ما الأمور الواجب تجنبها في الأشهر الأولى من الحمل؟

6 دقيقة
ما الأمور الواجب تجنبها في الأشهر الأولى من الحمل؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ ShutterOK

يكون خطر إسقاط الجنين (الإجهاض التلقائي) مرتفعاً خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، فما بين 10-15% من حالات الحمل تنتهي بالإجهاض خلال هذه المرحلة. وعلى الرغم من أن معظم هذه الحالات قد تنتج عن تشوّهات وراثية أو عوامل صحية أخرى خارجة عن إرادة الأم، فإن اتباع بعض النصائح المفيدة وتجنب بعض الأطعمة والأنشطة قد يساعدان على انقضاء الثُلث الأول من الحمل بشكلٍ صحي وآمن. فإليك ما ينبغي تجنبه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

11 أمراً يجب تجنبها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل

تحدث التغييرات والتطورات الأكثر دراماتيكية للجنين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، إذ يتطور وينمو بسرعة كبيرة. وبحلول نهاية الشهر الثالث، يصبح مكتمل التكوين وتكون جميع أعضاء جسمه الرئيسية وأجهزته قد تشكلت، كما يتراوح طوله ما بين (7.6-10 سنتيمتراً)، ويزن ما بين (14-28 غراماً). ومع ذلك، فإن الجنين خلال الثُلث الأول من الحمل يكون أكثر عرضة للضرر من المواد المختلفة كالكحول والمخدرات وبعض الأدوية وبعض الأمراض، لذلك من المهم تجنب بعض الأمور خلال هذه المرحلة، ومن أهمها:

تناول بعض الأطعمة 

ثمة مجموعة من الأطعمة التي يجب تجنبها كلياً أو جزئياً خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ومن أهمها:

  • الأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من الزئبق: قد يسبب الزئبق، وهو عنصر شديد السمية، تسمم الجهاز العصبي والجهاز المناعي والكليتين عند تناول كميات كبيرة منه، وقد يسبب مشكلات وآثاراً خطيرة في نمو الأطفال حتى ولو كان بكميات قليلة. ونظراً لوجود الزئبق في البحار الملوثة، فقد يتراكم بكميات كبيرة داخل بعض أنواع الأسماك البحرية، ومن هذه الأسماك: سمك أبوسيف، وسمك التونة الحمراء، وسمك مارلين، وسمك الماكريل الملكي، وغيرها.
  • الأسماك غير المطبوخة جيداً أو النيئة: وأكبر مثال على ذلك هو السوشي. قد تحتوي الأسماك النيئة وخاصة المحار على عدوى فيروسية أو بكتيرية أو طفيلية مثل السالمونيلا (Salmonella) والليستريا (Listeria) والنيروفيروس (Nairovirus) وغيرها. وقد تؤثر بعض أنواع العدوى على الأم فقط ما يسبب الجفاف والضعف، وقد تنتقل إلى الطفل مسببة الإجهاض أو العديد من المشكلات الصحية الخطيرة، فالنساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بعدوى الليستريا بنسبة 10% من عامة الناس.
  • اللحوم غير المطبوخة جيداً واللحوم النيئة والمعالجة: فهي تزيد من خطر الإصابة بعدوى طفيلية مثل التوكسوبلازما (Toxoplasma) أو بكتيرية مثل الأشيريشيا القولونية (E.coli) والليستريا (Listeria) والسالمونيلا (Salmonella). قد تسبب هذه العدوى البكتيرية ولادة جنين ميت أو أمراضاً عصبية شديدة بما في ذلك الإعاقة الذهنية والعمى والصرع.
  • البيض النيئ ومنتجاته: قد يتلوث البيض النيئ ببكتيريا السالمونيلا وهي تسبب الحمى والغثيان وتشنجات المعدة والإسهال، وفي حالات نادرة قد تسبب تقلصات في الرحم ما يؤدي إلى الإجهاض. تشمل الأطعمة التي تحتوي على البيض النيئ كلاً من: منتجات البيض المخفوق، وصلصة المايونيز المنزلية، وبعض تتبيلات السلطات، وبعض أنواع المثلجات، وغيرها.
  • أحشاء الذبيحة: وتسمى أيضاً لحوم الأعضاء وتعني أعضاء الذبائح الصالحة للأكل مثل الكبد أو البنكرياس وغيرها. وعلى الرغم من أنها مصدر كبير لمجموعة متنوعة من العناصر الغذائية مثل الحديد وفيتامين ب 12 وفيتامين أ والزنك والسيلينيوم والنحاس، وكلها عناصر مفيدة للأم والطفل، لكن ومع ذلك، لا يُنصَح بتناول كميات كبيرة من فيتامين أ من المصادر الحيوانية خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، لأنه قد يؤدي إلى تشوّهات خلقية أو حصول الإجهاض.
  • الفاكهة والخضروات غير المغسولة جيداً: فقد تتلوث بالعديد من أنواع البكتيريا مثل السالمونيلا والليستيريا، وأنواع من الطفيليات وأخطرها هو التوكسوبلازما. قد لا تظهر على المواليد الذين أصيبوا بالتكسوبلازما في الرحم أي أعراض عند الولادة، ومع ذلك قد تظهر لديهم أعراض مثل العمى أو الإعاقات الذهنية في وقت لاحق من الحياة، كما قد تعاني نسبة قليلة من الأطفال حديثي الولادة المصابين بالعدوى من ضرر خطير في العين أو الدماغ.
  • الحليب غير المسخّن جيداً ومنتجاته غير المبسترة: قد يحتوي الحليب الخام والجبن غير المبستر وبعض أنواع الأجبان الطرية أو المنضجة على مجموعة من البكتيريا الضارة التي قد تسبب عواقب مهددة لحياة الجنين.

اقرأ أيضاً: هل يضر الفلفل الحامل في أشهر الحمل الأولى؟ 

المشروبات الكحولية

إن تناول المشروبات الكحولية خلال الأشهر الثلاثة الأولى للحمل قد يزيد من خطر الإجهاض وولادة جنين ميت، كما قد يسبب إعاقات سلوكية وذهنية تُعرف اسم اضطرابات الطيف الكحول الجنينية (Fetal Alcohol Spectrum Disorders) وتُعرف اختصاراً (FASDs)، حيث يعاني الأشخاص الذين تعرضوا للكحول خلال الفترة الجنينية من أعراض مختلفة تشمل:

  • انخفاض وزن الجسم.
  • ملامح وجه غير طبيعية مثل وجود نتوء ناعم بين الأنف والشفة العليا.
  • حجم رأس صغير.
  • سلوك مفرط النشاط.
  • صعوبة الانتباه.
  • ذاكرة ضعيفة.
  • صعوبات التعلم والدراسة.
  • التأخر في الكلام وتعلم اللغة.
  • إعاقة ذهنية أو انخفاض معدل الذكاء.
  • ضعف مهارات التفكير والحكم.
  • مشكلات في النوم والامتصاص عند الرضيع.
  • مشكلات في الرؤية أو السمع.
  • مشكلات في القلب أو الكلى أو العظام.

اقرأ أيضاً: ما المخاطر المرتبطة بتناول المشروبات الكحولية؟ 

التدخين والتدخين السلبي

ينبغي تجنب التدخين والتدخين السلبي خلال الحمل وخاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى منه، لأن التدخين يزيد خطر الإجهاض، وقد يؤدي إلى تلف دماغ ورئتي الجنين النامي. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الجنين الذي تعرض للتدخين خلال الحمل معرض للإصابة بالتشوّهات الخلقية والولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة، ومعرض أيضاً لخطر الموت بمتلازمة موت الرضع المفاجئ. وفي السنوات الأكبر، قد يعاني الطفل من صعوبات في التعلم، ويكون أكثر عرضة للتدخين في وقت مبكر بسبب إدمان النيكوتين الفيزيولوجي.

اقرأ أيضاً: ما أضرار التدخين السلبي وكيف تساعد مَن يهمك أمرهم في الإقلاع عن التدخين؟ 

الإفراط في تناول الطعام

لا تحتاج الحامل التي بدأت الحمل بوزن طبيعي سوى اكتساب نحو 1.8 كيلوغرام خلال الثُلث الأول من الحمل، ويحدث ذلك عبر اتباع [tooltip content="هو النظام الغذائي المتوازن الذي يلبي حاجات الجسم الغذائية الأساسية دون الإضرار بها، ويتميز بأنه متنوع ويساهم في تحسين نمط حياة الأشخاص الذين يتبعونه." url="https://popsciarabia.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b0%d8%a7%d8%a6%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d9%8a/" ]نظام غذائي صحي[/tooltip]، دون التخطيط لإضافة سعرات حرارية إضافية. أما في الثلثين الثاني والثالث من الحمل، فينبغي اكتساب نحو 0.5 كيلوغرام أسبوعياً، وذلك من خلال تناول 300 سعرة حرارية إضافية يومياً. أما الإفراط في الطعام واكتساب الوزن الزائد قد يسبب حدوث العديد من المضاعفات مثل: سكري الحمل وتسمم الحمل وحدوث مضاعفات أثناء الولادة، بالإضافة إلى صعوبة في فقدان الوزن بعد الولادة.

اقرأ أيضاً: 5 نصائح للحفاظ على وزن صحي خلال الحمل  

بعض التمارين الرياضية

ينبغي تجنب أي نوع من الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية التي تنطوي على خطر السقوط، مثل التزلج والتزحلق على الجليد وتسلق الصخور، لأنه وحتى السقوط الخفيف قد يؤدي إلى حدوث إصابات وفقدان الحمل. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تجنب الأنشطة الرياضية التي تتطلب الاحتكاك الجسدي مثل كرة القدم والملاكمة، لأنها قد تزيد خطر انفصال المشيمة وفقدان الحمل أو ولادة جنين ميت. كما ينبغي تجنب رفع الأوزان الثقيلة التي قد تسبب حصول شد عضلي أو انخفاض وزن المواليد أو الإجهاض. لكن لا يعني ذلك أن كل أنواع الرياضة ممنوعة، إذ تستطيع الحامل ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة مثل المشي السريع لمدة 150 دقيقة خلال الأسبوع، بحيث يتم تقسيم هذا النشاط البدني إلى عدة فترات، بحيث تمشي لمدة 10 دقائق في كل مرة.

تناول بعض الأدوية 

ينبغي تجنب بعض الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية أو بعض الأدوية الموصوفة التي من شأنها أن تضر الجنين. ومن هذه الأدوية:

  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين وغيرها.
  • معظم العلاجات العشبية.
  • بعض الأدوية المستخدمة لعلاج نزلات البرد.
  • بعض أدوية البرد والإنفلونزا التي تحتوي على مكونات محددة.
  • بعض أنواع أدوية حب الشباب

لا يجوز بأي شكل من الأشكال تناول أدوية دون استشارة الطبيب أو إلغاء دواء وصفه الطبيب دون الرجوع إليه.

اقرأ أيضاً: هل تشكل الركودة الصفراوية أثناء الحمل خطراً على صحة الجنين؟

تنظيف فضلات القطط

ثمة ملايين الطفيليات في فضلات القطط، وأكثرها خطراً على الحامل هو طفيلي التوكسوبلازما أو ما يدعى بطفيلي المقوسة الغوندية (Toxoplasma gondii)، الذي يسبب الإصابة بداء المقوسات (Toxoplasmosis)، وفي حال انتقال هذا الطفيلي إلى الجنين، فقد يعاني المولود من العمى أو إعاقات ذهنية أو ضرر في الدماغ أو ضرر في العينين.

حمامات البخار

من الأشياء التي يجب تجنبها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل هي حمامات البخار (الساونا) وأحواض المياه الساخنة والجاكوزي وغرف البخار وحمامات الشمس، لأن هذه الأنشطة قد تزيد خطر ارتفاع درجة الحرارة الحامل بشكل غير طبيعي، ما قد يؤثر على نمو الجنين خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وقد يزيد خطر الإجهاض أو حصول تشوهات خلقية.

مشروبات الكافيين

يمكن للكافيين أن يعبر المشيمة ويؤثر على الجنين، فالكميات الكبيرة من مشروبات الكافيين قد تكون ضارة بالجنين وتزيد من خطر الإجهاض أو انخفاض وزن المواليد عند الولادة. توصي الكلية الأميركية لأطباء النساء والتوليد (American College of Obstetricians and Gynecologists) بألا تستهلك الحامل أكثر من 200 ميلليغرام من الكافيين يومياً، وهذا ما يعادل 1.5 كوب من القهوة يومياً.

بعض منتجات التنظيف

ينبغي قبل استخدام منتجات التنظيف التحقق من الملصقات الموجودة عليها للتأكد من عدم وجود تحذيرات خاصة بالحوامل، إذ قد تحتوي بعض مواد التنظيف وكرات النفتالين على مادة كيميائية تسمى النفثالين (Naphthalene) التي يمكنها إتلاف خلايا الدم، ما يؤثر على الحمل خلال الأشهر الثلاثة الأولى.

التدليك والوخز بالإبر

قد تكون هذه العلاجات آمنة بشكل عام أثناء الحمل، لكن لا ينبغي تدليك بطن المرأة الحامل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، كما ينبغي تجنب بعض نقاط الوخز بالإبر. لذلك، يجب على النساء اللواتي يطلبن العلاج بالإبر أن يتأكدن أولاً من طبيب الرعاية الشخصية، ويتأكدن أيضاً أن أخصائي الوخز بالإبر مدرب على علاج النساء الحوامل.

اقرأ أيضاً: هل الإبر الصينية مجدية حقاً؟ ولماذا يكون التحقق من فعاليتها صعباً للغاية؟

ختاماً، لا بُدّ من التذكير أن صحة الأم الجيدة تعني جنيناً قوياً، وأن فترة الحمل مهما شعرت الأم أنها طويلة فهي فترة قصيرة، لذلك ينبغي تجنب بعض الأطعمة والأنشطة خلالها تجنباً للمشكلات الدائمة التي قد تصيب الجنين أو قد تؤدي إلى الإجهاض.

المحتوى محمي