اقترب الصيف، وبدأت درجة الحرارة في الارتفاع من الآن، والشعور بالحر ومحاولة تخفيض درجة الحرارة أصبح جزءاً من الحياة اليومية، الحرارة قاتل صامت. هنا نساعدك في الاسترخاء خلال أكثر المواسم الحارقة، بمساعدة أحدث الطرق العلمية والمعدّات والأفكار التي يمكنك تطبيقها بنفسك. مرحباً بك في «الشهر الحار»، إليك هذه القائمة حول أجزاء الجسم التي ننسى حمايتها من الشمس.
لم أكن أعلم أنني يمكن أن أُصاب بحرق شمسي في عيني حتى أصبت به، كنت أعتقد أنني في أمان؛ إذ أنني غطيت بشرتي الفاتحة بكريم واقٍ له درجة «إس بي إف» تعادل 50؛ ولكن عيناي لم تكونا محميّتان، واستيقظت في اليوم التالي أشعر بأني تعرّضت للكمة في وجهي.
كن على دراية بما يلي: يمكن أن تصاب بحروق شمسية في عينيك؛ إذ أنهما ليستا الجزءين الوحيدَين اللذين يمكن أن تغفل عن حمايتهما من الأشعة فوق البنفسجية الخطيرة، لذا في المرة المقبلة التي تخرج فيها خارج المنزل؛ تأكّد من أن تحافظ على سلامة كل أجزاء الجسم التالية المهمَلة عادةً، وحمايتتها من أشعة الشمس.
1. العينين
الحروق الشمسية التي تصيب العيون لها اسم دقيق: «التهاب القرنية الضوئي»، ووفقاً للأكاديمية الأميركية لطب العيون؛ يمكن أن تصيب هذه الحالة القرنية (الجزء الشفاف من العين فوق البؤبؤ)، والملتحمة (النسيج الشفاف الذي يغطّي الجزء الأبيض من العين داخل الجفن)، أما بالنسبة لي؛ ظهرت هذه الحالة كبقعة غريبة الشكل لها حجم حبة البازلاء فوق بياض العين، واختفت بعد 3 أيام؛ وهو وقت التعافي النموذجي لهذه الحالة.
على الرغم من وجود رابط واضح بين التعرّض للشمس وسرطان الجلد؛ إلا أنه ليس من الواضح ما إذا كان يمكن للحروق الشمسية العينية أو الأشعة فوق البنفسجية أن يسبّبا سرطان العين في الحالة العامة، ومع ذلك، فوفقاً لـ «جولي روزينثال»؛ طبيبة عيون وأستاذ في كلية الطب في جامعة ميشيغان؛ يمكن أن تتسبب أشعة الشمس في جفاف العيون، كما يمكن أن يتسبب التهاب القرنية الضوئي بإعتام عدسة العين، أو أن يساهم في تردّي البصر.
في معظم الحالات؛ الأشخاص الذين يقضون وقتاً طويلاً في الأجواء التي يسودها الثلج، أو الأماكن التي تحتوي على الماء؛ وهي مواد تعكس أشعة الشمس بسهولة إلى عيونهم، هم الذين يصابون بالحروق العينية. إذاً، فالعمى الثلجي هو نوع من التهاب القرنية الضوئي؛ ولكنه يمكن أن يحدث في حالات اعتيادية أكثر، فلم أكن موجوداً في أجواء مثلجة أو في البحر عندما أصبت بهذه الحالة؛ بل كنت في مكان مفتوح، وتعرّضت لشمس المساء بشكلٍ مباشر.
وفقاً لروزينثال، فإن الوقاية من هذه الحالة أمر بسيط؛ ارتداء النظارات الشمسية التي تحمي من 100% من الأشعة فوق البنفسجية، والاعتياد على ارتدائها.
2. فروة الرأس
إذا كنت تعتقد أن شعرك الكثيف سيحميك من الشمس؛ فكّر مجدداً، فوفقاً لـ «شون كرستنسن»؛ طبيب جلدية وأستاذ في كلية الطب في جامعة ييل؛ بغض النظر عن كثافة شعرك؛ يمكن أن تكون فروة رأسك (وخصوصاً النقاط التي يتفرّق فيها الشعر) ضحيةً للحروق الشمسية الخطيرة.
يقول كرستنسن أنه إذا لم تكن ترغب في دهن الكريم الواقي من الشمس على رأسك؛ يجب عليك ارتداء قبعة، والأفضل من ذلك هو ارتداء قبعة عريضة تقي وجهك وأذنيك وعنقك أيضاً (ولكن تأكد من استخدام الكريم الواقي في هذه الأجزاء أيضاً). إذا كنت أصلعاً، فيمكنك ببساطة دهن الكريم على رأسك.
3. الشفتان
ليس مفاجئاً أن تكون أجزاء من رأسك ووجهك في هذه القائمة؛ إذ أن الأنسجة في الرأس حساسة، وعلى الرغم أنه من السهل نسبياً أن تتذكّر حماية وجهك؛ إلا أن الكثيرين يركّزون على الخدّين والأنف والجبهة. وفقاً لكرستنسن؛ الشفاه هي من الأجزاء التي تهمَل عادةً؛ وخاصةً السفلية منها.
البشرة في الجزء الأحمر من شفتيك -والمعروفة باسم الشفة القرمزية- رقيقة للغاية، والشفة السفلية يمكن أن تكون معرضةً للكثير من أشعة الشمس عندما تقضي الوقت خارج المنزل. بشرة الشفتين شبيهة للغاية بالأنسجة داخل فمك؛ مما يعني أن سرطان البشرة في الشفتين يمكن أن ينتشر عبر جسمك بشكلٍ أكثر عدوانيةً؛ لكن وفقاً لكرستنسن، فالأطباء ليسوا واثقين من السبب وراء ذلك.
في هذه الحالة؛ يقول كرستنسن أن أفضل وسيلة للحماية هي مرهم الشفاه بدرجة «إس بي إف» تبلغ 30 على الأقل، ولا تنسَ إعادة دهن شفتيك بعد تناول الطعام أو المشروبات، أو لعق الشفتين.
4. الأجزاء العلوية من القدمين
وفقاً لكرستنسن؛ بعد قضاء شتاء كامل داخل الأحذية، يمكن أن تتعرّض هذه الأجزاء للحروق بسرعة، ليس هناك الكثير من النصائح في هذه الحالة، يجب عليك فقط أن تستخدم الكريم الواقي.
بالمقابل؛ إصابة نعليّ القدمين وراحتيّ اليدين بالحروق أمر نادر للغاية، ولا يعود هذا لأن هذه الأجزاء لا تتعرض للشمس كثيراً، بل -حسب كرستنسن- لأن البشرة في هذه الأجزاء سميكة للغاية لدرجة أنها تحجب الأشعة فوق البنفسجية، ومع ذلك، فيمكن أن تصاب بضرر، لذا يجب أن تحميها أيضاً.
قم بحماية بشرتك كاملةً
إذا كنت تتساءل عما إذا كان هناك جزء من جسمك تكون فيه أكثر عرضةً للإصابة بالحروق الشمسية، فالجواب القصير هو لا. وفقاً لكرستنسن؛ إذا أصبت بالحروق في أية نقطة من جسمك، فسيكون هذا الأمر مؤلماً على المدى القصير، وسيزيد احتمال إصابتك بسرطان الجلد على المدى الطويل.
مع ذلك؛ ونتيجةً لأن سرطان الجلد يظهر في المواضع التي تعرّضت للحروق؛ يجب عليك أن تحمي وجهك بشكلٍ خاص. حسب كرستنسن؛ الحروق ليست أسوأ إذا كانت على الوجه؛ لكن الجراحة يمكن أن تكون أصعب بكثير إذا كان ينبغي إزالة سرطان الجلد من الأنف أو الشفتين، أو المنطقة حول العينين.
لا تعتقد أنك لست بحاجة لاستخدام الكريم الواقي إذا كنت ذو بشرة داكنة، أو إذا كان هناك في جسمك مناطق يمكن أن تصاب بالسمرة بدلاً من الحروق، فوفقاً لـ «أليسون دارلاند»؛ طبيبة جلدية وأستاذ في كلية الطب في جامعة ميشيغان، يحدث هذا لأن التعرّض المزمن لأشعة الشمس يجعل هذه المناطق تطوّر حمايةً جزئيةً لا تمتلكها الأجزاء الأخرى التي لا تتعرض للشمس بنفس الدرجة، وكلمة «جزئية» مهمّة جداً في الجملة السابقة؛ إذ أن الأشعة فوق البنفسجية تضر بالجلد بغض النظر عن لونه.
لا يمكننا التركيز على هذه الفكرة بما يكفي: استعمل الكريم الواقي، وافعل أي شيء ضروري لحماية جسمك من الشمس.
اقرأ أيضاً: أنت تسأل عن الواقي الشمسي، وبوساي تجيب
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً