ما هي أنواع اختبارات مستوى السكر في الدم؟ ومتى يُستخدم كل منها؟

4 دقيقة
حقوق الصورة: بيكسلز

1 من كل 10 أشخاص حول العالم مصاب بمرض السكري، وذلك وفقاً لإحصائيات الاتحاد الدولي للسكري عام 2021، ما يجعله واحداً من أكثر الأمراض المزمنة التي نحتاج إلى تشخيصها ومتابعتها المستمرة. فما هي الاختبارات التي يمكن إجراؤها لتشخيص مرض السكري وما الفرق بينها؟

اقرأ أيضاً: الإجراء الروتيني لمريض السكري: كل ما تريد معرفته عن فحص السكر

ما هي اختبارات السكر المعروفة وما هو الفرق بينها؟

يجري تحليل مستوى سكر الغلوكوز في الدم لتقييم مدى قدرة الجسم على التحكم في نسبة السكر في الدم، وفي حال كان ارتفاع السكر في الدم مستداماً، فتلك إشارة لإصابة الشخص بالسكري، ويمكن تشخيص السكري من خلال الاختبارات التالية

1. اختبار سكر الدم العشوائي 

هو اختبار يعتمد على تحليل سكر الدم بأي وقت دون الحاجة للصيام قبله، ويفيد في التشخيص الأولى للإصابة بالسكري عند الاشتباه في الإصابة بالمرض. إذا كانت مستويات السكر بين 70-100 ميليغرام غلوكوز لكل ديسيلتر من الدم فالحالة طبيعية، أما في حال كانت مستويات السكر أعلى، يطلب الطبيب إجراء اختبار سكر الدم الصيامي لتأكيد التشخيص بالسكري، لأن الارتفاع قد يكون بسبب تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات. في حال كانت القيمة أكبر من 200 ميليغرام/ديسيلتر مع وجود أعراض مثل زيادة العطش والتبول المتكرر والشعور بالتعب الشديد، يمكن تشخيص المريض بأنه مصاب بالسكري.

2. اختبار سكر الدم الصيامي

يعد هذا الاختبار هو الأساسي والدقيق لتشخيص الإصابة بمرض السكري، حيث يقوم الطبيب بإجراء فحص دم في الصباح قبل تناول الطعام أو شرب أي شيء باستثناء الماء مدة 8-10 ساعات قبل الفحص. تكون القيمة الطبيعية بين 70-100 ميليغرام/ديسيلتر، والقيم بين 100-125 ميليغرام/ديسيلتر تدعى اضطراب تحمل السكر الصيامي، وهي حالة يوصى فيها بإجراء تغييرات في نمط الحياة ومراقبة نسبة السكر في الدم، وإذا ظهرت نسبة سكر الدم أعلى من 125 ميليغرام/ديسيلتر يكون التشخيص بأن المريض مصاب بالسكري. 

3. اختبار تحمل الغلوكوز عن طريق الفم

يعتمد الأطباء على هذا الاختبار للتحقق من إصابة المرأة بمرض السكري في أثناء الحمل (سكري الحمل)، كما يستخدم عند الاشتباه في ارتفاع نسبة السكر في الدم. لإجراء هذا الاختبار، يجب الصيام طوال الليل، وفي الصباح، يشرب المريض سائلاً يحتوي على 75 غراماً من الغلوكوز، وبعدها يقوم الطبيب بتحليل عينة الدم بعد ساعتين من شرب السائل السكري. في الحالة الطبيعية يضبط هرمون الإنسولين مستويات سكر الدم بعد ساعتين، ويجب أن يكون مستوى السكر أقل من 140 ميليغراماً/ديسيلتر إن كان طبيعياً، وفي في حال تجاوزت القيمة 200 ميليغرام/ديسيلتر يعتبر الشخص مريض سكري. تعتبر القيم بين 141-199 ميليغراماً/ديسيلتر مرحلة انتقالية للإصابة بالسكري، تدعى عدم تحمل السكر.

اقرأ أيضاً: مرض السكري: دليلك للتعرف عليه والوقاية منه

4. اختبار الخضاب الغلوكوزي - السكر التراكمي (HbA1c)

يستخدم هذا الاختبار في حالة مرضى السكري الذين هم بحاجة إلى متابعة حالتهم، يمكن لهذا الاختبار الكشف عن الخضاب الغلوكوزي التراكمي للاستدلال عن حالة السكر في الدم لفترة 3 أشهر تسبق الاختبار، وبما أنه قياس تراكمي، فلا داعي للصيام في يوم الاختبار.

يعتمد الاختبار على قياس الغلوكوز المرتبط بخضاب الدم (الهيموغلوبين)، إذ يمكن لكميات الغلوكوز الفائضة في الدم أن تتحد مع الخضاب لتكوّن مركباً مستقراً له عمر كريات الدم الحمراء نفسه والذي يبلغ نحو 120 يوماً. لذا يمكن تحديد تركيز الغلوكوز في الدم لفترة تقارب فترة عمر الكريات الحمراء.

أما قياس نسبة السكر التراكمي فيكون على شكل نسبة مئوية للكريات الحمراء المحملة بالغلوكوز من العدد الكلي للكريات الحمراء، ونقول إن النسبة طبيعية عندما تكون أقل من 5.7%، أما إذا كانت بين 5.7 و6.4%، فذلك يعني أن لدى الشخص مقدمات السكري وهو معرض لخطر الإصابة بالسكري من النمط 2 في غضون 10 سنوات، أما إذا كانت نسبة السكر التراكمي في الدم أعلى من 6.5%، فهي تؤكد الإصابة بالسكري من النمط 2. يجب محاولة إبقاء نسبة السكر التراكمي أقل من 7% لتقليل خطر حدوث مضاعفات.

5. اختبار الوخز لقياس سكر الدم

هو اختبار منزلي يمكن إجراؤه بواسطة جهاز إلكتروني يتسع في راحة اليد، يعتمد على وضع قطرة دم ناتجة عن وخز الإصبع بإبرة عقيمة على شريط اختبار يحتوي على مادة كيميائية تتفاعل مع الغلوكوز، ويقيس الجهاز مستوى الغلوكوز في الدم بصورة مباشرة ويظهر النتيجة على الشاشة، وتكون القيم المرجعية للغلوكوز العشوائي في الدم هي المعتمدة لتقييم الحالة.

تفيد هذه الطريقة لمتابعة حالة مريض السكري ومراقبة مستويات السكر لديه يومياً أو حتى عدة مرات في اليوم، ما قد يسهم في ضبط الجرعات الدوائية المناسبة له وتحديد مدى استجابته للخطة العلاجية التي وصفها له الطبيب.

6. اختبار الغلوكوز في البول

لا يحتوي البول الطبيعي على الغلوكوز، إذ تعمل الكلى على تصفية الدم؛ إذ تعيد العناصر الغذائية مثل الغلوكوز إلى جهاز الدوران، بينما تتخلص من المركبات السامة مثل حمض البول في البول المطروح. فالكلى تعمل باستمرار على إعادة امتصاص الغلوكوز حتى لا يدخل إلى البول، لكن عند ارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم عن حد معين، لن تتمكن الكلى من إعادة امتصاصه بالكامل، ما يعني أن بعض الغلوكوز سيخرج مع البول.

يكشف التحليل المُجرى بواسطة شريط قياس مستوى الغلوكوز في عينة البول عن وجود الغلوكوز، وهو شريط كيميائي خاص يُغمس في عينة من البول، فيحدث به تفاعل نوعي كيميائي يسبب تغيراً في اللون يشير إلى وجود الغلوكوز في عينة البول، وإذا ظهرت نتيجة الاختبار بأنها إيجابية حسب اللون وشدته، من المحتمل أن يكون الشخص مصاباً بمرض السكري. يعتبر هذا الاختبار غير دقيق، فلا يعطي قيماً محددة مثل الاختبار الكيميائي لغلوكوز الدم، لذلك فإن اختبار الدم ضروري للتأكد من صحة اختبار البول.

اقرأ أيضاً: مُدمر لكل الأعمار: أسباب مرض السكري الأول والثاني

يشارك الاستشاري في داء السكري، الدكتور عبد الرحمن جوهرجي، عبر منصة إكس منشوراً يتحدث به عن السكر التراكمي والقيم المرجعية الخاصة به، مع التوعية ضد الأدوية والمكملات التي يدَّعي بعض المروِّجين أنها قادرة على خفض مستوى السكر التراكمي.

المحتوى محمي