9 خرافات خطيرة منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي عن السرطان والأجوبة الدقيقة عنها

4 دقيقة
8 خرافات خطيرة منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي عن السرطان والأجوبة الدقيقة عنها
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Kari_Caverdos
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

السرطان، كلمة مخيفة وتعبّر عن عدو البشرية الثاني بعد أمراض القلب والأوعية الدموية، لكن الأمر اختلف عن السابق، فهذا المرض لم يعد عضالاً كما في السابق، بل تطور العلم بشكل كبير وتراكمت الأبحاث الممولة عالمياً ليصبح لدينا فهم جيد عن آلية نشوء السرطان وكيفية علاجه، لكن إحدى النواحي السلبية لهذا التطور هي انتشار معلومات خاطئة عن السرطان في مواقع التواصل الاجتماعي، وتبنّي نسبة كبيرة من الناس هذه المعلومات ونشرها، لذا هناك ضرورة ملحة للتصدي لهذه الظاهرة وتصويبها.

اقرأ أيضاً: لماذا لا يُصاب القلب بالسرطان؟

منشورات معظمها ترويجي وبلا مصداقية

من الممكن أن تفتح فيسبوك فتجد منشوراً عن اكتشاف علاج شامل للسرطان يقول: وداعاً للسرطان أو لا سرطان بعد اليوم، وعندما تقرأ محتوى المنشور ستلاحظ وجود أرقام ونسب مئوية وأسماء باحثين أجانب موضوعة دون سياق من أجل كسب مصداقية مزيفة، ولزيادة انتشار هذا المنشور أو غيره، وعندما تجري تحقيقاً بسيطاً عن المصدر، يتبين أن هذا المنشور مُنشأ فقط للحصول على بعض الإعجابات أو للترويج لأحد المنتجات بغض النظر عن نوعها دون الاستناد لمنهج علمي معتمد وأبحاث واقعية.

بعض الخرافات المنتشرة عن السرطان في السوشيال ميديا 

تعد هذه الظاهرة خطيرة، نظراً لاقتناع الأشخاص غير المختصين بهذه المعلومات المزيفة، ما يؤثر على قراراتهم الصحية ونمط حياتهم، فهناك مَن يتناول اللوز المرّ قناعةً منه أن هذا سوف يقيه من السرطان، أو سيمتنع عن الخضوع للعلاج الكيميائي لأنه قرأ أن أعراضه أسوأ من السرطان بحد ذاته، وعدة خرافات أخرى منتشرة وأهمها ما يلي:

خرافة 1: تناول السكر يزيد من انتشار السرطان

على الرغم من وجود أبحاث تنص على أن الخلايا السرطانية تستهلك كمية غلوكوز أكثر من الخلايا العادية، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن تقليل السكر أو عدم تناوله سوف يؤدي إلى تجويع السرطان وزواله، فيمكن للمريض أن يأكل السكر باعتدال واتزان. ولا يزال هذا الموضوع قيد التحقيق ولا يوجد جزم بخصوصه، لكن الكفة ترجّح أنه لا يتأثر بذلك إنما البدانة الناتجة عن زيادة استهلاك السكاكر قد تكون عاملاً مسبباً لحدوث السرطان.

خرافة 2: كل كتلة صلبة في الثدي هي سرطان ثدي

ليست بالضرورة أن تكون كل كتلة صلبة في الثدي سرطاناً للثدي، بل غالباً ما تكون ورماً حميداً أي لا ينتشر، لكن من المهم أن يتم فحص كل كتلة تم الشعور بها في الثدي حتى يظهر نوعها، مبتعدين عن الاستنتاجات المسبقة بأنها سرطان حتماً فهذا الأمر يحدث آثاراً سلبية على الحالة النفسية والصحية للشخص.

خرافة 3: وجدنا العلاج الشامل للسرطان

يوجد ما يقرب من 200 نوع سرطان مختلف، وكل منها له مبدأ ثابت هو الانقسام المفرط للخلايا نتيجة خلل في الحمض النووي، لكن هناك عدة متغيرات مثل المورثات التي تحفّز نمو السرطان، وآلية السرطان في التهرب من مناعة الجسم وكيفية العلاج ونوع الخلايا المصابة، لذا عندما ينتشر خبر بوجود علاج شامل للسرطان، من الممكن اعتباره خبراً مزيفاً منذ البداية، وخاصة عندما يُقال إن العلاج هذا تم حظره لكي تربح شركات الأدوية كما تزعم بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.

اقرأ أيضاً: هل تصاب النباتات بالسرطان؟

خرافة 4: تناول فاكهة أو نوع خضار معين يقي من حدوث السرطان

قد تسمع شخصاً يقول إنه يتناول الرمان لأنه يحتوي على مضادات أكسدة وهذا يقيه من حدوث السرطان، وهذا صحيح من جهة لأن الأكسدة قد تسبب ظهور الجذور الحرة المرتبطة بزيادة احتمال حدوث سرطان، لكن هذه ليست الطريقة الوحيدة للإصابة بالسرطان، وهناك عوامل مسببة أخرى غير الأكسدة مثل البدانة أو التعرض لمواد كيميائية أو سموم، وشرب المياه الملوثة أو الكحول والتقدم بالعمر وأشعة الشمس، ومن الممكن أن يصاب به أي شخص بمجرد أنه حي وتنقسم خلاياه، فتناول نوع غذاء يقي من أحد العوامل لا يتصدى للعوامل الأخرى، والإفراط في هذا الغذاء لا يعطي حماية مضاعفة.

خرافة 5: السرطان وراثي ولا يمكن أن يصاب شخص ليس لديه أقارب مصابون سابقاً

معظم هذه التصريحات صحيحة بشكل جزئي، لكنها خاطئة عند إكمالها، فهناك سرطانات وراثية لكنها لا تشكل سوى 5-10% من الحالات، ويعد السرطان مرضاً متقطعاً، أي من الممكن أن يصاب به شخص لا يوجد من أقاربه مصابون سابقاً، ومن المفضل أن يزيد الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بالسرطان من الحذر والفحوصات الدورية للكشف المبكر عن وجود السرطان، لكن الكل معرض للإصابة به مهما كان جنسه أو عمره أو عرقه.

اقرأ أيضاً: لماذا يحدث السرطان وما أهم علاجاته المتوفرة حتى الآن؟

خرافة 6: السرطان هو حكم إعدام مطلق

لا يؤدي السرطان مباشرة إلى الموت، اختلف الوضع عما كان منذ عقود مضت. وعلى الرغم من وجود وفيات كثيرة بسبب السرطان، لكن أكثر من 80% من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بأنواع السرطان التي يسهل تشخيصها وعلاجها يحيون لمدة تزيد على 10 سنوات بعد العلاج، ويعد الكشف المبكر وتحديد نوع السرطان أهم النقاط الفاصلة في عملية العلاج، بالإضافة لتوفر الأدوية والتقنيات العلاجية المناسبة من أضداد وحيدة النسيلة وغيرها.

خرافة 7: لن ينمو الشعر مجدداً بعد العلاج الكيميائي

يعتقد البعض أن السرطان هو ما يسبب تساقط الشعر، لكن العلاج الكيميائي هو المسبب لهذا الأمر، فالعلاج الكيميائي يمنع انقسام الخلايا السريع، ومن أهم الخلايا التي تنقسم بسرعة عدا السرطانات؛ الخلايا المولدة للشعر والأظافر، لذا يتساقط الشعر في مراحل العلاج الكيميائي، ولكنه ينمو مجدداً بكثافة وقوام مختلف عما سبق بعد 3- 6 أشهر تقريباً من نهاية العلاج.

خرافة 8: قد تسبب مضادات التعرّق ومزيلات العرق سرطان الثدي

من الممكن أن يطلب الأخصائي من المرضى عدم استخدام مضادات ومزيلات العرق قبل التصوير للكشف عن سرطان الثدي، والسبب في ذلك هو تأثير الألمنيوم الموجود في هذه المزيلات على صورة الثدي بالأشعة السينية، ما قد يعطي نتيجة خاطئة لا تعبّر عن الحالة الفعلية للمريض أو المريضة، وليس السبب ارتباطها بالسرطان.

خرافة 9: السرطان مرض معدٍ ويجب الابتعاد عن المصابين به

لا، السرطان ليس مرضاً معدياً، ولا يمكن أن تصاب به عند عناق أو تقبيل أحد المرضى به، إلا أن هناك حالات ينتقل بها السرطان للأشخاص السليمين عن طريق زرع عضو من مريض سرطان وهي حالات نادرة، ولكن هناك نوع بكتيريا يدعى هيليكوباكتر بيرولي (Helicobacter pylori)، وبعض أنواع الفيروسات التي تسبب السرطان مثل فيروس التهاب الكبد بي وسي وفيروس إبشتاين بار وغيرها التي يجب الحذر عند التعامل مع المصابين بها.

اقرأ أيضاً: دراسات استمرت عقوداً تربط بين الأطعمة فائقة المعالجة والإصابة بالسرطان والموت المبكر

هناك عدة خرافات أخرى لا تزال تنتشر بخصوص السرطان وغيره من الأمراض، وبحسب البحث الذي نشره سكايلر جونسون وزملاؤه عام 2022 في دورية المعهد القومي للسرطان الأميركية، وجدوا أن 1 من أصل 3 معلومات منتشرة عن السرطان في مواقع التواصل الاجتماعي خاطئة أو زائفة، لذا من الحكمة عدم تصديقها أو نشرها ويجب التأكد من صحتها من قبل أحد المصادر الموثوقة والأطباء المعتمدين من وزارات الصحة قبل اعتمادها شخصياً أو اجتماعياً.