انقطاع التنفس في أثناء النوم هو اضطراب ينطوي على توقف التنفس عدة ثوانٍ في أثناء النوم، ما يتسبب باستيقاظ المرضى بشكلٍ مفاجئ في محاولةٍ منهم لاستنشاق الهواء، وغالباً ما يكون الدماغ هو من أيقظ المريض كرد فعل نجاة متحسساً نقص مستويات الأوكسجين في الدم.
للوهلة الأولى، يبدو وكأن المشكلة الأكبر للمريض هي اضطراب النوم والتعب، إلّا أن لهذه الحالة الصحية مضاعفات خطيرة في حال أهمل تدبيرها، والخير غير السار أن علاج انقطاع التنفس أو ضبطه صعبٌ نسبياً حتى مع الالتزام الوثيق بالعلاجات الموصوفة.
اقرأ أيضاً: لماذا ينام البعض بعمق بينما آخرون نومهم خفيف؟
الأعراض الخمسة المميزة لانقطاع التنفس في أثناء النوم
لانقطاع التنفس في أثناء النوم نوعان؛ فهو إمّا أن يكون محيطياً أي ناجماً عن انسداد مجرى الهواء، وإمّا مركزياً وفيه لا يتحكم الدماغ بالتنفس بشكلٍ صحيح. لانقطاع التنفس في أثناء النوم العديد من الأعراض، بعضها يسهل اكتشافه أكثر من الآخر، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:
- الشعور بالتعب أو الإرهاق عند الاستيقاظ حتى بعد النوم ساعات كافية.
- الشعور بالنعاس المستمر في أثناء النهار والذي بدوره يؤثّر في القدرة على القيام بالمهام والأنشطة اليومية، مثل القيادة أو العمل أو ممارسة الرياضة.
- الشخير والذي يعتبر سمة شائعة مع انقطاع التنفس في أثناء النوم، لكنه ليس شرطاً حتمياً للتشخيص.
- الاستيقاظ بشكلٍ متكرر ليلاً، على الرغم من صعوبة ملاحظة هذا العرض لأن الأشخاص عادةً لا يتذكرون الاستيقاظ أو سبب استيقاظهم، وغالباً ما يتذكرون أنهم استيقظوا لسببٍ آخر مثل الحاجة إلى الذهاب للحمام.
- الصداع الصباحي حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم.
ومن الأعراض الأخرى التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار نذكر تبدلات المزاج والميل للاكتئاب والقلق، بالإضافة إلى حدوث قلق واضطرابات في وظائف المخ تشمل فقدان الذاكرة أو صعوبة التركيز في أثناء العمل.
إضافة إلى احتمال وجود أنماط تنفس غير عادية، مثل تنفس شايان ستوكس الذي يعتبر من أنماط التنفس التي تميّز انقطاع التنفس في أثناء النوم ويحدث مع انقطاع التنفس المركزي. وفيه يبدأ التنفس سريعاً ويصبح أعمق بشكلٍ تدريجي وبعد ذلك أبطأ إلى أن يتوقف التنفس عدة ثوانٍ ومن ثَمَّ يعود التنفس إلى حالته الطبيعية وتعود دورة تنفس شايان ستوكس بالحدوث من جديد.
اقرأ أيضاً: علامات مبكرة على الخَرَف يجب الانتباه إليها
ما الفئة الأكثر إصابة بانقطاع التنفس في أثناء النوم؟
من غير المستبعد أن يحدث انقطاع التنفس في أثناء النوم لأي شخص، من الرضع والأطفال حتى كبار السن، إلّا أن انقطاع التنفس المحيطي أكثر شيوعاً عند الفئات التالية:
- ممن تجاوزت أعمارهم 60 عاماً.
- الأفراد زائدو الوزن والبدينون.
- أصحاب البشرة السوداء وذوو الأصول الإسبانية والآسيوية.
بينما يكون انقطاع التنفس المركزي أكثر شيوعاً عند الأفراد الذين يتناولون المسكنات الأفيونية ومرضى الرجفان الأذيني أو قصور القلب الاحتقاني، كذلك يشيع عند الأفراد ممن يقطنون على ارتفاعات عالية. ولسوء الحظ يمكن للأفراد الذين يستخدمون جهاز ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر أو الذين يعانون انقطاع التنفس الانسدادي المحيطي في أثناء النوم أن يطوّروا انقطاع التنفس المركزي الناتج عن العلاج.
هل هناك علاج لانقطاع التنفس في أثناء النوم؟
الخيارات العلاجية التي يُدبر من خلالها انقطاع التنفس في أثناء النوم متنوعة، ويقع على عاتق الطبيب اختيار الأنسب منها لحالة كل مريض اعتماداً على نوع انقطاع التنفس في أثناء النوم وشدته. وعلى الرغم من أن أياً من هذه الخيارات لا يعد علاجاً شافياً، فإنها تساعد على منع حالات انقطاع التنفس أو تقليل عدد مرات حدوثه، ومن هذه العلاجات نذكر التالي.
اقرأ أيضاً: 10 نصائح فعّالة لزيادة البكتيريا النافعة وتحسين صحة الأمعاء
العلاجات المحافظة
تحسّن العلاجات المحافظة من انقطاع التنفس وتقلل من شدة الأعراض إلى حد كبير، ومنها نذكر خسارة الوزن إذ يؤدي خفض وزن الجسم بنسبة 10% إلى تحسين انقطاع التنفس في أثناء النوم بشكلٍ ملحوظ، إلى جانب تعديل وضعية النوم وتجنب النوم على الظهر واستخدام وسائد الدعم الخاصة.
يمكن للبخاخات الأنفية أن تحسّن التنفس عن طريق تسهيل مرور الهواء عبر الأنف، إلّا أنها تبقى حلاً للشخير والحالات الخفيفة من انقطاع التنفس ليس أكثر. ولا يمكن إهمال ضرورة علاج الحالات الصحية التي سببت حدوث انقطاع التنفس بالدرجة الأولى، مثل قصور القلب الاحتقاني والبدانة والرجفان الأذيني.
ومن أشهر الأجهزة التي تحسّن من انقطاع التنفس المركزي في أثناء النوم نذكر جهاز الضغط الهوائي الإيجابي المستمر، إذ تعمل هذه الأجهزة على زيادة ضغط الهواء داخل مجرى الهواء والرئتين عند الشهيق، ما يمنع الأنسجة المحيطة من الضغط على مجرى الهواء وإغلاقه.
العلاج باستخدام الأجهزة الفموية
يحدث انقطاع التنفس الانسدادي في أثناء النوم عندما تضغط الأنسجة الرخوة للرأس والرقبة وخاصة حول الفم نحو الأسفل على القصبة الهوائية، لهذا يساعد بعض الأجهزة الفموية على تثبيت الفك واللسان في وضعية تحافظ على الضغط بعيداً عن القصبة الهوائية.
استخدام منشطات الأعصاب
يمكن لتحفيز العصب تحت اللسان أن يدفع اللسان إلى الأمام قليلاً، ما يمنعه من الاسترخاء والضغط للخلف على القصبة الهوائية في أثناء النوم. وعادةً ما يُحفَّز العصب عبر قطب كهربائي أسفل الفك يتصل بجهاز مزروع تحت جلد الصدر، إذ يُشغّل الجهاز قبل النوم ويوقَف بعد الاستيقاظ.
العلاج الجراحي
تساعد العمليات الجراحية المُجراة على الأنف والفم والحنجرة على منع انسداد الأنف والحنجرة وانضغاط القصبة الهوائية. ومع ذلك، فإن تأثيرها يختلف من شخص لآخر، وتشمل هذه العمليات الجراحية كلاً من رأب النوم وفيه تستخدم الترددات الراديوية لتقليل الأنسجة الرخوة حول الأجزاء العلوية من القصبة الهوائية.
اقرأ أيضاً: لبشرة صحية وشابة: إليك أفضل الفيتامينات للجلد
بالإضافة إلى استئصال اللوزتين الذي يسهّل عبور الهواء عبر الطرق التنفسية وخاصةً عند الأطفال، ورأب اللهاة والحنك البلعومي الذي يزيل الأنسجة الرخوة التي تتدلى في الجزء الخلفي من الفم، تساعد جراحة الفك أيضاً على علاج انقطاع التنفس في أثناء النوم الناجم عن أسباب هيكلية كصغر الفك.