كيف يقوّي الزنك جهاز المناعة لديك ويسرّع عملية الشفاء؟

ملخص: الزنك عنصر معدني ضروري لوظيفة المناعة؛ حيث يؤدي عدداً من الوظائف الحيوية في الجسم، أولها التأثير في نمو وأداء الخلايا المناعية مثل الخلايا التائية والبائية والعدلات والبلعميات، ويؤدي نقص مستويات الزنك إلى أقل من 70 ميكروغراماً/ديسيلتر للنساء و74 ميكروغراماً/ديسيلتر للرجال، إلى  زيادة خطر الإصابة بالعدوى واضطرابات المناعة، ونقصه يعوق عملية البلعمة لدى العدلات. وثانياً، يتمتّع الزنك بخصائص مضادة للأكسدة، ويؤدي دوراً حيوياً في تنظيم إنتاج السيتوكين الذي ينظّم الاستجابة المناعية والتواصل بين الخلايا. ثالثاً، للزنك خصائص مضادة للزنك، حيث يوجّه مسببات الأمراض إلى الخلايا البلعمية لتدميرها، ويثبّط امتصاص المنغنيز البكتيري. رابعاً، يساعد الزنك على التئام الجروح، وتسريع شفاء المصابين بأمراض خطيرة، والحروق الشديدة، وخراجات تحت الجلد، والعمليات الجراحية البسيطة.

يُعدّ الزنك عنصراً غذائياً حيوياً يدعم وظيفة المناعة من خلال مشاركته في عمليات خلوية مختلفة، إليك أهمها.

الزنك يطوّر وظيفة الخلايا المناعية

يُعدّ الزنك ضرورياً لتطور الخلايا المناعية وأدائها لوظائفها الحيوية مثل الخلايا التائية والبائية، والعدلات (Neutrophils)، والبلعميات، والخلايا القاتلة الطبيعية، لذا فإن النقص في المستوى الفيزيولوجي للزنك في مصل الإنسان أو البلازما إلى ما دون 70 ميكروغراماً/ديسيلتر لدى النساء، و74 ميكروغراماً/ديسيلتر لدى الرجال، يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى والتسبب في اختلالات مناعية شديدة.

أشارت دراسة نشرتها مجلة الكيمياء الحيوية الغذائية (Journal of Nutritional Biochemistry) عام 2024، إلى أن نقص الزنك يقلل قدرة خلايا العدلات على بلعمة مسببات الأمراض وتدميرها. 

اقرأ أيضاً: الخلايا المناعية المعدلة وراثياً: أمل جديد لمرضى السرطان

الزنك يثبط الالتهاب

يتمتّع الزنك بخصائص مضادة للأكسدة، حيث يمكنه تثبيط إنتاج أنواع الأوكسجين التفاعلية (ROS) شديدة التفاعل، التي تهاجم الجزيئات الخلوية الكبيرة مثل دهون الغشاء الخلوي، فتسبب أكسدتها، أو قد تغير تركيب البروتينات ووظيفتها، أو تسبب تلفاً في الحمض النووي (DNA)، ما قد يؤدي إلى طفرات جينية وزيادة خطر الإصابة بالسرطان.

علاوة على ذلك، يؤدي الزنك دوراً حيوياً في تنظيم إنتاج السيتوكين، وهو بروتين تُنتجه الخلايا المناعية مثل الخلايا التائية والبلعميات، ويساعد على تنظيم الاستجابة المناعية والتواصل بين الخلايا، حيث تعمل السيتوكينات كرسائل كيميائية (إشارات) بين الخلايا للمساعدة على تنظيم العديد من العمليات البيولوجية، بما في ذلك الالتهاب.

للزنك خصائص مضادة للميكروبات

يمكن للشكل الأيوني الموجب للزنك أن يوجه مسببات الأمراض كيميائياً نحو خلايا البلعمة لتدمرها، كما يمكن للزنك تثبيط امتصاص المنغنيز بواسطة بكتيريا العقدية الرئوية (Streptococcus pneumoniae) من خلال منافسته على مواقع الارتباط، ما يضعف قدرة البكتيريا على التسبب بالعدوى.

اقرأ أيضاً: اكتشاف مركب جديد قد يقضي على مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية

التئام الجروح

يساعد الزنك على التئام الجروح، وهي استجابة فيزيولوجية طبيعية لإصابة الأنسجة، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالاستجابات الالتهابية والمناعية، حيث وجدت دراسة نشرتها مجلة الحروق والصدمات (Burns & Trauma)، أن نقص الزنك يسبب تأخيراً في عملية التئام الجروح، وأن مكملات الزنك ساعدت المرضى المصابين بأمراض خطيرة، وإصابات حروق شديدة، وخراجات تحت الجلد، وعمليات جراحية بسيطة، وذلك من خلال عدة آليات شملت:

• إزالة البكتيريا.
• نخر الأنسجة المصابة.
• حل الالتهاب.
• إزالة حطام الأنسجة.
• تدفق الخلايا الليفية والكيراتينية وإعادة الظهارة اللاحقة.
• تكوين الأوعية الدموية.
• تنشيط الخلايا الجذعية.
• إعادة تشكيل المصفوفة خارج الخلية.