هناك قائمة طويلة من الأطعمة والمشروبات التي يُفضل تجنب استهلاكها أثناء الحمل، وربما ستصبح المشروبات الغازية إحداها بعد هذا المقال، حيث تحتوي المشروبات الغازية على نسب لا يُستهان بها من الكافيين والسكر والمحليات الصناعية والتي قد تؤثر على سلامة محصول الحمل.
هل الكافيين الموجود في المشروبات الغازية آمن أثناء الحمل؟
تُنصح الحوامل بشكل عام بتجنب استهلاك المشروبات الغنية بالكافيين، ويُسمح باستهلاك ما لا يتجاوز 200 ميليغرام يومياً، إذ إن هذه الكميات لا تسيء لسلامة الحمل.
تحتوي عبوة المشروب الغازي ذات السعة 12 أونصة على ما يعادل 35 ميليغراماً من الكافيين، في الوقت الذي تحتوي عبوة المشروب الغازي الخالي من السكر على 46 ميليغراماً من الكافيين، والذي يبدو آمناً لأنه أقل من الكمية المسموح بها، إلا أنه علينا ألا ننسى أن الاستهلاك المستمر يومياً يراكم السموم ويضاعف من التأثيرات السلبية، كما على الحامل التأكد من حساب إجمالي كمية الكافيين التي تتناولها من جميع المصادر مثل الشاي الأخضر والشوكولاتة والقهوة.
اقرأ أيضاً: 8 مخاطر صحية لاستهلاك المشروبات الغازية المحلاة ستجعلك تنسى متعة طعمها الحلو اللاذع
يعبر الكافيين المشيمة ويرتبط إلى حد ما بمجموعة من المخاطر المحتملة على رأسها الإجهاض والولادة المبكرة، كما أن الكافيين يُقبض الأوعية ما يُقلل من تدفق الدم إلى الرحم، وينجم عن ذلك نقص في المواد المغذية والأوكسجين الذي يصل للجنين، ما يتسبب بحدوث نقص الوزن أثناء الولادة.
وفي حين أن الكافيين يساعدنا على البقاء في حالة من اليقظة لأداء المهام الإضافية، فإنه يرفع من ضغط الدم ومعدل ضربات القلب أيضاً، وقد يكون طرح الكافيين من الجسم ضعيفاً أثناء الحمل ما يُعرّض الحامل لصعوبات النوم، كما يسبب لها حرقة مزعجة في المعدة وزيادة التوتر، لذلك لا يعتبر الخيار الأنسب لمن تعانين من القلق أو اضطرابات النوم.
ماذا عن السكر الموجود في المشروبات الغازية؟
المشروبات الغازية غنية بالسكر والمواد الكيميائية غير الصحية، ما يجعلها مصدراً غنياً بالسعرات الحرارية وفقيراً بالقيمة الغذائية، فهي لا تُعزز الشعور بالشبع، كما أنها لا تقدم أي فوائد للحامل أو الجنين.
على الحوامل ذوات الاستعداد العائلي لتطوير السكري تجنّب استهلاك المشروبات الغازية، فهي تؤمّن التذكرة الأسرع وصولاً للسكري.
يُسبب السكري الحملي مضاعفات جمة على الحامل والجنين، إذ يميل جنين الأم المصابة بالسكري لاكتساب الكثير من الوزن خلال الحمل ما يزيد من خطر حدوث صعوبات توليدية. إضافة إلى ذلك، يواجه هؤلاء الأجنة في مراحل الطفولة اللاحقة صعوبة في تنظيم نسبة السكر في الدم بعد الولادة، كما يزداد خطر حدوث البدانة والسكري النمط 2 لديهم.
اقرأ أيضاً: كيف يحدث السكري الحملي؟ وهل يزول بعد الولادة؟
إضافة إلى ذلك، يزيد السكري الحملي من خطر إصابة الأم بارتفاع ضغط الدم ما يعرّضها لخطر الإصابة بالتسمم الحملي وما يرافقه من حدوث ولادات مبكرة والإصابة بالقصور الكلوي المزمن.
من جهة أخرى، تتداخل المستويات العالية من السكر وخاصة خلال الثلث الأول من الحمل مع التطور الجهازي للجنين وخاصةً العصبي، إذ ازدادت نسبة حدوث اضطرابات النطق واللفظ عند المولودين لأمهات سكريات، كما كانت الذاكرة اللفظية والقدرة على حل المشكلات أضعف عندهم، وكانت نسبة الإصابة بالربو الطفلي المبكر أكبر لديهم.
ما تأثير المحليات الصناعية للمشروبات الغازية على الحمل؟
يميل العديد لاختيار المشروب الغازي الخالي من السكر ظناً أنه صحي أكثر، إلا أنه يحتوي على المحلي الصناعي "السكرين" الذي ما زال غير واضح التأثير حيث لا توجد أبحاث كافية لإظهار الطريقة التي يؤثر فيها على نمو الجنين.
ومع ذلك، تعتبر مجموعة من المحليات الصناعية بما فيها "الأسبارتام" و"السكرالوز" آمنة أثناء الحمل عند استهلاكها باعتدال، لكن تستثنى المصابات ببيلة الفينيل كيتون من ذلك، وهو أحد الأمراض الوراثية النادرة التي تؤثر على القدرة على معالجة الحمض الأميني "فينيل ألانين"، إذ يمكن لاستهلاك المحليات الصناعية أن يزيد من خطر حدوث الأمراض الخلقية لدى أجنة الحوامل المصابات بهذا المرض الوراثي.
اقرأ أيضاً: كيف نميّز بين نقص سكر الدم وانخفاض الضغط من حيث الأعراض؟ وكيف يتم التعامل مع كل منهما؟
كما تؤدي المشروبات الغازية الخالية من السكر دوراً في الحد من قدرات الجنين الحركية والبصرية واللفظية والمكانية في مراحل الطفولة اللاحقة، لذلك يُنصح بتجنبها قدر الإمكان واستبدالها بمشروبات صحية أكثر حفاظاً على سلامة الحمل من أي مخاطر حالية أو مستقبلية.