لا شك أن فقدان شخص عزيز تجربة صعبة، وخصوصاً عندما نفقدهم لأسبابٍ لا حول لهم بها كالمرض. خلال هذه الفترة ستمر لحظات تعتقد فيها أنك قاب قوسين أو أدنى من فقدهم، ثم يعودون مرة أخرى، سيحدث هذا على الأقل عدة مرات، ما يمكن أن يكون تعذيباً نفسياً يُعيد شيئاً من الأمل غير الحقيقي. ولهذه الغاية، تشاركنا الطبيبة كارول دير ساركيسيان العلامات التي يمكن من خلالها توقع مدى اقتراب شخصٍ ما من الموت.
مَن هم الأفراد الذين تنطبق عليهم الإشارات المنبئة بدنو الأجل؟
وفقاً للطبيبة ساركيسيان، هذه العلامات تتنبأ بالموت بشكلٍ خاص عند الأفراد ممن يعانون من مرض عضال، كما أنها تميلُ إلى أن تكون أكثر وضوحاً عند البالغين، وخاصة كبار السن، بينما يكون التنبؤ بالموت من خلال هذه العلامات أصعب لدى الأطفال والمراهقين، وذلك يعود لأنهم يميلون إلى البقاء أكثر نشاطاً من كبار السن حتى في أثناء المرض.
اقرأ أيضاً: متى يصبح السرطان مهدداً للحياة؟
ما الأعراض التي تنبئ باقتراب وقت الوفاة؟
إذا كان أحد معارفك أو أحد أفراد أسرتك يعاني من مرض عضال، فهذا ما يمكنك توقع رؤيته في الأشهر والأسابيع وحتى الساعات التي تسبق وفاته.
الأعراض التي تشير إلى أن الموت على بُعد شهر إلى ثلاثة أشهر
إن محاربة مرض عضال ليست بالأمر السهل سواء على المستوى الجسدي أو العاطفي، إذ تؤدي كثافة العلاجات إلى إرهاق جسد المريض. ومع سيطرة المرض على الجسم، سيُلاحظ أن الشخص ينام أكثر ويأخذ قيلولة بصورة أكثر تكراراً.
وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من حياة المريض تتراجع الشهية بشكلٍ واضح كما تتراجع الرغبة بشرب السوائل، فمع توقف جسم المريض عن العمل يصبح الطعام والماء أقل أهمية.
ملاحظة بعض التغييرات السلوكية أمرٌ محتمل أيضاً بعد خوض معركة مع مرض العضال، ومن الشائع أن نجد لدى المريض تراجعاً اجتماعياً ملحوظاً، إلى جانب فقدان الاهتمام بالأشياء التي كان يستمتع بها من قبل بالإضافة إلى قلة الكلام، وتعتبر هذه الأعراض مشابهة لأعراض الاكتئاب.
اقرأ أيضاً: كيف يعيش البعض لأكثر من 100 عام وهم بصحة جيدة؟
الأعراض التي تظهر قبل أسبوع إلى أسبوعين من الوفاة
يميلُ الجسم مع الاقتراب من الموت إلى أخذ المزيد من الراحة، ما يُفسّر الشعور المستمر بالتعب والإرهاق حتى عند الحصول على قسط كافٍ من النوم، ويتجسد هذا التعب المستمر على شكل صعوبة في مغادرة الفراش إلى جانب تبدل أنماط النوم واليقظة. وبما يتعلق بسوء الشهية والطلب الضعيف للماء فهذه الأعراض تُصبح أشد في هذه المرحلة، ويرافق ذلك ضعف في عدد مرات دخول الحمام إذ يُصبح التبول أقل وتضعف حركات الأمعاء، كما تنخفض عتبة الألم في هذه المرحلة ما يجعل المرضى يشعرون بالألم بصورة أكبر.
أمّا بالنسبة للأعراض الطبية غير الظاهرية، فيلاحظ الأطباء تبدلات واضحة في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب والتنفس، كما تتبدل درجة حرارة الجسم لتصبح درجة حرارة الجلد أكثر برودة ويُصبح الجلد أكثر شحوباً، وذلك نتيجة لضعف التروية الدموية التي تصل إلى الجلد.
اقرأ أيضاً: اكتشف المرض الذي تعاني منه بسبب استخدام التكنولوجيا
الأعراض التي تنبئ بحدوث الوفاة خلال أيام أو ساعات
تتعدد التغيرات الجسدية عندما تفصل أيام قليلة أو حتى ساعات الشخص عن الوفاة، إذ يتوقف المريض عن الأكل والشرب بصورة كاملة ما يجعله يتوقف تماماً أيضاً عن التبول والتبرز. من جهة أخرى، يمكن أن يشتد الألم، لهذا ليس من البعيد ملاحظة عبوس مستمر في الوجه نتيجةً لذلك.
من التغيرات الجسدية الملحوظة الأخرى حدوث تمزقات ونزيف تحت جلد أجفان العينين، بالإضافة إلى عدم انتظام النبض القلبي مع صعوبة سماعه أو الشعور به، ويضطرب نمط التنفس حيث يلهث المريض ويتسارع تنفسه ومن ثَمَّ يتباطأ بشكلٍ تدريجي حتى يتوقف.
كما تستمر درجة حرارة الجسم بالانخفاض، ولا يقتصر الأمر على تبدل درجة حرارة الجسم، إذ عادةً ما يتغير لون جلد اليدين والركبتين والأقدام متحولاً إلى اللون الأزرق الأرجواني المنقط.
اقرأ أيضاً: ما أفضل الطرق للتعامل مع الجثث حتى لا تصبح مصدراً للأمراض؟
وعلى الرغم من أن المريض غالباً ما يكون فاقداً للوعي خلال هذه المرحلة، فإنه لا يزال قادراً على السمع. لهذا السبب من المهم أن نبقى بجانبه ونمسك يديه وألّا نتوقف عن التحدث معه.
إن فقدان شخص عزيز عليك ليس بالأمر السهل على الإطلاق، ولكن فهم عملية الوفاة يُنير بعض الجوانب المظلمة التي لا نعرفها عن الموت ويمكّننا من الشعور بما يمرون به، كما أن معرفة سير وتوقيت الوفاة تساعدنا نحن أيضاً على قضاء أكبر قدر ممكن من الوقت معهم، الأمر الذي يعتبر مواساة كبيرة لنا في أيام حزننا أيضاً.