كيف نُميّز سرطان الجلد عن الشامة السليمة؟

3 دقيقة
كيف نُميّز سرطان الجلد عن الشامة السليمة؟
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: مهدي أفشكو.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

لا شك أن لحظة معاينة شامة جلدية معينة أو أي نمو جلدي مقلقة وإن كانت تبدو سليمة، حيث ينتابنا قلق مستمر من أن هذا النمو الجلدي -ولو كان الاحتمال نادراً-  ينطوي على بعض المخاطر الصحية الكامنة التي قد تظهر في أي وقت.

والأمر الذي يزيد الحالة صعوبة أن التظاهرات الجلدية لكلٍّ من السرطان الجلدي والشامات تتباين بشكلٍ واسع، فإن كنت ممن لديهم شامات متعددة على أجسامهم، ستجد بنفسك أنها ليست متطابقة، وقد تتشابه في بعض الأحيان مع السرطان. انطلاقاً من هذه النقطة وللمساعدة على تجاوز هذه العقبة، يُسلّط هذا المقال الضوء على أهم المعلومات التي تساعدنا على التمييز بين التظاهرات الجلدية لكليهما.

اقرأ أيضاً: ما الأمراض التي تزداد الإصابة بها بعد سن الأربعين؟ إليك كيفية الوقاية منها

متى يكون الطفح الجلدي علامة على السرطان؟

في البداية ينبغي أن نعي أن هناك نوعين رئيسيين لسرطان الجلد، وهما السرطان الميلانيني والسرطان غير الميلانيني، واللذان يختلفان فيما بينهما اختلافاً كبيراً.

يعتبر السرطان الميلانيني -أو ما يُعرف بـ “الميلانوما“- النوع الأخطر بينهما لأنه يميلُ لأن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، ولحسن الحظ هو أقل شيوعاً مقارنة بالسرطان غير الميلانيني، ويتظاهر على شكل شامة ذات لون أغمق من لون الجلد بعدة درجات وذات حدود غير منتظمة، فيما يُعرف طبياً بالحواف المُشرشرة أو المُسننة، كما أن الميلانوما تمتلك خاصية التغير والتبدل بكلٍّ من الشكل والحجم واللون.

النوع الآخر من سرطان الجلد هو السرطان غير الميلانيني، ويشمل كلاً من سرطان الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرشفية. يتطور سرطان الخلايا القاعدية عادةً في المناطق الجلدية الأكثر عرضة لأشعة الشمس مثل الوجه والأنف والشفة والكتفين، وتتظاهر على شكل نتوء أو ارتفاع وردي أو أحمر اللون تتخلله مناطق بنية أو زرقاء أو سوداء، أمّا بالنسبة لسرطان الجلد القاعدي الخلايا عند أصحاب البشرة الفاتحة فيكون ذا لون شاحب أو لؤلؤي ما يجعل ملاحظته أصعب.

وفيما يتعلق بـسرطان الخلايا الحرشفية فنموه ذو سير أبطأ نسبياً من سرطان الخلايا القاعدية، كما أنه يتطور على تقرحات الجلد أو ندباته ويكون بارزاً مثل العقيدات ذات السطح القشري الخشن وذات اللون البني المحمر، وينتشر هذا النوع بشكلٍ أكبر عند المضعفين مناعياً وكبار السن.

اقرأ أيضاً: كيف تميّز بين الثؤلول والزائدة الجلدية والشامة؟ وهل من السليم إزالة أي منها في المنزل؟

قاعدة التحقق من سرطان الجلد

يستخدم أخصائيو الجلدية قاعدة بسيطة تُحدد فيما إذا كان النمو الجلدي ذا طبيعة سرطانية أم لا، وهذه القاعدة تُدعى بـ (ABCDE) ويمكن تفسيرها بالشكل الآتي: 

  1. عدم التماثل (Asymmetry): ينبغي على الطبيب التحقق مما إذا كان نصفا الشامة أو البقعة أو النمو الجلدي منطبقين أم لا. وبشكلٍ عام تميلُ السرطانات الجلدية لأن تكون غير متطابقة وذات نصفين مختلفي الحواف والأبعاد واللون.
  2. الحدود (Borders): فحص حدود النمو الجلدي مفيد للغاية في تقييم سرطانات الجلد المحتملة، حيث تعتبر الشامات والنتوءات والبقع ذات الحدود غير المنتظمة والخشنة والمسننة وغير المحددة أكثر ميلاً لأن تكون خبيثة.
  3. اللون (Colour): يتظاهر سرطان الجلد بمجموعة متنوعة من الألوان وذلك اعتماداً على نوع السرطان ولون الجلد. حيث يتظاهر السرطان الجلدي عند الأفراد ذوي البشرة البيضاء أو البشرة الفاتحة نسبياً باللون البني أو الأسود أو الأحمر أو الوردي أو الأزرق. بالمقابل ينبغي على الأفراد ذوي البشرة الداكنة البحث عن بقع جلدية أغمق لوناً. من جهة أخرى، يعتبر تباين واختلاف لون النمو الجلدي نفسه، أي ظهور عدة ألوان بالوقت نفسه، علامة منذرة بأن النمو يميلُ لكونه خبيثاً.
  4. القطر (Diameter): عادة ما يكون قُطر سرطان الجلد أكبر من ربع بوصة أي ما يُعادل 6 مليمترات. ومع ذلك تحافظ في بعض الأحيان الأورام الميلانينية على قُطر أصغر من ذلك.
  5. التطور (Evolving): العلامة المُحذرة الأكثر شيوعاً لسرطان الجلد هو التغير والتبدل مع مرور الوقت، ويشمل التبدل كلاً من القطر واللون وتطابق الحواف أي في كلٍّ من الحجم والشكل واللون.

إضافة لما ذُكر أعلاه، ينبغي التواصل مع مقدم الرعاية الصحية في حال تظاهر النمو الجلدي بأي مما يلي: 

  • عدم انتظام وتطور انخفاضات وارتفاعات على سطح النمو الجلدي.
  • النمو الجلدي المترافق مع القروح التي لا تشفى.
  • وجود تورم مع احمرار أو ألم ذي طبيعة حاكة أو ألم مستمر مكان النمو الجلدي.

اقرأ أيضاً: ما سبب تشكل الوحمات الجلدية؟ وكيف يمكن علاجها؟

بماذا تتصف الشامة السليمة؟

يمكن أن نقول إن الشامة الحميدة والسليمة تتصف بعكس صفات سرطان الجلد، حيث يكون معظم الشامات منتظماً وذا شكل مستدير أو بيضاوي وذات لون موحد على عكس السرطان ذي اللون الموزاييكي المتنوع، كما أنها لا تنزف ولا تتقرح ولا تترافق مع أي تورم الجلد. علاوةً على ذلك تُحافظ الشامات الحميدة على صفاتها على مدار السنين ولا تتبدل أو تتغير.