تشارك المرأة الحامل الكثير مع جنينها؛ حيث ينتقل الأكسجين والغذاء منها إلى طفلها عبر المشيمة، ويمكن أن تنتقل الأدوية التي تتناولها أيضاً إلى الجنين. قد تكون معظم الأدوية آمنة بالنسبة للأم؛ ولكن هناك احتمال أن يضر بعضها بالجنين النامي، ومع ذلك، فمن الطبيعي أن تحتاج الحامل إلى الأدوية أثناء الحمل، فإذا أصيبت بعدوىً بكتيرية؛ قد تحتاج إلى تناول مضاد حيوي لعلاجها.
هل من الآمن تناول المضاد الحيوي للحامل؟
يجب اختيار الدواء الموصوف للحامل بعناية، ولا بأس من تناول بعض المضادات الحيوية أثناء الحمل، في حين أن البعض الآخر ليس كذلك؛ يعتمد ذلك على نوع المضاد الحيوي، ووقت تناوله أثناء الحمل، والجرعة، والتأثيرات المحتملة التي قد تحدث على حملك، ومدة تناول المضادات الحيوية.
أظهرت الدراسات أن تناول مضادات حيوية معينة خلال مراحل الحمل الأولى يرتبط بمخاطر متزايدة للإجهاض، ومن بين النساء الحوامل اللواتي تناولن مضادات حيوية، كانت هناك 16.4% منهن تعرضن للإجهاض، ومن بين النساء اللواتي لم يتناولن المضادات الحيوية، بقيت نسبة من تعرضن للإجهاض 12.6%؛ وهي نسبة غير قليلة؛ إلا أنه يجب ألا نهمل هذا الفرق بين النسبتين.
اقرأ أيضاً: على الحوامل ألا يقلقن من تناول المضادات الحيوية
متى يجب استخدام المضاد الحيوي للحامل؟
لا يمكن أن تصاب المرأة الحامل بعدوىً بكتيرية، وتُترك دون علاج أو تناول مضادات حيوية. تجب مراجعة طبيب النسائية عند حدوث عدوىً بكتيرية، لتحديد وجوب تناول المضاد الحيوية أم لا، ونوع المضاد المناسب، وعدم تناول مضاد حيوي دون استشارة الطبيب. تشمل الالتهابات البكتيرية الشائعة أثناء الحمل التهابات المسالك البولية، والالتهابات التي تسببها البكتيريا العقدية، وبالنسبة لمثل هذه العدوى، فإن المضادات الحيوية هي الأدوية الوحيدة التي ستساعد الحامل على التحسن، ويجب عليها تناولها.
وفي بعض الحالات؛ قد يكون عدم علاج العدوى عند الحامل أكثر خطورةً على صحة الطفل من تعريضه لمضاد حيوي، أما في حال العدوى الفيروسية؛ لا تنبغي معالجة الالتهابات الفيروسية للحامل بالمضادات الحيوية، لأنها لن تؤدي للتخلص من العدوى، كما أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية يؤدي إلى بكتيريا مقاومة للأدوية.
اقرأ أيضاّ: ربع المضادات الحيوية التي يتم وصفها لا ضرورة لها
هل المضاد الحيوي يؤثر على الحمل؟
إن تناول المضادات الحيوية بطريقة عشوائية ودون الرجوع إلى الطبيب، يؤثر على الأم الحامل وعلى جنينها على حد سواء، وتتمثل هذه التأثيرات بعدة أعراض و مضاعفات على الأم، وبالعديد من التشوهات التي قد تصيب الجنين.
اقرأ أيضا: أسباب ظهور حبوب قيح في الوجه.
مضاعفات استخدام المضاد الحيوي للحامل
يسبب تناول المضادات الحيوية أثناء الحمل عدداً من الآثار الجانبية للحامل، وغالباً ما يكون تأثيرها على الجهاز الهضمي. تشمل بعض الآثار الجانبية ما يلي:
- فقدان الشهية.
- الغثيان.
- الإقياء.
- ألم البطن.
- بقع بيضاء على اللسان.
- ردود فعل تحسسية؛ مثل تورم الشفتين والوجه أو اللسان وقصر النفس.
تأثير تناول الحامل للمضادات الحيوية على الجنين
إن تناول الحامل للمضادات الحيوية دون استشارة الطبيب، يسبب العديد من المضاعفات والتشوهات؛ أهمها:
- اليرقان.
- تضرر نمو مفاصل الجنين.
- تلون أسنان الجنين.
- تشوهات الأطراف الخلقية.
- فتق الحجاب الحاجز.
- عيوب القلب الخلقية.
- انشقاق سقف الحلق.
- انعدام الدماغ، فلا يكون للجنين جمجمة كاملة النمو، كما أن نمو الدماغ يكون في الحد الأدنى.
- حالة تشوانال أتريسيا؛ التي يسببها تناول المضادات الحيوية أثناء الحمل، وتؤدي إلى تشوه مجرى الهواء الأنفي للجنين أثناء عملية التكوين.
اقرأ أيضاً: دليلك المبسط للتعرف على آلية عمل المضادات الحيوية
المضادات الحيوية المسموح بها للحامل
عندما تتعرضين لعدوىً بكتيرية أثناء الحمل، سيصف طبيبك المضاد الحيوي الأفضل والأكثر أماناً لك لتتناوليه أثناء الحمل. إليك عينةً من المضادات الحيوية التي تُعتبر آمنةً بشكل عام أثناء الحمل:
- البنسلينات؛ بما في ذلك الأموكسيسيلين و الأمبيسلين.
- السيفالوسبورينات؛ بما في ذلك سيفاكلور، سيفاليكسين.
- الأريثروميسين.
- الكليندامايسين.
- الأوغمنتين.
المضادات الحيوية التي يجب تجنبها للحامل
يُمنع على الحامل تناول بعض المضادات الحيوية، بسبب تأثيراتها على الأم والجنين، فقد يسبب بعضها تشوهاتٍ خلقيةً، ومشاكلَ متنوعةً. تشمل المضادات الحيوية التي يجب تجنبها للحامل:
- الكلورامفينيكول: يسبب خطورة أمراض الدم ومتلازمة الطفل الرمادي.
- سيبروفلوكساسين وليفوفلوكساسين: يمكن أن تسبب بعض المشاكل في نمو عضلات الطفل والهيكل العظمي، وكذلك آلام المفاصل وتلف الأعصاب المحتمل في الأم.
- سيبروفلوكساسين وليفوفلوكساسين؛ وهما من عائلة المضادات الحيوية الفلوروكينولون.
- الفلوروكينولونات: تزيد من خطر حدوث تمزق الشريان الأبهر، وقد تزيد من فرص حدوث الإجهاض.
- السلفوناميدات: تُعرف أيضاً باسم أدوية السلفا، ويمكن أن تسبب اليرقان عند الأطفال حديثي الولادة، وقد تزيد من فرص حدوث الإجهاض.
- تريميثوبريم: يمكن أن يسبب عيوباً في الأنبوب العصبي؛ مما يؤثر على نمو دماغ الجنين.
- الماكروليدات: تسبب عيوباً في الأعضاء التناسلية وتشوهات قلبية.
اقرأ أيضاً: سوء استخدام المضادات الحيوية يؤدي إلى ملايين الوفيات
هل المضاد الحيوي يسبب إسهال للحامل؟
تسبب المضادات الحيوية الإسهال بشكل عام؛ وخاصةً المضادَين السيفالوسبورين والبنسلينات، وكلاهما من المضادات الحيوية التي يُسمح للحامل بتناولهها، ونقول أن الإسهال مرتبط بتناول المضاد الحيوي إذا تسبب للحامل بإسهال مائي مرتين أو ثلاث مرات أو أكثر يومياً، ولمدة يومين على الأقل، أو إذا عانت من تقلصات في المعدة، وفي هذه الحالة؛ يجب الاتصال بالطبيب على الفور، فقد يكون ذلك بسبب الإصابة بعدوىً ثانية يمكن أن تكون خطيرة أثناء الحمل، وسيصف الطبيب نوعاً آخر من المضادات الحيوية لهذه المشكلة.
الأدوية التي تسبب تشوهات للجنين
يتسبب تناول بعض أنواع الأدوية أثناء الحمل تشوهات خلقية لدى الجنين، من هذه الأدوية:
مضادات الاكتئاب والقلق
تُعالج حالات الاكتئاب والقلق عادةً بمثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، وتشير بعض الدراسات إلى أن تناول بعضها أثناء الحمل يعرّض لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم عند حديثي الولادة وعيوب في القلب وانعدام الدماغ، وعيوب رئوية وعيوب تنفسية وتعظّم الدروز الباكر، وعيوب في الجهاز العصبي وعيوب معدية معوية، وقد تسبب الإجهاض. من مضادات الاكتئاب التي تسبب هذه المشاكل: "زولوفت" و"ليكسابرو" و"بروزاك" و"فلوفوكسامين".
الأدوية النفسية والمهدئات
من الأدوية التي توصف لعلاج الحالات النفسية مثل القلق والأرق «البنزوديازيبينات». تعمل من خلال تعزيز فعالية بعض الأنشطة الكهربائية الكيميائية داخل الدماغ والتي تؤدي إلى الشعور بالهدوء. وتستخدم أيضاً للسيطرة على نوبات الصرع أو الشلل الدماغي. يسبب استخدام البنزوديازيبينات أثناء الحمل العيوب الخلقية التنموية التي تنطوي على نقص السيطرة على العضلات ومشاكل في الجهاز التنفسي.
فيتامين أ الاصطناعي
يوصف الشكل الاصطناعي من فيتامين أ، والمسمى "أكوانتي" (Accutane)، لعلاج حب الشباب. أظهرت الدراسات أنه يسبب تشوهات خلقية وولادة جنين ميت إذا تم استخدامه أثناء الحمل.
المضادات الحيوية
يسبب تناول الحامل لبعض المضادات الحيوية تشوهات جنينية مثل الشفة المشقوقة وعيوب القلب وتشوه الجمجمة المسمى انعدام الدماغ. المضادات الحيوية المرتبطة بهذه العيوب الخلقية مذكورة أعلاه، تحت عنوان «المضادات الحيوية التي يجب تجنبها للحامل».
مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية
من مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية هي الأدوية المستخدمة لتخفيف الآلام والحاوية على الإيبوبروفين والديكلوفيناك. تمثل مضادات الالتهاب هذه خطراً ضئيلاً للإصابة بتشوهات الجهاز العصبي والعيوب الخلقية الأخرى.
مضادات الاختلاج
مضادات الاختلاج هي عقاقير تستخدم للمساعدة في منع أو السيطرة على أنواع مختلفة من النوبات. أظهرت الأبحاث أن بعضها يسبب زيادة معدلات بعض العيوب الخلقية مثل تشوهات الأعضاء والشفة المشقوقة والتأخر في النمو.
المضاد الحيوي وحركة الجنين
غالباً لن تشعر الحامل بتغير في حركة الجنين عند تناول أحد المضادات الحيوية غير المناسبة لها أو لجنينها، لأن تأثيرات بعض المضادات الحيوية على الجنين تتمثل في العيوب الخلقية التي يمكن الكشف عنها بالتصوير بالموجات فوق الصوتية (الإيكو)، بينما لا يتم الكشف عن تشوهات أخرى إلا بعد الولادة. لكن بالتأكيد، إذا تسبب المضاد الحيوي بالإجهاض، ستشعر الحامل بآلام المخاض.
هل يوجد مضاد حيوي للحامل لعلاج التهابات الأسنان؟
الأموكسيسيلين هو الخيار الأول للمضادات الحيوية للالتهابات السنّية أثناء الحمل. يمتصه الجهاز الهضمي بشكل جيد، وتأثيره أفضل من غيره. وإذا كانت المريضة تعاني من حساسية البنسلين، يمكنها تناول الكليندامايسين.