يحدث الكزاز نتيجة الإصابة بجرثومة المطثية الكزازية، حيث توجد هذه الجراثيم في البيئة من حولنا بما في ذلك التربة والغبار والسماد، وتزداد فرص الإصابة بها في الفصول الأكثر دفئاً. يوجد لقاح لمرض الكزاز، تماماً مثل اللقاحات الموجودة للوقاية من الأمراض الإنتانية، ولا ينتقل الكزاز من شخص لآخر.
اقرأ أيضاً: ما الفرق بين أعراض التهاب المعدة والإصابة بجرثومة المعدة؟
كيف يصل الكزاز إلى جسم الإنسان؟
تدخل المطثية الكزازية إلى جسم الإنسان من خلال شقوق الجلد لتصل إلى مجرى الدم، ويعتبر الدوس على المسامير الصدئة أو غيرها من الأجسام الملوثة الحادة من الطرق التي يتعرض لها الأشخاص للبكتيريا المسببة للكزاز، وتعد المناطق التالية مناطق ضعف أكثر عرضة لتطوير الإصابة بالكزاز:
- الجروح الملوثة بالتراب أو البراز أو اللعاب.
- الجروح الوخزية أي الجروح الناجمة عن جسم حاد مثل المسمار أو الإبرة.
- الحروق الملوثة بالتراب.
- إصابات السحق.
- مكان عضة الكلب.
كما يمكن لبكتيريا الكزاز أن تصل إلى الجسم في أثناء:
- الإجراءات الجراحية.
- لدغ الحشرات.
- جراحة الأسنان.
- الكسور المركبة كما في كسر العظم المكشوف.
- القروح المزمنة.
- تعاطي المخدرات الوريدية.
- الحقن العضلي.
ما أعراض الإصابة بالكزاز؟
تظهر الأعراض عادة بعد دخول العامل الممرض إلى الجسم خلال 3-21 يوماً (وسطياً 10 أيام)، إذ تنشغل البكتيريا خلال هذا الوقت بإنتاج السموم التي تسبب ظهور الأعراض والتي على رأسها تقلصات العضلات المميزة للكزاز.
عموماً، تبدأ العلامات والأعراض بالظهور تدريجياً، وتتفاقم على مدار أسبوعين، وغالباً ما يبدأ ظهورها من الفك ليتقدم نحو أسفل الجسم. وتشمل علامات الكزاز وأعراضه ما يلي:
- تشنج مؤلم في العضلات ووجود صلابة عضلية تعوق العضلات عن الحركة، تبدأ من عضلات الفك.
- شد عضلي في عضلات الوجه وخاصة العضلات حول الفم، ما يُعطي صورة عن المصاب وكأنه يبتسم باستمرار.
- تيبس عضلات الرقبة.
- صعوبة البلع.
- تصلب عضلات البطن.
في البداية يستمر التشنج العضلي لعدة دقائق، وبعد ذلك ومع تقدم الحالة تتقوس الرقبة والظهر كما تتصلب عضلات الساقين والذراعين، ما يجعل إبعاد الذراعين عن الجذع أصعب من الحالة الطبيعية، كما تحدث صعوبة في التنفس نتيجة تصلب عضلات الرقبة والبطن. ومع تقدم المرض، تتوسع دائرة الأعراض لتشمل ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم الشديد أو انخفاضه.
- تسرع النبض القلبي.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- التعرق الشديد.
اقرأ أيضاً: ما الأمراض التي تقف وراء حدوث اصفرار راحتي اليدين وباطني القدمين؟
كيف يُعالَج الكزاز؟
أول خطوة في تدبير الكزاز -أو الشك بحدوثه- هو أخذ اللقاح عند تعرض أحد الجروح للتراب الملوث أو في حال الدوس على أجسام حادة صدئة، وخاصةً إن لم يتم الحصول على لقاح الكزاز خلال السنوات الخمس الفائتة.
وللأسف لا يوجد علاج نوعي ضد الكزاز، وتتطلب الإصابة به رعاية داعمة طارئة وطويلة الأمد خوفاً من تفاقم الحالة. ينطوي التدبير في البداية على العناية بالجروح وتنظيفها وتطبيق الأدوية المناسبة، وعادة لا تتطلب الإصابة بالكزاز دخول المستشفى إلّا أنه في الحالات ذات الخطورة العالية -عندما تصل السموم إلى الجهاز العصبي المركزي- قد يحتاج المريض إلى العناية المشددة، ويتطور الكزاز على مدار أسبوعين تقريباً ويمكن أن يستمر التعافي لمدة تصل إلى الشهر.
أول خطوة في التدبير هي العناية بالجرح لإزالة الأوساخ والأتربة والأجسام الغريبة التي تحوي البكتيريا، ويزيل مقدمو الرعاية المتخصصين الأنسجة الميتة من الجرح، إذ توفّر هذه الأنسجة بيئة مناسبة لنمو البكتيريا والعوامل الممرضة.
وبما يتعلق بالأدوية، تُستخدم مضادات السموم التي تُلغي تأثير السموم التي تنتجها المطثية الكزازية والتي تهاجم الأنسجة العصبية، ويُدعى هذا العلاج بالتحصين السلبي، كما يمكن لاستخدام المهدئات تخفيف حدة استثارة الجهاز العصبي، ما يساعد في السيطرة على التشنجات العضلية، كما يساعد التطعيم الجهاز المناعي على محاربة السموم.
من جهةٍ أخرى، تساعد المضادات الحيوية، سواء التي تُعطى عن طريق الفم أو عن طريق الحقن، في مكافحة المطثية الكزازية. ومن بين العلاجات تُستخدم الأدوية لتنظيم تحفيز الجهاز العصبي اللاإرادي المسؤول عن حدوث تسرع ضربات القلب وتسرع التنفس، كما يُستخدم المورفين لهذا الغرض وكذلك للتخدير.
اقرأ أيضاً: كيف يحدث الانزلاق الغضروفي وما طرق علاجه؟
تؤدي العلاجات الداعمة دوراً مهماً في التدبير أيضاً، إذ من الضروري التأكد من أن مجرى الهواء لدى المريض سالك والجهوزية التامة للتعامل مع حالات تشنج القصبات والذي بدوره يحمل خطر حدوث نقص الأكسجة، كما يُستخدم الأنبوب الأنفي المعدي لتوفير العناصر الغذائية الضرورية للمريض حفاظاً على صحة وقوة جهازه المناعي. إضافة إلى ذلك، ينبغي التخفيف من الأصوات والضوء وغيرها من المحفزات المحتملة التي تُثير التشنجات العضلية.