شارك
الرئيسية
تُصنَّف السكتة الدماغية على أنها واحدة من أكثر الحالات الصحية حرجاً، إذ يستنفر الأطباء بمجرد سماع إصابة أحد المرضى بها، نظراً لحساسية هذه الحالة الصحية وضرورة تدبيرها في أسرع وقت. ومن هنا تأتي أهمية الاطلاع على الأعراض التي تظهر على مرضى السكتة الدماغية للتعرف إليها إن حدثت مع أيٍ من أفراد محيطنا لطلب الرعاية الإسعافية وإنقاذهم دون أي تأخير، فما الأعراض التي توجهنا إلى أن شخصاً ما يعاني السكتة الدماغية؟
ما هي السكتة الدماغية؟
تأتي خطورة السكتة الدماغية من أنها تنطوي على حدوث ضعف أو منع في تدفق الدم إلى أحد أجزاء الدماغ نتيجة انسداد أحد الأوعية الدموية التي تغذّي الدماغ بجلطة، أو نتيجة تمزق الوعاء الدموي وحدوث النزيف.
وعندما تنقطع التروية الدموية عن أحد أجزاء الدماغ، يُصبح هذا الجزء عرضة للتنخر وتبدأ الخلايا العصبية بالتراجع تدريجياً، ويزداد احتمال أن تكون إصابة الخلايا العصبية غير عكوسة كلما تأخر التدبير. لهذا السبب تعتبر سرعة التدبير العامل الحاسم الذي يُحدد فيما إذا كان من الممكن للمصابين العودة إلى الحالة الطبيعية تماماً واكتساب كل ما فُقد من مهارات وقدرات حركية وحسية أم لا.
اقرأ أيضاً: ما الأسباب الكامنة وراء حدوث كهرباء الدماغ عند الأطفال وكيف تُعالج؟
ما أعراض السكتة الدماغية؟
الجميع معرضون دون استثناء للإصابة بالسكتة الدماغية من الأطفال إلى كبار السن، إلّا أن البعض مؤهب بشكلٍ أكبر من البعض الآخر. وتتلخص عوامل الخطر بالعمر، إذ يزداد الخطر بشكلٍ واضح بعد سن الـ 65، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والإصابة بالسكري النمط الثاني أو الرجفان الأذيني أو وجود تاريخ من الإصابة بتجلط الدم والسكتات الدماغية.
اقرأ أيضاً: دراسات علمية: السجائر الإلكترونية تضر القلب وتسبب السكتة الدماغية
نقول إن الشخص في خطر حدوث السكتة الدماغية أو يعاني منها في حال تم تمييز الأعراض التالية، والتي تتلخص باللغة الإنجليزية بـ (BE FAST):
- (Be Watchful For Balance) كُنْ حذراً لحدوث أي فقدان مفاجئ في التوازن.
- (Look Out For Eyes) ابحث عن وجود أي فقدان مفاجئ للرؤية أو حدوث رؤية مزدوجة.
- (Watch Their Face) عند الطلب من مريض السكتة الدماغية أن يبتسم سنجد أن ابتسامته غير متناظرة إذ ترتفع إحدى حافتي الفم للأعلى بينما تهبط الأخرى للأسفل.
- (Ask Them To Raise Their Arm) يشكو المريض الذي يعاني السكتة الدماغية من ضعف في أحد جانبي الجسم أكثر من الآخر، لهذا السبب يُطلب من المريض رفع الذراعين وإذا كانت إحدى الذراعين أضعف من الأخرى -ولم يشك المريض من ذلك مسبقاً- فعادةً ما يكون هذا دليلاً إضافياً لحدوث السكتة الدماغية.
- (Losing The Ability To Speak) يصعب على مرضى السكتة الدماغية أن يتحدثوا بشدة الصوت ووتيرته نفسها، كما يُصبح من الصعب انتقاء الكلمات المناسبة، لهذا يعتبر الحديث غير المفهوم وغير المترابط والذي يظهر فجأة دليلاً يوجّه إلى أن الشخص يتعرض لسكتة دماغية.
- (Time Is Critical) يعتبر الوقت العامل الحاسم الذي يُحدد درجة الشفاء، لهذا عند ملاحظة هذه الأعراض ينبغي طلب الرعاية الإسعافية حالاً، ومن المهم أيضاً أن نتذكر الساعة التي تمت ملاحظة بدء أعراض السكتة فيها، إذ تخدم هذه المعلومة مقدم الرعاية الصحية وتساعده على التوجه لطريقة العلاج.
ومن المرجح أن يشكو مريض السكتة الدماغية من أعراض أخرى مثل:
- غثيان وقيء.
- عدم توجه زماني ومكاني.
- دوار.
- صلابة في الرقبة.
- حدوث نوبة اختلاجية.
- تبدلات في الحالة العاطفية والشعورية وتبدل الشخصية.
- فقدان الذاكرة.
- صداع.
- غياب عن الوعي وفي الحالات المتقدمة يمكن أن يدخل المريض في غيبوبة.
اقرأ أيضاً: القهوة والشاي قد يقللان خطر الإصابة بالخرف
كيف تُعالَج السكتة الدماغية؟
يعتمد تدبير السكتة الدماغية على مجموعة من العوامل على رأسها نوع السكتة، إن كانت ناجمة عن جلطة دموية -والتي تُدعى أيضاً السكتة الإقفارية- أم عن النزيف. الأولوية في علاج السكتة الإقفارية هي إعادة التروية الدموية للمنطقة الدماغية، وهذا يتطلب ضبط ضغط الدم واستخدام الأدوية المميعة للدم وفي الحالات المتقدمة توجد حاجة للتدخل بالقثطرة.
أمّا في السكتة النزفية فيعتمد التدبير على موقع النزف وشدته، والأولوية في هذه الحالة هو تجنب النزيف وخسارة الدم أكثر ما يمكن منعاً لزيادة شدة السكتة ولزيادة الضغط داخل الدماغ نتيجة تجمع الدم. ويتلخص العلاج بضبط ضغط الدم ومعاكسة الأدوية المميعة للدم في حال كان المريض يتناول أي منها وتحريض تجلط الدم حتى يتوقف النزيف، وفي الحالات المتقدمة، يكون التدخل الجراحي ضرورياً لتقليل الضغط داخل القحف.