ما الحالات الصحية التي يتسبب المناخ الحار بحدوثها لدى لاعبي كرة القدم؟

تُقام ألعاب كأس العالم لكرة القدم في شهري نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول هذا العام، والذي يعتبر متأخراً هذا العالم مقارنة بالسنوات السابقة. وإن كنت تتساءل عن السبب فالإجابة هي طقس قطر الحار نسبياً. حيث يلعب الطقس دوراً كبيراً في الرياضات التي تتطلب مجهوداً عالياً مثل كرة القدم، الأمر الذي يفرض على اللاعبين التعامل مع مستويات عالية من الحرارة وتطبيق أساليب وقاية تجنّبهم الإصابة بطيف الحالات الصحية المرافقة للحرارة العالية.

كيف تؤثّر الحرارة والرطوبة العاليتان على أداء لاعبي كرة القدم؟

لتجنب حرارة الصيف في قطر والتي قد تصل إلى 40 درجة مئوية، أقيمت كأس العالم في خريف عام 2022، إلا أن درجات الحرارة في قطر لا تزال مرتفعة نسبياً حيث تصل إلى 30 درجة مئوية. وفي طقس ذي حرارة عالية كهذه، تتنافس العضلات والجلد على الأوكسجين، وتتوسع الأوعية نتيجة للحرارة العالية، وبذلك تقل قدرة الجسم على خفض درجة حرارته والحفاظ عليها، لهذا السبب يعتمد الجسم على التعرق لخفض درجة حرارته عن طريق تحفيز التعرق.

يتعرق لاعب كرة القدم بشكلٍ مفرط في الدرجة الأولى نتيجة للجري المتواصل، ما قد يضعه في خطر حدوث التجفاف. علاوة على ذلك، تعتبر عضلات الفخذ الأكثر تأثراً بنقصان الأوكسجين الواصل إليها، الأمر الذي يؤثّر على الطريقة التي يجري ويقفز بها اللاعب ما يؤثّر على نوعية لعبه.

فعندما ترتفع درجة حرارة الجسم الداخلية، تقل القدرة على ممارسة الرياضة، حيث تقل المسافات التي يقطعها اللاعبون بنسبة 26% في درجات الحرارة المرتفعة، كما تتبدل بعض خصائص اللعب مثل مهارات المراوغة والاستحواذ.

الحالات الصحية التي يتسبب المناخ الحار بحدوثها لدى لاعبي كرة القدم

سواء كانت بطولة دولية أو مباراة ودية، على لاعبي كرة القدم الاسترخاء قبل وأثناء المباريات التي تُقام في الطقس الحار؛ تجنباً لحدوث مجموعة من الحالات الصحية التي ترتبط بدرجات الحرارة المرتفعة والتي سنتناول أكثر شيوعاً.

ضربة الشمس

تعد ضربة الشمس أخطر الأمراض المرتبطة بالحرارة، وفيها ترتفع درجة حرارة الجسم بسرعة وبشكل غير مسيطر عليه، فتفشل آلية التعرق في تبريد الجسم وخفض درجة حرارته.

ترتفع درجة حرارة الجسم في ضربة الشمس لتصل إلى 41 درجة مئوية في غضون 10 إلى 15 دقيقة، الأمر الذي قد يسبب إعاقة دائمة أو حتى الوفاة إذا لم يتلقَ الشخص علاجاً إسعافياً.

أعراض ضربة الشمس

تتجلى أعراض ضربة الشمس بما يلي:

الارتباك وتبدل الحالة الذهنية وغياب التوجه الزماني والمكاني.
فقدان الوعي.
التعرق الشديد.
ارتفاع درجة حرارة الجلد وجفافه.
ارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية.
حدوث نوب اختلاجية في الحالات الشديدة.

تدبير ضربة الشمس

تدبير ضربة الشمس إسعافياً، ويبدأ بطلب الإسعاف، وأثناء انتظار وصول سيارة الإسعاف لنقل المريض إلى أقرب مركز صحي يتم القيام بالآتي:

نقل المريض إلى منطقة مظللة وباردة ونزع ملابسه.
تبريد جسم المصاب بسرعة عن طريق استخدام الماء البارد أو استخدام قطعة قماش مبللة ووضعها على الرأس والرقبة والإبطين والمنطقة الإربية.
توجيه تيار هوائي بارد نحو المصاب لتسريع عملية التبريد.

الإنهاك الحراري

يحدث الإنهاك أو ما يسمى بالإرهاق الحراري نتيجة لفقدان ماء وأملاح الجسم بشكلٍ مفرط، والذي يحدث بعد التعرق الشديد. يؤثّر الإنهاك الحراري في كبار السن وذوي الضغط الدموي المرتفع بالدرجة الأولى، كما أنه يصيب الأشخاص الذين يعملون في البيئات الحارة لمدة طويلة كما الحال عند لاعبي كرة القدم.

أعراض الإنهاك الحراري

تتلخص أعراض الإنهاك الحراري بكل ما يلي:

صداع.
غثيان وقيء.
دوار.
ضعف في الحركة.
التهيج.
الشعور بالعطش الشديد.
التعرق الشديد.
ضعف في إنتاج البول.
ارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية.

تدبير الإنهاك الحراري

يتم تدبير الإنهاك الحراري باصطحاب المصاب إلى غرفة طوارئ للتقييم والعلاج الطبي. وتكون خطوات التدبير مشابهة لتدبير ضربة الشمس ولكنها تتميز عنها بنقطة وحيدة وهي الحرص على إمداد جسم المصاب بكميات وفيرة من الماء، وتشجيعه على شرب رشفات متكررة من الماء البارد.

الغشي الناجم عن فرط الحرارة

يحدث الغشي الناجم عن فرط الحرارة نتيجة للوقوف لفترة طويلة جداً في الطقس الحار نتيجة تفعيل أحد فروع العصب المبهم، والذي بدوره يؤدي إلى تسرع القلب بشكل شاذ، ما يؤدي إلى فقدان الوعي. ومن العوامل التي تفاقم أعراض ذلك كل من الوقوف السريع بعد الجلوس المطول تحت الشمس والتجفاف.

من أهم خطوات تدبير الغشي الناجم عن فرط الحرارة هي جعل المصاب مستلقياً على ظهره في مكان بارد، ومحاولة إيقاظه وتقديم السوائل الباردة لكي يشربها ببطء حين استيقاظه.

التشنج العضلي الناجم عن فرط الحرارة

يحدث تشنج العضلات المحدث بالحرارة بنفس الآلية التي يحدث بها الغشي الناجم عن فرط الحرارة، ألا وهي فقدان السوائل وأملاح الجسم، ما يؤدي إلى حدوث اضطراب الشوارد. حيث يؤدي هذا الاضطراب وانخفاض مستويات الأملاح إلى حدوث تقلصات مؤلمة، خاصةً عضلات الساقين والذراعين والبطن.

تدبير التشنج العضلي الناجم عن فرط الحرارة

يجب على المصابين بالتشنج العضلي شرب السوائل المُدعّمة بالشوارد وتناول وجبة خفيفة كالموز نظراً لأنه غني بالبوتاسيوم، وذلك كل 15 إلى 20 دقيقة إلى حين الشعور بأن التشنج بدأ يخف، ومن المفيد معاكسة الجهة التي يحدث فيها الشد العضلي. كما يمكن تناول المسكنات والأدوية المضادة للتشنج في الحالات المُعندة.

طفح الحرارة

قد يتهيج الجلد نتيجة للحرارة العالية وما يرافقها من تعرق شديد. وعلى الرغم من أنه غير خطير، فإنه يسبب شعوراً مزعجاً للغاية. ويتظاهر هذا الطفح على شكل مجموعة من البثور الحمراء الصغيرة والتي عادةً ما تظهر على الرقبة وأعلى الصدر وتحت الثديين وفي ثنيات المرفق.

تدبير طفح الحرارة

أهم خطوة في تدبير طفح الحرارة العمل في بيئة أكثر برودة وأقل رطوبة إن أمكن، والحفاظ على جفاف منطقة الطفح الجلدي عن طريق تطبيق "البودرة الجافة"، وتجنب استخدام الكريمات أو المرطبات وتقليل تعريض المنطقة للشمس.