ما أنواع عدسات النظارات الطبية؟ وكيف تختار المناسب منها؟

4 دقيقة
ما أنواع عدسات النظارات الطبية؟ وكيف تختار المناسب منها؟
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: مهدي أفشكو.

يُقدَّر المنتدى الاقتصادي العالمي أن نصف سكان العالم سيحتاجون إلى نظارات بحلول عام 2050، ويُعدُّ اختيار النظارات المناسبة قراراً مهماً، فعلى الرغم من وجود البدائل مثل العدسات اللاصقة أو جراحة العيون، تعتبر النظارات الخيار المفضل لتصحيح الرؤية نظراً لسهولة استخدامها وملاءمتها وتعدد استخداماتها في تصحيح الحالات البصرية المختلفة، فما أنواع العدسات المختلفة وما العدسات الأفضل وفقاً لحالة الشخص؟

اقرأ أيضاً: لأغراض طبية وتجميلية: كيف تستخدم العدسات اللاصقة بأمان؟

مؤشر الانكسار وقيمة آبي

لتحديد كفاءة العدسة يجب معرفة قيمتين تُعتبران من العوامل الأساسية لقياس فاعلية العدسات البصرية وهما:

مؤشر الانكسار

يُدعى أيضاً معامل الانكسار، ويعبّر عن سرعة تحرك الضوء عبر العدسة مقارنة بمدى سرعة تحركه عبر الفراغ، وكلما كان مؤشر الانكسار أعلى كان ذلك أفضل، لأن العدسات يمكن أن تكون أقل سماكة وتحقق نتيجة مشابهة للعدسات السميكة. 

يوصى عادةً باستخدام العدسات ذات معاملات الانكسار العالية مثل 1.67 و1.74 للأشخاص الذين لديهم درجات ضعف بصر مرتفعة.

قيمة آبي (Abbe)

تقيس قيمة آبي للعدسة كيفية تشتيت الضوء، وبالتالي احتمالية تسبب العدسة تشوهات في الرؤية، فالعدسة ذات قيمة آبي المنخفضة ستظهر من خلالها هالات ملونة حول الأجسام والأضواء وستسبب الكثير من التشتيت والتهيج، وتقلل العدسات ذات قيم آبي المرتفعة من احتمالية حدوث هذه الانحرافات وتوفّر رؤية أكثر وضوحاً دون هذه التشوهات.

اقرأ أيضاً: هل صحيح أن ارتداء النظارات يُضعف النظر؟

أنواع العدسات تبعاً للمواد المصنوعة منها

تشمل أبرز المواد التي تُصنَع منها عدسات النظارات ما يلي:

  • الزجاج (Glass): كانت العدسات المصنوعة من الزجاج من أول أنواع العدسات المستخدمة في صناعة النظارات الطبية، لكن مع تطور علم المواد أصبحت العدسات المصنوعة من البلاستيك أكثر شيوعاً منها، وعلى الرغم من أن الرؤية تكون واضحة للغاية في عدسات الزجاج، فإنها تُعدُّ ثقيلة الوزن وسهلة الخدش وتشكّل خطراً على العين في حال تعرضت للكسر.
  • عدسات سي آر - 39 (CR-39): ظهرت عدسات سي آر - 39 (CR-39) في الأربعينيات من القرن العشرين بديلاً أقل تكلفة ووزناً للعدسات الزجاجية، وتمتاز بأنها أقل قابلية للكسر، ولكن قيمة آبي الخاصة بها أقل بقليل من 60، وهي أعلى قيمة من أي عدسة بلاستيكية. يمكن أن تكون عدسات سي آر - 39 أكثر سمكاً من العدسات البلاستيكية الأخرى، وتوصف لدرجات الوصفات الطبية المنخفضة.
  • البولي كربونات (Polycarbonate lenses): استُخدمت أول مرة في السبعينيات، وتُعدُّ أخف وزناً من العدسات البلاستيكية وتتميز بمقاومة أعلى للصدمات، تتميز بمعامل انكسار أعلى من عدسات سي آر - 39، ويُعدُّ تشكيلها سهلاً بالنسبة للمصنعين، ومع ذلك فهي قوية ومقاومة للصدمات، وغالباً ما تدخل في تصنيع نظارات الحماية، ويمكن معالجة هذا النوع من العدسات لحجب مرور الأشعة الفوق البنفسجية، ويستخدمها الرياضيون في النظارات الرياضية ونظارات الأطفال الذين يُسقطون نظاراتهم باستمرار.
  • تريفكس (Trivex): تُصنَع عدسات تريفكس من بلاستيك مشابه للبولي كربونات، وطُوِّرَت عام 2001، وتُعدُّ أرق وأوضح وأخف بالوزن مقارنة بعدسات البولي كربونات، كما أنها أكثر مقاومة للصدمات.

تمتلك عدسات تريفكس قيمة آبي أعلى من البولي كربونات، ولكنها تصبح أثخن من عدسات البولي كربونات مع الوصفات الطبية للانحراف البصري التي تزيد على +/- 3.00 درجات تقريباً، ومن أبرز سلبياتها سعرها المرتفع.

  • البلاستيك ذو مؤشر الانكسار المرتفع (High-index plastic): يكون هذا النوع من العدسات أخف وأرق من العدسات التقليدية، ويناسب الأشخاص الذين لديهم درجات عالية من ضعف البصر، ويوصى باستخدام عدسات مؤشر انكسار 1.6 للوصفات الطبية للانحراف البصري حتى +/- 3 درجات، ويوصى بالعدسات ذات المؤشر 1.67 لدرجات الوصفات الطبية التي تصل إلى +/- 4 درجات، وتُعدُّ عدسات مؤشر 1.74 مثالية للوصفات الطبية جميعها، ولكن يوصى بها لأولئك الذين لديهم +/- 4 درجات فما فوق.

تتميز هذه العدسات بأنها تقلل من تأثير تكبير وتصغير العينين في درجات ضعف البصر العالية، وتتوفر لمعظم أنواع العدسات بما في ذلك العدسات المتعددة البؤر والثنائية البؤرة والعدسات ذات الرؤية الواحدة، لكنها عادةً ما تكون أغلى قليلاً من أنواع العدسات الأخرى. 

اقرأ أيضاً: ما أسباب احمرار العينين وكيف يُعالَج؟

أنواع العدسات تبعاً لتركيبها 

يمكن تقسيم العدسات تبعاً لتركيبها إلى الأنواع التالية:

  • عدسات أحادية البؤرة (Single vision lenses): توفر هذه العدسات أكبر مجال للرؤية، وتوصف للأشخاص الذين يعانون من قصر النظر أو طول النظر فقط أو الذين يعانون من اللابؤرية وهي حالة تتركز فيها الأشعة الضوئية الساقطة على العين في بؤرتين مختلفتين بدل بؤرة واحدة، ويعد هذا النوع من العدسات الأقل تكلفة والأكثر شيوعاً، لأنه يصحح الرؤية فقط على مسافة معينة.
  • عدسات ثنائية البؤرة (Bifocal lenses): تحتوي هذه العدسة على قسمين مختلفين، الأول لعلاج بعد النظر والثاني لعلاج قصر النظر، ويفصل بين القسمين خط واضح في العدسة. يكفي للشخص أن ينظر قليلاً نحو الأعلى ليرى من القسم الذي يسمح بالرؤية البعيدة وأن ينزل عينيه للقسم السفلي من العدسة ليرى الأجسام القريبة، وتفيد هذه العدسات الأشخاص الذين يعانون مشكلات متعددة في الرؤية ولا يرغبون في تغيير النظارة كلما احتاجوا إلى النظر بعيداً أو قريباً.  
  • عدسات ثلاثية البؤرة (Multifocal lenses): تشبه العدسات الثنائية البؤرة لكنها تحتوي على قسم إضافي لتصحيح الرؤية المتوسطة، ويفيد هذا الجزء الإضافي من العدسة للنظر إلى الأشياء الموجودة على بُعد متوسط مثل شاشات الكمبيوتر. 
  • العدسات التقدمية (Progressive lenses): تعتبر العدسات التقدمية بديلاً ممتازاً للعدسات الثنائية أو الثلاثية البؤرة، وتوفّر فوائد تصحيح الرؤية نفسها، ولكن دون وجود خط ظاهر بين الأقسام، ما يعطي جمالية للنظارة، ويجعل الانتقال بالنظر بين بُعدين أو ثلاثة أسهل. 
  • عدسات الموشور (Prism lenses): تُدعى أيضاً العدسات المنشورية، وتوصف للأشخاص الذين يعانون مشكلات شديدة في العين، مثل عدم نظر العيون في الاتجاه نفسه في أثناء الراحة، وللأشخاص الذين يعانون الحول (الرؤية المزدوجة)، وتُعدّ العدسات الموشور حلّاً مؤقتاً لتصحيح البصر.

اقرأ أيضاً: كيف تحمي بشرتك وعينيك من أشعة الشمس؟

العدسات المعالجة لأغراض محددة

يمكن معالجة العدسات من خلال إضافة طبقات خاصة تمنحها ميزات إضافية يمكنك أن تطلبها من متاجر النظارات، ومن أبرز هذه المعالجات ما يلي:

  • معالجة مقاومة للخدش: تحمي العدسة من الخدوش عن طريق إضافة طبقة مقاومة ضد الخدوش السطحية البسيطة والكشط.
  • وضع طبقة مضاد للانعكاس: تحمي العينين من الوهج والانعكاسات، وتوجد في معظم العدسات، لكنها تُعدٌّ ضرورية بشكلٍ خاص للعدسات ذات مؤشر الانكسار العالي، لأنها تميل إلى عكس المزيد من الضوء. 
  • وضع طبقة مقاومة للماء: تعمل هذه الطبقة المقاومة للماء على منع تجمع قطرات الماء على العدسة وبشكلٍ خاص في الأماكن الضبابية أو عند التعرض للبخار.
  • علاج حجب الأشعة الفوق البنفسجية: يمكن أن تحجب الأشعة الفوق البنفسجية بأشكالها كافة، ما يحمي العين من الأضرار الناجمة عن التعرض لهذا النوع من الأشعة. 
  • معالجة فلترة الضوء الأزرق: تفيد بشكلٍ خاص الأشخاص الذين يستخدمون الحواسيب ويجلسون خلف الشاشات فترة طويلة، إذ تصفي هذه العدسات الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية أكثر من العدسات الكلاسيكية، ما يسهم في تحسين ضبط إيقاع النوم وعمل الساعة البيولوجية ويخفف من التعرض لإجهاد العين الرقمي وألم العينين والأعراض الأخرى المرتبطة بالنظر إلى الشاشة مدة طويلة وفق عدة مستخدمين
  • معالجة الاستجابة للضوء: تتحول هذه العدسات عند تعرضها للأشعة الفوق البنفسجية من الشمس فتصبح داكنة تلقائياً، ثم تعود إلى حالتها الشفافة عندما تكون في الداخل.  
  • تلوين العدسات: تحتوي بعض النظارات على عدسات ملونة لأغراض جمالية أو لعلاج أعراض الصداع النصفي. 
  • العلاج المستقطب: تقلل العدسات المستقطبة من الوهج وتجعل الألوان والتباينات بارزة، وتفيد الأشخاص الذين يعملون حول البحيرات وعلى الشواطئ لتقيهم من الوهج المنعكس على وجه المياه. 
  • العلاج العاكس للضوء: وهو نوع من عدسات النظارات الشمسية التي تعكس الضوء تماماً من الجهة الخارجية لتحمي العينين من الضوء الساطع، بينما تسمح بالرؤية من الطرف المواجه للعينين.

المحتوى محمي