ما أعراض التهابات المسالك البولية عند الحامل؟

4 دقيقة
ما أعراض التهابات المسالك البولية عند الحامل؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ namtipStudio

التهابات المسالك البولية حالة شائعة جداً أثناء الحمل، وتحدث عندما تدخل البكتيريا إلى بعض أجزاء الجهاز البولي في الجسم مسببة العدوى. قد تسبب العدوى في بعض الأحيان أعراضاً ملحوظة، وفي أحيانٍ أخرى، قد لا تظهر أي أعراض للعدوى على الرغم من أن اختبار البول الروتيني للحامل يظهر وجود البكتيريا في البول. وعلى الرغم من أن الحالات الخفيفة من الالتهاب والتي تُعالَج بسرعة لا تسبب مشكلات صحية تذكر، فإن الحالات التي تُهمَل أو التي لا تُعالج بشكل صحيح قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة على صحة الأم أو الجنين. فما أعراض التهابات المسالك البولية عند الحامل وما أسبابها وطرق الوقاية منها؟

ما هو التهاب المسالك البولية؟

التهابات المسالك البولية (Urinary Tract Infection UTI) هي عدوى شائعة، والعدوى هي دخول الجراثيم سواء كانت بكتيريا أو فيروسات أو فطريات أو غيرها إلى منطقة ما في الجسم وتكاثرها فيه، تحدث عندما تدخل البكتيريا غالباً من الجلد أو المستقيم إلى أيٍّ من أجزاء الجهاز البولي التي تشمل:

  • الإحليل وهو أنبوب قصير ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم.
  • الحالب وهو أنبوب ينقل البول من الكليتين إلى المثانة.
  • المثانة.
  • الكلى.

النوع الأكثر شيوعاً من التهابات المسالك البولية هو التهاب المثانة (Bladder infection) لكن قد تصل العدوى إلى الكلى، وهو نوع من العدوى أقل شيوعاً ولكنه أكثر خطورة من التهابات المثانة.

اقرأ أيضاً: كثرة التبول: إليك الأسباب العلمية لفرط نشاط المثانة وكيفية علاجه

ما أعراض التهابات المسالك البولية عند الحامل؟

في حال الإصابة بعدوى المسالك البولية، قد تواجه الحامل واحداً أو أكثر من الأعراض التالية:

  • الشعور بألم أو حرقة أثناء التبوّل.
  • الحاجة المتكررة إلى التبوّل أكثر من المعتاد.
  • الحاجة الملحّة للتبول.
  • وجود دم أو مخاط في البول.
  • تقلصات أو ألم أسفل البطن.
  • الشعور بالألم أو بالضيق أثناء الجماع.
  • قشعريرة أو حمى أو تعرق أو تسرب البول (السلس البولي).
  • الاستيقاظ من النوم للتبوّل.
  • تغيّر في كمية البول إما زيادة أو نقصاناً.
  • تعكّر لون البول.
  • بول كريه الرائحة.
  • تدفق البول قد يصبح قوياً بشكل غير معتاد.
  • الشعور بألم أو ضغط في منطقة المثانة.

إذا وصلت العدوى إلى الكلى وهو ما يُسمى "التهاب الحويضة والكلية" (Pyelonephritis)، قد تعاني الحامل من الأعراض التالية:

  • حمّى.
  • غثيان.
  • تقيّؤ.
  • آلام الظهر وغالباً في جانب واحد فقط.
  • الحاجة إلى التبوّل بصورة متكررة أو ملحة أو مؤلمة.

في بعض الأحيان، قد لا تسبب عدوى المسالك البولية ظهور أي أعراض لدى الحامل، وهو ما يُسمّى "البيلة الجرثومية عديمة الأعراض" (Asymptomatic bacteriuria)، أما سبب عدم ظهور الأعراض فغير مفهوم جيداً، ومن هنا تبرز أهمية اختبار البول المنتظم خلال الحمل.

اقرأ أيضاً: كيف يتم علاج الإمساك لدى الحوامل؟

ما أسباب التهابات المسالك البولية عند الحامل؟

بشكل عام، تكون التهابات المسالك البولية أكثر شيوعاً عند النساء من الرجال، ويزداد شيوع العدوى خلال الحمل أيضاً نتيجة مجموعة من الأسباب، منها:

  • التغييرات الفيزيولوجية في المسالك البولية مثل تمدد الحالبين نتيجة ضغط الرحم المتنامي.
  • التغييرات الهرمونية التي تسبب ارتخاء العضلات الملساء ما يؤدي إلى ركود البول، وزيادة نسبة حصول "الجزر المثاني الحالبي" أو ما يُعرَف بالارتداد المثاني الحالبي (Vesicoureteral Reflux)، وهي حالة يتدفق فيها البول عائداً من المثانة إلى الكليتين ما قد يزيد احتمالية حدوث عدوى المسالك البولية.
  • خلال الحمل، تزداد نسبة السكر والبروتينات والهرمونات في البول، فتزيد هذه التغييرات من خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
  • مع كبر حجم الجنين، يضغط الرحم المتنامي على المثانة، ما يجعل من الصعب على الحامل إفراغ كل البول من المثانة، فيكون البول المتبقي مصدراً للعدوى.

هذا بالإضافة إلى الأسباب الأخرى الشائعة لحدوث العدوى مثل:

  • بكتيريا الاشيريشيا القولونية (Escherichia coli) والبكتيريا الأخرى التي قد تنتقل من المستقيم إلى مجرى البول.
  • بكتيريا المكورات العقدية المجموعة (ب) (Group B Streptococcus) وتسمى اختصاراً (GBS) التي قد تنتقل من المسار التناسلي أو فتحة الشرج إلى المجرى البولي.
  • النشاط الجنسي الذي قد يساهم في انتقال البكتيريا الموجودة بالقرب من المهبل إلى مجرى البول.

ما مخاطر التهاب المسالك البولية عند الحامل؟

لحسن الحظ، من السهل علاج التهابات المسالك البولية خلال الحمل، كما أن الاستجابة للعلاج تكون جيدة، لكن وفي حال تُرِكت عدوى المثانة دون علاج أو لم تعالج بالشكل الصحيح قد يؤدي الأمر إلى حدوث مضاعفات مثل:

  • عدوى الكلى.
  • الولادة المبكرة.
  • إنتان (تعفُّن) الدم (Sepsis).
  • انخفاض وزن الطفل عند الولادة.

اقرأ أيضاً: هل تشكل الركودة الصفراوية أثناء الحمل خطراً على صحة الجنين؟

في حال انتشرت العدوى في الكلى قد يتسبب ذلك في حدوث المزيد من المضاعفات مثل:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • فقر الدم.
  • تسمم الحمل (Preeclampsia).
  • انحلال الدم (Hemolysis).
  • انخفاض عدد الصفيحات الدموية.
  • تجرثم الدم (Bacteremia).
  • متلازمة الضائقة التنفسية الحادة.
  • انتقال العدوى إلى المولود ما قد يسبب حدوث مضاعفات نادرة لكن شديدة.

إن إجراء الفحوصات الروتينية أثناء الحمل والحصول على العلاج الفوري وتطبيقه بشكل صحيح يمنع هذه المضاعفات ويعالج الالتهاب بشكل جيد.

اقرأ أيضاً: متى ترتفع الإنزيمات الكبدية وهل يعتبر ارتفاعها خطيراً دائماً؟

هل يمكن الوقاية من التهابات المسالك البولية خلال الحمل؟

قد تساعد بعض النصائح في تقليل احتمالية الإصابة بعدوى المسالك البولية ومنها:

  • شرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يومياً.
  • التبوّل قبل وبعد ممارسة العلاقة الزوجية مباشرة.
  • غسل المنطقة التناسلية بالماء الدافئ قبل ممارسة العلاقة الزوجية.
  • ارتداء الملابس الداخلية القطنية وتجنب الملابس الضيقة.
  • تنظيف المنطقة التناسلية من الأمام إلى الخلف.
  • عدم حبس البول والذهاب إلى المرحاض مباشرة عند الشعور بالحاجة لذلك.
  • تجنب استخدام مزيلات التعرق أو الصابون الذي يسبب التهيّج.
  • تجنب المشروبات الكحولية والمشروبات المحتوية على الكافيين والأطعمة الغنية بالتوابل التي من شأنها أن تهيج المثانة.
  • تناول فيتامينات ما قبل الولادة التي تحافظ على صحة الأم والطفل وتدعم الجهاز المناعي.
  • شرب عصير التوت البري (Cranberry) غير المحلى أو تناول حبات التوت البري الأمر الذي قد يساعد في الوقاية من عدوى المسالك البولي.

ختاماً، من غير المحتمل أن تسبب الحالات الخفيفة من التهابات المسالك البولية التي تُعالج بسرعة أي مشكلات صحية للأم أو طفلها، لكن ومع ذلك، فإن الحالات التي يتم تجاهلها قد تتطور إلى التهابات أسوأ وتسبب مضاعفات خطيرة. لذلك، ينبغي إخبار الطبيب حول أي أعراض قد تدل على حصول العدوى، والالتزام بإجراء التحاليل الروتينية والحصول على الرعاية المنتظمة قبل الولادة.

المحتوى محمي