والدفاع. كما قد ينفصل الكتف نتيجة تمدد الرباط الذي يربط الكتف بعظم الترقوة وغالباً ما يحدث ذلك بعد حدوث اصطدام عنيف. من جهة أخرى، يحمل الضغط المتواصل والمتكرر على المفصل الأمامي للكتف خطر حدوث خلع فيه، حيث تشيع خلوع الكتف الأمامية والخلفية في حالات الرضوض والتي قد تتمزق فيها الأربطة التي تُثبت الكتف ضمن مفصله ما يؤدي إلى خروجه من المفصل.

اقرأ أيضاً: كيف ستبدو كرة القدم عام 2050؟

التواء الكاحل

ربما تكون هذه الإصابة إحدى أكثر الإصابات ألماً، يحدث التواء الكاحل نتيجة حدوث شد مفرط على أربطة الكاحل أو نتيجة تمزقها، هذه الأربطة التي من شأنها دعم المفصل وربط العظام بعضها مع بعض. وعادة ما يحدث الالتواء عندما يُجبر مفصل الكاحل على القيام بحركة معاكسة لمجال حركته الطبيعية، ما يؤدي إلى تمدد واحد أو أكثر من أربطته وقد يصل الأمر إلى حدوث تمزق كلي أو جزئي فيها.

الارتجاج الدماغي التالي للاصطدام

لاعبو كرة القدم معرضون بشدة لحدوث الارتجاج، والذي يُعرف على أنه تبدل في الحالة الذهنية وضعف في التركيز نتيجة للرض. ولا يشترط حدوث فقدان الوعي لتأكيد تشخيص ارتجاج الدماغ، بل من العلامات التي توجهنا بشكل أقوى إلى حدوثه الصداع والدوار والغثيان والقيء وفقدان التوازن والميل للنوم وصعوبة التركيز وتشوش الرؤية، إضافة إلى حدوث تنميل ووخز منتشر في الرأس.

لا يوجد علاج نوعي لارتجاج الدماغ، ولا يحتاج اللاعب أكثر من الراحة لعدة أسابيع حتّى يستعيد قدرته على اللعب من جديد، وعادةً ما يحتاج اللاعب المصاب تصريحاً من طبيبه المختص يسمح له من خلاله بالمشاركة مجدداً.

اقرأ أيضاً: ما المواد التي تصنع منها كرة قدم كأس العالم 2022 في قطر؟

شكاوى الإفراط في التدريب

أشيع شكاوى الإفراط في التدريب هي آلام أسفل الظهر وآلام الركبة، حيث يمكن أن يؤدي الإفراط في التدريب إلى تجاوز قدرة الجسم على التعافي ما يتسبب بحدوث بعض الآلام وبعض الالتهابات المزمنة التي تؤذي المفصل على المدى الطويل. يتم علاج هذه الحالات عن طريق تقوية العضلات التي تدعم المفصل المصاب. فعلى سبيل المثال، يُنصح بتدريب عضلات الفخذ وتقويتها عند حدوث آلام الركبة، حيث تخفف بذلك العضلات العبء المُطبق على المفصل.

إصابات التعرض للحرارة مطولاً

تتطلب رياضة كرة القدم نشاطاً بدنياً عالي الكثافة، وآخر ما يحتاجه اللاعبون هو الطقس الحار والرطب، إذ تزيد هذه العوامل مجتمعةً من تعرّق اللاعبين، وكما نعلم، يستنزف التعرّق المفرط معظم الأملاح والماء الموجود في الجسم. علاوة على ذلك، يمكن أن تكون آثار حدوث ضربة الشمس كارثية في حال تم إهمالها، حيث يتم العلاج من خلال تبريد الجسم وتعويض السوائل.

كيف يتم تجنب حدوث إصابات لاعبي كرة القدم؟

تبدأ الوقاية من إصابات كرة القدم قبل بدء موسم المباريات عن طريق إجراء تقييم للصحة العامة والالتزام بتدريب العضلات بالشكل المناسب، مع التركيز على تعزيز المرونة والحفاظ عليها عن طريق القيام بالتمارين الهوائية وتمارين القوة والتحمل.

نقطة مهمة للغاية هي الالتزام بتدريبات الإحماء بشكلٍ دائم قبل البدء بالتدريب وقبل اللعب، مع ضرورة ختام اللعبة بمجموعة تمارين تمديد العضلات، حيث يقلل ذلك بشكلٍ كبير من حدوث التشنج والشد العضلي.

وعلى اللاعب ألّا ينسى أبداً أن يمد جسمه بالسوائل قبل البدء باللعب وأثنائه، كما يساعد ارتداء معدات واقية مثل الخوذة والوسادات وواقي الفم من تقليل فرص حدوث الإصابات لدى اللاعبين.

اقرأ أيضاً: 7 أسباب وراء شهرة وشعبية كرة القدم الكبيرة

للغذاء دورٌ أساسي في السماح لجسم اللاعبين بتقديم أفضل ما لديهم، إذ إن لتناول الأطعمة الغنية بالبروتينات والكربوهيدرات والمعادن والفيتامينات في اليوم الذي يسبق اللعب دوراً جوهرياً في منح الطاقة التي يحتاجها جسم اللاعب لتجاوز أشواط اللعبة التي تنتظره.

ومن أهم النقاط التي لا يجب إهمالها هي إجراء تقييم بدني بشكل دوري، والتحدث إلى الطبيب المسؤول أو المدرب حول أي مخاوف بشأن إصابات كرة القدم، والاطلاع الحثيث على استراتيجيات الوقاية وتطبيقها، وطلب العلاج الطبي الفوري في حال تعرض اللاعب لأي إصابات في الملعب دون أي تأخير.

المحتوى محمي