للكوليسترول نوعان، أولهما الكوليسترول الجيد أو ما يُعرف بالبروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)، وثانيهما الكوليسترول السيئ أو البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL). وعلى الرغم من أن المكونات البروتينية الدهنية هذه تؤدي دوراً واحداً في نقل الكوليسترول عبر الدم، فإن الفرق يكمن بالأعضاء ومكونات الجسم التي تنقل هذه البروتينات الشحمية الكوليسترول منها وإليها.
ما الدور الذي يؤديه الكوليسترول الجيد (HDL)؟
يؤدي البروتين الشحمي عالي الكثافة دوراً في نقل جزيئات الكوليسترول المتراكمة على بطانة الأوعية الدموية والخلايا القلبية وخلايا الجسم كافة، وبذلك يتجلى دوره في الوقاية من تراكم اللويحات العصيدية وبذلك يؤمّن الحماية ضد الأمراض القلبية الوعائية وعلى رأسها تصلب الشرايين.
لهذا السبب يُنصح دائماً بالحفاظ على مستوى هذا الكوليسترول بتراكيز أعلى من 55 مليغراماً/ ديسيلتر عند الإناث و45 مليغراماً/ ديسيليتر عند الذكور، وكلما ارتفعت مستويات هذا الكوليسترول انخفض خطر الإصابة بأمراض القلب وأمراض الأوعية الدموية والسكتة الدماغية.
اقرأ أيضاً: ما أعراض ارتفاع الكوليسترول في الدم؟
ماذا عن الكوليسترول السيئ (LDL)؟
من جهة أخرى، يؤدي البروتين الشحمي منخفض الكثافة دوراً في نقل جزيئات الكوليسترول وترسيبها على بطانة الشرايين، وبذلك يمكننا القول إنه يسهم في تكوين اللويحات العصيدية والتي تعتبر من أهم عوامل الإصابة بمرض تصلب الشرايين وزيادة خطر حدوث الاحتشاءات القلبية والسكتات الدماغية، وما يترتب على ذلك من ضعف التروية الدموية للعضلة القلبية وحتى ضعف وصول الدم للأجزاء البعيدة من الجسم، وبذلك تتأثر كلٌّ من التروية المركزية والمحيطية بارتفاع مستويات الكوليسترول السيئ.
وبالنسبة لهذا النوع من الكوليسترول، كلما انخفضت نسبته في الدم كان ذلك أفضل، ويمكننا القول إن مستوى البروتين الشحمي منخفض الكثافة جيد عندما يكون أقل من 130 مليغراماً/ ديسيلتر في الحالة الطبيعية، أما عند الإصابة بداء السكري أو ارتفاع الكوليسترول الكلي فينبغي عندئذ أن يكون المستوى أقل من 100 مليغرام/ ديسيلتر.
اقرأ أيضاً: ما العلامات المنذرة للإصابة بالاحتشاء القلبي؟
هل من الأفضل أن نرفع من الكوليسترول الجيد أمْ أن نخفّض الكوليسترول السيئ؟
قد يهيأ لنا أن المعادلة بسيطة وهي أن نعزز مستوى الكوليسترول الجيد وأن نخفّض الكوليسترول السيئ، وهذا صحيح إلى حدٍ ما، ولكن هناك المزيد مما تجب معرفته.
يمكن خفض مستويات الكوليسترول السيئ باستخدام الأدوية مثل الستاتينات إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي، وبشكلٍ عام يعتبر خفض الكوليسترول السيئ أهم من رفع الكوليسترول الجيد في معظم الأوقات ولكن ليس جميعها.
على الرغم من أن الآثار الدقيقة لخفض الكوليسترول على الصحة لا تزال قيد الدراسة، فإن هناك بوادر تشير إلى أن خفض الكوليسترول بشكلٍ كبير قد تكون له تداعيات على الصحة العقلية؛ حيث وجدت دراسة أجرتها جامعة ديوك على 121 شابة يتمتعن بصحة جيدة، أن اللاتي كن يعانين من انخفاض الكوليسترول كن أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق مقارنة بالشابات ذوات مستويات الكوليسترول الطبيعية.
وتم تفسير النتائج بأن الكوليسترول يؤدي دوراً مهماً في تركيب الهرمونات وفيتامين د، لهذا السبب تؤثر المستويات المنخفضة منه في صحة الدماغ. ومع ذلك لا تزال العلاقة بين انخفاض الكوليسترول والصحة العقلية غير مفهومة تماماً وتحتاج إلى المزيد من البحث.
وعلاوة على ذلك، وجدت دراسة أجريت في الكلية الأميركية لأمراض القلب، وجود علاقة محتملة بين انخفاض كوليسترول الدم وزيادة خطر الإصابة بالسرطان، فالعملية التي تؤثر في خفض مستوى الكوليسترول هي نفسها التي تؤثر في السرطان ولكن هناك حاجة إلى المزيد من البحث حول هذه العلاقة لتعميم النتائج. ومن المخاوف الأخرى هي أن خفض مستوى كوليسترول الدم عند النساء الحوامل يرفع من خطر حدوث ولادة مبكرة أو ولادة طفل منخفض الوزن.
اقرأ أيضاً: إليك أبرز أعراض القصور الكلوي الحاد والمزمن عند البالغين
على الرغم من أن خفض الكوليسترول الضار يبدو الاستراتيجية الأفضل، فقد تكون لذلك مضاعفات وتداعيات غير واضحة بشكلٍ كامل، لهذا السبب يُنصح برفع مستوى البروتين الشحمي عالي الكثافة والحفاظ على البروتين الشحمي منخفض الكثافة ضمن الحدود الطبيعية دون الإفراط في خفضه أو التركيز على خفضه دون إيلاء الاهتمام إلى رفع البروتين عالي الكثافة.