إليك ما يجب تعلمه من حادثة كادت تقتل مراهقة بسبب تدخينها السجائر الإلكترونية

4 دقيقة
إليك ما يجب تعلمه من حادثة كادت تقتل مراهقة بسبب تدخينها السجائر الإلكترونية
حقوق الصورة: ويكيميديا
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

مع انتشار السجائر الإلكترونية وشيوعها بين المراهقين، بدأت تظهر عدة حالات مرضية، لكن الحالة الأخيرة أحدثت ضجة في وسائل الإعلام، وهي حالة فتاة مراهقة استُؤصل جزء من رئتها بعد أن كادت تموت بسبب تدخينها المفرط للسجائر الإلكترونية، فما قصة هذه الفتاة وماذا حدث لها بالضبط؟

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة تربط السجائر الإلكترونية مع زيادة خطر حدوث السرطان

استئصال جزء من رئة فتاة بسبب تدخين السجائر الإلكترونية

أُدخِلت مراهقة بريطانية إلى المستشفى بسبب إصابتها بانهيار الرئة بعد تدخينها لما قُدِّر الأطباء بأنه يناهز 4000 نفخة سيجارة إلكترونية أسبوعياً أي ما يعادل النيكوتين الموجود في 400 سيجارة تبغ أسبوعياً أو 57 سيجارة في اليوم، حيث خضعت الفتاة لعملية جراحية مدتها 5.5 ساعات لاستئصال جزء من رئتها بعد أن كادت تتعرض لسكتة قلبية.

يبلغ عمر الفتاة 17 عاماً، وكانت في منزل أحد أصدقائها لقضاء الليل عندما أُصيبت بانهيار الرئة وتحول لونها إلى اللون الأزرق في وقتٍ مبكر من يوم 11 مايو/أيار 2024، إذ انفجرت لدى الفتاة "كايلا" فقاعة رئوية سببت حالة تُدعى استرواح الصدر.

وقال والدها مارك بلايت إنه تلقى مكالمة نحو الساعة 4 صباحاً بخصوص ما حدث لابنته، وإن الأمر كان مرعباً بالنسبة له، وأصيبت كايلا بنوبة صرع على طاولة العمليات وأصبحت زرقاء وظن الأطباء أنها ستموت، لكن لحسن الحظ تمكن الأطباء من إنقاذها، وأمضت كايلا أسبوعين في المستشفى قبل أن تتمكن من العودة إلى المنزل.

بدأت الفتاة كايلا تدخين السجائر الإلكترونية عندما كان عمرها 15 سنة، بعد أن رأت زملاءها في المدرسة يستخدمونها، حيث اعتقدت أن تدخينها السجائر الإلكترونية سيكون غير ضار وأنها ستكون بخير.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تدخل بها كايلا المستشفى بسبب مشكلة رئوية، فقد دخلت المستشفى في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بسبب اشتباه إصابتها بنوبة قلبية، إذ أظهرت الأشعة السينية وجود ثقب في رئتها بعد تشكل فقاعة رئوية، ونُقِلَت إلى المستشفى مرة أخرى في فبراير/شباط 2024، وقال لها الأطباء إن الفقاعة الرئوية قد شُفيت.

اقرأ أيضاً: استخدام السجائر الإلكترونية ربما يضر بسلامة القلب

ما الذي يجب تعلمه من الحادثة حيال تدخين السجائر الإلكترونية؟

أصبح والد الفتاة يحث الشباب والمراهقين على التوقف عن استخدام السجائر الإلكترونية وينشر عن الأضرار المرتبطة بها، وانطلاقاً من خبرته فهو يقول إنه عانى الأمرين مع ابنته خلال الأسبوعين اللذين قضياهما في المستشفى، وإنه يُرجع سبب هذه الحالة إلى السجائر الإلكترونية فقط.

استخدم والد الفتاة في السابق السجائر الإلكترونية مدة 13 عاماً لمساعدته على الإقلاع عن التدخين. وعلى الرغم من أنه سبق أن اكتشف استخدام ابنته السجائر الإلكترونية، فوفقاً له، لم يكن على علم بالوقت الذي بدأت فيه بتدخين السجائر الإلكترونية أو الكمية التي تدخنها في اليوم حتى يوم الحادثة.

نشر فيصل الدسيماني عن هذا الموضوع في حسابه على منصة إكس، وهو صانع محتوى ينشر عن مواضيع بمجال الصحة النفسية وعلم النفس، وتساءل عن السبب الذي دفع هذه الفتاة للاستمرار باستخدام السجائر الإلكترونية مع العلم بانتشار العديد من الحالات والتحذيرات بشأن مخاطر السجائر الإلكترونية.

ما الحالة الطبية التي أصابت الفتاة التي استُؤصل جزء من رئتها بسبب السجائر الإلكترونية؟

أُصيبت الفتاة بحالة تتكون فيها أكياس صغيرة من الهواء في الرئتين تُدعى الفقاعات الرئوية، ويمكن لهذه الفقاعات أن تنفجر، ما يتسبب في تسرب الهواء إلى الحيز الموجود بين الرئة وغشاء الجنب المحيط بها، ويخلق الهواء الموجود في الحيز الجانبي ضغطاً على الرئة يمكن أن يؤدي إلى انهيارها وحدوث حالة طبية تُدعى استرواح الصدر أو الرئة المثقوبة، وهي حالة مهددة للحياة في بعض الحالات وتشمل الأعراض التالية:

  • الشعور بألم في الصدر من جانب واحد، خاصة عند التنفس.
  • السعال.
  • التنفس السريع.
  • تسرّع معدل ضربات القلب.
  • التعب.
  • ضيق التنفس.
  • ازرقاق الجلد أو الشفاه أو الأظافر (زرقة).

ويمكن لمعظم حالات انهيار الرئتين أن تُعالج دون مشكلات في المستشفى، لكن بعض الأشخاص قد يعانون مضاعفات خطيرة مثل ما يلي:

  • إعادة توسع الوذمة الرئوية.
  • تضرر الرئتين أو التعرض لعدوى جرثومية ناجمة عن العلاج.
  • توقف التنفس.
  • السكتة القلبية.

اقرأ أيضاً: هل يجب تجنب جميع منتجات السجائر الإلكترونية؟

ومن الممكن أن تبقى الفقاعات الرئوية فترة طويلة قبل أن تنفجر، وهناك عوامل كثيرة تسهم في تمزق هذه الفقاعة، مثل التغيرات في ضغط الهواء أو التنفس العميق المفاجئ، وفي هذه الحالة كانت السجائر الإلكترونية.

ما مدى انتشار السجائر الإلكترونية بين المراهقين وآثارها المحتملة؟

وفقاً لمنظمة العمل بشأن التدخين والصحة (ASH)، فإن شعبية السجائر الإلكترونية ترتفع بسرعة بين المراهقين، وأصبح الأطفال دون سن 15 مدمنين عليها أيضاً، حيث ينتهي الأمر بهؤلاء الأطفال والمراهقين في المستشفى بسبب انهيار الرئتين.

سُجِّلَ ما يقرب من 350 حالة دخول إلى المستشفى بسبب تدخين السجائر الإلكترونية في إنجلترا عام 2022، ويُعتقد أنها ترجع بشكلٍ أساسي إلى مشكلات في الجهاز التنفسي، مثل ضيق التنفس وألم في الصدر والتهاب الرئة وفشل الجهاز التنفسي ببعض الحالات الشديدة.

وعدا عن حالات تلف الرئة، يرجّح الكثير من الأطباء تأثير التدخين الإلكتروني سلباً في صحة المراهقين؛ حيث يمكن أن يؤدي إلى إعاقة نمو الدماغ لدى المراهقين بسبب المواد الكيميائية السامة والمعادن الثقيلة مثل الرصاص واليورانيوم الموجودة بداخل هذه السجائر، لكن الظهور الحديث نسبياً للسجائر الإلكترونية جعل من الدراسات التي تتناول أضرارها قليلة، لكن في المستقبل القريب ستظهر عدة أبحاث تتناول أضرارها الإدمانية والصحية، ومن أبرز هذه الأبحاث، دراسة من جامعة بريستول نُشِرت عام 2024 تتحدث عن الارتباط بين استخدام السجائر الإلكترونية وزيادة خطر الإصابة بالسرطان.

على الرغم من عدم وجود الكثير من الدراسات التي تُظهر أضرار السجائر الإلكترونية، لكن المستشفيات بالفعل تتلقى العديد من الحالات التي يعانيها المراهقون بسبب هذا النوع من السجائر، إذ يشيع عنها بين أبناء جيل الشباب والمراهقين بأنها البديل الآمن للتدخين.

اقرأ أيضاً: هل السجائر الإلكترونية وسيلة آمنة للإقلاع عن التدخين؟

وما يمكن استنتاجه من حالة الفتاة كايلا، أن المراهقين قد يعانون إدماناً لهذه السجائر، ويستخدمونها دون علم أهلهم بين أصدقائهم، ما يستدعي وجود نوع من الرقابة والتوعية بشأن بيع هذه السجائر للمراهقين واتخاذ إجراءات وقائية صارمة تمنع استخدامها من قِبلهم تجنباً لآثار صحية وخيمة قد تظهر في الجيل الجديد.