في قاموس الذكور، يتربع الصلع أعلى قائمة مخاوفهم بما يتعلق بتبدلات أجسامهم مع الوقت، خاصةً أن حدوث الصلع، الذي يُعرف بالصلع الذكوري، يرتبط بالذكور الأربعينيين والخمسينيين، أمّا عند الإناث فمهما كانت حدة تساقط الشعر لديهنّ، فهن لا يصلعن بالكامل.
يحدث الصلع الذكوري ببطء على مدار السنين، وسيره البطيء هذا يجعل دخوله سلساً لدرجة أن الشخص قد لا يلاحظ تقدم الصلع لديه. لهذا السبب قدمنا أهم العلامات المبكرة التي تُنذر بحدوث الصلع الذكوري، والخيارات العلاجية المتوفرة لتدبير ذلك.
اقرأ أيضاً: ما أسباب توقف نمو الشعر «الحلس» وما طرق علاجه؟
العلامات المبكرة لحدوث الصلع الذكوري
تختلف العلامات المُنذرة بحدوث الصلع بين الذكور، فمنهم مَن يفقد شعره بنسبة خفيفة ومنهم مَن يعاني تساقطاً على شكل كتل في الشعر، إضافة إلى اختلاف أماكن بدء حدوث الصلع. ولكن هذا لا يعني أن كل مَن يعاني تساقط الشعر سينتهي به المطاف بالصلع حتماً، إذ يمكن لفقدان الشعر أن يكون مؤقتاً تبعاً لبعض العوامل كالعوز الغذائي أو الإجهاد أو التوتر.
ومن أبرز العلامات التي نستدل من خلالها على حدوث الصلع الذكوري نذكر التالي:
1. ترقق الشعر حول الصدغين وخلف الرأس
يبدأ الصلع الذكوري على شكل ترقق بالشعر حول الصدغين، والصدغ هو المنطقة التي تقع أعلى وخلف الأذن، كما يلاحظ ترقق الشعر أعلى وخلف الرأس. ويُستدل على حدوث ترقق الشعر من خلال القدرة على رؤية الفروة بوضوح من خلال الشعر.
2. تراجع خط الشعر
خط الشعر هو ذاك الموجود في مقدمة وجوانب الرأس. وفي الصلع الذكوري، يبدأ هذا الخط بالتراجع إلى الخلف وفي كثير من الأحيان يأخذ هذا التراجع شكل حرف "M". والسبب في ذلك يعود لأن تراجع الشعر الموجود على جانبي الرأس أسرع من تراجع الشعر الموجود في المنتصف.
اقرأ أيضاً: ما العلاقة بين نقص فيريتين الحديد وتساقط الشعر؟
3. ترقق شعر قمة الرأس
لا يتخذ الصلع الذكوري شكل التقدم نفسه دائماً، ففي بعض الحالات تكون العلامة الأولى للصلع ترقق شعر قمة الرأس دون ملاحظة أي ترقق أو تراجع في شعر الجانبين. يشيع هذا النمط عند الذكور الآسيويين كما أنه ذو تقدم بطيء، إذ قد يستغرق الأمر سنوات قبل أن يتحول الشعر الخفيف إلى منطقة صلعاء في أعلى الرأس. من جهةٍ أخرى، يعاني البعض تساقط الشعر بالتساوي في كامل الرأس، دون وجود أي نمط سائد لفقدانه أو ترققه.
4. تساقط الشعر على شكل كتل
على الرغم من أن الشكل الغالب من الصلع هو الذي يتضمن تساقط الشعر ببطء، فإنه يمكن أن يفقد الشخص في بعض الأحيان كتلاً كبيرة من شعره دفعة واحدة، وغالباً ما تنطوي أسباب حدوث تساقط الشعر الكتلي على الإصابة بحالات صحية كامنة، لهذا يُنصح بزيارة مقدم الرعاية الصحية حينئذٍ.
5. تساقط شعر كامل الجسم
لا تقتصر العلامات المنذرة بحدوث الصلع الذكوري على تلك التي تشمل شعر الرأس؛ إذ إن فقدان الشعر في أجزاء الجسم التي ينبغي أن ينمو فيها بشكلٍ طبيعي علامة مُنذرة أيضاً، كملاحظة تساقط شعر الجسم كشعر الساقين أو الذراعين أو عدم نمو شعر الذقن بعد الحلاقة بالسرعة نفسها المعتادة.
6. وجود شعر على الوسادة في كل صباح
تساقط بعض الشعر كل يوم أمرٌ طبيعي، إذ يعتبر هذا جزءاً من دورة حياة كل شعرة، ويُقدّر العدد الطبيعي للشعر المتساقط في اليوم الواحد سواء الموجود على الوسادة أو في مشط الشعر بملا لا يتجاوز 50-90 شعرة. أمّا إذا كان عدد الشعر المتساقط أكثر من 100 فمن المحتمل أن يكون ذلك علامة على الصلع الذكوري.
اقرأ أيضاً: لماذا يتساقط الشعر؟ وما هو العلاج الأنسب لهذه الحالة لكل من الرجال والنساء؟
كيف تتعامل مع العلامات المبكرة للصلع؟
تتلخص الخيارات العلاجية لتساقط الشعر والصلع الذكوري بالأدوية والتدليك باستخدام الزيوت المغذية، كزيت الخروع وزيت إكليل الجبل وجوز الهند، أو استخدام إبر البلازما أو زرع الشعر. والشيء المشترك بين هذه الخيارات على اختلافها هو ضرورة التحلي بالصبر، إذ لن يتم حصد النتائج بين ليلة وضحاها، كما أن هذه العلاجات لا تُعيد الشعر كما كان في السابق بصورة تامة.
من الأدوية الموضعية التي تُطبق على فروة الرأس لتحفيز نمو الشعر نذكر المينوكسيديل، لا يحتاج هذا الدواء إلى وصفة طبية ويُطبق مرتين يومياً، وعادةً ما تظهر النتائج بعد 6 أشهر من المواظبة على تطبيقه.
كما يُعطى دواء فيناسترايد بمعدل حبة يومياً عن طريق الفم، ولا يمكن توقع النتائج قبل مرور 6 أشهر على البدء به كما المينوكسيديل. لكن على عكس المينوكسيديل يحتاج فيناسترايد إلى وصفة طبية لما له من آثار جانبية مزعجة، لهذا ينبغي أن يؤخذ تحت إشراف الطبيب.
يقتضي التوقف عن تناول الأدوية هذه عودة تساقط الشعر، لهذا يُفكر البعض بحلول أكثر ديمومة مثل إبر البلازما، التي تزيد من سماكة الشعرة وتجدد أنسجة الفروة وبصيلات الشعر التالفة. الخبر السار أن نتائجها تظهر بعد الجلسة الثانية وتتحسن خلال 3 أشهر، إلّا أنها بالمقابل تتطلب التخدير وذات تكلفة أعلى من الخيار الدوائي.
من جهةٍ أخرى، توفّر عمليات زرع الشعر حلاً دائماً للصلع الذكوري، إذ يأخذ الطبيب عينات من بصيلات شعر المناطق التي لا يزال ينمو فيها الشعر ويزرعها في أماكن الصلع، ويستغرق العمل الجراحي من 4-8 ساعات، كما أنه يتطلب التخدير.
اقرأ أيضاً: إليك نصائح تساعدك في تأخير ظهور شيب الشعر
يحتاج الشخص عادةً إلى عدة جلسات لحصد النتائج المرغوبة، وقد يستغرق الأمر 6-12 شهراً لتقييم النتائج. ومع ذلك توجد مجموعة من الآثار الجانبية التي تُقلل من جاذبية العمل الجراحي كالتندب والإصابة بالإنتان، كما يحدث تساقط متزايد للشعر مباشرةً بعد العمل الجراحي ما قد يكون محبطاً للمريض.