سواء كنت تلعب مباراة متواضعة في الفناء الخلفي أو أهم مباراة في حياتك، فإن التواء الكاحل إصابة شائعة يتعرض لها حتى أكثر لاعبي كرة القدم رشاقة وأنجحهم بأساليب المراوغة. ولأن العلاج غير التام لهذه الإصابة قد يؤدي إلى تكرارها نتيجة بقاء ضعف لم يتم علاجه، فمن المهم التعرّف إلى أعراض التواء الكاحل وكيفية تدبيره بالطريقة المثلى.
كيف يحدث التواء الكاحل عند لاعبي كرة القدم؟
الالتواء بتعريفه البسيط هو حدوث تمزق أو شد في أربطة الكاحل التي تربط مفصلين أو أكثر وتساعد مفاصل الكاحل على الحركة بالشكل الصحيح، وقد يشمل التواء الكاحل إصابة واحد من الأربطة أو أكثر.
اقرأ أيضاً: تعرّف إلى الهرمونات التي ترتفع مستوياتها في الجسم أثناء مشاهدة كرة القدم
يمكن أن يكون التواء الكاحل خفيفاً أو متوسطاً أو شديد الدرجة، حيث ينطوي الالتواء الشديد على حدوث تمزق كامل في الرباط ما يعيق قيام المفصل بوظيفته بشكل تام، بالإضافة إلى حدوث ألم شديد، كما قد يترافق مع حدوث كسور انقلاعية في العظام.
بينما تتضمن الالتواءات المتوسطة تمزق الأربطة بشكل جزئي، ويمكن أن تترك المفصل غير مستقر، أمّا الالتواء الخفيف فهو يؤدي إلى شد الرباط لكنه يتركه سليماً.
يحدث التواء الكاحل إما نتيجة لفرط في استخدام أربطة الكاحل وإما عن طريق الضغط على الكاحل بقوة وهو مرتكز على أرضية غير مستقرة، ما يؤدي إلى تركز الضغط على جهة واحدة، أو نتيجة الهبوط من قفزة بشكلٍ غير متزن، ما يؤدي إلى تركز ثقل الهبوط على جهة واحدة.
أعراض التواء الكاحل
في حال الشك بحدوث التواء في الكاحل، توجهنا الأعراض التالية بشدة إلى تأكيد تشخيص الإصابة، وهي:
- الشكوى من ألم شديد لا يحتمل.
- ظهور كدمات أسفل الساق.
- تورم أسفل الساق وأعلى القدم.
- ألم أثناء معاينة وجس المنطقة وأثناء تحريك المفاصل.
- عدم القدرة على وضع ثقل الجسم على الكاحل.
- سماع صوت فرقعة عظمية أثناء تحريك المفاصل، والذي غالباً ما يشير إلى حالة شديدة من التواء الكاحل.
علاج وتدبير التواء الكاحل
تؤدي الالتواءات بشكلٍ عام والخفيفة منها حتى إلى تصلب المفاصل وحدوث تراخي الأربطة وضعف في العضلات أو الفرط في شدها، إضافة إلى انخفاض استقبال الحس العميق في المنطقة المصابة. ومن هنا تأتي الحاجة إلى تقديم العلاج المناسب وإعادة التأهيل بغض النظر عن شدة الإصابة.
اقرأ أيضاً: ما أكثر الإصابات شيوعاً عند لاعبي كرة القدم؟
تتطلب عملية الشفاء من التواء الكاحل وقتاً بشكلٍ مشابه لإصابات الالتواء الأخرى. يوصي الأطباء بتطبيق آلية علاج تُسمى (R.I.C.E) مع الالتزام بخطوات التطبيق:
- الراحة (Rest): يتوجب على لاعب كرة القدم إراحة كاحله لمدة 24-48 ساعة على الأقل دون وضع أي وزن عليه، وهذا يعني تجنب ممارسة الرياضة لمدة يوم أو يومين على الأقل. وفي حال الشعور بأيّ ألم أثناء تحريك الكاحل فعليه التوقف عن تحريكه بشكل تام؛ فالحركة المستمرة ووضع الثقل على الكاحل المصاب يمكن أن يجعل الإصابة أسوأ ويؤخر الشفاء.
- تطبيق الثلج (Ice): يوضع الثلج على الكاحل لمدة 10 إلى 20 دقيقة كل ثلاث إلى أربع ساعات أول يومين بعد حدوث الالتواء، أو غمر الكاحل في دلو مليء بالثلج والماء لنفس الفترة الزمنية، حيث تساعد العملية هذه على تقليل التورم والألم.
- استخدام رباط ضاغط (Compression): يُوصى بلف الكاحل بضماد طبي مرن للمساعدة في تقليل التورم، وعلى الرباط ألا يضغط بشكلٍ كبير بدرجة تعيق دوران الطرف، وعادةً ما تشير علامات مثل التنميل والوخز والبرودة وزيادة الألم إلى أن الرباط ضيق، ويُطبق الرباط عادةً لمدة يومين أو ثلاثة أيام.
- رفع الكاحل المصاب (Elevation): على الكاحل المصاب أن يكون دائماً في مستوى أعلى من مستوى القلب، الأمر الذي يسمح بتصريف السوائل من منطقة الكاحل وتجنب تراكمها الذي بدوره يُجنّب حدوث وذمة.
من جهة أخرى، يشمل علاج التواء الكاحل تناول الأدوية المضادة للالتهاب التي تنتمي لصنف "مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية" مثل "الإيبوبروفين" و"النابروكسين" لتقليل التورم والألم، كما يمكن استخدام العكازات لتجنب وضع كامل الوزن على الكاحل.
اقرأ أيضاً: على أعتاب مونديال قطر 2022: إليك أرقاماً قياسية من ملاعب كرة القدم
كيفية الوقاية من حدوث التواء الكاحل عند لاعبي كرة القدم؟
من المفيد الالتزام بالقيام بتمارين الإحماء قبل كل تدريب كرة القدم وقبل كل المباريات؛ حيث يساعد المدرب عادةً في تقديم التمارين الوقائية النوعية، ويجب على اللاعبين أيضاً ارتداء أحذية مناسبة لضمان حصول كواحلهم على الدعم الكافي.
كما يساعد أيضاً شراء دعامات الكاحل الوقائية في الوقاية من حدوث التواء الكاحل، وعلى الرياضيين الذين يشعرون بالإرهاق أن يأخذوا قسطاً من الراحة وعدم إهمال ذلك، لأنه قد يكون من الأسهل التعرض للإصابة عندما يتحرك الشخص بخمول بسبب الإرهاق.