ما هي فوائد أداة كشط اللسان في تنظيفه والتخلص من رائحة الفم الكريهة؟

4 دقيقة
ما فوائد أداة كشط اللسان في تنظيفه والتخلص من رائحة الفم الكريهة؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/New Africa

ملخص:

المشكلة: يقتصر مفهوم الحفاظ على صحة الفم بالنسبة إلى البعض على استخدام فرشاة الأسنان والمعجون والخيط لكنهم يتجاهلون اللسان، على الرغم من أنه لا يقل أهمية عن الأسنان.

السبب: تغطي سطح اللسان نتوءات صغيرة هي الحليمات الذوقية. يمكن لتلك الحليمات أن تكون موطناً للعديد من أنواع البكتيريا وبقايا الطعام والخلايا الميتة، مكونة طبقة من الأغشية الحيوية أو البلاك اللساني، ما قد يسبب العديد من المشكلات الصحية، بما فيها تسوس الأسنان والتهابات اللثة ورائحة الفم الكريهة. 

الحل: تتوفر العديد من أدوات كشط اللسان المعدنية أو البلاستيكية، الممكن استخدامها لإزالة طبقة البلاك، بالإضافة إلى إمكانية استخدام فرشاة الأسنان، كما قد تحتوي بعض أنواع فرش الأسنان على منظف مدمج في الجزء الخلفي من فرشاة الأسنان، ويكتفي آخرون باستخدام غسول الفم أو جل تنظيف اللسان.

هل تعلم أن تنظيف اللسان ربما لا يقل أهمية عن تنظيف الأسنان بغية الحفاظ على نظافة الفم؟ في الواقع، للسان دورٌ مهم في الصحة الفموية، لكن بعض الأشخاص قد يتجاهلون حقيقة أنه يؤوي العديد من الميكروبات وبقايا الطعام، فإذا تركته دون تنظيف، يمكن أن يكون له آثاره سلبية في صحتك العامة، بالإضافة إلى رائحة الفم الكريهة. سنتعرّف في هذا المقال إلى الفوائد الصحية لكشط اللسان وكيفية تنظيفه بطريقة صحية وآمنة.

لماذا من المهم تنظيف اللسان؟

اللسان عبارة عن عضلة في الفم تؤدي دوراً مهماً في التذوق والتحدث. تغطي سطحه نتوءات صغيرة تُعرف بالحليمات الذوقية، تسمح لك بالتذوق والإحساس بالملمس، لكن يمكنها أيضاً حبس البكتيريا وبقايا الطعام.

إذا لم تنظف لسانك، فإنك تسمح للبكتيريا وبقايا الطعام والخلايا الميتة بالتراكم على سطح اللسان، وتكوين طبقة من البلاك اللساني أو الأغشية الحيوية. يرتبط وجود هذه الطبقة بتسوّس الأسنان وأمراض اللثة والتهابات الفم. علاوة على ذلك، قد تُطلق بكتيريا هذه الطبقة مُركّبات الكبريت المتطايرة المسؤولة عن رائحة الفم الكريهة، لذا تهدف عملية تنظيف اللسان إلى تقليل خطر الإصابة بمشكلات الفم الصحية.

اقرأ أيضاً: إليك أسباب التهاب اللسان عند مريض السكري وكيفية علاجه

ما هي عملية كشط اللسان؟ وكيف تحدث؟

كشط اللسان هو عملية تستهدف إزالة الطبقة الخارجية من اللسان باستخدام أداة بلاستيكية أو معدنية من النحاس أو الفولاذ المقاوم للصدأ، أغلبها ذات شكل دائري قليل لتناسب محيط اللسان. لاستخدام مكشطة اللسان، ضعها برفق في الجزء الخلفي من اللسان واكشط للأمام بحيث تزيل معها بقايا الطعام والبكتيريا. اشطف المكشطة بالماء بعد كل تمريرة لإزالة ما كشطته. كرر هذه العملية عدة مرات.

قد يستبدل بعض الأشخاص بأداة الكشط فرشاة الأسنان لتنظيف اللسان، وذلك من خلال تمرير شعيرات الفرشاة الناعمة على اللسان بدءاً من الجزء الخلفي. لا تنسَ شطف فرشاة الأسنان أيضاً بعد تنظيف اللسان لإزالة بقايا الطعام والبكتيريا، كما قد تحتوي بعض أنواع فرش الأسنان على منظف مدمج في الجزء الخلفي من فرشاة الأسنان.

بالإضافة إلى ما سبق، قد يلجأ البعض لتنظيف لسانه باستخدام غسول الفم أو جل تنظيف اللسان، المكوَّن من مواد مخصصة يمكنها قتل البكتيريا إلى جانب إضفاء رائحة منعشة.

عموماً، مهما كانت الطريقة التي تفضّلها في تنظيف لسانك، حاول أن تجري العملية بلطفٍ دون أن تضغط كثيراً على اللسان تجنباً لإصابته.

اقرأ أيضاً: ليس مباشرة بعد الأكل: تعرّف إلى الأوقات المثالية لتنظيف الأسنان

فوائد كشط اللسان

يوفّر كشط اللسان العديد من الفوائد الصحية، أهمها:

التخلص من رائحة الفم الكريهة

تنجم رائحة الفم الكريهة عن سوء نظافة الفم أو نتيجة مشكلات صحية أخرى، مثل أمراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي واضطرابات الغدد الصماء. وعلى الرغم من أن تنظيف الأسنان يساعد على التخفيف من رائحة الفم الكريهة، فإن تنظيفها مع كشط اللسان قد يساعدان على التخلص منها نهائياً. 

في مراجعة منشورة في دورية بحوث التمريض (Nursing Research)، تبين أن الالتزام بكشط اللسان إلى جانب تنظيف الأسنان بالفرشاة، قلل رائحة الفم الكريهة المزمنة على نحو أفضل من تنظيف الأسنان وحدها.

اقرأ أيضاً: معجون أسنان بالفحم النشط: ما الفوائد والأضرار؟

تحسين صحة الفم 

وفقاً للمعهد الوطني للصحة، يحتوي الفم على أكثر من 700 نوع من الميكروبات. بعض هذه الميكروبات مفيد وضروري لصحة الفم والجسم، في حين أن بعضها الآخر يرتبط بأمراض اللثة وتسوّس الأسنان وتراكم البلاك. تتراكم هذه الأنواع البكتيرية ليس فقط على الأسنان، وإنما أيضاً على اللسان، لذا قد يساعد كشط اللسان على إزالة الميكروبات.

وجدت دراسة نشرتها مجلة ممارسة طب الأسنان المعاصرة (The Journal of Contemporary Dental Practice)، أن كشط اللسان باستخدام أداة كشط بلاستيكية قلّل من الحِمل البكتيري على سطح اللسان وفي الفم.

تحسين صحة الجهاز الهضمي

وجدت دراسة منشورة في دورية العلاجات التكميلية في الطب (Complementary Therapies in Medicine) أن كشط اللسان مدة 4 أسابيع خفف أعراض اضطرابات الجهاز الهضمي عند المشاركين، مثل الإمساك والبراز المائي كريه الرائحة.

تحسين حاسة التذوق

أفادت دراسة نشرتها مجلة إعادة تأهيل الفم (Journal of Oral Rehabilitation)، بأن التنظيف الميكانيكي لسطح اللسان باستخدام فرشاة نحو 14 يوماً، حسّن وظائف التذوّق عند المدخنين وغير المدخنين. 

اقرأ أيضاً: هل يؤثر تفريش الأسنان على شهيتك للطعام؟

مخاطر استخدام أدوات كشط اللسان

عموماً، يُعدّ كشط اللسان إجراءً آمناً، ولا ينطوي على مخاطر صحية، لكن ثمة بعض السلبيات والمخاطر لاستخدام آلة كشط اللسان مثل: 

  • حذّر أستاذ وعالم أبحاث السرطان، الطبيب أدهم الخضيري، من استخدام آلة كشط اللسان المعدنية، حيث وضّح الخضيري أنها قد تُحدِث ضرراً دائماً في حليمات التذوق.
  • يمكن أن يؤثّر سلباً في ميكروبيوم الفم، حيث وضّح خبراء الصحة من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، أن الجزء الخلفي من اللسان يحتوي على بكتيريا مفيدة تحوّل النترات الغذائية في الخضروات الورقية مثل السبانخ والخس، وفي الخضروات الجذرية مثل الجزر والبنجر، إلى مادة أوكسيد النيتريك، وهو مفيد لصحة القلب والدورة الدموية. ولكن عندما تكشط الجزء الخلفي من لسانك، فإن هذا يقلل البكتيريا المنتجة لأوكسيد النيتريك أو يزيلها، ما قد يقلل كميته، ويؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
  • ربطت دراسة قديمة بين كشط اللسان والإصابة بالتهاب شغاف القلب، حيث رصدت الدراسة المنشورة في مجلة طب الأمراض المعدية الطارئة (Emerging Infectious Diseases) حالة امرأة تعاني التهاب الشغاف، الذي يعتقد الباحثون أنه نتيجة انتقال عدوى عن مكشطة اللسان ببكتيريا المُستدمية نظيرة النزلية (Haemophilus parainfluenzae). لذا، حذّر الباحثون من أن الأشخاص الذين يعانون صمامات القلب غير الطبيعية، والذين يعتمدون على أجهزة تنظيم ضربات القلب، قد يكونون معرضين للخطر.