لماذا يحدث ترهل الجلد بعد خسارة الوزن؟ وكيف يتم تجنبه؟

4 دقيقة
لماذا يحدث ترهل الجلد بعد خسارة الوزن؟ وكيف يتم تجنبه؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ voy ager

يقلل فقدان الوزن والتحكم بالوزن الزائد من مخاطر الإصابة بالأمراض بشكل كبير، وهذا ما يشجّع العديد من الأشخاص لبدء رحلة لإنقاص وزنهم والعودة لوزن صحي وجسم رشيق المظهر.

بالمقابل، يؤدي فقدان الوزن بشكل كبير إلى حدوث ترهل الجلد، الأمر الذي يكون غير مريح وحتى مخجل للبعض، ما يؤثّر على نوعية حياتهم، إذ ينسى البعض الإنجاز الكبير الذي حققوه في خسارة الكيلوغرامات الزائدة ويركزون على كيفية التخلص من الجلد المترهل.

لماذا يحدث ترهل الجلد بعد فقدان الوزن؟

الجلد هو أكبر عضو من أعضاء الجسم، وتتكون الطبقات العميقة من الجلد من البروتينات بما في ذلك الكولاجين بنسبة 80% الذي يؤمّن المتانة والقوة للجلد، والإيلاستين الذي يُكسب الجلد مرونته ويساعد البشرة على البقاء مشدودة.

أثناء زيادة الوزن، يتمدد الجلد لإفساح المجال للنسج الشحمية الآخذة بالنمو، كما يحدث في الحمل أيضاً عندما يتمدد جلد البطن نتيجة لنمو وزيادة حجم محصول الحمل. وعندما يتمدد الجلد بشكل كبير ولفترة طويلة، تتلف بعض ألياف الكولاجين والإيلاستين، ما يجعلها تفقد مرونتها وقدرتها على شد الجلد بعد خسارة الوزن.

يتراجع الكولاجين والإيلاستين مع التقدم بالعمر، وهذا ما يُفسّر ترهل الجلد بشكل طبيعي أثناء الشيخوخة، كما يتراجعان نتيجة التأثر بعوامل خارجية مثل التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية والملوثات، وعند التدخين واستهلاك الكحول المفرط، واتباع نمط غذائي فقير بالمغذيات، جميعها عوامل تساهم في الإسراع بعملية شيخوخة الجلد.

اقرأ أيضاً: 10 أطعمة ومشروبات تعيق خسارة الوزن حتى لو كنت تمارس الرياضة

هل ممارسة الرياضة أثناء اتباع حمية إنقاص الوزن هي الحل لتجنب حدوث ترهل الجلد؟

ممارسة التمارين الرياضية تعني صقل العضلات وشدها وزيادة حجمها، وعندما يزداد حجمها، فإن الجلد الذي يغطيها يُشَد بدوره ما يقلل من ظهور ترهل الجلد. بالمقابل، تنشط ممارسة التمارين الرياضية من الدورة الدموية التي تصل للجلد ما يساعد في تنشيط وتجديد البروتينات الجلدية، ويزيد من مرونة الجلد ومتانته.

وعلى الرغم من أن ممارسة الرياضة هي أول العلاجات الطبيعية التي يُنصح بها عند حدوث ترهل الجلد، فإنه يصعب تطبيق ذلك في بعض الحالات التي يكون فيها الوزن المفقود يتراوح بين 40-50 كيلوغراماً، حيث يكون ترهل الجلد أعظم من أن يتم التغلب عليه بممارسة الرياضة لوحدها، ويتطلب تقديم علاج آخر للتخلص منه.

هل يزول ترهل الجلد من تلقاء نفسه أم أنه يحتاج إلى التدبير دائماً؟ وهل ينجح شد الجلد بعد ترهله عادةً؟

للإجابة عن التساؤلات فيما إذا كانت هذه الترهلات تزول من تلقاء نفسها فالجواب هو لا، وحتّى لو كان الجلد ما زال فتياً ونضراً إلا أنه يحتاج إلى أحد محفّزات شد الجلد كممارسة الرياضة أو تناول المكملات الحاوية على الكولاجين والإيلاستين وغيرها. ولكن بشكل عام، لا يعتبر التخلص منها صعباً وإنما يتطلب وقتاً نسبيّاً.

ومن الطبيعي أن نتساءل حول نجاح كل محاولات تدبير ترهل الجلد، والإجابة تتعلق بعدة عوامل: إذ يميل الجلد الفتي لأن يستجيب لعلاج ترهل الجلد أكثر من الجلد الأكثر شيخوخة، كما أن الوقت يؤدي دوراً في ذلك؛ فكلما كان الترهل أكثر إزماناً كانت استجابته أضعف للعلاج، وكلما كان الوزن المفقود أكبر كان علاج ترهل الجلد وتدبيره أصعب.

اقرأ أيضاً: هل نحتاج حقاً إلى 3 وجبات طعام في اليوم؟

كما أن اتباع نمط حياة معين يتضمن الالتزام بغذاء صحي يُراكم القليل من الدهون إضافة إلى ممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة أسبوعياً أساسي في الحفاظ على الجلد مشدوداً ويقلل من ترهله.

هل يمكن الوقاية من ترهل الجلد بشكل عام؟

يبدأ جلد الإنسان بالترهل بشكل طبيعي بين سني 35-40 عاماً، والسبب هو فقدان شبكات الكولاجين وألياف الإيلاستين وحمض الهيالورونيك الذي يساعد الجلد على الاحتفاظ بالرطوبة.

يمكن أن يؤدي فقدان الوزن، وخاصة فقدان الوزن بشكل كبير أو سريع، إلى إرخاء الجلد عن طريق شد جزيئات الجلد أو تغيير بنية الجلد.

وبالإضافة لأن فقدان الوزن السريع والكبير أحد أهم أسباب ترهل الجلد، تساهم العديد من العوامل الأخرى المتعلقة بالصحة ونمط الحياة في ترهل الجلد بما في ذلك الدخول في سن اليأس والتعرض للشمس بشكل كبير وتناول بعض الأدوية مثل الستيروئيدات وتقشير الجلد باستخدام غسولات تحتوي على مواد كيميائية شديدة التأثير. ولهذا السبب على الجميع أن يكونوا على دراية جيدة بطرق تجنب ترهل الجلدحفاظاً عليه نضراً لأطول فترة ممكنة، نذكر منها:

  • ممارسة الرياضة بانتظام منذ سن صغيرة.
  • البدء بتناول المكملات التي تحتوي على الكولاجين والإيلاستين قبل بدء الجلد بالتراجع أي من سن الـ25 عاماً.
  • استخدام منتجات شد الجلد والتي تتوفر على شكل هلام أو كريم وذلك لعلاج حالات ترهل الجلد الموضعية. مع ذلك لا تعتبر هذه المنتجات فعّالة بشكل عام إذ لا يكون اختراقها للجلد عميقاً بما يكفي للمساعدة في شد الجلد المترهل.
  • تدليك الجلد فهو يحسّن من تدفق الدم للجلد ويحفّز الخلايا الليفية على إنتاج الأنسجة الضامة مثل الكولاجين والإيلاستين التي تحافظ على تماسك الجلد.
  • البدء بالوقاية من ترهل الجلد باستخدام الطرق غير الجراحية مثل شد الجلد باستخدام الأمواج فوق الصوتية الذي يركز على شد الطبقات العميقة من الجلد، وشد الجلد عن طريق استخدام الليزر والذي بدوره يركز على الطبقات الأكثر سطحية من الجلد.
  • القيام ببعض الإجراءات طفيفة التوغل مثل التقشير بالليزر والشد باستخدام الترددات الراديوية الجراحية.

العلاجات الطبيعية لترهل الجلد 

تُحسّن العلاجات الطبيعية من قوة الجلد ومرونته إلى حد ما لدى الأشخاص الذين فقدوا كميات صغيرة إلى متوسطة من الوزن، نذكر أهم العلاجات الطبيعية لترهل الجلد:

  • ممارسة تمارين المقاومة: نظراً لأنها أكثر الطرق فعالية لبناء كتلة العضلات، الأمر الذي يُحسّن من مظهر الجلد المترهل.
  • تناول مكملات الكولاجين: على الرغم من أن تناول المكملات قد لا يكون فعالاً لدى الأشخاص الذين يعانون من ترهل الجلد الناجم عن فقدان الوزن بشكل كبير، فإن تأثيره الوقائي مُثبت الفعالية في الحد من حدوث ترهل الجلد، كما يُحسّن تناول مكملات فيتامين C وفيتامين E والبيوتين والزنك من ذلك.
  • الاهتمام بالنظام الغذائي: بعض العناصر الغذائية مهمة لتحفيز إنتاج الكولاجين مثل البروتين والأحماض الأمينية والأحماض الدهنية ذات التأثير المضاد للأكسدة والمحارب للشيخوخة.
  • شرب الماء: تستمد البشرة رطوبتها من الجسم، إذ يُكسب شرب الماء البشرة مظهرها النضر والممتلئ ويُحسّن من وظائفها.
  • استخدام كريمات شد البشرة: تحتوي هذه الكريمات على الكولاجين والإيلاستين. وعلى الرغم من أن هذه الكريمات تعطي دفعة طفيفة لشد الجلد مؤقتاً، فإن الفعالية الأكبر للكولاجين تنتج عندما يؤثر من الداخل إلى الخارج. فعند تطبيقه خارجياً، تكون جزيئات الكولاجين والإيلاستين كبيرة جداً بحيث لا يمكن امتصاصها بشكل كامل من خلال البشرة.

العلاجات الطبية والجراحية لترهل الجلد

تعتبر العلاجات الطبية أو الجراحية خيارات لعلاج ترهل الجلد لمن فقدوا الوزن بشكل كبير، أو لمن يرغبون بالتخلص من الجلد الزائد بسرعة.

ومن الجراحات الأكثر شيوعاً التي تُخلص من الجلد المترهل نذكر "نحت الجسم"؛ وتتضمن إزالة الجلد والدهون الزائدة ومن ثم شد الجلد وخياطته بقطب وغرز دقيقة لتقليل التندب والشد الزائد.

اقرأ أيضاً: متى تفوق إيجابيات الخضوع لجراحة البدانة مخاطرها ؟

لجراحة نحت الجسم عدة محاور، منها ما يهتم بشد البطن أو شد الجزء السفلي من الجسم؛ كإزالة الجلد الزائد من البطن والأرداف ومنطقة الفخذين أو شد الجزء العلوي من الجسم وتتضمن إزالة الجلد من الثديين والظهر، بالإضافة إلى شد الذراعين.

عادةً ما تتم جراحات النحت خلال مدة تتراوح من عام إلى عامين بعد فقدان الوزن بشكل كبير، وهي مماثلة لأي عمل جراحي كبير، وتتطلب الإقامة في المستشفى من يوم إلى 4 أيام، كما يحتاج الشخص عادةً إلى 2-4 أسابيع نقاهة.

المحتوى محمي