تُعرّف الآلية المرضية للسرطان بأنها نمو عشوائي لخلايا غير طبيعية بشكلٍ لا يمكن السيطرة عليه. لا يسبب هذا النمو بالضرورة مضاعفات مهددة للحياة في المراحل المبكرة قبل أن يصبح النمو غير قابل للضبط، ولا يصبح السرطان مهدداً للحياة إلّا عندما يؤثّر في الأعضاء الرئيسية وقدرتها على أداء وظائفها.
اقرأ أيضاً: ما أعراض سرطان البنكرياس؟
كيف يصبح السرطان خارجاً عن السيطرة؟
كجزء من عملية النمو والانقسام والموت، يُنتج الجسم البشري باستمرار خلايا جديدة تحل مكان التالفة، كما يتم إنتاج خلايا غير طبيعية في بعض الأحيان، إلّا أن الجهاز المناعي قادر على التعامل معها والقضاء عليها عادةً.
يتطور السرطان عندما يفشل الجهاز المناعي في القضاء على الخلايا غير الطبيعية، ما يؤدي إلى استمرار تكاثرها. ونتيجة لذلك، يزداد عدد الخلايا غير الطبيعية إلى درجة تسمح لها بتشكيل أورام صلبة قادرة على الامتداد إلى الأنسجة المجاورة.
من جهةٍ أخرى، من المحتمل أن تنفصل الخلايا السرطانية عن الورم الرئيسي لتشق طريقها إلى مجرى الدم أو الجهاز الليمفاوي، ما يجعلها قادرة على الانتقال بحرية في كامل أنحاء الجسم. والخطير أن هذه الخلايا ذات قدرة على تكوين أورام جديدة عندما تستقر في الأعضاء التي وصلت إليها عبر مجرى الدم، أو في العقد الليمفاوية فيما يُدعى بالنقائل السرطانية أو النمو الثانوي للأورام الخبيثة.
ما مضاعفات السرطان المهددة للحياة؟
تبدأ مضاعفات السرطان بالظهور عندما يبدأ السرطان بغزو الأعضاء الأساسية مثل الكبد أو القلب والرئتين أو الدماغ مانعاً إياها من العمل بشكلٍ صحيح، ويمكن لهذه المضاعفات أن تنجم عن السرطان الأولي أو السرطان الذي انتشر، وكلما كان انتشار النقائل أوسع كان السرطان أكثر عدائية وذا مضاعفات أشد.
سوء التغذية
يعتبر سوء التغذية السبب الرئيسي لوفيات المراحل المتقدمة من السرطان، ويحدث عندما تُشكّل أورام السبيل الهضمي أو نقائلها انسداداً أو تداخلاً مع امتصاص العناصر الغذائية الأساسية، بالإضافة إلى أن علاج السرطان ذاته يؤدي إلى آثار جانبية كالغثيان والقيء وما يترافق مع ذلك من ضعف في الشهية. ومن العلامات التي تشير إلى حدوث سوء التغذية نذكر:
- نحول الجسم وتبدل واضح في كتلته.
- الهزال العضلي.
- الشكوى من التعب المستمر.
- ضعف الجهاز المناعي.
- الشكوى من صعوبات معرفية.
اقرأ أيضاً: ما أعراض سرطان الفك؟
نقص الأكسجة
يحدث نقص الأكسجة بشكلٍ رئيسي عند مرضى السرطان عند إصابة الرئتين بالسرطان البدئي أو عند وجود نقائل ثانوية رئوية. فإصابة الرئة تعني زيادة خطر الإصابة بالإنتانات الرئوية وصعوبة علاجها، كما تعني ضعف قدرة الأسناخ الرئوية على تبادل الأوكسجين بالشكل المطلوب، ما يتظاهر على شكل نقص أكسجة وصعوبة بالتنفس.
أذية الكبد
تتأثر وظيفة الكبد بشكلٍ كبير عند إصابته بالسرطان البدئي أو نقائله. وعلى الرغم من أن دور الكبد لا يبدو واضحاً كالدور التنفسي للرئتين أو دور القلب في ضخ الدم، فإن للكبد العديد من الوظائف المهمة أهمها تصفية السموم من الدم والحفاظ على توازن المركبات الكيميائية التي بدورها تحافظ على استتباب الخلايا. وتشمل العلامات التي توجّه لاضطراب في عمل الكبد ما يلي:
- اليرقان واصفرار الجلد والعينين.
- فقدان الشهية.
- غثيان وقيء.
- انتفاخ البطن.
- لون البول الغامق.
- فقدان الوزن.
ارتفاع كالسيوم الدم
يرتفع كالسيوم الدم بشدة عند الإصابة بسرطان العظم، فعند نمو السرطان البدئي أو الثانوي في العظم يتم إطلاق كمية كبيرة من الكالسيوم من العظم نفسه إلى مجرى الدم. وعلى الرغم من أن ارتفاع الكالسيوم لا يبدو حدثاً ينطوي على أي خطورة، فإن ارتفاعه إلى مستويات مرضية وعالية جداً يتداخل مع الأداء السليم للقلب والكليتين والعضلات والجهاز العصبي مسبباً اضطراباً معمماً في عمل هذه الأعضاء، وفي الحالات الشديدة يؤدي ارتفاع مستويات الكالسيوم الشديد في الدم إلى الدخول في غيبوبة أو الموت حتى.
اضطرابات الدم والأوعية الدموية
تتباين آثار الأورام التي تضغط على الأوعية الدموية وأخطرها تلك التي تؤثّر في أوعية الدماغ، حيث تتسبب بحدوث أضرار جسيمة وعلى رأسها السكتة الدماغية وضعف التروية الدماغية، التي تكون مهددة للحياة في حال أُهمل تدبيرها.
اقرأ أيضاً: من الأعراض حتى العلاج: كل ما ترغبين في معرفته عن سرطان الرحم
وبما يتعلق بسرطان نقي العظم فهو المسؤول عن حدوث الاضطرابات الدموية، حيث يتداخل هذا النوع من السرطان مع إنتاج كريات الدم الحمراء، ما يزيد من خطر حدوث فقر الدم ونقص الأكسجة ويُضعف قوة الجسم، كما يتأثر إنتاج الصفائح الدموية الذي يترتب عليه زيادة خطر النزيف بالإضافة إلى ضعف إنتاج كريات الدم البيضاء، ما يؤدي إلى إضعاف الجهاز المناعي ويزيد بدوره من خطر حدوث الإنتانات.