إليك ما نعرفه عن أول دواء لمرض ألزهايمر

ترخيص استخدام أول دواء لمرض ألزهايمر
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Nefedova Tanya
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

منحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في السادس من شهر يوليو/ تموز من عام 2023 الموافقة على أول صنف دوائي يعالج ألزهايمر، هذا الداء التنكسي التدريجي الذي لا رجعة فيه الذي يفقد المصابون به ذاكرتهم ومهارات التفكير لديهم.

وعلى الرغم من أن أسباب حدوث داء ألزهايمر غير معروفة بشكلٍ كامل، فإن أحد جوانب الآلية الإمراضية الخاصة به معروف وهو نتيجة تراكم لويحات الأميلويد وزيادة التشابك الليفي العصبي، ما يؤدي إلى فقدان اتصال الخلايا العصبية بعضها بعضاً. وكانت هذه النقطة هي التي ركّز عليها مطورو الدواء الجديد، الذي أطلق عليه اسم “ليكيمبي” (Leqembi).

اقرأ أيضاً: تحدٍ جديد للعلوم الطبية بعد إصابة يافع ذي 19 ربيعاً بداء ألزهايمر

ما آلية عمل دواء ليكيمبي (Leqembi) الذي يعالج ألزهايمر؟

يُعطى ليكيمبي لمرضى ألزهايمر الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف أو الذين يعانون من مرحلة الخرف المعتدل للمرض، وهو عبارة عن غاما غلوبين من النمط (IgG1) مُوجَّه ضد الأشكال القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان من الببتيدات التي تُشكّل لويحات الأميلويد، وتعتبر السمة الرئيسية للإصابة بألزهايمر. قد لا يمنع هذا الدواء تراكم لويحات الأميلويد بشكلٍ تام، إلّا أنه يبطئ بشكلٍ ملحوظ من سرعة التراكم ومن حجم اللويحات ومن تشابك الألياف العصبية، وبذلك يحافظ الدواء على الاتصال بين الخلايا العصبية لفترة أطول. 

ماذا تضمنت التجربة السريرية لدواء ليكيمبي الخاص بعلاج ألزهايمر؟

قالت تيريزا بوراكيو، وهي القائمة بأعمال مدير قسم العلوم العصبية في إدارة الغذاء والدواء الأميركية: “هذا الدواء هو أول صنف يستهدف الآلية الإمراضية الكامنة لمرض ألزهايمر، وكانت الفائدة السريرية من هذا الدواء في تدبير هذا المرض المدمر مثبتة”.

تضمنت التجربة السريرية 1795 مشاركاً يعانون من داء ألزهايمر، وكانت شدة إصابتهم تتراوح بين الخفيفة إلى المتوسطة؛ أي عانى المرضى من ضعف إدراكي خفيف أو خرف خفيف، وتم تأكيد وجود لويحات الأميلويد لديهم عند التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير الطبقي المحوري.

وأُعطي قسم من المرضى دواء ليكيمبي بجرعة 10 مليغرامات لكل كيلوغرام من وزن الجسم لمدة أسبوعين، بينما أُعطي القسم الآخر دواءً وهمياً، وكان الاختيار عشوائياً وبنسبة 1:1.

بعد 18 شهراً من المراقبة، نصت النتائج على وجود انخفاض ملحوظ ذي دلالة إحصائية عند مقارنة كلتا المجموعتين من حيث الأعراض وتطورها ومن حيث حجم لويحات الأميلويد، الأمر الذي يثبت أن هذا الدواء يؤدي دوراً ملموساً في إبطاء عجلة تقدم داء ألزهايمر في مراحله الأولى.

اقرأ أيضاً: هل يزداد احتمال إصابة النساء بداء ألزهايمر بعد سن اليأس؟

ما الآثار الجانبية لدواء ليكيمبي على مرضى ألزهايمر؟

لا شك بأن بعض المخاوف ارتبط بالاعتراف بهذا الدواء، وخاصة بعد وفاة 3 مرضى مشاركين بالتجربة السريرية، لهذا تم التركيز على متابعة الآثار الجانبية لاستخدام هذا الدواء. 

وكانت الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً هي الصداع والتفاعلات المرتبطة بالتسريب الوريدي للدواء وتشوهات التصوير المرتبطة بالأميلويد (Amyloid Related Imaging Abnormalities)، وهي إحدى الآثار الجانبية المعروفة بحدوثها مع الأدوية التي تستهدف الأميلويد، وتظهر على شكل تورم مؤقت في مناطق الدماغ وتزول عادةً بمرور الوقت، وقد تكون مصحوبة بنقاط صغيرة من النزيف في أو على سطح الدماغ.

ترتبط بالآثار الجانبية المشتركة بين الدواء الجديد والأدوية التي تستهدف الأميلويد بحدوث مجموعة من الأعراض مثل الصداع والارتباك والدوخة وتغيرات الرؤية والغثيان، وبشكلٍ أكثر ندرة قد تحدث وذمة دماغية خطيرة ومهددة للحياة تترافق مع نوب وأعراض عصبية خطيرة أخرى. 

من جهةٍ أخرى، ارتبط استخدام الأدوية المضادة للتخثر بزيادة عدد حالات النزيف داخل المخ عند المرضى الذين يتناولون ليكيمبي مقارنةً بالدواء الوهمي، ما يرجّح الطبيعة التي تُميع الدم لهذا الدواء. لذلك يجب استخدامه بحذر عند المرضى الذين يمتلكون عوامل خطر للإصابة بالنزيف.

اقرأ أيضاً: أمل جديد: علاج يوقف تطور مرض ألزهايمر في أدمغة القرود

يعتبر الإعلان عن أمان دواء ليكيمبي في علاج داء ألزهايمر بصيص أمل لملايين المرضى الذين يبذلون قصارى جهدهم لتحسين حياتهم وإطالة أمدها وتقليل أعباء أسرهم. وهذا العلاج، على الرغم من أنه ليس علاجاً شافياً، فإنه علاج يبطئ تقدُّم المرض ويمنح المرضى في المراحل المبكرة من الإصابة بداء ألزهايمر مزيداً من الوقت للحفاظ على استقلاليتهم والقيام بالأشياء التي يحبونها، وهذا أمر عظيم عندما نتحدث عن داء تنكسي غير قابل للتحسن كألزهايمر.