تعد حقن البوتوكس والفيلر من أكثر الإجراءات التجميلية شيوعاً في وقتنا الحالي، حيث تقدم هذه الحقن حلولاً سريعة ومباشرة للتخلص من التجاعيد والخطوط الدقيقة في الوجه. لكن يمكن لهذه الحقن أن تؤثر على تعابير الوجه عند تكرار استخدامها لفترة طويلة وتحدث عدة تأثيرات جانبية غير مرغوبة. إليك أبرز
هذه التأثيرات وكيفية تجنبها في هذا المقال.
اقرأ أيضاً: ما تود معرفته عن البوتوكس وآلية عمله
هل يمكن أن تسبب حقن الفيلر والبوتوكس تأثيرات طويلة المدى على تعابير الوجه؟
نعم، وذلك في حالات محددة عند الإفراط باستخدام الفيلر والبوتوكس أو حقنه بشكل مستمر على مدار عدة سنوات، وقد يؤدي الاستخدام طويل الأمد للبوتوكس إلى ضمور العضلات وظهور جلد أرق وأكثر ارتخاءً وتغير لون الجلد بسبب رقته، ومن الممكن أن يسبب الإفراط في استخدام الفيلر تمدّد الجلد في المنطقة التي يحقن من تحتها، ما يجعل الوجه يبدو غير متناسق وذا مناطق نافرة. لذا، يجب أن يكون الهدف هو تحقيق توازن بين النتائج المرجوة والحفاظ على المظهر الطبيعي.
وعندما يحقن البوتوكس بشكل متكرر في نفس المناطق، قد تضعف العضلات المستهدفة وتضمُر مع مرور الوقت بسبب عدم استخدامها، ما يؤدي إلى فقدان القدرة على إظهار بعض التعابير الطبيعية مثل الابتسامة أو العبوس أو الغضب من خلال تجعيد الوجه والمنطقة بين الحاجبين، فتظهر عندئذ تعابير أخرى ليست طبيعية. مثلاً؛ إذا تسبب البوتوكس بشلّ عضلات الجبهة، فقد يبدأ الشخص باستخدام عضلات تسبب تحرك الأنف أو الوجنتين بدل تحرك الحاجبين نحو الأعلى فتظهر ملامح غريبة على الوجه. بالمقابل يمكن أن يؤدي الفيلر المستخدم بكثرة ولمدة طويلة إلى ظهور الوجه بشكل متيبس وجامد غير قابل على إظهار التعابير والإيحاءات البسيطة.
كيف يعمل البوتوكس والفيلر؟
يعمل البوتوكس عن طريق إرخاء العضلات التي تسبب ظهور التجاعيد في الوجه، مثل تلك الموجودة بين الحاجبين أو حول العينين، وهو مكوَّن من محلول ممدد من سمٍّ عصبي تنتجه بكتيريا كلوستريديوم بوتولينوم لتثبيط النواقل العصبية التي تسبب تقلص العضلات. أما الفيلر، فهو يعتمد على مواد مثل حمض الهيالورونيك لإعادة الحجم المفقود وتنعيم التجاعيد الساكنة من خلال ملئها بهذه المادة. عند استخدامهما بشكل صحيح ومن قبل متخصصين مؤهلين، يمكن أن تكون هذه العلاجات آمنة وفعّالة. لكن الاستخدام المتكرر أو الجرعات الزائدة قد يؤدي إلى مشاكل طويلة الأمد. إذ يمكن أن يسبب البوتوكس ضمور العضلات المستهدفة بمرور الوقت، ما يجعل الوجه يبدو أقل حيوية وتعبيراته مقيدة وجامدة لا تعبر عن الحالة العاطفية مثل الابتسام أو العبوس، بينما قد يؤدي الإفراط باستخدام الفيلر إلى تمدد الجلد وظهور ملامح غير طبيعية، خاصة عند إجراء الحقن من شخص غير مختص.
اقرأ أيضاً: ما الحلول المتوفرة بعد القيام بجراحة تجميل أنف فاشلة؟
طرق لتجنُّب تغيُّر تعابير الوجه بسبب الاستخدام المفرط والمستمر للفيلر والبوتوكس
لحماية تعابير الوجه الطبيعية أثناء استخدام البوتوكس والفيلر، من الضروري اتباع قواعد صحية صارمة، من أبرزها ما يلي:
- اختيار طبيب أمراض جلدية أو متخصص تجميلي ذي خبرة وموثوق به، فالأطباء المهرة يعرفون كيفية تحديد الجرعات المناسبة وتوزيعها بطريقة تضمن النتائج الطبيعية دون المبالغة. مع ضرورة تجنب تلقي الحقن من أشخاص غير مختصين مثل مصففة الشعر أو العاملات في صالون التجميل.
- يُفضل البدء بجرعات صغيرة، والتي يُطلق عليها بوتوكس الأطفال "بيبي بوتوكس"، بدلاً من اللجوء إلى الحقن الكبيرة التي قد تؤدي إلى مظهر مصطنع.
- يجب الحفاظ على فترات راحة بين جلسات الحقن لمنح الجلد والعضلات وقتاً للتعافي وعدم فقدان قدرة العضلات على التقلص وتلافي تمدد الجلد.
- يمكن اللجوء إلى العلاجات البديلة مثل التقشير الكيميائي بالفينول أو تجديد البشرة بالليزر لتقليل الاعتماد على الحقن.
- يساعد استخدام واقي الشمس يومياً، واستعمال المنتجات الغنية بالريتينول ومضادات الأكسدة في تعزيز صحة البشرة ومنع ظهور التجاعيد.
من المفيد معرفة أن التوقف عن استخدام الفيلر والبوتوكس لن يسبب الترهل، بل السبب هو شيخوخة الجلد وهي مرحلة طبيعية يمر بها الجسم، ومن الممكن تخفيفها باستخدام هذه الحقن، لكن قد يكون جيداً التأقلم معها أو الاكتفاء بحقن خفيفة من البوتوكس والفيلر دون الإفراط باستخدامها أكثر من الحاجة لتجنب فقدان الملامح، ومن المهم استخدام مواد معتمدة وذات جودة عالية عند حقنها في الوجه، والتأكد من أن الحقن يتم من قبل مختصين.
اقرأ أيضاً: الآثار الجانبية والمضاعفات الناجمة عن حقن البوتوكس أو الفيلر
يشارك الدكتور الكويتي طلال المحيسن، وهو طبيب حاصل على دكتوراة "بورد" متخصص في الجلدية وعلاج البشرة ومشاكل الشعر، نصائح قبل حقن الفيلر في الوجه عبر فيديو في قناته على اليوتيوب.