من ضمن الأمراض التي تطول العظام نذكر "سرطان العظم". وعلى الرغم من أنه يعتبر نادراً نسبياً، فإنه موجود ومن الضروري تسليط الضوء على أشكاله والأعراض التي يتظاهر بها ومسبباته لزيادة الوعي الصحي حول هذه الحالة الصحية.
قبل التطرق إلى الأعراض، من المهم أن نعي أن سرطانات العظم تُقسَّم إلى قسمين؛ أولهما السرطان البدئي والثاني السرطان الثانوي؛ في السرطان البدئي، يكون العظم هو المنشأ الرئيسي للسرطان مثل الساركوما العظمية والساركوما الغضروفية وساركوما إيوينج وساركوما الخلايا المغزلية والورم الحبلي، على عكس السرطان الثانوي الذي يكون فيه السرطان البدئي في الثدي أو الرئة أو الكبد أو البروستات والسرطان المتركز في العظم يكون ناجماً عن السرطان الأساسي.
اقرأ أيضاً: ما أعراض سرطان الفك؟
ما العوامل المسببة لحدوث سرطان العظم؟
ملامح العوامل المتهمة بحدوث سرطان العظم ليست واضحة تماماً، إلّا أن التعرض المتكرر للأشعة يؤدي دوراً مهماً نسبياً بما يتعلق بتطوير سرطان العظم. من جهة أخرى، يؤدي العامل الوراثي دوراً لا يقل أهمية أيضاً، إذ يميلُ بعض أنواع سرطانات العظم للانتقال بشدة أكبر في العائلة الواحدة.
ما أعراض سرطان العظم؟
يُصنَّف سرطان العظم إلى 4 درجات، حيث تتباين الأعراض بحسب كل درجة، وهي كالتالي:
- الدرجة الأولى: يكون فيها السرطان جيد التمايز -أي خفيف الشدة الخباثة- ويكون محدداً في مكانٍ واحد.
- الدرجة الثانية: يبقى السرطان محدداً وغير منتشر في الدرجة الثانية، إلّا أن الخلايا السرطانية تكون أقل تمايزاً أي أشد خباثة.
- الدرجة الثالثة: يكون السرطان في هذه المرحلة قد انتشر ضمن العظم نفسه، ولا تتجاوز حدود الانتشار العظم.
- الدرجة الرابعة: تشتمل هذه المرحلة على وجود نقائل تقع خارج حدود العظم وتستقر في الكبد أو الرئتين.
عادةً ما تكون المراحل الأولى من السرطان صامتة، أي أنها لا تترافق مع أي أعراض صارخة توجّه لوجود خلل صحي، بينما تترافق المرحلتان الثالثة والرابعة مع الشكوى من مجموعة من الأعراض بما في ذلك:
- ألم حاد ومستمر في منطقة محددة من العظم، ويتصف هذا الألم بأنه حاد ويمنع النوم.
- حدوث الكسور العظمية نتيجة ضعف في تركيب العظم.
- عدم القدرة على الحركة كما في السابق والشكوى من تعب مستمر.
- ارتفاع درجة الحرارة، وهذا يشمل ارتفاع درجة حرارة الجسم وارتفاع حرارة موضعي بشكل مقابل لمكان السرطان.
- تورم الجلد واحمراره مكان حدوث السرطان.
اقرأ أيضاً: كيف نُميّز سرطان الجلد عن الشامة السليمة؟
بعض الأعراض النوعية لسرطانات العظم البدئية
تُصنَّف الأعراض التي ذُكرت أعلاه على أنها أعراض عامة للسرطانات، وعند التعمق في دراسة سرطان العظم يبدو أن لكل سرطان بدئي سيراً مختلفاً عن السرطان الآخر، وإليك أمثلة على ذلك.
تتركز الإصابة في الساركوما العظمية على سبيل المثال، والتي تعتبر أكثر أنماط سرطان العظم البدئي شيوعاً، في العادة في عظم الفخذ أو الساق أو العضد، وتُصيب الأفراد ممن تتراوح أعمارهم بين 10-30 عاماً. وقد لا يعاني المرضى أعراضاً ملحوظة مدة أسابيع أو أشهر، وبعد ذلك يكون العرض الأول هو ألم العظام الذي يشتد في أثناء الحركة ويتسبب بحدوث عرج متقطع.
أمّا فيما يتعلق بالساركوما الغضروفية ثاني أكثر الأورام البدئية شيوعاً، فهي تميلُ لإصابة الأكبر سناً، وتتركز الإصابة فيها في الحوض والساقين والذراعين والأضلاع والجمجمة. ومع ذلك، قد يُشاهد بعضها في القصبات الهوائية أو الحنجرة أو جدار الصدر.
العرض الأكثر شيوعاً في الساركوما الغضروفية هو التورم الطويل الأمد والألم الموضعي، وفي حال إصابة عظام الجمجمة فيترافق السرطان عندئذ بأعراض عصبية، وإن ظهر في الحنجرة أو القصبات الهوائية عندئذٍ ستكون الأعراض التنفسية واضحة.
تميلُ ساركوما إيوينج لإصابة الأطفال والمراهقين والشباب، وغالباً ما ينشأ الورم البدئي على حساب عظام الحوض والعمود الفقري والعظام الطويلة في الجسم كالساقين والأضلاع.
اقرأ أيضاً: متى يُصبح السرطان مُهدداً للحياة؟
يشكو مرضى سرطان إيوينج من ألم تصلب طويل الأمد يستمر عدة أسابيع أو أشهر ويشتد ليلاً، كما تشيع آلام الظهر عند هؤلاء المرضى، ما يوجّه إلى إصابة عظام الحوض، وقد يترافق ذلك بدوره أيضاً مع أعراض عصبية مشابهة لأعراض الديسك القطني في حال انتشر السرطان موضعياً وغزا الضفيرة القطنية وأعصاب الحوض.