كيف يعيش البعض لأكثر من 100 عام وهم بصحة جيدة؟

كيف يعيش البعض لأكثر من 100 عام وهم بصحة جيدة؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Alex_Po
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

عندما يُرزق أحدنا بمولود جديد، تُقال له عبارات التهنئة، ومن بينها “إن شاء الله تعيش وترى أولاد أولاده”، فهل هذه العبارة واقعية؟ نعم بالتأكيد، إذ يعيش عددٌ قليل من البشر بضعة أعوام فوق المئة، من بين هؤلاء الأشخاص والدة جدتي التي عاشت بالفعل لترى أحفاد أولادها، وهي بصحة أفضل من أولادها حتى، ما دفعني لأسأل نفسي: كيف يعيش البعض لأكثر من 100 عام وهم بصحة جيدة؟ 

كيف يعيش البعض لأكثر من 100 عام وهم بصحة جيدة؟ 

أُجري العديد من الدراسات على المعمّرين، حاول من خلالها الباحثون تفسير سبب طول عمر الإنسان ليتعدى في بعض الأحيان المئة عام، وهذا ما وجدوه:

جهاز المناعة 

وجدت أحدث الدراسات المنشورة في دورية ذا لاسنت (The Lancet) العلمية، أن الأشخاص الذين يبلغون من العمر 100 عام أو أكثر لديهم تركيبة فريدة من الخلايا المناعية التي تحمي من الأمراض بشكلٍ كبير، وبالتالي إبعاد احتمالية الموت بالأمراض المُعدية.

تتراجع عادةً قدرة الجهاز المناعي على الاستجابة للعدوى مع تقدُّم العمر، لكن وُجد العكس بالنسبة إلى المعمرين؛ فقد وجد الباحثون في هذه الدراسة أن أنماط الخلايا المناعية لدى المعمرين مختلفة عن غيرهم، ولا تتبع نهج الشيخوخة الطبيعي.

الجينات

للجينات دورٌ كبير أيضاً في إطالة عمر الإنسان؛ إذ لها تأثير تبلغ نسبته ما يقارب 20-30% من أسباب العيش لمدة أطول، فقد أشارت دراسة أخرى إلى أن الجينات الوقائية قد تسهم في طول العمر. 

في هذه الدراسة حلل الباحثون وفكّوا رموز الشيفرات الجينية الكاملة لرجل وامرأة عاشا أكثر من 114 عاماً، فوجدوا أن الحمض النووي لديهما مشابه جداً للأشخاص الذين لا يعيشون طويلاً، إذ يحملون تقريباً العدد نفسه من المتغيرات الجينية المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالأمراض، والموجودة لدى جميع البشر. 

لاحظ الباحثون أيضاً وجود أكثر من 50 متغيراً جينياً محتملاً مرتبطاً بطول العمر، وبعضها كان غير متوقع ولم تتم رؤيته من قبل.

يفترض الباحثون أن الجينات المرتبطة بطول العمر قد تعوّض بطريقة ما الجينات المرتبطة بالمرض، ما يسمح بعد ذلك بعمر أطول. يكون لهذه الجينات تأثيرٌ ضئيل على طول العمر خلال الـ 75 عاماً الأولى من العمر، وبمجرد بلوغ الشخص منتصف الثمانينيات من العمر، تصبح مهمة أكثر فأكثر. 

لا يمكن للإنسان التحكم في هذين السببين في محاولة إطالة عمره، لكن يمكنه التحكم في الأسباب التالية:

نظام الغذاء الصحي

“أنت ما تأكل”، مقولة مشهورة، ولم تأتِ شهرتها عن عبث، إذ إن النظام الغذائي الصحي يعزز الصحة الجسدية والعقلية، وبالتالي يُبعد الأمراض، ويُطيل العمر. 

يجب أن يكون النظام الغذائي غنياً بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون؛ توفّر هذه الأطعمة العناصر الغذائية اللازمة للحفاظ على صحة الجلد والشعر والعينين والاستمرار بأداء وظائف الجسم الرئيسية مثل التنفس والهضم. 

من جهةٍ أخرى، يجب الابتعاد عن الأطعمة المصنّعة، والتي تحتوي على نسبة عالية من السكر المضاف والدهون المشبّعة والصوديوم. 

بالإضافة إلى تناول طعام صحي، يجب التركيز على كمية هذا الطعام، والابتعاد عن الإفراط في تناوله، لأن ذلك يسبب السمنة. 

اقرأ أيضاً: 5 طرق لتشجيع كبار السن على تناول البروتين

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام

تساعد ممارسة الرياضة في الحفاظ على صحة جيدة مع التقدُّم في السن، ويمكن الاكتفاء بممارسة التمارين الهوائية المنزلية أو في الهواء الطلق. تشمل التمارين الهوائية المشي وركوب الدراجة والسباحة والرقص وغيرها.

تسهم الرياضة في الحفاظ على وزن صحي وعلى صحة القلب، ويُوصى بممارسة التمارين الهوائية عموماً لمدة 30 دقيقة يومياً في 5 أيام من الأسبوع.

اقرأ أيضاً: تمارين رياضية في المنزل تحافظ على صحة كبار السن

السيطرة على التوتر

الهدوء مفتاحٌ آخر لإطالة العمر، فقد وُجِد أن الإجهاد المستمر، سواء كان ذلك بسبب العمل أو المال أو الأسرة أو العلاقات الاجتماعية، يؤثّر سلباً في صحة الإنسان وعمره.

قد لا يستطيع الجميع التخلص من التوتر، لكن يجب التخلص من التوتر اليومي. وللتخلص من التوتر يمكن ممارسة اليوغا أو التأمل أو تمارين التنفس أو القراءة، أو أي نشاط يساعدك على الاسترخاء.

اقرأ أيضاً: هل يمكن أن يقتلنا التوتر بالمعنى الحرفي للكلمة؟

الحفاظ على نشاط الدماغ

التدهور الدماغي والمعرفي من أهم أعراض التقدُّم في السن. ولكنّ المعمّرين غالباً ما يتجنبون ذلك، إذ إنهم نادراً ما يكونون مصابين بالخرف أو ألزهايمر أو أي شكل من فقدان الذاكرة. 

يعود السبب في ذلك إلى التمارين الذهنية التي تساعد على منع التدهور المعرفي، وتشمل التمارين تعلم شيء جديد باستمرار والقراءة وحل الألغاز وغيرها.

الامتناع عن التدخين

ثبت أن التدخين أحد أهم عوامل الشيخوخة، وخاصة شيخوخة البشرة، بالإضافة إلى تسببه بأمراض القلب والرئتين. 

اقرأ أيضاً: حتى يطير الدخان: أسباب وطرق الإقلاع عن التدخين

نظام النوم الصحي

كلُّ مَن بلغ سن المئة ينال قسطاً وفيراً من الراحة والنوم، فالجسم يُعيد إصلاح نفسه في أثناء النوم، ويشحن طاقته من جديد استعداداً ليوم آخر. أمّا الحرمان من النوم فيزيد من فرصة الإصابة بأمراض التقدُّم في السن مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكري والسمنة والسرطان.  

اقرأ أيضاً: أهم أفكار ديفيد سنكلير عن إطالة العمر

هل تريد العيش أكثر من 100 عام؟ اتبع النصائح التالية

بعد معرفة أسباب امتداد حياة البعض لأكثر من مئة عام، مع الحفاظ على صحة جيدة، يمكنك اتباع النصائح التالية لتحذو حذوهم: 

  • تجنب الإفراط في تناول الطعام والسعرات الحرارية.
  • تناول الكثير من المكسرات، فهي غنية بالبروتينات والألياف ومضادات الأكسدة والمركبات النباتية المفيدة والفيتامينات والمعادن. 
  • تناول الأطعمة النباتية الصحية.
  • مارس الرياضة بانتظام.
  • ابتعد عن التدخين والكحول.
  • أعطِ الأولوية للسعادة، فالقلق والتوتر والاكتئاب يؤدي إلى الوفاة المبكرة.
  • حافظ على العلاقات الاجتماعية الجيدة، فهي تعزز وظائف القلب والدماغ والهرمونات والمناعة، ما قد يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
  • اكتسب القدرة على الانضباط الذاتي والتنظيم والكفاءة والهدف، فهذا يساعد على ضبط ضغط الدم وانخفاض حدة الحالات النفسية، وخطر الإصابة بمرض السكري ومشكلات القلب أو المفاصل.
  • حافظ على نظام نوم صحي.