تخلص منها: إليك كيف تتجمع السوائل خلف طبلة الأذن

4 دقائق
shutterstock.com/fizkes

يعاني الكبار والصغار من تجمع السوائل خلف طبلة الأذن؛ ما يضعف السمع ويتسبب بآلام لا يمكن تحملها، ويصبح التخلص منها أمراً ضرورياً؛ وذلك إما بتناول الأدوية اللازمة أو الخضوع للجراحة، وإليك أسباب تراكم هذه السوائل وطرق التخلص منها ومنع تكرار تجمعها.

ما الذي يسبب تجمع السوائل خلف طبلة الأذن؟

تحتوي كل أذن على قناة صغيرة تسمى قناة نفير أوستاش؛ تربط الأذنين بالجزء الخلفي من الحلق، أحد أدوار هذه القنوات إزالة أي سائل يتراكم في الأذن الوسطى، لكن عند حدوث شيء ما يمنع القنوات من التصريف بشكل صحيح يتجمع السائل في الأذن، وقد يكون هذا السائل عبارة عن ماء أو دم أو قيح أو مخاط.

يحدث ذلك لعدة أسباب؛ منها نزلات البرد أو الاحتقان، أو التهابات الجيوب الأنفية أو الحلق، أو الحساسية أو التدخين، أو نمو بعض الأنسجة التي تسد قناتَي نفير أوستاش، وقد يكون السبب الشرب أثناء الاستلقاء على الظهر. يمكن أن يصاب الأشخاص من جميع الأعمار بتجمع السوائل في الأذن، ولكن الأطفال يعانون من ذلك أكثر لأن قنوات نفير أوستاش لديهم أضيق بكثير، كما أنهم يعانون من حالات نزلات البرد أكثر من البالغين بسبب ضعف جهاز المناعة لديهم.

أعراض تجمع السوائل خلف طبلة الأذن

shutterstock.com/Bangkoker

عادةً ما تظهر أعراض تجمع السوائل في الأذن بسرعة، وتختلف الأعراض عند الأطفال عن البالغين؛ تشمل الأعراض الشائعة عند الأطفال ألماً بالأذن؛ خاصةً عند الاستلقاء، وشد الأذن، ومشاكل في النوم، والبكاء أكثر من المعتاد، ومشكلة في سماع الأصوات أو الاستجابة لها، بالإضافة إلى فقدان التوازن، وارتفاع درجة الحرارة حتى 38 درجة مئوية أو أعلى، وقد تخرج السوائل من الأذن، ويعاني الطفل أيضاً من صداع الرأس وفقدان الشهية، وتشمل الأعراض الشائعة لدى البالغين ألم الأذن، وتصريف السوائل من الأذن، ومشكلةً في السمع.

تشخيص وجود السوائل في الأذن

يتحقق الطبيب من وجود علامات تدل على وجود سائل في الأذن باستخدام أداة تسمى منظار الأذن؛ والتي تكبّر وتضيء الأذن للسماح برؤية أوضح للداخل. يبحث الطبيب خلال الفحص عن أشياء مثل فقاعات الهواء على طبلة الأذن، والسائل المرئي خلف طبلة الأذن، وكيف تبدو طبلة الأذن؛ هل هي مشدودة أو مرتخية، بالإضافة إلى المظهر العام داخل الأذن، وقد يجري الطبيب أيضاً اختباراً يسمى قياس الطبلة؛ والذي يختبر إمكانية تحرك طبلة الأذن؛ فعند وجود سائل خلف طبلة الأذن لن تتحرك الطبلة.

كيفية التخلص من السوائل خلف طبلة الأذن

shutterstock.com/MIA Studio

عادةً ما تتخلص الأذن من السوائل من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى أي علاج، لكن تدعو الحاجة إلى زيارة الطبيب عند ظهور أية أعراض غير مريحة؛ خاصةً إذا استمرت أكثر من بضعة أسابيع، فإذا كان انسداد قناة نفير أوستاش ناتجاً عن التهاب أو عدوى، فقد يصف الطبيب مسكنات الألم؛ التي تعمل بدورها على خفض الحرارة في حال وجود حمى، وأبرز هذه المسكنات أسيتامينوفين أو إيبوبروفين، ويمكن استخدام قطرات مخدرة لتخفيف الألم أيضاً إذا كانت طبلة الأذن لا تحتوي على ثقب أو تمزق.

في حال استمرار الألم لعدة أسابيع قد يصف الطبيب المضادات الحيوية لتقليل تورم قناتَي نفير أوستاش، وتشجيع السوائل على التصريف؛ وذلك في حال العدوى البكتيرية والفيروسية، ويجب مراعاة تعليمات الطبيب جيداً، وتناول جميع الجرعات حتى مع الشعور بتحسن؛ وذلك لمنع إعادة العدوى ببكتريا أكثر مقاومةً للصادات الحيوية، وقد تكون الجراحة هي الحل الأمثل والوحيد لهذه الحالة؛ خاصةً عند الإصابة المتكررة لدى الأطفال.

الجراحة للتخلص من السوائل خلف طبلة الأذن

shutterstock.com/ Rose gayhera

إذا استمرت مشكلة تجمع السوائل خلف طبلة الأذن بضعة أشهر، فقد يكون من الضروري التفكير في الجراحة، في بعض الحالات؛ وخاصةً عند الأطفال، يلجأ الطبيب إلى بزل طبلة الأذن، وهو إجراء جراحي تتم فيه إزالة السوائل من خلف طبلة الأذن باستخدام إبرة خاصة متصلة بأنبوب لجمع عينة السائل وإجراء اختبار عليها. تشمل هذه الحالات وجود آلام شديدة في الأذن وحمى والتهاب أذن وسطى لا يتحسن مع العلاج؛ خاصةً إذا كانت مناعة الطفل ضعيفة.

يتم الإجراء بعد إعطاء الطفل دواء لمساعدته على الاسترخاء، أو بوضع الدواء مباشرةً على طبلة الأذن لتخدير المنطقة، ثم يعمل الطبيب ثقباً في طبلة الأذن حتى يتمكن من سحب السوائل المتراكمة خلف طبلة الأذن، ويتم إجراء اختبارات على هذا السائل لتحديد نوع البكتيريا المسببة للالتهاب، وإعطاء المضاد الحيوي المناسب لها. تستمر هذه العملية حوالي 15 دقيقة. في معظم الحالات، يتم وضع أنابيب صغيرة مكان الثقب الذي أحدثه الطبيب في طبلة الأذن لمنع تكرار الإصابة، وقد يبقى الأنبوب حوالي 6 أشهر قبل إزالته، وتلتئم طبلة الأذن في غضون 3 إلى 5 أيام بعد إزالته؛ تساعد هذه العملية على تقليل الألم وتحسين السمع وجفاف الأذن الوسطى وتقليل عدد المرات التي تصاب بها أذن الطفل بالالتهاب.

اقرأ أيضاً: خطورة استخدام أعواد تنظيف الأذن القطنية

التخلص من السوائل خلف طبلة الأذن طبيعياً

يمكنك القيام بعلاجات طبيعية في المنزل لتخفيف الأعراض؛ كاستخدام وسادة التدفئة على حرارة منخفضة لتقليل الألم، ويمكن أن يساعد الوقوف منتصباً وتثبيت الرأس في تصريف السوائل من الأذن الوسطى، ويجب الحصول على الهواء النقي والابتعاد عن المدخنين، وتساعد أيضاً الغرغرة بالماء المالح في تهدئة الحلق، وقد تساعد في تنظيف قناتَي نفير أوستاش. بالنسبة للرضع، إذا كان الطفل يرضع من الزجاجة يفضل أن يرضع واقفاً، وألا تُترك الزجاجة مع الطفل وهو مستلقٍ في فراشه.

مضاعفات تراكم السوائل في الأذن

shutterstock.com/Alexander Raths

لا تسبب معظم التهابات الأذن مضاعفات طويلة الأمد، لكن يمكن أن تؤدي التهابات الأذن المتكررة إلى مضاعفات خطيرة؛ منها حالة الأذن الغراء؛ التي تحدث بسبب تراكم السوائل في الأذن الوسطى؛ مما يؤدي إلى فقدان السمع المؤقت، وألم وطنين الأذن، وأحياناً الشعور بفرقعة في الأذنين، وقد يحدث التهاب الأذن الوسطى بسبب زيادة المخاط الذي يسد قناتَي نفير أوستاش، ويوقف تصريف السائل؛ يؤدي ذلك إلى تراكم ونمو البكتيريا والفيروسات؛ ما يؤدي بدوره إلى أعراض غير مريحة؛ مثل ألم الأذن وإفرازات الأذن والحمى.

من المضاعفات أيضاً تمزق طبلة الأذن عند تراكم السائل خلفها مسبباً ضغطاً مرتفعاً للغاية، بعد ذلك يعاني الكثير من الناس من إفرازات من الأذن؛ حيث يمكن أن يتدفق السائل المتراكم الآن إلى الخارج، وقد تحتاج إلى إجراء جراحي لإصلاحها، وقد يحدث تأخير في الكلام أو النمو عند الأطفال إذا كان ضعف السمع مؤقتاً أو دائماً عند الرضع، كما يمكن أن تنتشر العدوى التي لا تستجيب جيداً للعلاج إلى الأنسجة المجاورة، وتسبب التهاب الخشاء؛ وهو النتوء العظمي خلف الأذن؛ ما يؤدي إلى تلف العظام وتراكم القيح، ونادراً ما تنتشر عدوى الأذن الوسطى الخطيرة إلى أنسجة أخرى في الجمجمة؛ بما في ذلك الدماغ أو الأغشية المحيطة بالدماغ.

منع تراكم السوائل خلف طبلة الأذن مجدداً

على الرغم من عدم إمكانية منع حدوثها على الإطلاق، لكن أفضل طريقة لمنع تراكم السوائل في الأذن هو تجنب المواقف والظروف التي تسد قناتَي نفير أوستاش؛ يشمل ذلك الاستراحة عند الإصابة بنزلة برد، وتناول مضادات الاحتقان إذا أوصى الطبيب بذلك، وتناول مضادات الهيستامين في حال المعاناة من الحساسية، ويساعد التثاؤب أو شرب الماء أو مضغ العلكة أو مص قطعة من الحلوى على تحريك السائل في الأذن والتخلص منه، بالإضافة إلى تجنب التدخين السلبي.

اقرأ أيضاً: كيف يضرنا الاستماع إلى الأصوات العالية عبر سماعات الأذن؟

المحتوى محمي