ما هو السبب العلمي لتشكل الوحمة؟ وما هي الطرق المختلفة لإزالتها؟

4 دقيقة
ما هو السبب العلمي لتشكل الوحمة؟ وما هي الطرق المختلفة لإزالتها؟
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: إيناس غانم.

ربما سمعت تلك الرواية من جدتك التي تحكي فيها كيف أنها خلال فترة حملها بوالدك رغبت بشدة في تناول إحدى فواكه الصيف في الشتاء، ونظراً إلى أن شهوتها لم تُلبَّ، فقد ظهرت على ساعد أبيك علامة تشبه شكل تلك الفاكهة، في ما يُعرف بالوحمة. في الحقيقة إن مثل هذه الحكايات ليست أكثر من خرافات شعبية ولا أساس لها من الصحة. فما هي الوحمات؟ وهل يمكن التخلص منها؟

ما هي الوحمة؟

الوحمات أو علامات الولادة، هي مناطق من الجلد ذات لون مغاير، وقد تكون ذات ملمس مختلف عن باقي الجلد أو حتى بارزة في بعض الأحيان. تظهر في وجه الطفل أو رأسه أو أي مكان من جسمه منذ الولادة أو بعدها بعدة أسابيع إلى عدة أشهر، وقد تستمر مدى الحياة أو  تكبر خلالها، أو تختفي من تلقاء نفسها. 

اقرأ أيضاً: ما سبب تشكل الوحمات الجلدية؟ وكيف يمكن علاجها؟

أنواع الوحمات

تُقسم الوحمات إلى نوعين رئيسيين، وهما:

1- الوحمات الوعائية أو الأورام الدموية

وهي  الوحمات الحمراء، لأنها ناتجة عن أوعية دموية لم تتكون كما ينبغي أثناء نمو الجنين. ويوجد منها 4 أنواع رئيسية هي:

  • الوحمات الحمراء: تظهر على شكل فراولة في أي مكان من الجسم، ولكن أكثر الأماكن شيوعاً هي الوجه وفروة الرأس أو الظهر أو الصدر . تبدو في البداية على شكل تجمع لأوعية دموية صغيرة، تكبر بسرعة ثم تثبت بحجم واحد. وفي سن 9 سنوات تختفي تدريجياً، وقد يبقى مكانها أحياناً علامة مختلفة اللون أو تجعداً في الجلد.
حقوق الصورة: shutterstock.com/szmuli
  • البقع الخمرية: هي بقع مسطحة ذات لون أرجواني محمر، وهي دائمة يغمق لونها بمرور الوقت، وقد تزداد سماكة، تظهر هذه البقع عادة في الوجه بأحجام مختلفة، لذا عادة ما تؤثر بشكل واضح في الهيئة العامة والثقة في النفس.
حقوق الصورة: shutterstock.com/guentermanaus
  • الأورام الدموية الكهفية: تشبه علامات الفراولة ولكنها عادة ما تكون أعمق في الجلد، وذات لون أزرق محمر. تختفي من تلقاء ذاتها مع بلوغ الطفل سن المدرسة.
حقوق الصورة: shutterstock.com/Nau Nau
  • البقع الوردية الصغيرة: أو بقع السلمون أو لدغات اللقلق، وهي عبارة عن أوعية دموية صغيرة مرئية من خلال الجلد. تظهر عادة على الجبهة أو الجفون أو الشفة العليا وبين الحاجبين والجزء الخلفي من الرقبة، وتتلاشى بمرور الوقت.
حقوق الصورة: shutterstock.com/aviahuisman

اقرأ أيضاً: كيف تؤثّر جودة المياه في الجلد والشعر؟ وكيف تحافظ على صحتهما؟

2- الوحمات الصبغية

تحدث الوحمات الصبغية لدى وجود فائض من الخلايا الصبغية التي تمنح البشرة ألواناً تتفاوت بين البني والأسود إلى الأزرق. وتشمل الأنواع التالية:

  • وحمات بقع القهوة بالحليب: هي بقع جلدية بيضاوية الشكل وذات لون بني فاتح، تكبر مع نمو الطفل، وتستمر معه طوال الحياة. عادة ما تكون هذه البقع طبيعية، لكن تعددها، وزيادة حجمها قد يشير إلى حالة وراثية تُعرف بالورم العصبي الليفي. 
حقوق الصورة: shutterstock.com/jaojormami
  • البقع المنغولية: وتُعرف أيضاً بالوحمة الرمادية أو كثرة الخلايا الميلانينية الجلدية، وهي بقع جلدية مسطحة عادة ما تظهر على الأرداف و/أو أسفل الظهر أو الكتفين بمساحة كبيرة الحجم نسبياً. تبدو مثل كدمة، حيث تأخذ اللون الرمادي أو الأسود المزرق. غالباً ما تتلاشى مع نمو الطفل.
حقوق الصورة: shutterstock.com/Palookpook
  • الوحمة الخلقية: شامات تظهر عند الولادة، وهي تختلف بذلك عن الشامات العادية التي تظهر في وقت لاحق من الحياة. تظهر هذه الشامات على الأغلب في فروة الرأس أو جذع الجسم، وبلون داكن، تزيد هذه الشامات من خطر الإصابة بسرطان الجلد عندما يصل قطرها إلى نحو 20 سنتيمتراً. 
حقوق الصورة: shutterstock.com/Dermatology11

اقرأ أيضاً: ما هي أنواع تقشير البشرة؟ ومتى تستخدم كلاً منها؟

أسباب ظهور الوحمات

لم يحدد الباحثون الأسباب الدقيقة التي تجعل بعض الأطفال يصابون بالوحمات بينما لا يصاب بها آخرون. ومع ذلك فقد طرحوا عدة فرضيات، إليك أهمها:

  • تراكم الخلايا: وفقاً لهذه الفرضية، تتراكم الخلايا في طبقات الجلد حيث توجد الأوعية الدموية. على وجه التحديد، تتجمع هذه الخلايا داخل الطبقة البطانية، التي تبطن الجزء الداخلي من الأوعية الدموية، في مجموعة أو كتلة، ما يؤدي إلى ظهور وحمات مرئية مثل الأورام الدموية على شكل الفراولة. يؤدي تركيز هذه الخلايا إلى تعطيل تدفق الدم الطبيعي في المنطقة، وخلق المظهر الأحمر المرتفع المميز لهذه الأنواع من الوحمات.
  • شظايا المشيمة: تشير إلى أن قطعة صغيرة من المشيمة قد تستقر داخل الجنين النامي في وقت مبكر من الحمل، ما يؤدي إلى تكوين وحمات.
  • تلف الأعصاب والشعيرات الدموية: يمكن أن يؤدي تلف الأعصاب التي تتحكم في توسيع أو تضييق الشعيرات الدموية إلى ظهور البقع الخمرية.
  • إنتاج البروتين بواسطة المشيمة: قد ترتبط بعض البروتينات التي تنتجها المشيمة أثناء الحمل بفرصة أعلى لتطوير أنواع معينة من الوحمات الخلقية.

علاوة على ذلك، تنتقل بعض الوحمات بالوراثة، وفي حالات أكثر ندرة قد تحدث بسبب طفرة جينية لا يمكن توريثها؛ مثل متلازمة كليبل- ترينوناي ومتلازمة ستيرج- ويبر، اللتان تسببان ظهور نوع خاص من وحمات الأورام الوعائية.

متى ينبغي إزالة الوحمات؟

معظم الوحمات طبيعية تماماً، وتختفي تدريجياً بمرور الوقت. لكن في حالات خاصة قد يرتبط وجودها بخطر الإصابة ببعض المضاعفات، ما يستدعي إزالتها. مثل:

  • قد يسبب ظهور الوحمات الخمرية في جفن العين الإصابة بالجلوكوما.
  • تسبب متلازمة ستيرج ويبر التي تظهر في الجفن والخد مشكلات في الرؤية وفي الجلد أو التأخر في النمو.
  • يمكن للوحمات الوعائية الكبيرة في الوجه أن تتداخل مع التنفس أو الرؤية أو الأكل.
  •  قد تنمو بعض الوحمات الوعائية داخلياً ما قد يسبب مشكلات صحية للأعضاء الداخلية.
  • قد تمتد بعض الوحمات الخلقية التي توجد في منطقة العمود الفقري عبر الجلد وتؤثر في الأعصاب وتدفق الدم إلى النخاع الشوكي.
  • يمكن أن يشير ظهور مجموعة من 6 بقع بنية أو أكثر (بقع القهوة بالحليب)، إلى  اضطراب وراثي يُدعى الورم العصبي الليفي من النوع الأول. يرتبط هذا النوع من الورم بصعوبات تعلم خفيفة.
  • تكون بعض الشامات الكبيرة بشكل خاص والتي تظهر عند الولادة معرضة لخطر متزايد لتصبح سرطانية في نهاية المطاف.
  • قد ترتبط الوحمة الصبغية الخلقية العملاقة بزيادة خطر الإصابة بالورم الميلاني بنسبة 5 - 10%، وهو أحد أنواع سرطان الجلد العدوانية.
  • قد تسبب بعض الوحمات الكبيرة أو التي توجد في مناطق حساسة من الوجه أو الجسم مشكلات نفسية لدى صاحبها.

اقرأ أيضاً: ما هي الأمراض الجلدية التي قد نُصاب بها في المسابح أو البحر؟

كيف يمكن إزالة الوحمات؟

ثمة عدة خيارات علاجية لإزالة الوحمات تختلف باختلاف نوع الوحمة وموقعها وحجمها. علماً أنه لا يمكن علاج كل العلامات الخلقية. ومن هذه الخيارات العلاجية:

  • العلاج بالليزر: يُستخدم هذا العلاج في عدة جلسات، ويتألف من أشعة ضوئية نابضة عالية التركيز لإزالة الوحمات الخمرية أو تخفيفها. قد يسبب الألم ويحتاج إلى تخدير موضعي، ويحدث تورّماً أو كدمات مؤقتة، ومع ذلك فإن نتائجه دائمة.
  • حاصرات بيتا: مثل بروبرانولول الذي يُستخدم لتقليل حجم الوحمات الوعائية، من خلال تقليص الأوعية الدموية وتقليل تدفق الدم إليها. 
  • الكورتيكوستيرويدات: هي مضادات التهاب على شكل حبوب أو حقن مباشرة في الوحمات لتقليص حجمها، حيث تؤثر مباشرة على الأوعية الدموية.
  • الجراحة: هي خيار علاجي لإزالة الشامات الكبيرة أو الأورام الدموية العميقة. لكن تحتاج هذه العملية إلى إجراء لاحق لإزالة الندبات، يُدعى توسيع الأنسجة. تتضمن هذه التقنية الجراحية إدخال بالون تحت الجلد بجوار الوحمة، ثم نفخه بمحلول ملحي، ما يتسبب في تمدد الجلد ونموه بمرور الوقت مشكلاً سديلة جراحية. تُستخدم السديلة الجراحية (الجلد الموسع)، لتغطية المنطقة التي تمت إزالة العلامة منها. ثم تتم إزالة البالون.

المحتوى محمي