إليك دليلاً شاملاً عن ارتفاع هرمون الحليب ومخاطره لدى النساء والرجال

2 دقيقة
إليك دليلاً شاملاً عن ارتفاع هرمون الحليب ومخاطره لدى النساء والرجال
حقوق الصورة: shutterstock.com/Shidlovski
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

البرولاكتين هرمون مهم للصحة الإنجابية للإناث، تفرزه الغدة النخامية، ويسهم ارتفاعه في إنتاج حليب الثدي بعد الولادة، لذلك يُسمَّى “هرمون الحليب”. أمّا ارتفاعه في حالات أخرى فيدل على الإصابة بحالة فرط برولاكتين الدم، التي تسبب مشكلات قد تكون خطيرة وتؤدي إلى العقم عند كلا الجنسين.

البرولاكتين موجود لدى الرجال والنساء 

ترتفع مستويات البرولاكتين بعد ولادة المرأة، ما يحفّز غدد الثدي على إنتاج الحليب، ويوقف فترات الحيض، أي تغيب الدورة الشهرية، وبالتالي تنخفض الرغبة الجنسية في أثناء الرضاعة الطبيعية. تعود مستويات البرولاكتين عادةً إلى مستوياتها الطبيعية عندما يُفطَم الطفل وتتوقف المرأة عن الرضاعة الطبيعية، ما يؤدي بالتالي إلى استئناف الدورة الشهرية.

إذا ارتفع هرمون البرولاكتين في أوقات مغايرة لفترة الرضاعة تصبح المرأة أمام حالة تُسمَّى “فرط برولاكتين الدم“. 

يؤثّر فرط برولاكتين الدم في الغالب في النساء، ويمكن أن يسبب العقم وانخفاض الرغبة الجنسية وفقدان العظام لدى كلا الجنسين.

ويمكن لأعضاء أخرى، غير الغدة النخامية، إنتاج هرمون البرولاكتين مثل الجهاز العصبي المركزي، والجهاز المناعي والرحم، وغدد الثدي.

اقرأ أيضاً: ما الفرق بين هرمون الأوكسيتوسين والبرولاكتين في التأثير على إدرار الحليب؟

أسباب فرط برولاكتين الدم

تنجم معظم حالات فرط برولاكتين الدم عن زيادة إفراز البرولاكتين من الغدة النخامية. عند النساء، ترتفع مستويات البرولاكتين بسبب الإجهاد الجسدي أو النفسي والحمل وتحفيز حلمة الثدي، كما يؤدي مرض الكلى المزمن وقصور الغدة الدرقية عند النساء والرجال إلى ارتفاع مستويات البرولاكتين، بالإضافة إلى حالات طبية أخرى مثل القوباء المنطقية خاصة إذا كان الطفح الجلدي أو البثور على الصدر، أو كسور الأضلاع وكدمات الرئتين، وبعض المتلازمات مثل متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، ومتلازمة كوشينغ، ومتلازمة نيلسون.

بالإضافة إلى ذلك، تسبب بعض الأدوية ارتفاع مستويات البرولاكتين مثل أدوية ارتفاع ضغط الدم، وبعض الأدوية المضادة للذهان، ومضادات الغثيان والقيء، وأدوية علاج حرقة المعدة، وحبوب منع الحمل، ومسكنات الألم التي تحتوي على المواد الأفيونية، والأدوية التي تحتوي على هرمون الإستروجين. تنخفض مستويات البرولاكتين عند التوقف عن تناول هذه الأدوية.

وفي أحيان أخرى، يمكن أن يؤدي النمو غير السرطاني في الغدة النخامية، الذي يُسمَّى الورم البرولاكتيني، إلى إنتاج المزيد من البرولاكتين، والذي يمكن أن يتداخل مع العمليات الجسدية الأخرى التي تتحكم بها الغدة النخامية. وفي حالات نادرة، يرتفع هرمون البرولاكتين دون سبب، وتُعرف هذه الحالة باسم فرط برولاكتين الدم مجهول السبب، وعادةً ما تختفي دون علاج بعد عدة أشهر.

أعراض فرط برولاكتين الدم

إذا كان الارتفاع بمستوى البرولاكتين طفيفاً، لا تظهر أعراض أبداً. أمّا الأعراض المرتبطة بفرط برولاكتين الدم لدى النساء تشمل:

  • إنتاج الحليب في حالة عدم الحمل أو الرضاعة.
  • اضطرابات الحيض.
  • جفاف المهبل ما يسبب ألماً في أثناء الجماع.
  • اضطرابات الخصوبة.

أمّا ارتفاع البرولاكتين عند الرجال يتمثل بأعراض تشمل: 

  • الضعف الجنسي.
  • تضخم الثدي.
  • انخفاض في نسبة هرمون التستوستيرون.
  • انخفاض كتلة العضلات وشعر الجسم.

تتمثل أعراض فرط البرولاكتين بسبب الورم البرولاكتيني بالصداع والغثيان والقيء، وتغيرات في الرؤية، وألم الجيوب الأنفية.

تشخيص فرط برولاكتين الدم

يمكن تشخيص فرط برولاكتين الدم بناءً على الأعراض، بالإضافة إلى الفحص البدني، وفحص الدم مخبرياً للكشف عن مستويات البرولاكتين في الدم. 

بشكلٍ عام، تشمل القيم الطبيعية للبرولاكتين ما يلي:

  • الذكور: أقل من 20 نانوغرام/مل.
  • الإناث غير الحوامل أو المرضعات: أقل من 25 نانوغرام/مل.
  • الإناث الحوامل أو المرضعات: 80 إلى 400 نانوغرام/مل.

وفي بعض الحالات قد يُجرى التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ للتحقق من أسباب ارتفاع البرولاكتين.

علاج فرط برولاكتين الدم

يعتمد علاج فرط برولاكتين الدم على سببه وشدته؛ إذا كانت مستويات البرولاكتين عالية دون أعراض تُذكر، فقد لا تكون هناك حاجة للعلاج، أمّا إذا كانت الأعراض مزعجة أو كان سبب الارتفاع ورماً، يمكن استخدام الأدوية الموصوفة مثل منبهات الدوبامين لتنظيم مستويات البرولاكتين. وفي حال ارتفاع البرولاكتين بسبب ورم الغدة النخامية، يكون العلاج جراحياً بإزالة الورم أو شعاعياً لقتل الخلايا الورمية. وإذا كان سبب الارتفاع بعض الأدوية، يمكن الاستعانة ببدائلها.