ما أسباب الجوع المستمر عند الحامل؟ وكيف تتعاملين مع هذه الحالة؟

تزداد شهية أغلبية النساء الحوامل مع تقدم أشهر الحمل، وتشعر الحامل بالجوع المستمر لعدة أسباب، فتبدأ بتناول ما تقع عليه عيناها طوال النهار. يجب ضبط هذه الحالة، إذ لا يمكن أن تستمر الحامل بتناول كل شيء ترغب به، وبكميات كبيرة، بل يجب أن تتبع نظاماً غذائياً مناسباً يوفر احتياجاتها واحتياجات جنينها دون ضرر كي تتخلص من الجوع المستمر.

أسباب الجوع المستمر عند الحامل

لزيادة شهية الحامل سبب واضح، فقد بدأ ينمو بداخلها فرد آخر، يجب أن تتناول طعاماً إضافياً كافياً لتغذيته.

الطفل المتنامي

مع نمو الجنين في رحم الأم يتضاعف مقدار الدم الذي ينتجه الجسم، وينمو الرحم ليصبح بحجم كرة السلة ليتسع للطفل الذي سيبلغ وزنه نحو 3-5 كيلوغرامات في نهاية الحمل، وتُضاف إلى الوظائف الحيوية المعتادة التي يقوم بها الجسم وظائف إضافية، كل ذلك يحتاج سعرات حرارية إضافية، وبالتالي تشعر الحامل بالجوع باستمرار.

الهرمونات

أثناء شهور الحمل، تتقلب مستويات هرمونات الإستروجين والبروجسترون، وتؤثر على مستويات الهرمونات المسببة للجوع، وتزيد الشهية.

أسباب أخرى

توجد أسباب أخرى لزيادة الشهية خلال الحمل، لكنها أقل شيوعاً، ومنها الرغبة الشديدة في الحمل أو بسبب وجود نقص غذائي، لذلك من الأفضل استشارة الطبيب لتحديد السبب وكيفية التعامل مع الجوع المستمر بأفضل طريقة.

هل يمكن أن تكون زيادة الشهية علامة مبكرة على الحمل؟

يُعد انقطاع الدورة الشهرية وألم الثدي والغثيان من علامات الحمل الأساسية، وتُضاف إليها عند بعض النساء زيادة الشهية. وعلى العكس، تتناقص شهية بعض النساء خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل بسبب الغثيان، لذلك لا يمكن اعتبار زيادة الشهية من علامات الحمل المبكرة عند جميع النساء.

زيادة شهية الحامل خلال أشهر الحمل

تبدأ زيادة الشعور بالجوع عند بعض الحوامل منذ الأسابيع الأولى، بينما تبدأ عند أخريات خلال الثُلث الثاني من الحمل لكونهن يعانين من غثيان الحمل خلال الثلث الأول، لذلك لا يعد الجوع خلال الحمل مؤشراً ثابتاً عند جميع النساء، لكن أغلبهن تبدأ شهيتهن بالازدياد في منتصف الشهر الرابع من الحمل.

عند بعض الحوامل، لا تقل الشهية في الثلث الأخير من الحمل، لكن كثيرات تنخفض شهيتهن بسبب حجم الجنين الكبير الذي يضغط على الأعضاء الداخلية، وخاصة المعدة ما يؤدي إلى الانزعاج من تناول كمية كبيرة من الطعام. تعاني غالبية النساء الحوامل أيضاً من الحموضة، لذلك تفقدن رغبتهن بتناول الطعام.

ما مقدار الزيادة في كمية الطعام الذي يجب أن تتناوله الحامل؟

تختلف نسبة الزيادة في كمية الطعام التي يجب أن تتناولها الحامل بحسب حالتها الصحية ووزنها وعدد أطفالها، لذلك من الأفضل أن يُقدر الطبيب مقدار الزيادة في السعرات الحرارية المُضافة لنظامها الغذائي كل 3 أشهر.

عموماً، لا يزداد هذا المقدار خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل لأن الجنين ليس في حاجة إلى الكثير من السعرات الحرارية خلال هذه المدة، بينما يجب أن تضيف الحامل 300 سعرة حرارية إلى طعامها المعتاد يومياً خلال الثُلث الثاني من الحمل، وهي عدد السعرات الحرارية الموجودة في كوب من عصير الفاكهة أو ربع كوب من الحمص، ويجب أن تضيف أيضاً 400 سعرة حرارية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.

كيفية التخلص من الجوع المستمر عند الحامل

الوسيلة المثلى للتخلص من الجوع المستمر عند الحامل هي تناول وجبات مشبّعة ومتوازنة تتضمن:

مصدر للبروتين الخالي من الدهون مثل الدجاج والديك الرومي والأسماك والبيض والفاصوليا.
الألياف ويمكن الحصول عليها من الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات.
الدهون الصحية من تناول زيت الزيتون والأفوكادو واللبن والمكسرات.

مع تضمين الوجبات الأساسية هذه العناصر يمكن تناول وجبة خفيفة أو اثنتين خلال النهار، ويفضّل أن تحتوي على البروتين أو الدهون الصحية مع الكربوهيدرات، ومنها تفاحة مع زبدة الفول السوداني، أو زبادي كامل الدسم مع التوت الأزرق، أو سلطة التونة مع مقرمشات الحبوب الكاملة.

بذلك يصبح عدد الوجبات 4-5 وجبات في اليوم، ويمكن زيادتها لتصبح 6، بمعدل وجبة صغيرة كل 3 ساعات. يساعد هذا أيضاً على معالجة الحرقة التي تعاني منها الحامل.

ليس المهم هو التخلص من الجوع المستمر أثناء الحمل، بل المهم هو الحصول على متطلبات الأم وجنينها من العناصر الغذائية والسعرات الحرارية، ولذلك يمكن للأم:

شرب الكثير من السوائل، وخاصة الماء للمساعدة على الهضم وتجنب الإمساك.
تناول الوجبات التي يتطلب تناولها مضغاً أكثر مثل السلطة، لأن المضغ يساعد على الشعور بالشبع.
الحذر من تناول كميات كبيرة من الطعام في كل وجبة، لأن ذلك يسبب شعوراً بالإرهاق، ويؤدي إلى نفخة البطن وتشكل الغازات وحرقة المعدة واضطراب الجهاز الهضمي العام.
تجنب تناول الأطعمة التي لا تضيف أي قيمة غذائية مثل المشروبات الغازية والأطعمة المعبأة كرقائق البطاطا.

ماذا يحدث للجنين عندما تجوع الأم؟

إذا جاعت الأم، ولم تتناول كفايتها من الغذاء، تُعرض صحتها للخطر لأنها لم تعد تحصل على ما يكفيها من العناصر الغذائية، والنقص المتزايد سيؤثر سلباً على الجنين، إذ يُعرّضه لخطر الإصابة بعيوب خلقية أو تشوّهات إذ يتضرر الحبل الشوكي والدماغ.

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي سوء تغذية الأم إلى وضع طفل قليل الوزن، وقد يُضطر الطفل إلى البقاء في الحاضنة لعدة أيام بسبب معاناته من مشكلات في القلب والرئتين وعدم نموهما الكامل، وقد يتعرض الجنين لخطر الولادة المبكرة، أو الوفاة.

قد تُصاب الأم أيضاً بفقر الدم بسبب قلة التغذية، ما يؤدي إلى عدم حصول الأم على الإمدادات المطلوبة من الطاقة والأكسجين، ويستهلك الجنين مخزون الأم من الحديد للبقاء على قيد الحياة. أيضاً، يمتص الطفل الكالسيوم من عظام أمه ليبني عظامه النامية إن لم تتناول الأم ما يكفي من مصادر الكالسيوم.